أخبار التراث 15

68 views
Skip to first unread message

فريد بوجبير

unread,
Oct 27, 2009, 5:40:38 AM10/27/09
to Manusc...@googlegroups.com

 

التقرير الخامس


المخطوطات اليمنية
تراث يسافر إلى العالم في عمليات تهريب من العيار الثقيل
الجمعة, 29-يونيو-2007
مايو نيوز- محمد السيد

تمثل المخطوطات العربية والاسلامية رمزاً هاماً من رموز الحضارة ومشعلاً يضيء جوانب هامة من مجد الامة وصورة معبرة عن الذات والهوية كما انها ليست تراثاً عربياً واسلامياً فحسب، بل وقيمة حضارية وانسانية تنير مسيرة التاريخ للاجيال القادمة

.

اليمن السعيد ، توصف بانها احدى اكبر خزانة للمخطوطات في الوطن العربي فالمكتبة اليمنية تضم عشرات الآلاف من المخطوطات النادرة التي تتميز بتنوع مواضيعها في مختلف الفنون والعلوم، تمثل وعاء ثميناً احتفظت فيه الامة بذاكرتها ودونت فيه مآثرها ووقائعها كما انها تشكل كنوزاً معرفية وثروة ثمينة للباحثين والمهتمين بتاريخ العالمين العربي والاسلامي.

ويجمع اليمنيون بان بلادهم تمتلك ثروة ضخمة وغزيرة من المخطوطات، لكنهم يختلفون حول الرقم الدقيق لحجم هذه الكنوز لتظل الاجتهادات والارقام التقريبية سيد الموقف اما القول الفصل فلن يصدر الا بعد اجراء مسح ميداني لهذا التراث.

ففي الوقت الذي يقدر فيه الباحثون- امثال المستشرق الالماني «اريو ان » الذي عمل ثلاث سنوات خبيراً متطوعاً بهيئة الآثار والمخطوطات اليمنية- عدد المخطوطات بحوالي مليون مخطوط يشير المعنيون بدار المخطوطات الى تضارب المعلومات حول التقديرات الحقيقية لحجم المخطوطات، فهناك من يقول بان العدد يصل الى اكثر من 280 الف مخطوط فيما يؤكد العديد من المؤرخين ان النسبة تتجاوز هذا الرقم بكثير خاصة مع الاكتشاف الاخير للمخطوطات القرآنية التي عثر عليها بالصدفة في سطح الجامع الكبير بصنعاء عام 1972م والتي قدرت بنحو 40 الف مخطوط بينها 12 الف رق جلدي قرآني هذه الحالة من الضبابية التي تخيم على واقع هذه الثروة الهامة، يؤكدها ايضاً المؤرخ اليمني القاضي اسماعيل الاكوع الذي يرى ان نسبة كبيرة من المخطوطات توجد في بيوت العلم والمكتبات الشخصية في المدن والقرى ومنها ما يتم بيعه لهواة تجار المخطوطات باثمان بخسة حيث تتوزع ذاكرة الامة على جميع المدن والمكتبات والخزائن الشخصية عددها القاضي اسماعيل الاكوع بأكثر من خمسمائة خزانة.

الا ان الباحث اليمني عبدالوهاب المؤيد الذي اعد «14» دراسة ميدانية حول المخطوطات والمكتبات الخاصة يشير الى تفاوت الاحصائيات مابين «200» الف مخطوط ومليون مخطوط.
وتنتشر المخطوطات اليمنية في المئات من المكتبات تتمثل في المكتبة الشرقية الموجودة داخل الجامع الكبير بصنعاء ومكتبة الاحقاف بتريم حضرموت.

فالزائر للمكتبة الشرقية مثلاً يجدها تضم اكثر من 3000 مخطوط من العلوم المختلفة و 4000 مصحف مخطوط اقدمها واهمها مصحف الامام علي كرم الله وجهه الذي شاركه في كتابته الصحابي زيد بن ثابت وسلمان الفارسي وورقه من جلد الغزال وخطه الخط الكوفي، حيث يعد هذا المصحف ضمن سبعة مصاحف كتبت في المدينة المنورة ثم ارسلت الى الاقطار الاسلامية وكان هذا المصحف هو نصيب اليمن.

وتزخر المكتبة الشرقية بالعديد من نوادر المخطوطات التي يعود تاريخها الى 103 للهجرة مثل ديوان (ذي الرمه) وهو مكتوب بالخط الكوفي ، بالاضافة الى كتاب (المغني) للقاضي عبدالجبار بن احمد شيخ المعتزلة المتوفى سنة 415هـ، وهو بحسب كلام المعنيين هنا يعد النسخة الوحيدة في العالم.

وهناك بعض المخطوطات المحجوبة بالذهب مثل القاموس المحيط للفيروز ابادي وكذلك (الاسعاف في شواهد الكشاف) للشيخ خضر بن عطا الموصلي الذي اكمل تأليفه سنة 1003هـ.

اما مكتبة الاحقاف بتريم محافظة حضرموت فتحتوي على نسبة كبيرة وهامة من هذا التراث حيث تشير التقارير الى انها تضم (6) آلاف مجلد مخطوط، يصل عدد عناوينها الى اكثر من (11) الف عنوان كتاب ورسالة وبحث في شتى الفنون والمعارف.

حتى نضع النقاط على الحروف كان يجب علينا التوجه الى المكتبة الغربية ودار المخطوطات وكلاهما يخضعان لاشراف الهيئة العامة للآثار والمتاحف ، فالمكتبة الغربية تضم اكثر من اربعة آلاف مجلد مخطوط، تشمل (11) الف عنوان ما بين كتاب وبحث ورسالة تتوزع تاريخياً ما بين القرن الرابع والقرن الخامس عشر الهجريين ، اما اقدم مخطوط فيعود تاريخه الى سنة 366 هـ وهو كتاب (الاحكام) للإمام الهادي في علم الفقه، حيث تشمل هذه العلوم 31 علماً، ومن اهم محتوياتها كتاب (المغني) في البيطرة و (الغريبين) في اللغة والحديث للإمام الهروي المتوفى سنة 401هـ، والعقد الفاخر للخزرجي و (صفة جزيرة العرب) للهمداني المؤرخ اليمني الكبير وكذا كتاب (الاغاني) للاصفهاني الذين يعود الى القرن السادس الهجري.

ونواصل الرحلة في عالم المخطوطات اليمنية، ولكن هذه المرة الى ما يعرف بـ(دار المخطوطات) الذي يعود تاريخ انشائه الى 1980م تنقسم محتويات الدار الى ثلاثة اقسام النوع

الاول «المخطوطات» ويبلغ مجموعها بالدار حوالي 4047مجلداً مخطوطاً في مختلف الفنون والمعارف.

النوع الثاني: «المصورات الفلمية» : ويصل عددها الى اكثر من 1500 مخطوط.

النوع الثالث: «الرقوق القرآنية» تم العثور عليها في الجامع الكبير بصنعاء عام 1972م ، ويصل عددها الى اكثر من عشرة آلاف قطعة رقية، تضم 800 مصحف غير متكمل بينها مايقرب من 100 مصحف مزخرف.. وجميع القطع ينحصر عصرها بين القرن الاول الى القرن الرابع الهجري.. وبالنسبة لنوادر المخطوطات الموجودة بالدار تعتبر الرقوق القرآنية من اقدم النماذج في العالم، ولا يوجد لها مثيل حتى الآن سوى في جامع معاذ بن جبل بالقيروان بتونس ومكتبات المخطوطات بتركيا ولا يستبعد وجود نماذج اخرى في اماكن مختلفة من العالم الا ان ما يوجد لدينا يعد من النفائس الثمينة واكبر كنز تراثي على مستوى العالم، فهي تكشف المراحل المختلفة لتدوين المصحف الكريم ، فهناك نماذج كتب قبل تنقيط القرآن ونماذج بعد التنقيط ونماذج لا يوجد فيها حركات الاعراب والتشكيل واخرى تفتقد الى الزخارف، بالاضافة الى كتابتها بخطوط مختلفة كالخط المكي او المدني، والخط الحجازي المائل والكوفي وغيرها وجميعها تشكل مجالاً خصباً للدارسين والباحثين والمحققين ..

