تلاحق حمى الموبايل الشباب وبات من النادر أن تجد شاباً لا يقتني جهاز موبايل لأن ذلك يعتبر من الأمور المعيبة في نظر الكثيرين، كما أن موضة تغيير جهاز الموبايل باتت منتشرة على نطاق واسع،
حيث يتباهى بعض الشباب بشراء الأجهزة الحديثة مع إكسسواراتها الكاملة لدرجة أصبح فيها هذا الجهاز يسيطر على عقول كثير من الشباب بل وحتى على سلوكهم ، وتختلف آراءهم في النظر إلى جهاز الموبايل، ففي حين يعتبره البعض ضرورة ملحة، يعتقد البعض الآخر أنه حاجة زائدة.ومابين الاشياء الضرورية والكمالية تتاكل - ميزانية الشباب- المالية وتتزايد اعبائهم مع تنامي المتطلبات وارتفاع تكاليف الحياة.. اذن الهواتف النقالة لاشك في انها اصبحت ضرورة لاغنى عنها في وقتنا الحالي لكن تعدد موديلاتها جعل اقتنائها هاجسا يؤرق الشباب الذين بداو كانهم مهوسون بكل جديد في هذا المجال // العدالة // في هذا التحقيق تتعرف على اراء الشباب لنتعرف على كيفية استخدامه وهل هو ضرورة ام ترف وتسجية الوقت ؟ محمد - مدرس يقول :- ان دور الهاتف النقال في الحياة اليومية ضروري جدا وبه نختصر المسافات ونقرب البعيد الا انه يستهلك البطاقات الكثيرة والتي تصل احيانا الى ستة كارتات في الشهر او اكثر وبه نكسب الوقت باعمالنا المنجزة. خلف عبد الحسن - تاجر جملة بيض يقول:- اغلب اعمالنا ننهيها في جهاز الموبايل وخاصة عندما نطلب البضاعة ونرسل المبالغ وكلها تحتاج الى سرعة في العمل وايصال المعلومات فهو اكثر من ضروري من وجهة نظري. وترى الباحثة الاجتماعية / ازهار عبد- ان وجوده في ايدي الفتياة الصغيرات خطورة هامة اذا لم تكن هناك مراقبة اسرية واضافت:- لايخفى علينا ان الجيل الجديد يقتني هواتف وفيها كاميرة وتقنية / البلوتوث- وهذه تستعمل احيانا للاساءة والاستعمال الخاطى وانا اطالب من ادارات المدارس المراقبة والمتابعة والتفتيش صباح كل يوم للحفاظ على العلاقات الطيبة وعدم الانحراف وبالتالي ترك المدرسة. ويرى / بدر محمد- معلم متقاعد انه من الضروري محاسبة الاهل للولد او البنت عندما يرى فاتورة الهاتف الارضي قد ارتفعت عن المعتاد وهذا يدل على صرف وقت منهم على حساب الدراسة ولربما تتفك العلاقات الاسرية وتتطور ويحصل مالايحمد عقباه. ولاء ـ طالبة في المعهد الفني تقول: إن غيرتي من أصدقائي هي الشيء الوحيد الذي دفعني لشراء جهاز الموبايل والتعلق به أكثر فاقتنيته واستطعت من خلاله تكوين صداقات وأصبحت ألهو به ساعات طويلة ولم أنتبه لدروسي ولشهادتي وغدا أهم شيء عندي وكانت النتيجة هي رسوبي في المعهد التقني وندمي على شرائه ولكن بعد ذلك استطعت بفضل الله تعالى أن أتخلى عنه وها أنا أعيد الدراسة ومهما كان مسلياً فليس هو مستقبلي الذي أبحث عنه وكل شيء يأتي ويذهب إلا دراستي وهي أهم من الموبايل. تقول حليمة ـ طالبة جامعية: لقد أصبح الموبايل ضرورياً في عصرنا هذا ولكن عند الحاجة فقط لذلك طلبت من والدي أن يشتري لي الجهاز لأنني أسافر إلى االجامعة في البصرة من أجل دراستي وأغيب طويلاً ما يجعلني بحاجة إليه لأتمكن من التواصل مع أسرتي، و الفتاة عندما تريد اقتناء هذا الجهاز للغرض الذي صنع من أجله