الكارما والشعوب

6 views
Skip to first unread message

adnan hmllmsk

unread,
May 30, 2012, 12:04:34 PM5/30/12
to maf...@googlegroups.com


كارما الأمم والشعوب
نحن هذا الكائن الكوني الذي يموج بداخله بحر لا متناه، وكما حقيقة أبعاد كوننا غير المحدودة من حولنا تأتي حقيقة كوننا الداخلي بكل ما فيه من الخير والحق والجمال. كل ما يعمله الإنسان ينطلق من ذاته، ومن كونه الخاص وكل ما يرسله إلى الكون من حوله هو انعكاس لكونه الداخلي. وهو المرآة التي ستعيد له ذات الصورة المنعكسة عنه، بالمعنى البسيط أن ما تزرعه من قيم الخير أو الشر تحصده في وقت لاحق وتلك هي "الكارما" ولكل أمة ولكل إنسان كارما لابد أن تطاله.
وكما للإنسان كارما تلحق به عاجلا أو آجلا فإن للشعوب أيضا كارما، فكارما المجتمع: هي سلسلة الأفعال التي يقوم بها شعب من الشعوب، بمعنى محصلة أفكار وأعمال أمة من الأمم فتولد بالنتيجة كارما معينة حيث يعاني أصحابها من الحروب والمجاعات والآلام، لأنهم في حياتهم السابقة أوسعوا الشعوب الأخرى شروراً أو اضطهاداً وظلما، وهذا مصداقا لمعنى قوله تعالى "ظهر الفساد في البرّ والبحر بما كَسَبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا". وترسم الكارما أيضا شكلا لحياة الإنسان الذي يعيش ضمن هذه المنظومة، بمعنى أنه إذا كان المجتمع قاصراً أو فاسداً، فإنه يولد بشراً بهذه المواصفات وبالتالي حياة تليق بما قدموا.
الكارما أحد أسباب سقوط الشعوب وسقوط الحضارات وتطور وعي البشر كذلك باعتبار هذا هو نتائج الأعمال السابقة في الفكر، الكلمات أو الأعمال، التي تترك انطباعات كامنة على كل مستويات الحياة، الفكرية، والعاطفية والجسدية. أما كارما الإنسان فهي التي تولد معه مثل شكله وموروثاته وتلك التي لا يمكن له تغييرها بخلاف الكارما التي يصنعها لنفسه إما بالخيارات الصحية أو الخاطئة، و"هديناه النجدين" طريق الخير والشر، وكل امرئ بما كسب رهين.
وللغوص أكثر في مفاهيم الكارما كونها جزءا من تعاليم الإسلام وإن اختلفت العبارات هناك كتاب جميل عرضاً ومعنىً للدكتور نايف الجهني وهو "الكارما في الإسلام" يذكر ضمنه أنه في المستقبل القريب، ستفقد الأدوية والعقاقير فاعليتها، وسيجد العالم نفسه غير قادر على مواجهة هذا الانهيار، وستصبح الأفكار المادية غير مجدية في مواجهة ذلك، نتيجة لغياب التطور الروحي للإنسان الذي ينبع من تعاليم الله وسننه، ولذا فالناس البعيدون عن هذه السنن الذين لا يعملون على معالجة أنفسهم من الداخل ستكون تقنية (الكارما) معينا لهم! ولا بد أن تتغير نظرة الإنسان إلى نفسه وإلى العالم المحيط به، ليصبح أقل سلبية، وأن الأفراد الذين سيتكبّدون عناء البحث عن إجابة لهذا السؤال خلال السنوات المقبلة سيجدون أنفسهم يسلكون درباً طويلة وشاقّة لكن جميلة، وسيكتشفون أن الإجابات التي سيحوزونها ستضع على أكتافهم عبئا لا يستطيع حمله إلا من يحمل كلّ قوة الكون في خفقات قلبه

--
*****************************************************
وما دعوة انفع يا صاحبي *****من دعوة الغائب للغائب
ناشدتك الرحمن يا قارئا***** ان تسأل الغفران للمرسل والكاتب
نسأل الله ان يمنحكم من النعمة دوامها
ومن الرحمة شمولها * ومن العافية دوامها *ومن العيش أرغده
ومن العمل أصلحه * ومن العلم انفعه *ومن العمر أسعده واتقاه ومن الإحسان أتمه
أمين أمين ولا أرضى بواحدة***حتى أضيف إليها ألف ألف أمين
*****************************************************

Reply all
Reply to author
Forward
0 new messages