المعلم قائد فعال في الصف
إن المعلم من العناصر الحيوية الفاعلة النشطة في التعلم وإدارة التعلم الصفي. والمعلم مجموعة من الأنظمة النشطة المتحركة ذات التأثير الكبير على البيئة النفسية والطبيعية والزمانية والمكانية إذ إن سلوك الطلبة في الصف عادة هو نتاج لحركة النموذجية في كل ما يعرض من أداء ظاهر يدركه الطلبة ويتابعونه للانضباط وفق تعليماته ورضاه.
معلومة ......
فالمعلم قائد يقود نفسه ويقود الآخرين ويحكم القيادة التي يمارسها فهمه للأدوار المختلفة التي يتبناها ومعتقداته وآرائه وتأهيله المسلكي والأكاديمي ... ويتحسن أداء الطلبة بارتقاء مستوى السلوك القيادي الذي يعرضه المعلم أو المبادئ التي يتبناها وتظهر في أدائه ...
وحدد كونين (Kunin, 1970, 104) أن الدافعية ترتبط ارتباطاً عالياً بالوقت الكلي الذي يستغرق في تأدية الواجب ووجدت الدراسات أن هناك علاقة بين التحصيل والدافعية لدى الطلبة (Anderson, et al., 1979) ووجد كذلك أن كثيراً من خصائص ومظاهر الدروس الفعالة تلك التي كانت موجهة بشكل كبير نحو المحافظة على قوة دافعية التلاميذ للتعلم.
ويمثل على ذلك جود وآخرون (Gooa, et al., 1983) في تنفيذ برامج الرياضيات حيث يطلب إلى الطلبة أن يقوموا بمعالجة بعض المسائل تحت مراقبته (الممارسة المضبوطة) قبل أن يدعهم يبدأون أعمالهم وهم جالسون على مقاعدهم وذلك ليتأكد من أن تثبيت الدرس لديهم لم يقاطع بأسئلة الطلبة أو أية مشكلات أخرى.
التعلم الدافعية الضبط
تفترض النظرية النفسية أن وراء كل أداء صفي دافع ويتوقع من المعلم الكفء أن يلم بدوافع كل طالب في غرفة الصف بهدف إشاعة جو يسمح بالأمن والثقة والتعلم والتفاعل لتحقيق النمو.
فتوفير الدافعية للتعلم يضمن المثابرة والاستمرار وفوق كل ذلك الانضباط الصفي لتحقيق النظام.
2- توفير السلاسة في التعلم:
وهو مصطلح آخر يستخدمه كونين (Kounin, 1970) ليشير إلى التركيز المستمر على إعطاء المعلومات بشكل تدريجي أثناء التدريس وفي هذا النوع من التعلم يتجنب المعلم القفز من موضوع إلى آخر أو من نشاط إلى آخر إن للسلاسة ارتباطاً قوياً بالوقت المستغرق في أداء نشاط ما وترتبط كذلك بتحصيل التلاميذ.
3- ضبط المشتتات Distractions Control
يعني التشتت الانتقال من موضوع لآخر من المحاضرة إلى أعمال منفردة أو من حل تمارين إلى ممارسة بعض الحركات في الصف هذه التنقلات تعد من مظاهر إدارة الصف التي يفقد بسببها النظام الصفي.
وجد إفرتسون (Everston, et al., 1980) أن فعالية المعلمين في التحكم والقدرة على الانتقال بين النشاطات ترتبط ارتباطاً إيجابياً بتحصيل الطلبة وفيما يلي ثلاث قواعد لمعالجة التنقل (Slavian, 1980, 395).
1- على المعلم أن يقدم إشارات يستدل منها طلبة على انتقاله من نشاط لآخر.
2- يتأكد المعلم قبل الانتقال من نشاط لآخر من أن الطلبة أصبحوا مستعدين لذلك وقد أنهوا جميعاً النشاط السابق.
3- يجعل المعلم انتقال الطلبة من نشاط لآخر معاً وفي مرة واحدة ويتجنب التفرد في الانتقال وذلك بإعطاء تعليمات محددة وواضحة.
4- المحافظة على تركيز المجموعة على الدرس:
إن المحافظة على تركيز المجموعة يشير إلى استخدام استراتيجيات تنظيم الصف وأساليب المساءلة التي تشير إلى أن كل طلبة الصف مندمجون في الدرس منها مرور المعلم بين الطلبة جذب الآخرين إلى ملاحظة إنجاز وأداء طالب ما تعد من الاستراتيجيات التي تزيد على محافظة تركيز المجموعة على متابعة الدرس.
5- وعي المعلم واستجاباته لسلوك الطالب Withitness طول الوقت:
ويتضمن حسب رأي كونين (Kounin, 1970, P. 80) "اتبع بعينك كل تلميذ في الصف".
6- إيقاف التداخل في النشاطات التعليمية:
ويشير إلى قدرة المعلم على الانتباه لمشكلات الطلبة وهم يؤدون نشاطاتهم التعليمية. مثال ذلك انتباه المعلم إلى أن أحد الطلبة ينظر إلى أحد الدروس غير المتعلقة بما يقوم بقراءته فيعمد إلى تصحيح ذلك دون أن يقاطع النشاطات الجماعية التدريسية.