اما المخطوطات الورقية فأقدم واندر مخطوط مكتوب بالخط الكوفي تم نسخه سنة 366هـ.
هذا من ناحية القدم اما من الناحية العلمية فمعظم المخطوطات التي لدينا تمثل ثروة علمية عظيمة ليس للعالم العربي والاسلامي فحسب بل للعالم اجمع لما تحتويه من فنون وعلوم ومعارف في شتى مناحي المعرفة البشرية وذلك في ثلاثين فناً رئيسياً اهمها «علوم القرآن والحديث والسيرة النبوية وعلم الكلام والفقه والتصوف وعلم المواريث وعلم اللغة والآداب والتاريخ والتراجم وغيرها». وشكلت ظاهرة تهريب المخطوطات الى الخارج أكبر تحدٍ للجهات المختصة باليمن واصبحت مشكلة مؤرقة للجميع بعد ان كادت تتحول الى مرض خطير يستعصى على العلاج، فخلال العقود الماضية تعرض هذا التراث الانساني الى عمليات تهريب متكررة وصفت بعض العمليات بأنها تهريب من العيار الثقيل، خاصة تلك التي تمت على يد الرحالة والمستشرقين والبعثات الاجنبية التي رفعت في الظاهر شعار التنقيب والدراسة وفي الباطن كانت المتاجرة هي الهدف.

يروي الدكتور محمد عيسى صالحيه الباحث في مجال التراث اغرب واعجب الخطابات عن تهريب المخطوطات والآثار اليمنية ، وكيف تمكن التجار الاجانب من اقطار اوروبية مختلفة ان يحملوا معهم أهم واغلى ما كان على وجه الارض من آثار واهم ما كانت الخزائن اليمنية تحتفظ به من نفائس الكتب والمخطوطات وبأبخس الاثمان او بلا ثمن ، وذلك في مسلسل طويل هدف الى تفريغ الوطن من روحه وتاريخه وعقله ويشير مهتمون الى ان «ظاهرة تهريب المخطوطات مقلقة ومحزنة في نفس الوقت ، فكما يعلم الجميع بأن نسبة كبيرة من هذا التراث اليمني خرج في وقت مبكر الى خارج البلاد معظمه كان عن طريق البعثات الاجنبية والمستشرقين الذين اهتموا بدراسة التراث العربي والاسلامي ، فعلى سبيل المثال البعثة الدانماركية برئاسة نيبور التي زارت اليمن في نحو 1763م وضمت ستة اشخاص متخصصين في مجالات الطب والصيدلة والنبات، حيث قامت البعثة بتجميع حوالى 70 صندوقاً تضم مخطوطات واعشاباً طبية نادرة، اما المكتبات الاوروبية التي وصلتها المخطوطات اليمنية فتتوزع ما بين مكتبة الامبروزيانا بإيطاليا 000.10 مخطوط ، ومكتبة الكونجرس الامريكية 70 مخطوطاً، ومكتبة المتحف البريطاني، ومكتبة برلين ، ومكتبة الاسكوريال في اسبانيا، اضافة الى العديد من المكتبات الهندية التي وصلت اليها بواسطة المهاجرين ، وكذا المكتبة السليمانية بتركيا، والمكتبة الوطنية بباريس وغيرها.. فيما يؤكد آخرون بأن المخطوطات اليمنية تتوزع ايضاً على مكتبات الفاتيكان وسويسرا وهولندا والمانيا وايطاليا ورومانيا وروسيا وبولندا وغيرها

التقرير السادس


المخطوطات اليمنية
كـنز لا يقـدر بثمـن، وتجارة للتهريـب
كتبها البريهي
في 16 نوفمبر 2008 م

عدم وجود الاهتمام الكافي بالمخطوطات اليمنية التي تمثل بمثابة ذاكرة لمحطات تاريخية جعلها تقع بين فكي الإهمال و مطامع تجار و مهربي الآثار, والغريب انه عندما يتم ضبط عملية تهريب سواً كانت لأثار أو مخطوطات نجد أن الأساليب تتغير من عملية إلي أخرى , أخر خبر سمعنا حول محاولة تهريب مخطوطات تاريخية ومقتنيات أثرية يمنية لكنها بأت بالفشل حيث تم ضبطها في مطار صنعاء الدولي وكانت خلال شهر أكتوبر الماضي

.
تحقيق: عبدالرزاق البريهي

الخبر يقول أن أجهزة الأمن ومكتب الآثار بمطار صنعاء الدولي تمكنت من ضبط 38 مخطوطة أثرية و4 أواني فخارية وحربة يعود تاريخها إلى العصور الإسلامية بحوزة إحدى الفتيات اليمنيات كانت متجهة إلى دولة قطر.

مخطوطات مجلدة بالجلد المزخرف.

مدير مكتب الآثار بمطار صنعاء الدولي على المحسني قال أن تلك المضبوطات تضم مخطوطات أثرية إسلامية ذات أحجام مختلفة كبيرة ومتوسطه وصغيرة وأغلبها مجلدة بالجلد المزخرف وبعض غراتها مذهبه فضلا عن إن تلك المخطوطات مكتوبة بخط اليد لعدد كبير من علماء وفقهاء اليمن. وأضاف قائلاً ” إن المخطوطات تشمل 14 مخطوطة في القرآن الكريم و13 مخطوطة في الفقه، و4 مخطوطات في الأدعية والأذكار و3 مخطوطات في النحو ومخطوطتين في الفلك، ومخطوطة في الحديث وأخرى في السيرة ومجموعة من القصاصات، إلى جانب 4 آواني فخارية أثرية وحربة قديمة تعود لقبل 200 سنه.

وقد أشاد مدير مكتب الآثار بمطار صنعاء بالجهود المبذولة من قبل الجهات الأمنية والمختصة في مطار صنعاء، مشددا في الوقت ذاته بأهمية وضرورة تكثيف التوعية للمواطنين وتعريفهم بأهمية مثل هذه المخطوطات باعتبارها ارث حضاري وتاريخي لليمن يجب المحافظة عليه وإبلاغ الجهات المعنية عن أي عمليه تهريب أو بيع لمثل هذه المخطوطات كون ذلك جريمة يحاسب عليها القانون.

مدير أمن مطار صنعاء الدولي حافظ الجمرة أفاد انه تم إحالة الفتاة إلى نيابة الآثار لاستكمال التحقيقات بعد أن تم إجراء تحقيقات أولية معها وفقا للإجراءات القانونية المعمول بها بمطار صنعاء الدولي.

اشترتها بـ 8 الأف دولار

(
خ. د.) الفتاة التي وجدت بحوزتها المضبوطات قالت أنها قامت بتجميع تلك المخطوطات منذ العام 2006م وقامت بشرائها بأكثر من 8 آلاف دولار.

(371)
قطعة أثرية

وكانت الأجهزة المختصة بمطار صنعاء الدولي قد أحبطت خلال النصف الأول من العام الجاري محاولة تهريب نحو ( 371 ) قطعة أثرية إلى خارج البلاد بحوزة عدد من الأشخاص من الجنسيات العربية والأجنبية.

مرض المستعصي

أمين عام دار المخطوطات عبد الملك المقحفي، شبه ظاهرة تهريب المخطوطات اليمنية بالمرض المستعصي الذي ليس له علاج, وقال في مقابلة أجرتها “الجمهورية” معه: مثل هذه الظواهر تعاني منها كثير من البلدان لذا فظاهرة التهريب لاتخص بلد بعينه فقط وإنما معظم البلدان لكنها أكثر استفحالا عندنا في اليمن, والسبب أن اليمن تمثل منجم متكامل من الثروة التاريخية والمعرفية والأثرية, ولا نبالغ إذا قلنا انه إذا رفعت أي حجر ستجد تحتها اثر فما بالك بالجانب المعرفي والفكري والثقافي.

وأضاف قائلاً: إن عملية تهريب أو تسريب للمخطوطات للأسف الشديد وان كانت تأتي أحياناً من أفراد عديمي الضمائر وأحياناً من جماعات هدفها الكسب المادي سعيا وراء الثراء, باعتقادي المسالة تحتاج إلي معالجة متكاملة من خلال جمع الجهود الرسمية والخاصة والعامة.

وفي نفس الوقت التهريب لا يمس فقط تراث الوطن بقدر ما يمس تاريخه وحضارته وهويته بتالي له تأثير خطير, بحيث انه يؤثر على مسار البلد وتطويره وتقدمه على مدى سنوات عديدة, ويؤثر تأثير اكبر عندما يكون في طمس وان كان غير متعمد لكنه يعتبر طمس للحضارة والثقافة والمعرفة.

