الطريق إلى دمشق" هو عنوان المقال الذي نشرته مجلة فوغ Vogue البريطانية الشهيرة للأزياء التي تناولت تفاصيل زيارة عارضة الازياء ستيلا تينيت إلى العاصمة السورية دمشق والتي وقع الاختيار عليها كمكان تصوير أزياء صيف 2009.
استوحى المصور Tom Craig فكرة اتخاذ دمشق كموقع لتصوير الأزياء- وهي التجربة البريطانية الأولى من نوعها- استوحاها من زيارات عديدة قامت بها سيدات انكليزيات مميزات في أواخر القرن التاسع عشر،
بدأت الرحلة من مكان إقامة فريق العمل في فندق تلمسان الواقع في أحد أحياء دمشق القديمة و في اليوم التالي لوصولهم إلى دمشق، حيث توجه الفريق ومع بزوغ الشمس إلى جبل قاسيون، و تم التقاط الصورة الأولى لـ ستيلا واقفة على صخرة وهي تنظر إلى المدينة ومنازلها المرصوفة كلوحة موزاييك، "لن أنسى أبداً ذلك المشهد الأول للمدينة مع بزوغ الشمس" تقول ستيلا التي لم تفوت فرصة التقاط الصورة الثانية وهي تتكئ على سيارة فان صغيرة تبيع قهوة الصباح لزوار الجبل.
من جبل قاسيون و إطلالته البديعة على المدينة، توجهت المجموعة إلى منطقة المزة بحثاً عن لقطة يصورونها وتكون مختلفة تماماً عن تلك التي أُخذت من جبل قاسيون لينتهي بهم الأمر في منطقة المزة على سطح الأبنية المليء بالصحون اللاقطة ومن بين كل الصحون تظهر ستيلا ونظرها ممتد إلى الأبنية المجاورة لترى المزيد من الصحون اللاقطة كيفما اتجه نظرها، تصف ستيلا هذا المنظر بأنه لوحة سوريالية، وقد تكون محقة للغاية.
من ذلك الحقل المليء بالصحون اللاقطة ومظاهر العولمة، تعود ستيلا إلى خان أسعد باشا في باب شرقي لتستقر في غرفة تعود للعهد البيزنطي و يتجاوز عمرها 250 عاما، ومن هنا تبدأ رحلة ستيلا مع الحضارات التي مرت على سوريا. من خان أسعد باشا تتمشى ستيلا في الشارع المستقيم الذي بناه الرومان و الواصل بين الباب الشرقي و الباب الغربي للمدينة المسورة.
من غير الممكن تجاهل الروائح المنبعثة من تلك المحال على طول الشارع المستقيم، الأمر الذي دفع بـ (ستيلا) لشراء زيت الياسمين وزيت الورد الشامي و التي من شأنها، على حد تعبير ستيلا، استرجاع الأحاسيس التي اعتمرتها في هذه السوق، والتي كانت موقعاً مميزاً للتصوير.
تشرق الشمس من جديد منبئة بيوم آخر وتتساءل ستيلا ماذا يخبئ لها اليوم من مفجآت و تجارب. ومع بزوغ الشمس تنطلق ستيلا و فريق العمل إلى الصحراء بغية الوصول إلى بلدة بيزنطية قد هجرها سكانها على إثر هزة أرضية. عناك وفي قلب السكون وقفت ستيلا أمام عدسة الكاميرا وما كاد المصور أن يطلق العنان للكاميرا و إذ بعائلة من سبعة أفراد تقتحم المكان و سكونه لتبث فيه الحياة و تخرجه من صمته.
من موقع الآثار البيزنطي ذي الألوان الصحراوية يتوجع الفريق إلى محطة القطار التي تحولت أرضها إلى لوحة فنية من جراء انعكاسات الضوء عبر زجاج النوافذ الملون بشتى الألوان. ومن هناك ستمر ستيلا والفريق إلى ساحة الجامع الأموي ليتم التقاط صورة رائعة لستيلا وهي محاطة بالمارة ومجموعة من الشبان يقومون بحركات بهلوانية على دراجاتهم الهوائية في محاولة لإبهار ستيلا وجلب انتباهها.
إلى هنا و تقترب الرحلة من خط النهاية الذي انتهى حيثما ابتدأ، في أحياء دمشق القديمة. من سطح خان أسعد باشا المطل على البيوت الدمشقية العريقة إلى محل لبيع الأثريات حيث تستغل ستيلا الفرصة لتشتري فستان حرير مطرّز يذكرها بآخر موقع صورت فيه أزياءها.
تحدثت ستيلا كثيراً عن رحلتها إلى دمشق و ركزت على الجو الخاص و المميز الذي أضافته مواقع التصوير التي تم اختيارها. تصف ستيلا هذه المواقع بأنها تختلف تمام الاختلاف عن الجو السائد في مدن الأزياء المعتادة وذلك لما لمدينة دمشق من خصوصية استقتها من إرثها الحضاري الغني و المتعدد الثقافات و الأديان.
تلخص ستيلا تجربتها بالقول أن مواقع التصوير عادة ما تمثل خلفية لفحوى العرض لكن و بالإضافة لذلك كان لسحر الأماكن الدمشقية و روعتها وقع خاص على كل من ساهم في إنجاز العرض.
وتضيف ستيلا أن هذه الرحلة قد عرفتها بدمشق هذه المدينة الرائعة بشعبها و جمالها. باختصار، كانت تجربة لم و لن تتكرر" على حد تعبيرها.
وتم تصوير فيلم قصير عن الرحلة مدته 3.10 دقائق، ويمكنكم مشاهدته على الرابط التالي:
www.vogue.co.uk/video/voguetv/player.aspx/exclusive-footage/Id,1410/