بنعمة من الله و فضل منه سبحانه تم إنشاء هذه الصفحة وفيها : سورة النصر ( سوره - صورة ) كتابة نصية واضحة بخط كبير مكتوبة كاملة بالتشكيل من المصحف بالرسم العثماني للقراءة برواية حفص عن عاصم في صفحة واحدة .
تُبشر السورة النبي محمد بنصر الله والفتح ودخول الناس في دين الله أفواجًا ويأمر الله النبي بالتسبيح والحمد والاستغفار حين يتحقق هذا النصر ويجتمع الناس على دينه إلى التوجه. قال عبد الله بن عباس: هذه السورة علم وحد حده الله لنبيه ﷺ ونعى له نفسه أي: إنك لن تعيش بعدها إلا قليلًا. قال قتادة بن دعامة: والله ما عاش بعد ذلك إلا قليلًا سنتين ثم توفي ﷺ. وروي أنه لما نزلت خطب رسول الله فقال: إن عبدًا خيره الله بين الدنيا وبين ما عند الله فاختار ما عند الله عز وجل. فعلم أبو بكر فقال: فديناك بأنفسنا وأموالنا وآبائنا وأولادنا. وعن ابن مسعود أن هذه السورة تسمى سورة التوديع لأنهم علموا أنها إيذان بقرب وفاة النبي.
لا اختلافَ في القراءات العشر للسورة إلا في وَرَأَيۡتَ قرأها حمزة بتسهيل الهمزة وقفًا وقرأها الباقون بتحقيق الهمزة وصلًا ووقفًا. واختلف ابن كثير في وَٱسۡتَغۡفِرۡهُۚ قرأها بصلة الهاء وصلًا وحذفها وقفًا مع إسكان الهاء وقرأها الباقون بحذف الصلة مطلقًا مع إسكان الهاء وقفًا.[1]
عدد آيات سورة النصر ثلاث آيات وهي مساوية لسورتي الكوثر والعصر في عدد الآيات إلا أنها أطول من سورة الكوثر وأقصر من سورة العصر في عدد الكلمات.[2] أما عدد كلماتها فتسع عشرَة كلمة. وأما حروفها فقال أبو عمرو الداني: وحروفها سَبْعَة وَسَبْعُونَ حرفا كحروف المسد[3] وقال الخطيب الشربيني: تسعة وسبعون حرفًا.[4] وعدد حروفها المرسومة في المصحف العثماني 79 حرفًا.
سورة النصر مدنيّةٌ بالاتّفاق.[5] اختلف في وقت نزولها القول الأول أنها آخر سورة نزلت من القرآن نزلت بعد سورة التوبة قال محمد الطاهر بن عاشور: وعن ابن عبّاسٍ أنّها آخر سورةٍ نزلت من القرآن فتكون على قوله السّورة المائة وأربع عشرة نزلت بعد سورة براءة ولم تنزّل بعدها سورةٌ أخرى..[2] فقيل أنها نزلت في السنة التي توفي فيها رسول الله. وفي مسند أحمد عن ابن عباس قال: لما نزلت: إذا جاء نصر الله والفتح قال رسول الله ﷺ: نُعيت إليَّ نفسي بأنه مقبوض في تلك السنة.[6] وروى البزّار والبيهقيّ وابن أبي شيبة وعبد بن حميد عن ابن عمر أنّها نزلت أواسط أيّام التّشريق في عام حجة الوداع.[7]
والقول الثاني أنها نزلت بعد غزوة حنين عن قتادة: نزلت قبل وفاة رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم بسنتين. وقال الواحدي: نزلت في منصرف النبي ﷺ من حنينٍ وعاش بعد نزولها سنتين[8] فيكون الفتح قد مضى ودخول النّاس في الدّين أفواجًا مستقبلًا وهو في سنة الوفود سنة تسعٍ للهجرة وعليه تكون إذا مستعملة في مجرّد التّوقيت دون تعيين.[7]
والقول الثالث أنها نزلت في فتح مكة قال ابن شهاب الزهري:[9] فبعث رسول الله ﷺ خالد بن الوليد فقاتل بمن معه صفوف قريش بأسفل مكة حتى هزمهم الله ثم أمر رسول الله ﷺ فرفع عنهم فدخلوا في الدين فأنزل الله إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ١ [النصر:1] حتى ختمها.