صعوبة القضاء على التهريب

واعترف أمين دار المخطوطات انه لا يمكن الحد من ظاهرة التهريب وقال: الحد من التهريب تماما أمر غير ممكن, فلا يمكن القضاء عليه نهائيا لأنه يعتمد على ضمائر الناس (المهربين) والفرد نفسه الذي يقوم بعملية التهريب, لهذا المطلوب للقضاء أو الحد من التهريب يتطلب جهود عديدة التي لها علاقة وهمها وزارة الثقافة ثم الوزارات الأخرى التي لها علاقة مثل التعليم والداخلية (الأمن) والمؤسسات الثقافية والعلمية والتي لها اهتمامات أدبية وتاريخية وجميع الجهات التي لها علاقة, بما في ذلك القضاء له دور مهم وكل القوانين, يجب سن القوانين الرادعة والشديدة والتي تناسب وتساوى قيمة هذا التراث.

فالتراث علم والعلم ليس له ثمن والاتجار به يعتبر جريمة لا تغتفر فهوى في نفس الوقت هوى ما أشبه بان يبيع الإنسان قطعة من جسمه, فالتراث غالي لا يقدر بثمن لأنه عصارة الفكر ونتاج الأجيال السابقة وثمرة للأجيال القادمة.

مخطوطات في الخارج لا حصر لها

ما تم تهريبه أو نقله أو تسريبه من مخطوطات يمنية إلى الخارج كثير جداً لا يمكن تحديده وهذا ما أكده عبد الملك المقحفي الذي قال: الحقيقة لا يستطيع الإنسان تحديد ذلك بالضبط, لكن يمكن القول انه توجد كم كبير وهائل من المخطوطات الأثرية اليمنية في بلدان عديدة سوءا ممن هي بخط أبنائه أو مخطوطات كانت في اليمن وانتقلت إلي بلدان أخرى, ولا ننسى انه كان يوجد رحالة ومستشرقين هؤلاء كانوا يأخذون مخطوطات بكل سهولة يحصلون عليها, فعلى سبيل المثال في رحلة نيبور التي كانت مكونة من ستة أفراد وكانت في عام 1793م تحدث عنها كتاب بعنوان “من كوبنهاجن إلي صنعاء”تم ترجمته للعربية أشار إلي أن نيبور استطاع الحصول على 70 صرة من المخطوطات المتنوعة, وأنا اعتقد أنها لم تكن مخطوطات عاديةإضافة إلي ذلك سنجد في عدد من المكتبات العالمية الأخرى مثل مكتبة “الإمبرزيان” الايطالية فيها قرابة عشرة ألف مخطوطة يمنية وهذا ما أكده كثير من العلماء والباحثين منهم الدكتور حسين العمري في كتابه “مصادر التراث اليمني” حيث ذكر فيه انه توجد في المتحف البريطاني مخطوطات يمنية تصل إلي ثلاثة ألاف نسخة, أضف إلى أن هناك مخطوطات يمنية موزعة على عدد من المكتبات العالمية الأخرى مثل مكتبة الاسكريال الاسبانية , ومكتبة الكونجرس الأمريكية, وكذلك في النمسا وهولندا وفرنسا والهند وتركيا وألمانيا وغيرها من الدول التي لم يتمكن المختصون من تجديد حجم المخطوطات اليمنية الموجودة فيها.

أكثر المخطوطات في ايطاليا

وسألنا أمين عام دار المخطوطات عن أكثر الدول التي توجد بها مخطوطات يمنية فأجاب انه يعتقد أنها في مكتبة الامبرزيان بايطالية, وكانت بأسباب عديدة أما تهريب اوتسريب أو نقل, وعملية التسريب يوجد كتاب لـ د. محمد عيسى صالحيه بعنوان “تغريب التراث بين الدبلوماسية والتجارة الحقبة اليمانية” تناول فيه كيف تمت عملية التسريب والوسائل المستخدمة في تهريب الآثار والمخطوطات اليمنية….الخ.

أكبر مستودعات الذاكرة الإنسانية

ما يميز المخطوطات اليمنية أنها تعد واحدة من أكبر مستودعات الذاكرة الإنسانية نظرا لقيمتها العلمية والتاريخية إضافة إلى عددها الكبير المتناثر بين دور المخطوطات الحكومية والخاصة. فقد كان شائعاً أن لا يخلو بيت من بيوت العلم من مكتبة للمخطوطات المتوارثة أو تلك التي تم اقتناؤها.

وثائق تاريخية نادرة

وتعتبر المخطوطات وثائق تاريخية نادرة لتاريخ الشعوب وعلومهم الشرعية والإنسانية عبر العصور, غير أن عدم الاهتمام بذلك المستودع الكبير من الذاكرة اليمنية جعل المخطوطات في اليمن تقع بين فكي الإهمال ومطامع تجار ومهربي الآثار الذين أخذوا يجوبون بيوت العلم لشراء تلك المخطوطات بأبخس الأثمان.

محل اهتمام الأجانب

يتحدث الباحثون عن المخطوطات اليمنية باعتبارها كنز لا يقدر بثمن وهو الأمر الذي جعلها محل اهتمام الكثير من الباحثين الأجانب أمثال المستشرق الألماني “آريون” الذي عمل ثلاث سنوات خبيرا متطوعا في مجال المخطوطات اليمنية، فعدد وجمع حوالي مليون مخطوطة كانت متناثرة في المكتبات والمراكز والمساجد أو في حوزة بعض الأفراد داخل وخارج اليمن. وتوجد في اليمن العديد من نوادر المخطوطات ومنها المصاحف النادرة ومن أهمها مصاحف تعود إلى القرن الثالث الهجري أهمها مصحف بخط الإمام على بن أبى طالب “رضي الله عنه”. مخطوطات النادرة

ومن بين المخطوطات النادرة، مخطوطة تاريخية قديمة أهمها رسالة في الطب للعلامة محمد بن عمر بحرق المولود في سيئون بحضرموت والذي أجمع المؤرخون على أنه من كبار العلماء الراسخين والأئمة المتبحرين.

أقدم نماذج للرقوق القرآنية

تعتبر الرقوق القرآنية الموجودة في دار المخطوطات بصنعاء من أقدم النماذج في العالم، فتاريخها ينحصر ما بين القرنين الأول والرابع الهجريين.أما المخطوطات الورقية فإن أقدم وأندر مخطوط فرع من نسختها هي بالخط الكوفي سنة 663هـ.

يقول عبد الملك المقحفى- أمين عام دار المخطوطات- أنه توجد في اليمن العديد من المخطوطات الأكثر ندرة في العالم مثل مؤلفات الإمام السيوطى الأصلية والتي لا توجد حتى في مصر. حيث توجد الكثير من المخطوطات الهامة في مكتبة الأحقاف بتريم إضافة إلى ما يوجد بدار المخطوطات بصنعاء إضافة إلى المصورات الفلمية في مختلف الفنون والمعارف.

حلول تنتظر التنفيذ

وحول الإجراءات المتخذة للحد من تهريب المخطوطات قال المقحفي: كان هناك لقاء عقد قبل ثمانية أشهر ضم الكثير من الجهات ذات العلاقة بالآثار والمخطوطات والأكاديميين والمختصين تم فيه مناقشة ظاهرة التهريب وكانت المناقشة بشفافية وبموضوعية وكانت بمثابة معالجة لمثل هذه الظاهرة إلى حد انه تم مناقشة القانون الخاص بالتهريب وجوانب ضعفه ووضع البدائل حول ذلك من قبل المختصين .. نتمنى أن يتم تنفيذ ما خرج به اللقاء وبلا شك انه لو تم تطبيق ذلك ستحد من عملية التهريب أو حتى على الأقل ستقلل من العملية وبنسبة كبيرة.

قانون ضعيف

ويرى عبد الملك المقحفي أن القانون الحالي فيه الكثير من القصور، وقال: انه يوجد فيه جوانب ضعف كبيرة يحتاج ضرورة تعديله ووضع الإجراءات والضوابط الصارمة لردع المهربين. أيضاً يجب الاطلاع والاستفادة من التجارب الدولية في هذا الجانب , فهناك دول كانت تعاني كثيرا في هذا الجانب وتم وضع تشريعات جيدة فخفت العملية وأصبحت دول نموذجية في الحد من تهريب الآثار والمخطوطات.

فالقانون الحالي ركيك جداً والدليل انه عندما يتم تطبيقه على المهربين لا يجدي شيئاً حيث يفرض غرامات بسيطة والغرامات المادية أنا في اعتقادي ليست حل يفترض أن يكون هناك جزاء بالسجن والحبس. ينبغي أن يتضمن القانون أن من يقوم بتهريب الآثار والمخطوطات يعتبر جريمة كبرى.

