يوم خرجت شركات التبغ بثوب الواعظينا والأدباء
Dr Rami Diabi
يوم خرجت شركات التبغ بثوب الواعظينا والأدباء
الدكتور رامي محمد ديابي |
"تعقيب على كتاب مولته شركات التبغ باسم : ( " دفتر سجائر") "
خرج الثعلب يوماً في ثياب الواعظينا
وأخذ يدعو الناس ويسب الماكرينا
مخطء من ظن يوماً أن لشركات التبغ ديناً
أو أن تحذيراتهم بخط ناعم أسفل سمومهم تمنع المنتحرينا
حكايتي مع التدخين وحربي عليه قصة قديمة تعود بي منذ عقدين من الزمن
تقريباً (3) وأنا أتابع ما ينشر عالمياً عن (5) شركات التبغ وحيلها
الماكرة لتسويق التبغ وتهربها من القوانين التي تحظر الإعلان على سلعتها
القاتلة في بلدان العالم الثالث والرابع حيث مازال (4) يسمح للإعلان عن
الانتحار وبيع السموم " السجائر" للأطفال ويسمى هذا الهراء للأسف ( تجارة
حرة ترعاها دول واتفاقيات ويحارب لتحري الحدود بينالدول لترويجها وتوسيعها
! ) ..(2) وهو من بركات العولمة التي أدخل فيها السم ( التبغ ومنتجاته)
كجزء أساسي للمعونات المقدمة للدول الجائعة ( حتى تخرج من حفرة الجوع إلى
هاوية الادمان) (1)
وعبر المسح الذي أتابعه لهم فقد تنوعت أساليب شركات التبغ في الالتفاف حول
التشريعات في الدول التي يحظر فيها الإعلان عن التبغ من الحلوى ( بشكل
باكيت أو بشكل سيجارة) التي تكسر الحاجز النفسي بين الأطفال وبين علبة
السجائر (6) إلى إعلانات ماكرة بصورة خبر صحفي "كمثال" عن عجوز جاوز
المئات من السنين يحتفل بعيد ميلاده الثمانين أو المئة وهو مدخن ! (8)
أو ربما " شاهدنا بحسن نية ( أي اختيار صورة عن التدخين تنسف رسالة المقال
بسبب الجهل الفقهي الإعلامي ) أو بسوء نية مدفوعة الأجر للصحفي العميل "
صورة امرأة جميلة تدخن ومعها خبر عن أضرار التدخين ( أي استخدام لغة
الصورة لترويج السجائر ضمن خبر مفاده التوعية عن التدخين بحيث تكون
المحصلة على اللاوعي والقارئ والجمهور رسالة تصب في مصلحة ترويج التبغ لا
كما يظن الناس من القراء العاديين على أنه مقال يحارب التدخين )
ولعل مما يذكر هنا وهو مما أدهشني إعلان فضائية عربية مشهورة باتجاهها
المخالف لهوية الأمة وقضاياها المصيرية وتمويلها من أعداء الأمة "ظاهره
الرحمة وباطنه من قبله العذاب " إعلان يظهر فيه ( رجل يدخن أمام طفل
لمدة60 ثانية وهو منتشي ومرتفع المزاج ومتفاخر ثم ينتهي الإعلان بفاصل
مدته 3 ثواني يحتوي كلام تحذيري من التدخين) وهو ترجمة جديدة لسوق
الإعلانات الفضائية لحيلتهم القديمة على إعلانات التبغ المصورة الجميلة
التي تحوي كلمات صغيرة الحجم مقروءة بصعوبة أسفل الإعلان " التدخين ضار
بالصحة ننصحك إلخ ..." )
وكان آخر ما سبب لي الغيظ صفاقة إلصاق سلعة الانتحار وسموم التبغ بالأدب ويالها من قلة أدب !
كتاب ممول من شركات التبغ عنوانه : ( دفتر سجائر ) وحدث عن البحر ولا حرج
من حيث حجم الدجل والكذب الذي حواه ذلك الكتاب لصالح تحبيب الناس بالموت (
تدخيناً ) فمن ترهات العشق للموت حيث ورد فيه :
((قصة علاقة وصداقة بين الكاتب والسيجارة. كأنه ولد والسيجارة في فمه، لا
تفارقه ولا يفارقها. هي الصديقة الحميمة والحبيبة الشغوفة في السّراء
والضرّاء.))
ثم تأمل معي قوله : ((فدخان السيجارة هو الحياة في فنائها))
ولا أدري هل صنفت هندسة العمارة بيت الأدب من فناءات البيوت!؟
ثم تأمل كيف حولت شركات التبغ في هذا العمل الأدبي "بلا أدب" عالم الموت
والسموم والانتحار لعالم مقدس ذو شاعرية وابتكار وأدب وخيالات لا تنتهي
حيث ورد فيه:
((أو عطر الحبيبة أو غيمة وحي تلهم الكاتب وتفجر طاقته الخلاّقة. استطاع
بول شاوول في "دفتر سيجارة" أن يسبر النفس الإنسانية ويصفها في كل حالاتها
وظروفها وأوضاعها. وصف دقيق في مشهديّة فيلم سينمائي ترسم أمامنا صورة
المقهى والقهوة والسيجارة والقلم والدخان المتصاعد أحلاماً وأوهاماً
وآمال...))