عليها أن لا تعلم أحداً به غير المقربين لها كأسرتها وصديقاتها وليس للتباهي أمام الناس وحمله طوال الوقت. يقول أسعد أتابع دائماً سوق الموبايل لأقتني كل جديد، لذلك يصفني بعض الأصدقاء بأني مهووس بالموبايل، لكنني أعتقد أننا في عصر التقنية والانترنيت ويجب أن نستفيد من كل منتجات هذه التقنية، ويضيف أنه يقوم بذلك رغبة منه في لفت نظر الجنس الآخر "لأن الفتيات ينظرن إلى الشاب حسب نوعية جواله. ويؤكد مرتضى (صاحب محل بيع لأجهزة الموبايل) أن معظم الشباب يقتني موديلات معينة من الأجهزة دون غيرها ، وعن أسباب انتشار ظاهرة تغيير أجهزة الموبايل عند الشباب يقول مرتضى"أعتقد أن الملل من الجهاز وسوء الاستخدام هو من أهم أسباب تغيير جهاز الموبايل، وإن كان معظم الشباب الآن يبحثون عن الأجهزة غريبة الشكل. اما مؤيد (27) فيقول لعل غيرتي من أصدقائي الذين يقتنون أحدث الأجهزة هي التي دفعتني لشراء آخر الموديلات والاطلاع على ما تحويه من برامج وتسلية وفوائد حيث أثر ذلك على حياتي الاجتماعية وعلى خطيبتي وعلى سلوكي بشكل عام وغدا أغلى شيء أمتلكه. رشا تقول: أحاول دائماً الحصول على النغمات الجديدة من خلال متابعتي لبعض الفضائيات الغنائية، كما أنني عادة ما أقوم بتحميل النغمات من خلال بعض مواقع الإنترنت التي أرتادها بشكل شبه يومي، في حين تؤكد ( زينب ) ضرورة اقتناء الموبايل، لكنها تعتبر أن مساوئ استخدامه أكثر من محاسنه، مشيرة إلى أن بعض الشباب يسيء استخدام ملحقاته (الكاميرا أو خدمة البلوتوث) بهدف تحقيق مآرب شخصية. أما شيماء / طالبة دراسات عليا /: فلا تفكر باقتناء الموبايل لأنها ليست بحاجة إليه ولا ضرورة له في حياتها حسبما تقول " خاصة أنني في هذا العمر لأن مغرياته كثيرة وهو سيلهيني عن دراستي ، وبرأيي أن أي فتاة بعمري أو أكبر مني تقتني ذلك الجهاز هي ليست بحاجة إليه وإنما للتباهي أمام الناس وأمام صديقاتها وللتسلية ليس أكثر". والحفاظ على المستوى العلمي قيمة عليا في المجتمع لوي (38عاماً) يقول: يجب اقتناء واستخدام الموبايل فقط عند الضرورة وليس لأمور أخرى كالتصوير وإرسال النغمات والرسائل والتعرف من خلاله وتكوين الصداقات ويجب معرفة استخدامه جيداً لتجنب الوقوع في الخطأ وخاصة بالنسبة للمراهقين، وتشاركه الرأي ابتسام - موظفة حيث تقول: جهاز الموبايل أصبح موضة هذه الأيام لدى الشباب وأصبح بنظرهم من لا يقتنيِ هذا الجهاز معقداً أو متخلفاً ، ولعل خطورته كلها تكمن في التقنيات التي يحويها والتي تجرّ الشباب إليها مثل البلوتوث وغيرها من الخدمات. رأينا إن لكل شيء جديد جوانب إيجابية وجوانب سلبية وإن الآلة لا تحمل أية قيمة أخلاقية ولكن الإنسان هو الذي يعطيها هذه القيمة وإن من يعاني من عقدة النقص قد يلجأ إلى وسائل يعوض بها هذا الشعور بالنقص أمام الآخرين وكما هو معروف فإن التقليد الأعمى هو دليل التخلف والسطحية لدى الأفراد، إضافة لانتشار الروح الاستهلاكية التي حولت الأشياء الكماليات إلى ضروريات في حياة الأفراد وتقع مسؤولية كبيرة على لوسائل الإعلام دور كبير في التوعية بهذه الممارسات حتى لا تتحول إلى شيء من العادة والتقليد.