انعدام الحوافز

وبالنسبة للحوافز والتشجيعات التي يقدمها الدار لمن يأتي بمخطوطات قال: كما تعلمون أن المخطوطات لم يبت في وضعها حيث كانت تتبع إدارياً وزارة الثقافة وماليا تتبع الهيئة العامة للآثا , ولكن مؤخرا صدر قرار جمهوري من قبل فخامة الأخ الرئيس بإنشاء قطاع للمخطوطات ودور الكتب وهذا يعتبر نقلة نوعية ممتازة ستحل كثير من المشاكل التي يعاني منها قطاع الآثار والمخطوطات, وقد لمسنا خطوات جيدة من الأخ وزير الثقافة والأخ وكيل الوزارة لقطاع المخطوطات.

إمكانيات متواضعة

ما تزال إمكانيات دار المخطوطات ليست بالمستوى المطلوب ولكن يبدو أن أمين عام الدار متفائل من القيادة الجديدة لقطاع المخطوطات، وقال: حاليا نلمس تحسن كبير جدا والدليل على ذلك انه يجري حاليا تنفيذ مشروع لحصر المخطوطات بطريقة جديدة وبأسلوب علمي متقن من قبل فرق فنية متخصصة بالاشتراك مع كوادر متخصصة من جامعة صنعاء, وهذا سيفتح صفحة ونافذة جيدة وممتازة للتعاون المشترك على المستوى المحلي والإقليمي إنشاء الله.

كادر مؤهل

وقال المقحفي حول الكادر الذي يمتلكه الدارً: الكادر الحالي بالدار إلي حد ما مؤهل معظمهم يحملون مؤهلات جامعية ولديهم دورات تدريبية عالية المستوى وبتالي وبالاشتراك والتعاون مع الجهات المختصة كـ الجامعات ستكون الجهود طيبة.

واقع لا يسر

واقع المخطوطات في ضل استفحال ظاهرة التهريب وعدم وجود الاهتمام الكافي بتأكيد لا يسر ولهذا قال أمين عام دار المخطوطات: الحقيقة أنا لا أريد أن أكون متشائما جدا ولا طموحاً جدا حاليا نحن في بداية الطريق الصحيح , فإذا استمرت هذه الخطوات باعتقادي سوف نحفظ على ما تبقى في المكتبات الشخصية وبيوتات العلم .

فإذا كان المؤرخ إسماعيل الأكوع- رحمة الله- أفنى عشرين سنة حتى أحصى قرابة خمس مائة هجرة من هجر العلم بعضها ما اندثر وبعضها باقي, باعتقادي إذا كانت هذه هجر العلم فما بالك بالمكتبات الشخصية داخل كل هجرة وكم من الخزائن ستكون داخل هذه الهجر إضافة إلي الجوامع والمساجد التي تزخر بكم هائل من المخطوطات في مختلف الفنون والعلوم, يجب أن تكون الجهود متضافرة وبتعاون مشترك على المستوى الفردي والجماعي والمؤسسي.

30%
نسبة ما تم جمعه فقط

وحول ما تم جمعه حتى الآن قال : لا نستطيع تحديد بالرقم لما تم جمعه حتى الآن وما تبقى لكن إذا قلنا بالنسبة أنا في اعتقادي انه ما تم جمعه قد يمثل ما بين 10% - 30% , أهمها تكمن في عدة نقاط أو جوانب المتمثلة في الجانب التاريخي المخطوط له أهمية في هذا الجانب عندما يكون ذات قدم, الجانب الأخر أن يكون نادر لا يوجد منه إلا نسخ محدودة, الجانب الأخر الجانب الموضوعي المضمون هذا ما يجب الاهتمام به.

عدم وجود مبنى خاص

أهم الصعوبات التي توجه دار المخطوطات كثيرة أهمها عدم وجود مكتبة أو مركز يليق بما تزخر به اليمن من مخطوطات أثرية تعتبر بمثابة ثروة علمية وتاريخية ومعرفية , يقول المقحفي: المطلوب إيجاد مبنى متكامل بكافة مرافقه يتناسب مع هذا الثراء المعرفي التي تمتلكه اليمن . بالإضافة إلي أن من الصعوبات التي تواجه المخطوطات أيضاً قلة الوعي وعدم الفهم لأهمية التراث وتركها عرضة للضوء والرطوبة والقوارض والحشرات الخطيرة والفطريات.

دعوة لوسائل الإعلام

واختتم أمين عام دار المخطوطات بدعوة وسائل الإعلام للاهتمام والتوعية بأهمية الحفاظ علي المخطوطات الأثرية، متمنياً أن يكون للإعلام دور في هذا الجانب وان توجد متابعة مستمرة لكل ما يعتمل ويجرى في مجال المخطوطات, فالإعلام يمثل واجهة البلد.

لماذا بقيت المخطوطات اليمنية؟

على الرغم من حالة الإهمال التي واجهت المخطوطات اليمنية إلا أنها ظلت في معظمها باقية حتى اليوم وان كانت متناثرة في مكتبات العالم على خلاف المخطوطات العربية الأخرى التي لم تعد موجودة وان تم الإشارة إليها في المصادر التاريخية.

الباحث في المخطوطات اليمنية محمد الهاشمى يقدم تفسيرا لذلك بقوله: “لقد سلم اليمن بحمد الله من الكوارث التي أودت بالتراث الإسلامي إلى الضياع، مثل ما حدث في بغداد على يد هولاكو، وما حدث في القاهرة لمكتبات الفاطميين التي كانت تحوى من التراث الإسلامي الكثير”. انفتاح بدون تحيز

ولقد ساهم أبناء اليمن بانفتاحهم على الجميع على الحفاظ على التراث الإسلامي بدون تحيز، وكذلك شغفهم بالعلم جعلهم يرحلون إلى جهات عدة لاستنساخ الكتب، وأذكر من ذلك الرحلة التي قام بها من صعدة القاضى محمد بن إسحاق العبدي، والتي شملت الأماكن المقدسة، والعراق، والشام، وإيران وأفغانستان والهند، وهى من رحلات القرن الحادي عشر الهجري. وقد سبقها رحلات أخرى لمثل زيد بن الحسن البيهقى وأحمد بن الحسن الكنى والقاضى جعفر بن أحمد بن عبد السلام المدفون في صنعاء.

المكتبات الخاصة..

لقد كان وما يزال للعلماء اليمنيين أبرز دور في حفظ المخطوطات اليمنية من خلال المكتبات الخاصة التي انشاوها في بيوتهم وتعهدوها بالرعاية والتحقيق ويقدر عدد المكتبات الخاصة بنحو 500 مكتبة كما يقول المختصين . ومن أشهر تلك المكتبات مكتبة القاضى إسماعيل بن على الأكوع التي تقع المكتبة في بيته ويرجع أصل المكتبة إلى جد القاضي إسماعيل بن على الأكوع، حيث كانت لديه جملة من الكتب، ورثها عنه ابنه على بن حسين بن أحمد بن عبد الله الأكوع.

التقرير السابع


عصابات منظمة لتهريب المخطوطات من اليمن
مفكرة الإسلام
27/7/1422
هـ - 15/9/2001م

منذآماد موغلة في القدم كان لليمنيين دور فاعل في صنع الحضارة الإسلامية والإنسانية بمعناها الشامل لشتى مناحي العلم والمعرفة، التي لا تزال شواهدها القائمة جلية للعيان، متمثلة بالآثار الخالدة التي نقشتها أناملهم على كل حجر، ودونتها تاريخًا مشرقًا على جلود الغزلان والماعز والورق، لتظهر في شكلها المخطوط، الذي أخذ في التراكم حتى غدا اليمن منجمًا غنيًا بتلك المخطوطات النادرة على المستوى العالمي

.

غير أن هذه المخطوطات، ومنذ سنوات طويلة بدأت وما زالت تتسرب من بين أيادي اليمنيين بيعًا وتهريبًا إلى خارج اليمن في عمليات منظمة تديرها عصابات خارجية بالتعاون مع يمنيين لا يقدرون أهمية هذه الكنوز الثمينة.

لقد كان لتعدد المدارس العلمية وتنوعها الأثر الإيجابي في توفر المخطوطات في كل محافظة ومدينة يمنية بدون استثناء، غير أن الفارق بين منطقة وأخرى قد يكون في حجم هذه المخطوطات ونوعياتها، التي تشتمل إجمالاً، حسب تأكيد عبد الملك المقحفي أمين عام دار المخطوطات لـ 'المجلة' على 30 علمًا رئيسيًا، والكثير من الفروع، وأهمها: المخطوطات القرآنية، العلوم اللغوية والفكرية والأصولية، والتاريخ والأدب والسير، وعلوم الرياضيات والهندسة والمساحة والفلك، والزراعة، والطب.