والعجيب في دفتر الهذيان هذا قوله (كل ما يعرفه هو ((أنّ منذ تلك اللحظة
العجائبية الجديرة بالقديسين والمطوّبين لم تغادر السيجارة فمه. حتّى
أثناء النوم، تظل مشتعلة مستيقظة وكأنّها تسهر عليه فقد أسماها "ملاكه
الحارس"، تدغدغ أحلامه ملوّنة" إياها بالأمل. )) والعجيب سؤالي هنا : متى
كانت الشياطين موكلة بحفظ الإنسان ( 7)
ومتى كانت رائحة التبغ التي تحتار شركات التبغ في مزجها بمواد كثيرة لتخفيف خبث رائحتها ((هي رائحة الوالدين والذكريات المقدسة ))
باختصار الكتاب يذكرك بقوة نهاية بحديث النبي عليه الصلاة والسلام :
إذا لم تستح فاصنع ماشئت !!
ختاماً :
لا أعتب على شاوول فيما كتب وما أعرفه عن حب شركات التبغ وحبها لاستعباد
الناس واسترقاقهم بسموم الادمان ولكن أعتب على إعلام العرب والمسلمين
المخترق ووزارات الإعلام والصحة التي وجب عليها أن توقف مثل تلك المهزلات
قبل أن تقف بين يدي الله ويسألها عن كل طفل فرطت في حقه!!
إلى أين نمضي وتنتهك كل مقدساتنا باسم حرية التعبير !
ويبكيني على هؤلاء هنا أن يأتي هؤلاء يوم القيامة وعلى جبينهم آيس من رحمة
الله وهم لايدرون لا يدرك الكثير ممن يتسببون في ترويج سم " التدخين" يقتل
به المسلمون , أن من جاء يوم القيامة ويده مغموسة بدم مسلم أن مصيره إعلان
على جبينه يوم القيامة ينص على " اليأس من رحمة الله " ولا تحين مندم!
هوامش :
1. انظر فلم ( صناعة القتل ) " Making a Killing" وفكرته من بوستره كافيه
لمعرفة هذه الحقيقة ( سباجيتي مخلوط مع أعقاب السجائر في معلقة تقدم
للأطفال )
2. ربما كان من أعظم قسيم الإسلام في مجال الصحة الادمانية التي تنسف أصول
العولمة الوثنية المستعبدة للإنسان هو حديث الرسول الكريم صلى الله عليه
وسلم : لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم ( صحيح البخاري )
3. بمنة الله كنت كخبير عالمي ضد التدخين أعمل منذ 17 سنة في هذاالباب من
الخير وأنشر خبراتي عموماً في منتديات التدخين التخصصية وموقعنا على :
www.addictioncontrolconsultations.com
4. المعدلات العالمية للتدخين تنخفض اليوم في العالم المتقدم ولكنها للأسف
ترتفع في دول الجنوب بعدما تآمر العالم علىالفقراء ومنعوا من متابعة شركات
التبغ قانونياً( أسوة لضحايا التبغ في الغرب عموماً ) ولكون الأنظمة
القانونية لحماية المستهلك مخترقة من شركات التبغ عموماً في دول الجنوب
حيث باض الشيطان وفرخ ( الرشوة) " ولعل مقارنة المواصفات بين التبغ الغربي
والموجود في الشرق من حيث نسب النيكوتين والقطران وأول أكسيد الكربون يعطي
نفس النتيجة ويؤكد عليها.
5. لعل ما نشرته منظمة الصحة العالمية ( باسم تقريرصوت الحقيقة 1-2) يحتوي
جزءاً مهماً عن تلك القضية وهومن أول ما بصرني بهذه الملفات المهمة.
6. وللأسف فإن الآباء الجهلة يقدمون خدمة مجانية لشركات التبغ حين يطلب من
ابنه شراء باكيت من السمان وبذلك يقرب الطفل للسموم والتبغ دون أية
مسؤولية!!
7. الدخان والسموم والأذى والنار من أركان عبادة الشيطان ( والحاصل أن
الملائكة تطردها هذه العناصر لأنها مخلوقات نورانية تتأذى مما يتأذى منه
بنو آدم)
8. كنت أرد على هذا الخبر دوماً بأن حال هذا العجوز المدخن يشبه قصة رجل
نجا من المرور في حقل ألغام من بين ألف رجل رجال عبروا حقل ألغام فأنكر
بعضهم وجود الألغام وهم يمشون فوقها وتنفجر ببعضهم كل دقيقة إلى أن قتلوا
كلهم سوى رجل منهم استطاع العبور بسلام , فأغمض عينه في نهاية الحقل وهو
ينظر للجثث المنتشرة لضحايا الألغام هنا وهناك وقال لهم : ألم أقل لكم إن
حكاية الألغام كانت كلها خيال في خيال وكذب!!
--
===============================
Dr. Rami Mohammed Sami Diabi
MD.Public Health Diploma of W.H.O.
Tobacco control Consultations-Global TC Expert
QCO" Group"-Scientific Manager
www.quitcliniconline.com
Miswakology Research Association M.A.R.D.A.T.
http://groups.google.com/group/miswak-researches
Hegama Association G.S.
http://groups.google.com/group/hijama-cupping
Islamic Researches on Diabetes Association