منهج القرطبي ( الجامع لأحكام القران )

5,942 views
Skip to first unread message

سلمى فهد الجويعي

unread,
Dec 2, 2012, 9:20:29 AM12/2/12
to mofs...@googlegroups.com

(( الجامع لأحكام القرآن ))

منهج الإمام القرطبي في تفسيرة

 

اسمه ونشأته: هو أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر الأنصاري القرطبي، ولم تذكر كتب التاريخ سنة ولادته؛ لكنه من أهل قرطبة، وقد رجّح الدكتور مفتاح السنوسي أن ولادة القرطبي في أواخر القرن السادس، أو مستهل القرن السابع،ثم رحل إلى صعيد مصر واستقرّ بمنية أبي خُصَيب واستقرّ فيها إلى أن توفي في شوال سنة 671 هـ .

 

مكانته العلميّة: كان رحمه الله من العلماء العارفين الورعين الزاهدين في الدنيا، أوقاته معمورة ما بين عبادةٍ وتصنيف، وله تصانيف تدل على إمامته وكثرة اطلاعه وفضله، فمن تصانيفه كتابه (( الجامع لأحكام القرآن )) وهو من أجلّ التفاسير وأعظمها نفعاً، وكتابـه (( الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى ))، وكتابه (( التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة ))، وغير ذلك من الكتب، وله أرجوزة جمع فيها أسماء النبي r

 

تأثره وتأثيره

تأثـره

المطالع لتفسير الإمام القرطبي يلاحظ تأثرا كبيراً بعلماء سبقوه منهم:

 الطبري: صاحب "جامع البيان في تفسير القرآن"، أفاد منه القرطبي وتأثر به خاصة في التفسير بالمأثور.

 الماوردي: وقد نقل عنه القرطبي وتأثر به.

ابن عطية: وهو القاضي أبو محمد عبد الحق بن عطية صاحب "المحرر الوجيز في التفسير"، وقد أفاد القرطبي منه كثيراً في التفسير بالمأثور وفي القراءات واللغة والنحو والبلاغة والفقه والأحكام.

أبو بكر العربي صاحب كتاب "أحكام القرآن"، أفاد منه القرطبي وناقشه ورد هجومه على الفقهاء والعلماء.

 

تأثيـره

تأثر به كثير من المفسرين جاءوا بعده، وإنتفعوا بتفسيره وأفادوا منه كثيرا. ومن هؤلاء:

 الحافظ بن كثير.

أبو حيان الأندلسي الغرناطي وذلك في تفسيره البحر المحيط.

الشوكاني: القاضي العلامة محمد بن علي الشوكاني، وقد أفاد من القرطبي كثيراً في تفسيره فتح القدير.

 

 

 

-         نبذة عن الكتاب.

يُعتبر تفسير القرطبي (( الجامع لأحكام القرآن )) أشهر كتبه وأعظمها نفعاً وقد أوضح القرطبي سبب تأليفه بقوله : (( فلما كان كتاب الله هو الكفيل بجميع علوم الشرع الذي استقل بالسنة والفرض، ونزل به أمين السماء إلى أمين الأرض رأيت أن أشتغل به مدى عمري، وأستفرغ فيه مُنّتي))

كما بيّن طريقة تأليفه بقوله: ((..بأن أكتب تعليقاً وجيزاً، يتضمن نكتاً من التفسير واللغات، والإعراب والقراءات، والرد على أهل الزيغ والضلالات، وأحاديث كثيرة شاهدة لما نذكره من الأحكام ونزول الآيات، جامعاً بين معانيهما، ومبيناً ما أشكل منهما، بأقاويل السلف، ومن تبعهم من الخلف )) ، وبهذا يتبيّن أن تفسير القرطبي يعتبر من التفسير بالمأثور الذي يفسر القرآن بالقرآن أو بالآثار الواردة عن النبي r أو عن السلف رحمهم الله.

 

وقد بيّن رحمه الله شرطه ومنهجه في تفسيره أوضح بيان، ولعلّي أُجمله في النقاط التالية:

1)   إضافة الأقوال إلى قائليها والأحاديث إلى مصنفيها، فإنه يقال: من بركة العلم أن يضاف القول إلى قائله.

2)   الإضراب عن كثير من قصص المفسرين وأخبار المؤرخين إلا ما لا بد منه، وما لا غنى عنه للتبيين.

3)   تبيين آيات الأحكام، بمسائل تُسفر عن معناها، وترشد الطالب إلى مقتضاها.

4)   إن لم تتضمن الآية حكماً ذكر ما فيها من التفسير والتأويل.

5)   ذكر أسباب النزول، والقراءات، والإعراب، وبيان الغريب من الألفاظ، مع الاستشهاد بأشعار العرب.

والذي يقرأ تفسير القرطبي يجد أنه قد التزم بما شرطه، وخطه من منهج في الغالب، فهو يعرِض لأسباب النزول، والغريب من الألفاظ، ويحتكم إلى اللغة كثيراً، ويرد على الفِرق كالمعتزلة، والقدريّة، والروافض، والفلاسفة، كما كان ينقل عن كثير ممن تقدمه في التفسير ، خصوصاً من ألّف منهم في كتب الأحكام كابن جرير الطبري، وابن عطية، وابن العربي

منهج القرطبي في تفسير آيات الأحكام

1)    تقسيم الآية إلى مسائل.

2)    مراعاة الدليل وعدم التعصب للمذهب.

3)    تحقيق مذهب المالكيّة.

4)    ذكر الشواهد من أقوال العرب وأشعارهم

5)    اهتمامه بالإعراب .

اهتمامه بالمسائل الأصوليّة.

6)    اهتمامه بصحة الأحاديث.

7)    ذكر سبب الخلاف في المسألة.

8)    ذكر القراءات في الآية.

ذكر سبب النزول.

9)    ذكر مسائل الإجماع والاتفاق.

خلاصة القول :

1)  أن كتاب الجامع لأحكام القرآن جمع الإمام القرطبي فيه جميع الأحكام الفقهيّة التي تمر من خلال آيات القرآن الكريم، ويُفصّل القول فيها بذكر أقوال العلماء.

2)  أن الإمام القرطبي أحد أئمة المذهب المالكي المحققين للمذهب، فهو صاحب علم غزير وتحقيق دقيق، كما أنه على دراية بأقوال المذاهب الأخرى، وأدلتها؛ لكنه مع ذلك منصف في حكمه متبع للدليل في رأيه.

3)  أن طريقة القرطبي رحمه الله في تقسيم الآيات إلى مسائل تُعتبر من أنفع الطرق في تفسير آيات الأحكام وشمولية الموضوعات، ولعلّه بذلك قد سبق الطرق الحديثة في عمل البحوث والرسائل العلميّة.

4)  عناية القرطبي الكبيرة عند ترجيحه للمسائل الفقهيّة، بالاعتضاد بما يُرجّح المسألة من ذكر أسباب النزول إن وُجد، أو القراءات، أو الإعراب مع استشهاده بأقوال العرب وأشعارهم.

5)  يُبيّن القرطبي رحمه الله أحياناً سبب الخلاف في المسألة الفقهيّة، مع بيانه لمواضع الإجماع والاتفاق، ومواضع الاختلاف، ويعتني بتخريج الفروع الفقهيّة على المسائل الأصولية، فهو فقيه أصولي.   

 

 

Reply all
Reply to author
Forward
0 new messages