ويضيف المقحفي: إن هذه المخطوطات تتميز بالتخصص الدقيق في العلوم، كما تتميز المخطوطات الرقية القرآنية بتنوع خطوطها؛ كالحجازي والكوفي والصنعاني، وغيرها الكثير من الخطوط ذات الأشكال الهندسية غير المنقوطة، إضافة إلى أن المخطوطات القرآنية تحمل في بداية كل سورة أرقامًا توضح عدد كلمات كل سورة وعدد حروفها.

مليون مخطوطة:

يقول الباحث عبد الوهاب المؤيد: إن التقديرات لما يوجد في اليمن من مخطوطات قد تفاوت تفاوتًا كبيرًا؛ حيث يقدرها البعض بمليون مخطوطة، والبعض الآخر مائتي ألف.

ويمكن اعتبار الرقم الأخير هو الأقرب إلى الصواب، لأنه يحصي هذه المخطوطات بحسب العناوين، بينما الأول يعتبرها بحسب المجلدات والأجزاء، ليسجل مثلاً: كتاب 'الانتصار' للإمام يحيى بن حمزة، القرن الثامن 18 مخطوطًا حسب أجزائه الـ 18، بينما يعتبره الأخير مخطوطًا واحدًا باعتبار عنوانه، ومثله 'العلم الشامخ' للإمام المقبلي، و' البدر الطالع' للإمام الشوكاني..

وتتناثر الآلاف من المخطوطات في أماكن عدة من اليمن، أبرزها: المدارس والمساجد العلمية، ولدى مسؤولي الأوقاف في المحافظات، إضافة إلى المكتبات الخاصة برجال العلم.

ويؤكد الباحث المؤيد وجود مخطوطات كثيرة قادرة في خطوطها وموضوعاتها وقدمها، ومنها: مخطوطة القرآن الكريم بخط الإمام علي بن أبي طالب، التي توجد في الجامع الكبير بصنعاء، وكذا 'أساس البلاغة' للزمخشري، المنسوخة سنة 748هـ، وتوجد في مكتبة الذارحي بصنعاء، ومخطوطة 'قلادة النحر' في التراجم، وهي بمكتبة الأحقاف بتريم، ومؤلفها بامخرمة، ونسخت نهاية القرن العاشر الهجري، بالإضافة إلى الكثير من المخطوطات التي يعود نسخها إلى ما بين عامي 300 و 700 هجرية.

مخطوطات في سقف الجامع:

ويقول عبد الملك المقحفي إن محتويات الدار من المخطوطات الرقية القرآنية 1400 صفحة و 800 مصحف غير مكتمل، منها 300 مصحف مزخرف، وكلها جلدية ونادرة على المستوى العالمي، وتم الحصلو عليها مصادفة عندما تهدم أحد جوانب سقف الجامع الكبير بصنعاء عام 1972، وتنحصر تواريه هذه الرقوق ما بين القرنين الأول والرابع الهجري. أما المخطوطات الأخرى الموجودة في الجزء الغربي للجامع الكبير فتحتوي على 4000 مجلد مخطوط يضم كل مجلد ثلاثة كتب، أي بواقع 12000 عنوان لكتاب ورسالة و10000 مخطوطة موجودة في مكتبة دار المخطوطات.

تاريخ من السرقات:

وعلى الرغم من أهمية هذه المخطوطات التي تعد كنوزًا لا تقدر بثمن، إلا أن يد العبث امتدت إليها نهبًا وتهريبًا منذ زمن بعيد يصعب تحديد بدايته، والكثير من المؤشرات تدل على أن هذه العمليات قديمة جدًا؛ حيث يشير إلى ذلك الكثير من المصادر، ومنها: كتاب 'من كوبنهاجن إلى صنعاء' الذي وصف رحلة نيبور موضحًا أن هذا الرحالة أخرج معه من اليمن عددًا كبيرًا من الصناديق المملوءة بالمخطوطات.

غير أن أحدًا لم يكن يشعر بذلك أو يهتم به، نظرًا لغياب الوعي، وعدم وجود من يهتم بهذا الكم الهائل من المخطوطات التي تتناثر في أماكن ومناطق عديدة في اليمن، وخاصة في المدارس والمساجد العلمية التي كانت قائمة في مختلف المحافظات اليمنية، بالإضافة إلى ما تختزنه بعض المكتبات الشخصية التي تعتبر ملكيات خاصة، وهو ما سهل عمليات المتاجرة بها وتهريبها.
ويضيف المقحفي أنه كثيرًا ما تتردد قصص عن سرقات للمخطوطات وتهريبها، ولكن أيا من هذه العمليات لم تحدث بالنسبة لدار المخطوطات ومكتبة الجامع الكبير، وكانت محاولة واحدة قد تمت ولكنها باءت بالفشل، وأكثر عمليات تهريب تحدث في المكتبات الخاصة بالمواطنين والعلماء الذين يورثونها لأبنائهم، وغالبًا يعي الأبناء أهمية هذه المخطوطات التي قد يتم التصرف بها بيعًا أو تخزينها في أماكن وبيئة غير مناسبتين، مما يؤدي إلى تعرضها للتلف، وهو ما دفعنا إلى تنظيم حملات توعية بأهمية هذه المخطوطات وإجراء الصاينة اللازمة للتالف منها، كما نعمل على اقتناء ما يمكن منها، وقد بلغت خلال العشر سنوات الماضية [3700] مجلد اشتريناها مقابل مبالغ مالية تدفعا الدار لأصحاب المخطوطات، ولكن هذه العملية خاضعة لمبادرات المواطنين، لأننا لا نستطيع إجبار أحد على تسليم هذه المخطوطات أو الاستيلاء عليها.

10000
مخطوطة مهربة

ولأن عمليات التهريب للمخطوطات اليمنية تحاط بسرية تامة وإجراءات حماية دقيقة حتى لا تكتشف فإن أياً من الجهات المختصة لا تستطيع إعطاء رقم محدد عن حجم المخطوطات المهرب خارج اليمن، غير أن هناك معلومات تقول أن ما تم تهريبه من المخطوطات خلال الخمسين عامًا الماضية يصل إلى عشرة آلاف مخطوط حسب أمين عام دار المخطوطات في صنعاء الذي استدرك قائلاً: يبدو أن هذا الرقم مبالغ فيه نوعًا ما؛ لأن تحديد رقم واضح يحتاج إلى رصد ومتابعة، وأيا كان حجم المهرب من المخطوطات فإنه يمثل خسارة كبيرة، لأن ما يتم تهريبه عادة ما يكون من المخطوطات الممتازة.

غير أن مختصين ذكروا أن حجم المهرب قد يكون أكبر من الرقم المذكور، مستدلين بما يتم ضبطه من مخطوطات كانت في طريقها إلى التهريب، حيث تم ضبط [2500] مخطوط في عمليتين فقط من عمليات التهريب، وفي فترات زمنية متقاربة.

ويقول الباحث المؤيد أن الأجهزة المعنية بمطارات ومداخل الدول الشقيقة المجاورة أبدوا تعاونًا كبيرًا مع اليمن في هذا الجانب من خلال ضبط مخطوطات يمنية مهربة قاموا بإعادتها إلى صنعاء، وقبضوا على عدد من مهربيها.

ويشير المقحفي إلى أن بعض المخطوطات التي تمت مصادرتها أثناء محاولات التهريب تعتبر نادرة؛ لأنها مكتوبة بأقلام مؤلفيها مثل الإمام الشوكاني والإمام محمد إسماعيل الأمير.

مخطوطات يمنية عبر العالم

ويؤكد الكثير من الجهات اليمنية المختصة والمسؤولين اليمنيين وجود الآلاف من المخطوطات اليمنية في العديد من المكتبات العالمية؛ حيث يقول المقحفي: إن مكتبة [إلقرزيانا] بإيطاليا تحتوي على ما يقرب من سبعة آلاف مخطوط يمني، وسبعمائة مخطوط في مكتبة الكونجرس بأميركا.. بالإضافة إلى ما تحتويه مكتبة [الأسكريال] بأسبانيا، والمكتبة الأهلية في باريس، ومكتبات أخرى في برلين ولندن وتركيا والهند وغيرها من الدول التي لم يتمكن المختصون من تحديد حجم المخطوطات اليمنية الموجودة بها.

وكان الدكتور حسن العمري السفير اليمني السابق لدى بريطانيا رصد في كتاب أصدره عنوانه 'مصادر التراث اليمني في المتاحف والمكتبات البريطانية' ما تختزنه هذه المتاحف والمكتبات من مؤلفات ومخطوطات يمنية نادرة وشاملة للكثير من العلوم والمعارف التي سربت بطرق شتى إلى خارج اليمن لتستقر في هذه الدول.