7- تقليل الوقت المستغرق في تنظيم الطلبة ومتغيرات الصف:
وذلك أثناء إعطاء التعليمات ومتابعتهم في تنفيذها أو في تنفيذ بعض النشاطات أو تحدي البدء أو النهاية.
8- معالجة الإجراءات الروتينية بسلاسة وسرعة:
تقليل الوقت المستغرق في تنفيذ بعض النشاطات الروتينية مثل التأكد من الحضور والغياب أو صف الطلبة عند الانصراف ... إلخ.
9- تجنب المقاطعات أثناء عرض الدرس:
مثل التوقيع لأوراق يرسلها مدير المدرسة أو معاقبة الطلبة المتأخرين لأن ذلك يعرقل سير الدرس ويشتت انتباه الطلبة.
10- تجنب البدايات المتأخرة والنهايات المبكرة في تنفيذ الدرس:
دور المعلم وقيادة الصف:
إن المعلم أحد العناصر الرئيسة في إدارة عناصر التعلم والوقت الصفي والمواد الصفية. ويمكن تحديد هذه الأدوار في قيادة الصف قيادة سلسة فعالة.
استراتيجيات تفعيل القيادة الصفية:
يمكن تحديد عدد من الاستراتيجيات في هذا المجال لكي يجعل القيادة الصفية فعالاً:
الاستراتيجية الأولى:
المعلم أحد العناصر الرئيسة في زيادة وقت التعليم إلى حده الأمثل (جابر 2000 61)
ويمكن أن تتحقق هذه الاستراتيجية بالإجراءات التالية:
1- أن تجعل المواد والأجهزة والمعدات مرتبة وجاهزة قبيل الدرس.
2- البدء في الوقت المحدد.
3- أن تضع قواعد لدخول حجرة الدراسة والبدء في الدرس وأن تطبقها وتلتزم بها.
4- أن تضع إجراءات للمهام الروتينية والانتقالات وأن تطبقها مثل تسليم الأعمال والحصول على المعدات وإعادتها إلى مكانها ... إلخ بحيث يستطيع الطلبة أن يقوموا بأعمالهم بدون توجيه.
5- أن تضع خطة لمادة أكثر مما تعتقد أنك ستحتاجه لتدريس الحصة أو الدرس.
6- أن تحافظ على معدل خطو تعليمي نشط وسريع نسبياً ويتفاوت وفقاً للحاجة لملاءمة المتعلمين وصعوبة المحتوى.
7- إذا أنهيت درسك الذي خططت له مبكراً استخدم الوقت الباقي في المراجعة مع الطلبة تجنب الوقت الحر أو العمل الفردي على المقاعد.
8- ضع واتفق على إشارة تخبر الطلبة بالبدء في إعادة المواد إلى مواضعها عند نهاية الدرس.
9- حافظ على وجود نمط تعليمي تفاعلي. اطرح أسئلة على جميع الطلبة وتحرك بكثرة واستخدم التنويع وانقل الحماس للطلبة لتساعدهم على الاندماج النشط.
الاستراتيجية الثانية:
المعلم لديه المرونة والقدرة على التكيف وفق الظروف المختلفة (جابر 2000)
ويمكن أن نحقق هذه الاستراتيجية وفق الإجراءات التالية:
1- تعرف المرامي والأهداف أو المقاصد بوضوح وتجعلها معروفة للطلبة.
2- حين تخطط التعليم راع خصائص الطلبة وتفضيلاتهم وميولهم.
3- خطط تعليماً مثيراً لاهتمام الطلبة وموجهاً لتحقيق نواتج التعلم المقصودة.
4- وحين تنفيذ التعليم الذي خطط له راقب سلوك الطلبة اللفظي وغير اللفظي لتحدد ملاءمة تعليمك (مثلاً التعبيرات الوجهية التي تدل على الحيرة أو الإحباط والعجز عن الإجابة على الأسئلة أو إتمام المهام وأسئلة الطلبة وتعليقاتهم التي تدل على نقص في الفهم).
5- حين يبدو التعليم الذي خطط له غير ملائم حاول تحديد سبب ذلك وحدد البدائل.
6- نفذ بديلاً حين يكون ذلك ضرورياً وراقب مرة أخرى فاعليته كما فعلت من قبل.
يلاحظ أن ما تم تقديمه وصفات بسيطة يستطيع المعلم الخبير والمعلم المبتدئ أن يستفيد من هذه الاستراتيجيات واختيار فعاليتها وتطبيقها فتصبح أحد خطى السير التي توصل إلى نتاجات تحقق الهدف.
الاستراتيجية الثالثة:
المعلم يتسلح بالمعرفة والاطلاع يقود الصف قيادة فاعلة (Knowledgeable).
إن للمادة الدراسية دور مهم في فاعلية التعليم فالمدرس الفعال هو المدرس الذي يقود مادة ويديرها بخبرة وإتقان. فسيطرته تعني القوة المعرفية التي ينضبط بها الطلبة (Cruickshanks, 1990).