You do not have permission to delete messages in this group
Copy link
Report message
Show original message
Either email addresses are anonymous for this group or you need the view member email addresses permission to view the original message
to maf...@googlegroups.com
قانون كارما ومعناه قانون الفعل- أو قانون السببية في دنيا الروح ، وهو
أسمى قوانين العالم وأبشعها ؛ فإذا أقام إنسان العدل ، وكان رحيماً دون أن
يقترف خطيئة ، فيستحيل أن يجيء جزاؤه في مرحلة واحدة فانية من مراحل
الحياة ، بل يمتد نطاقه إلى حيوات أخرى يولد فيها ليكون ذا مكانة أعلى وحظ
أوفر ، لو ظل على فضيلته الأولى ؛ أما إن عاش حياته عيش الرذيلة ، أعيدت
ولادته في حياة تالية منبوذاً أو إبن عرس أو كلباً ، وقانون كارما هذا- مثل
قانون القَدَر عند اليونان- هو فوق الآلهة والبشر معاً لأن الآلهة أنفسهم
لا يستطيعون تغيير سننه التي يطّرد فعلها ؛ أو إن شئت فقل ما قاله رجال
اللاهوت ، وهو أن "كارما" وإرادة الآلهة أو فعلها ، شيء واحد بذاته ، لكن
ليس كارما والقدر بشيء واحد ، لأن القدر يتضمن عجز الإنسان عن تقرير مصير
نفسه ، أما كارما فتجعل الإنسان (إذا أخذنا كل حيواته جملة واحدة) خالق
مصير نفسه ؛ وليست الجنة والجحيم بخاتمة ينتهي عندها فعل كارما ، وهو سلسلة
الولادات والميتات ؛ نعم إن الروح بعد موت جسدها ، يجوز أن ترسل إلى
الجحيم لتلقى عذابها على جرم بعينه ، أو أن ترسل إلى الجنة لتنعم بجزاء
سريع على فشيلة بذاتها لكن يستحيل على روح أن تقيم في الجحيم ، وقليل من
الأرواح هي التي يسمح لها بالإقامة في الجنة إلى الأبد ؛ ذلك لأن الروح لا
بد لها بعد فترة تقضيها في الجنة أو الجحيم ، أن تعود إلى الأرض من جديد ،
لتنفذ بحياة جديدة ما يقضي به عليها كارما كان هذا المذهب صادقاً من الوجهة
البيولوجية إلى حد كبير ، فلا ريب في أننا حقاً تجسيد جديد لأسلافنا ،
وسنعود بدورنا فنتجسد من جديد في أبنائنا ، وعيوب الآباء تهبط على الأبناء
إلى حد ما(ولو أنها لا تهبط بالمقدار الذي يفرضه الجامدون الخيرون) حتى ولو
بعد أجيال كثيرة ؛ فقد كان قانون كارما أسطورة بارعة في صرف الحيوان
البشري عن القتل والسرقة والمماطلة والتقتير في العطايا ، فضلاً عن أنه وسع
من نطاق الوحدة الخلقية والشعور بالواجب حتى شمل ذلك النطاق مراحل الحياة
كلها ، ومهد أمام التشريع الخلقي سبيل التطبيق على نطاق أوسع رقعة وأكثر
منطقاً مما وجده في أية حضارة أخرى.
-- ***************************************************** وما دعوة انفع يا صاحبي *****من دعوة الغائب للغائب ناشدتك الرحمن يا قارئا***** ان تسأل الغفران للمرسل والكاتب
نسأل الله ان يمنحكم من النعمة دوامها ومن الرحمة شمولها * ومن العافية دوامها *ومن العيش أرغده ومن العمل أصلحه * ومن العلم انفعه *ومن العمر أسعده واتقاه ومن الإحسان أتمه أمين أمين ولا أرضى بواحدة***حتى أضيف إليها ألف ألف أمين
*****************************************************