مسؤولون متورطون:

وكان مجلس النواب اليمني استشعر خطورة الموقف بالنسبة للآثار والمخطوطات اليمنية، فكلف لجنة الإعلام والثقافة والسياحة في أكتوبر [تشرين الأول] 1998 بالتحقق فيما يثار حول تهريب المخطوطات اليمنية من خلال البحث الميداني في المناطق الغنية بالمخطوطات والالتقاء بالمختصين لتخرج اللجنة بتقرير مفصل حول هذه القضية قدمته للمجلس في حينه، وأشارت فيه إلى أن المكتبات والمخطوطات اليمنية مهددة بالانقراض، وإلى اختفاء الكثير من مكتبات الجوامع.
وأكد التقرير البرلماني أنه تبين أن الكثير من المخطوطات تم تسريبها أو بيعها بطرق وأساليب مختلفة عبر سماسرة محللين وتجار للمخطوطات، كما أكد عبد الوهاب الروهائي وزير الثقافة اليمني أثناء تزويد الدار بما يقرب من 2500 مخطوط كانت لدى وزارته وجود عصابات منظمة تتاجر بالمخطوطات اليمنية، غير أنه لم يسمها، وتتداول الأوساط اليمنية معلومات تشير بأصابع الاتهام لمسؤولين يمنيين يديرون عصابات التهريب ويتاجرون بآثار وتراث الأمة، وهو ما يفسر عدم تقديم أي من الأشخاص الذين يتم كشفهم أثناء عمليات التهريب للمساءلة القانونية رغم كثرة الحالات التي يتم ضبطها.

وثمة خطر آخر يهدد بفناء المخطوطات اليمنية، ويتمثل في إهمال أصحاب المكتبات الخاصة وبيوت العلم وأمناء الأوقاف لأعداد كبيرة من المخطوطات التي بحوزتهم والتي تتآكل بفعل سوء التخزين، الأمر الذي يحد من جهود دار المخطوطات الهادفة إلى ترميم وصيانة هذا التراث المتآكل


التقرير الثامن
المخطوطات اليمنية . . صوره قريبه من المعاناة!
صنعاء – سبأ نت : علي الخيل
11
يوليو 2008م

تعتبر المخطوطات اليمنية من أهم مستودعات الذاكرة و توثق لمحطات مضيئة من تاريخ الشعوب و علومهم عبر العصور إلا أن عدم الاهتمام بهذا المستودع الكبير من الذاكرة اليمنية جعل المخطوطات في اليمن تقع بين فكي الإهمال و مطامع تجار و مهربي الآثار.

فدار المخطوطات اليمنية حقق خطوات من الانجاز لكنه مازال بحاجة إلى إعادة النظر في وضعه و واليه وإمكانات عمله من قبل الجهات المختصة و ذات العلاقة ليتجاوز الحال التي يعيشها ويفتقر فيها للكثير من مقومات عمله
.

يتراوح عدد المخطوطات المتواجدة في الدار من 30- 40 ألف مخطوطة ... وتنقسم هذه المخطوطات حسب أمين دار المخطوطات عبد الملك المقحفي إلى نوعين
:

النوع الأول:تتمثل في الرقوق القرانية الجلدية التي قد تصل إلى 10 آلاف قطعة،وهذه العشرة الاف قطعة قد تصل إلى 300 مجموعة كمصاحف مكتملة و غير مكتملة، و تتميز هذه الرقوق بالزخارف و جماليات الخطوط الإسلامية القديمة و الألوان و قد تم العثور عليها في الجناح الغربي بالجامع الكبير بصنعاء عام 1972م و هذه الكمية تم معالجتها وترميمها بالتعاون مع الحكومة الألمانية
.

فيما النوع الثاني يتمثل في المخطوطات الورقية،وتنقسم إلى مجموعتين


الأولى: تم نقلها من المكتبة الغربية بالجامع الكبير مؤخراُ إلى الدار وتضم نحو 4 ألاف مخطوط ومجلد وهذه المجلدات تحمل عناوين لكتب تصل إلى 11 ألف عنوان و كتاب في أكثر من 30 علماً من العلوم الأساسية كعلوم ( القرآن ، والحديث، والسيرة، والفقه، واللغة العربية وآدابها، والتاريخ، والرياضيات، والحساب ،والهندسة ، والزراعة، إضافة إلى علم الفلك ومختلف العلوم الأخرى
).

واستطرد المقحفي :وفي 10 مارس 2007م تم العثور على 4 الاف قطعة من المخطوطات في الجامع الكبير في أثناء عملية الترميم التي يقوم به فريق من الآثار اليمني مع بعثة ألمانية ، و يرجع تاريخ بعضها إلى القرن الأول و الرابع الهجري،تمثلت في الكشف عن حقبة هامة من مراحل مختلفة لتدوين القرآن الكريم على قطع جلدية و نادرة جدا و تعتبر من أهم الاكتشافات إلى جانب الاكتشاف السابق على المستوى المحلي والإقليمي و الدولي
.

ويعتبر المقحفي أن الرقوق القرآنية الموجودة في دار المخطوطات بصنعاء من أقدم النماذج في العالم، فتاريخها ينحصر ما بين القرنين الأول والرابع الهجري، أما المخطوطات الورقية فإن أقدم وأندر مخطوط منسوخ بالخط الكوفي سنة 663هـ منوها بأن أهم وأثمن مخطوطة في الدار

هي مخطوطة مصحف الإمام علي بن أبي طالب المتواجد في مكتبة الأوقاف بالعاصمة صنعاء
.

وأشار إلى أن هناك رقوق قرأنية ترجع إلى القرن الأول الهجري وهي عبارة عن آيات للقرآن الكريم بالخط الحجازي، ويطلق عليه الخط المدني او المكي او خط الجزم . أما أقدم النماذج المتواجدة في اليمن وأقدم نص ورقي فيعود إلى سنة 366 للهجرة وكما يوجد نص رخام وسط الجامع الكبير بالخط الكوفي القديم يرجع إلى 136 للهجر ة ، إضافة إلى الكتابات و النقوش والزخارف على سقف الجامع الكبير التي ترجع إلى 271 للهجرة وهذه تقارب وتماثل النماذج الذي لدينا بالمعرض الخاص بالرقوق القرآنية من حيث شكل الخط والطابع
.

وتابع المقحفي:هناك مخطوطات في المكتبات الشخصية للمواطنين المتواجدة في مختلف البيوت والمناطق اليمنية تتمثل في نوادر ونفائس المخطوطات ويوجد فيها عجائب لاتقدر بثمن وخاصة في مناطق زبيد، ومنطقة الذاري، وبيت الأهدل... فالمؤرخ اسماعيل الأكوع وضع في كتاب هجر العلم ومعاقله باليمن 500 هجرة علم فما بالك بالمكتبات والخزانات العلمية في المحويت ، وذمار ، إب، تعز، حضرموت، التي تعتبر أكثر منطقة متواجدة بها المخطوطات
.

كما توجد في الدار نسخة يمنية لمخطوطة "مقامات الحريري الشهيرة" بالصور والألوان ،وهي من أهم الكتب الأدبية واللغوية ترجمت إلى عدة لغات وتوجد نسخ منها في متاحف عالمية وهذه النسخة متواجدة في دار المخطوطات باليمن والذي قام بخطها هو محمد دغيش سنة 1121 هجرية
.

تعرضت المخطوطات اليمنية على مر التاريخ لعمليات سرقة ونهب وتهريب حتى أصبح عدد كبير منها متناثر في عدد من المكتبات العالمية حيث توجد في مكتبة الإمبرزيان الإيطالية مايقارب من 10 ألاف مخطوط خرجت من اليمن قبل أكثر من 200 عام إضافة إلى ما تحتويه مكتبة الأسكريال بأسبانيا، والمكتبة الأهلية في باريس، ومكتبات أخرى في برلين ولندن وتركيا والهند وغيرها من الدول التي لم يتمكن المختصون من تحديد حجم المخطوطات اليمنية الموجودة بها
.

و تمر المخطوطة في الدار بعدة مراحل منها : الصيانة ، الترميم ، التصوير ، النسخ ، التوثيق والأرشفة ، الحفظ والتخزين .. وفي كل المراحل يتم استخدام تقنيات وفق شروط دقيقة وخبرات ومهارات متمرسة و مدربة موزعة على كل هذه الأقسام حسب المقحفي
.