والقول الرابع أنها نزلت بعد غزوة خيبر سنة سبعٍ للهجرة ويؤيّده ما رواه الطّبريّ والطّبرانيّ عن ابن عبّاسٍ: بينما رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم بالمدينة نزلت إذا جاء نصر اللّه والفتح قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: اللّه أكبر جاء نصر اللّه والفتح وجاء نصر أهل اليمن فقال رجلٌ: يا رسول اللّه وما أهل اليمن قال: قومٌ رقيقةٌ قلوبهم ليّنةٌ طباعهم الإيمان يمانٍ والفقه يمانٍ والحكمة يمانيّةٌ ومجيء أهل اليمن أوّل مرّةٍ هو مجيء وفد الأشعريّين عام غزوة خيبر.[5] وكذلك عدّها جابر بن زيد السّورة المائة والثّلاث في ترتيب نزول السّور وقال: نزلت بعد سورة الحشر وقبل سورة النّور. وهذا جارٍ على رواية أنّها نزلت عقب غزوة خيبر.[2]
يختلف المُفسّرون في سبب نزول السورة على قولين اعتمادًا على زمن نزول السورة إن كان قبل فتح مكة أم بعده. وغالب قول المُفسرين أنها نزلت إيماءٍ إلى اقتراب أجل النبي. ويُضاف إلى ذلك تبشير النبي بفتح مكة حسب القول بأن نزولها قبل الفتح.[7] ولما سأل عمر بن الخطاب الصحابة في مجلسه عن قوله تعالى إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ١ [النصر:1] قالوا فتح المدائن والقصور قال: ما تقول يا ابن عبّاسٍ قال: أجل أو مثل ضرب لمحمد ﷺ نُعيت له نفسه.[10] قال محمد الطاهر بن عاشور:[7] تظافرت الأخبارُ روايةً وتأويلًا أنّ هذه السُّورة تشتملُ على إيماءٍ إلى اقتراب أجل رسُول اللّه ﷺ وليس في ذلك ما يُرجّحُ أحد الأقوال في وقت نُزُولها إذ لا خلاف في أنّ هذا الإيماء يُشيرُ إلى توقيت بمجيء النّصر والفتح ودُخُول النّاس في الدّين أفواجًا فإذا حصل ذلك حان الأجلُ الشّريفُ.
وفي هذا ما يُؤوّلُ ما في بعض الأخبار من إشارةٍ إلى اقتراب ذلك الأجل مثل ما في حديث ابن عبّاسٍ عند البيهقيّ في دلائل النُّبُوّة والدّارميّ وابن مردويه: لمّا نزلت: إذا جاء نصرُ اللّه والفتحُ دعا رسُولُ اللّه ﷺ فاطمة وقال: إنّهُ قد نُعيت إليّ نفسي فبكت.[7] وفي حديث ابن عبّاسٍ في صحيح البخاري: هُو أجلُ رسُول اللّه ﷺ أعلمهُ لهُ قال: إذا جاء نصرُ اللّه والفتحُ وذلك علامةُ أجلك: فسبّح بحمد ربّك واستغفرهُ..[7] وعن ابن عبّاسٍ قال: لما أقبل رسول الله ﷺ من غزوة حنين وأنزل الله تعالى: إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ١ [النصر:1] قال: يا علي بن أبي طالب ويا فاطمة قد جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجًا فسبحان ربي وبحمده وأستغفره إنه كان توابًا.[8]
ومن الأقوال في سبب نزولها ما رواه ابن شهاب الزهري فقال:[9] بعث رسول الله ﷺ خالد بن الوليد فقاتل بمن معه صفوف قريش بأسفل مكة حتى هزمهم الله ثم أمر رسول الله ﷺ فرفع عنهم فدخلوا في الدين فأنزل الله إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ١ [النصر:1] حتى ختمها.
تتصل السورة بختام سورة الكافرون وَلِيَ دِينِ ففيه إشعار بأن الله خلص دينه وسلمه من شوائب المخالفين فعقب ببيان وقت ذلك وهو مجيء الفتح والنصر فإن الناس حين دخلوا في دين الله أفواجًا فقد تم الأمر وذهب الكفر وخلص دين الإسلام ممن كان يناوئه ولذلك كانت السورة إشارة إلى وفاة النبي. وقال فخر الدين الرازي: كأنه تعالى يقول: لما أمرتك في السورة المتقدمة بمجاهدة جميع الكفار بالتبري منهم وإبطال دينهم جزيتك على ذلك بالنصر والفتح وتكثير الأتباع.[11]
تُبشر الآيات النبي محمد بنصر الله والفتح ودخول الناس في دين الله أفواجًا ويأمر الله النبي بالتسبيح والحمد والاستغفار حين يتحقق هذا النصر ويجتمع الناس على دينه إلى التوجه.[12] عن عائشة بنت أبي بكر: كان رسول الله ﷺ يكثر في آخر أمره من قوله: "سبحان الله وبحمده أستغفر الله وأتوب إليه" وقال: "إن ربي كان أخبرني أني سأرى علامة في أمتي وأمرني إذا رأيتها أن أسبح بحمده وأستغفره إنه كان توابا" فقد رأيتها.[13] قال ابن كثير الدمشقي في التفسير: والمراد بالفتح هاهنا فتح مكة. قولًا واحدًا. فإن أحياء العرب كانت تتلوم بإسلامها فتح مكة يقولون: إن ظهر على قومه فهو نبي فلما فتح الله عليه مكة دخلوا في دين الله أفواجًا فلم تمض سنتان حتى استوسقت جزيرة العرب إيمانًا ولم يبق في سائر قبائل العرب إلا مظهر للإسلام ولله الحمد والمنة وقد روى البخاري في صحيحه عن عمرو بن سلمة قال: لما كان الفتح بادر كل قوم بإسلامهم إلى رسول الله ﷺ وكانت الأحياء تتلوم بإسلامها فتح مكة يقولون: دعوه وقومه فإن ظهر عليهم فهو نبي.[14] قال عبد الله بن عباس: هذه السورة علم وحد حده الله لنبيه ﷺ ونعى له نفسه أي: إنك لن تعيش بعدها إلا قليلًا. قال قتادة بن دعامة: والله ما عاش بعد ذلك إلا قليلًا سنتين ثم توفي ﷺ.[15]
03c5feb9e7