إلا إن عمل إدارات الدار مازال يفتقر إلى كثير من الإمكانات وتعاني الصعوبات... يوضح مدير الصيانة والترميم بالدار احمد مسعد المفلحي أن أهم الصعوبات التي تعترض سير العمل تتمثل في انخفاض الاعتمادات مقارنة بأهمية العمل وعدم الاهتمام بالمعنيين وعملية تأهيل وتدريب الكوادر الخاصة بالترميم والصيانة .. منوها بأن المشكلة الكبيرة التي تتعرض سير عمل الدار تتمثل في ارتباط الدار بالهيئة العامة للآثار ،و كذا تدخل موظفين الهيئة بكل صغيرة و كبيرة بالمخطوطات ... فمثلاً عندما تشكل لجنة من المختصين بالدار لاقتناء مخطوطة و ترميمها تقوم الهيئة بضم أكبر عدد من موظفين الهيئة مشرفين على اللجنة وهم لا علاقة لهم بالمخطوطات، فكان هناك في 2005م مشروع لاقتناء وترميم عدد من المخطوطات وكانت التكلفة 8 ملايين ولم يخرج من المخصص سوى 2 مليون وكان عدد الموظفين في الدار 17 موظفاً فيما بلغ عدد المشرفين من الهيئة أكثر من 19 مشرفاً
.

فيما ينبه المسؤول الفني في إدارة التصوير ناصر العبسي بصعوبات اخرى تواجه العمل في ادارة التصوير التي ما يزال العمل فيها متوقف منذ سنوات نتيجة عدم وجود ميكروفيلم فضلا عن افتقار الدار إلى أدوات خاصة بالسلامة وخاصة نحن نعمل وسط أجواء و مواد كيمائية ونتعرض لبعض البكتيريا والجراثيم والميكروبات الموجودة في بعض المخطوطات من مئات السنين
.
و يشير العبسي الى أن عدد المخطوطات التي تم تصويرها هي نحو الف مخطوطة فقط مقارنة بإجمالي الدار المقدرة بـ30 إلى 40 ألف مخطوطة نتيجة شحة الإمكانات. منوها بأهمية وضع الضوابط و الشروط للتبادل ونسخ وتصوير المخطوطات للجهات الخارجية مثلاً في جهة خليجية قدمت جزء من الدعم ولكن تريد بالمقابل تصوير جميع المخطوطات في الدار وهذا ما يهدر اهمية الدار ..ولو تم تصويرها فماذا تبقى للدار لم يتبقى اي اهمية تذكر للدار لذا يجب ان يكون هناك شروط لطبيعة التعاون و التبادل الثقافي بين البلدان التي تريد تصوير المخطوطات اليمنية، حتى و لو قدمت اي اجهزة فمثلاً المانيا دعمت الدار بكافة الأجهزة الحديثة و المتطورة بالترميم والتوثيق والصيانة و لم تطلب اي مقابل و قالت يجب ان يكون المركز هنا في اليمن مرجع تاريخي و اثري للباحثين و المهتمين العرب و الأجانب
.

وقال الباحث المقحفي " نحن بصدد إعداد مشروع التوثيق الألكتروني وكان هذا المشروع قائم من أوائل التسعينيات وفي نفس الوقت يكون التوثيق والفهرسة وإدخالها عبر الانترنت و تكون في متناول الباحثين والمهتمين بكل سهولة ويسر،ولكن تحتاج إلى إمكانيات و تحتاج إلى مشروع وطني عام . وأضاف أمين عام الدار " نقوم حالياً اتصالات مع جهات مختصة لوضع موقع للمخطوطات اليمنية على شبكة الإنترنت كون المخطوطات اليمنية تعتبر أثراء مجموعات موجودة على مستوى العالم
.

المعرض


يضم معرض الدار عدداً من المخطوطات اليمنية والرقائق القرانية التي تمت معالجتها وترميمها ووضعها على شكل نسخ أمام الباحثين والمهتمين والمحققين وقد استطاع المعرض أن يضفي على الدار شيء من الجمال والخصوصية حيث أصبح بالإمكان لأي زائر او باحث او مختص التعرف عليها من خلال زيارة المعرض الذي يفتح أبوابه صباح كل يوم


التقرير التاسع
اليمن: إحباط محاولة تهريب 1800 مخطوطة للسعودية
إيلاف من محمد الخامري - صنعاء:
الثلائاء 17 يوليو 2007م



قالت مصادر مطلعة في منفذ حرض الحدودي مع السعودية أن السلطات في الجمرك أحبطت محاولة تهريب 1800 مخطوطة يمنية تاريخية، كانت بحوزة عدد من المسافرين الذين حاولوا الخروج من اليمن بمرافقة شخصيات نافذة على علاقة وطيدة بتهريب تلك المخطوطات.

وكانت مصادر إعلامية تحدثت خلال الفترة القليلة الماضية عن اختفاء المكتبة التاريخية الأثرية في الجامع الأثري الكبير بمدينة جبلة بمحافظة إب "جامع الملكة أروى" ، ويعتقد أن تلك المخطوطات تم سرقتها من عدد من الجوامع الأثرية باليمن أهمها جامع الملكة أروى والجامع الكبير بصنعاء الذي شهد مطلع آذار "مارس" الماضي فتح مغارة أسطورية تحت الجدار الغربي القديم للجامع واستخرج منها ما لا يقل عن 4 آلاف مخطوطة أثرية قديمة وعدد كبير من القطع الأثرية التي تعد من الكنوز النادرة ، إضافة إلى 12 مصحفاً مخطوطاً بخط اليد يُعتقد أنها تعود إلى عهد الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين.

وتعود قصة الاكتشاف الكبير لهذه المغارة أو الخزانة كما تسمى في صنعاء إلى أن احد الأخصائيين في مجال الآثار وكان يعمل ضمن فريق ترميم الجامع الكبير بصنعاء الذي بني في السنة السادسة للهجرة وأثناء انهماكه في عملية الترميم اكتشف وجود عقد من مادة القضاض الأبيض وتحته جدار رقيق من الياجور "الطين المحروق" فقام بإزالته وعندها دهش من وجود مغارة مكتظة بالمخطوطات الجلدية القديمة.

إيلاف زارت المكان حينها ورغم أنها مُنعت من التصوير إلا أن القائمين على عملية الترميم تجاوبوا معنا وأعطونا نبذة عن الاكتشاف الثقافي الكبير ، حيث يقول مدير الترميم والصيانة بدار المخطوطات أحمد مسعود القدسي أن المخطوطات المكتشفة في الخزانة مخطوطة بالخط الكوفي ويعود تاريخها إلى القرنين الأول والرابع الهجري وأنها بحالة جيدة وستمثل إضافة نوعية لمكتبة المخطوطات اليمنية ، مشيراً إلى أن المختصين في دار المخطوطات سيقومون بترميمها وإعادة تأهيلها لتكون صالحة للعرض ولتمثل تحفة مخطوطة نادرة على مستوى العالم.

وانتقد القدسي دور وسائل الإعلام في تغطية هذا الاكتشاف الذي يضم مصاحف ومجلدات مغلفة ومخطوطات تاريخية ووقفية ورسائل من والى الخلفاء بالإضافة إلى مجموعة من الأغلفة الخشبية والمجلدات المحبوكة التي قال أن دار المخطوطات والموظفين فيها سيتعلمون منها طريقة التجليد والحباكة من شدة دقتها ، مشيراً إلى انه لو كان هذا الاكتشاف في أية دول عربية أخرى مثل مصر أو سوريا أو الأردن أو لبنان أو تونس آو أي بلد آخر لقامت الجهات المعنية بالآثار والثقافة باستدعاء الصحفيين ووسائل الإعلام والقنوات الفضائية وجمعت علماء الآثار من كل مكان وجعلت منه حدثاً عالمياً ومادة إعلامية تستمر فترة من الزمن.

وبحسب احد كبار السن الذين يداومون على الجلوس في الجامع الكبير لقراءة القران وتدريسه فان هذا الاكتشاف يعد الثاني من نوعه وليس الأول ، حيث تم اكتشاف مخطوطات قرآنية في سبعينيات القرن الماضي لكنها لم تكن بهذه الكمية وهذا التاريخ القديم إذ يعتقد "على مايذكر" أن تلك المخطوطات كانت من عهد الملكة أروى بنت احمد الصليحي التي بنت احد جوانب الجامع الكبير في عهدها.

وقد وجدت الخزانة التي فيها المخطوطات ملاصقة لضريح قبر النبي حنظلة في مؤخرة الجامع الكبير "جنوب غرب الجامع" بالقرب من مكان المحراب الصغير الذي يقال أن الرسول عليه الصلاة والسلام أمر ببنائه عندما أمر ببناء الجامع في العام السادس الهجري ، وهناك احتمال أن تكون المخطوطات تؤرخ لحقبة معينة من بناء الجامع الذي مر على مراحل متعددة


التقريرالعاشر

دراسة تؤكد وجود 60 ألف مخطوطة يمنية في بريطانيا


شبكة محيط
الاثنين , 22 - 9 - 2008م

كشفت دراسة أكاديمية يمنية عن تعرض المخطوطات اليمنية لنهب منظم إبان فترة الإحتلال البريطاني

.

وقدرت الدراسة التي جاءت بعنوان "المنهاج المعرفي لعلماء اليمن في القرنين السابع والثامن الهجري" واعدها أستاذ الآثار والعمارة بجامعة صنعاء الدكتور محمد علي العروسي عدد المخطوطات اليمنية الموجودة في بريطانيا بنحو ستين الف مخطوطة.

ووفقا لصحيفة "الدستور" الأردنية كشفت الدراسة أن غالبية المخطوطات اليمنية في بريطانيا نقلت اثناء الاحتلال البريطاني عن طريق البيع والتهريب والرحالين والمستشرقين التي كانت أسفارهم تشجعهم على شراء المخطوطات والآثار ونقلها الى بلدانهم.

وأشارت الى أن المكتبات اليمنية الخاصة والعامة ومكتبة الجامع الكبير بصنعاء ومكتبة الاحقاف بحضرموت ودار المخطوطات والعديد من المتاحف اليمنية والمتاحف العربية والأوروبية والأمريكية والافريقية والآسيوية والأسترالية تزخر بمئات الآلاف من المخطوطات والكتب اليمنية النفيسة التي ألفها علماء وعالمات يمنيات منذ بزوغ الاسلام وحتى العصر الحديث


التقرير الحادي عشر

المخطوطات في دولة اليمن و أماكن تواجدها

تعتبر اليمن من أكثر دول العالم وفرة في المخطوطات العربية. وتتباين الإحصاءات المتوافرة حول عدد ما هو موجود فيها تبايناً كبيراً حيث يقدرها البعض بثمانين ألف مخطوط, في حين يوصلها آخرون إلى ما يقرب من المليون مخطوط. تغطي تلك المخطوطات جميع فروع المعرفة الطبيعية والرياضية والشرعية واللغوية والتاريخية والجغرافية, وإن كان نصيب المعارف الطبيعية والرياضية الأقل حظاً.

ويمثل وجود هذا الكم من المخطوطات شاهداً على حجم الحركة العلمية التي كان من أهم أسبابها تشجيع حكام اليمن وأمرائها للنشاط العلمي, خصوصاً أن شرعية حكم الأئمة الزيدية في المناطق الشمالية كان يستند إلى ما لديهم من علم وقدرات اجتهادية
.

توزع المخطوطات


تتوزع هذه المخطوطات على عدد كبير من المكتبات الخاصة وأخرى من المكتبات العامة.
من أشهر المكتبات العامة
:

المكتبة الغربية في صنعاء (تأسست عام 1968) وتضم ما يقرب من أربعة آلاف مخطوط
.

والمكتبة الشرقية (الأوقاف) في صنعاء وفيها ما يقرب من ألفين وخمسمائة مخطوط (تأسست عام 1925
).

الدار المركزية للمخطوطات (تأسست عام 1980) وفيها ما يقرب من ألفي مخطوط
.

مكتبة الأحقاف في تريم (تأسست عام 1972) وفيها ما يقرب من خمسة آلاف وخمسمئة مخطوط
.

وهناك مكتبات عامة أخرى في كل من تعز وعدن والحديدة وزبيد ولكن ليس فيها إلا عدد محدود من المخطوطات
.

ولكن الثروة المخطوطة الأساسية إنما توجد في المكتبات الخاصة
.

وما يؤسف له هو غياب أي حصر دقيق لها أو لمقتنياتها, وإن كان هناك بعض قوائم أولية فيها أسماء لبعض المكتبات ذات الأهمية الخاصة, وتقديرات بما يوجد فيها
.

من تلك القوائم ما أعده عبدالوهاب المؤيد لدار الفرقان في لندن بعنوان "تسجيل المكتبات الخاصة للمخطوطات اليمنية
".

ومنها ما أعده عبدالملك المقحفي بعنوان "أماكن بعض المكتبات الخاصة التي تحتفظ بكتب مخطوطة, وتستحق الدراسة والتصوير مع أسماء مالكيها وكميات بعضها
".

وتظهر هذه وجود مكتبات خاصة يصل عدد مقتنيات بعضها إلى خمسة آلاف مخطوط
.

فهرسة المخطوطات


وجهود الفهرسة للمكتبات اليمنية قديمة. ومن أوائل تلك الجهود المعاصرة فهرس المكتبة الشرقية التي وضعها محمد بن أحمد الحجري سنة 1942.

وقد تلتها منذ السبعينات مجموعة منوعة من الفهارس, الأغلب منها تناول المكتبات العامة. وأما ما تناول المكتبات الخاصة فقليل للغاية. أهمها ما قام به عبدالله الحبشي تحت عنوان "فهرس مخطوطات بعض المكتبات الخاصة في اليمن" الصادر عن دار الفرقان, حيث فهرس ثماني مكتبات تضم ما يقرب من ألف مخطوط
.

وما قام به عبدالسلام الوجيه تحت عنوان "مصادر التراث في المكتبات الخاصة" الصادر عن مؤسسة الإمام زيد بن علي الثقافية, حيث فهرس تسعاً وثلاثين مكتبة فيها ما يقرب من ألف وتسعمئة مخطوط أصلي وألف وثلاثمئة مخطوط مصور
.

وهذه الجهود ما زالت تتوالى على رغم العقبات الكبيرة التي تواجهها, أبسطها صعوبة الوصول إلى المكتبات بسبب توزع كثير منها على مناطق وعرة وخالية من الخدمات الأساسية. مشكلة أخرى هي ريبة أصحاب المكتبات من كل قادم إليهم, ما يصعب القيام بفهرس دقيق, بل إن بعض أصحاب المكتبات الخاصة يفضل ألاّ يُعرف عن وجود مكتبته
.

مشاكل المخطوطات


تعاني تلك الكتب ما تعانيه مثيلاتها في بقية دول العالم الإسلامي, ولكن قد تكون لظروف اليمن خصوصية أضافت إلى معاناة تلك الكتب معاناة أخرى. فنجد أن معظم المخطوطات لا تلقى من المعاملة ما يستحق أن يطلق عليه حفظاً. ولذلك تتعرض المخطوطات في شكل متواصل للتلف والتآكل بسبب سوء أوضاعها, بل أصبحت مادة غذائية وفيرة للأرَضة والفئران. وهذه المشكلة مشتركة بين المكتبات العامة والخاصة, وإن كانت أشد بكثير في المكتبات الخاصة. ولعل المشكلة الأهم هي غياب التقدير الكافي للقيمة التاريخية والعلمية لتلك المخطوطات, بحيث أصبح من الممكن أن نسمع عن أوراق مخطوطات استخدمت لأغراض خاصة أو لتعليم الأطفال على الكتابة, بل استخدمت مخطوطات لسد فتحات في الحائط منعاً لدخول الريح والأمطار.أما عمليات النهب أو البيع فحدّث ولا حرج.

وقد بدأ الاهتمام بنقل المخطوطات اليمنية إلى الخارج من القرن السادس عشر مع قدوم "لودرفيشودي بريثما" الرحالة الإيطالي الذي وصل إلى عدن سنة 1508, ثم تواصل ذلك الأمر من الأوروبيين إلى اليوم. كما قام العثمانيون بالكثير من ذلك حين نقلوا قسماً كبيراً من تراث الأمة الإسلامية إلى تركيا. ويقدر عدد ما خرج من اليمن في العقود الخمسة الماضية فقط بعشرة آلاف مخطوط
.

جهود التحقيق


من حيث التحقيق,فإن عدد ما حقق من التراث اليمني إلى اليوم لا يصل إلى الأربعمئة كتاب, ثلثا المحقق منها موزع بالتساوي تقريباً بين كتب التاريخ والتراجم والجغرافيا من جهة وبين كتب العلوم الإسلامية من جهة أخرى, وأكثر من ربع ذلك بقليل نُشر خارج اليمن.

ويعود سبب ضعف مشاركة اليمن في تحقيق تراثها إلى محدودية الدعم الذي يلقاه هذا النشاط. وحالياً تتصدر مؤسسة الإمام زيد بن علي الثقافية في نسبة ما حققته من التراث اليمني, يليها كل من مركز الدراسات والبحوث اليمني ومركز بدر العلمي في صنعاء إذ عمل كل منهما على إخراج 6 في المئة من مخطوطات المعتزلة
Reply all
Reply to author
Forward
0 new messages