*صلاة التراويح*
✰مسمى صلاة التراويح لم يكن في عهد النبي ﷺ ولا أصحابه من بعده، والذي أطلق هذا الاصطلاح على صلاة القيام في رمضان هم فقهاء التابعين تخصيصاً وتمييزاً لهذا الموسم وهذه العبادة عن غيرها، وقد مدح الله أهل القيام بقوله: ﴿كَانُوا قَلِيلًا
مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (١٧)﴾ الذاريات.
✰وقت صلاة التراويح من بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر؛ فيصح أداؤها في أي جزء من هذا الوقت، ولكن إذا كان الرجل سيصلي في المسجد إماماً بالناس فالأولى أن يصليها بعد صلاة العشاء، ولا يؤخرها إلى نصف الليل أو آخره؛ حتى لا يشق على
المصلين، وربما ينام بعضهم فتفوته الصلاة، أما من كان سيصليها في بيته فهو بالخيار إن شاء صلاها في أول الليل وإن شاء صلاها آخره، وأفضل وقتها الثلث الأخير من الليل لمن أيقن أنه يستطيع القيام.
✰عدد ركعات التراويح لا حَدَّ لأقلِّها ولا أكثَرِها، تُصَلى كما القيام مَثنى مَثنى، فالوِتر بعدها، وصح أن النبي ﷺ كان لا يزيد في القيام في رمضان ولا غيره عن إحدى عشر ركعة، يُطيل فيها القيام والركوع والسجود؛ إذ الأصل في القيام
الكيفية لا الكمية.
✰صلاة التراويح في المسجد جماعة أفضل من البيت؛ لأنها من فعل النبي ﷺ وسنته، ولأنّها سنّة الصحابة الذين وافقوا عليها عمر رضي الله عنهم واستحبوها، ولما مرّ علي رضي الله عنه على المساجد وفيها القناديل في رمضان، قال: "نَوَّرَ الله
على عمر قبره، كما نَوَّرَ علينا مساجدنا"، وهذا الذي سار عليه التابعون واختاره الأئمة الأربعة وأصحابهم، وهو الذي استمر عليه المسلمون أنْ تؤدَّى صلاة التراويح في المساجد.
✰المرأة تنال بصلاتها في البيت أجراً فوق صلاتها في المسجد، حتى ولو كان أحد المساجد الثلاثة الفاضلة؛ فعن أم حميد رضي الله عنها: أنها جاءت النبي ﷺ فقالت: يا رسول الله إني أحب الصلاة معك. قال: (قد علمتُ أنك تحبين الصلاة معي، وصلاتك
في بيتك خير لك من صلاتك في حجرتك، وصلاتك في حجرتك خير من صلاتك في دارك، وصلاتك في دارك خير لك من صلاتك في مسجد قومك، وصلاتك في مسجد قومك خير لك من صلاتك في مسجدي). وقال ﷺ: (صلاةُ المرأةِ في بيتِها أفضلُ من صلاتِها في حُجرتِها، وصلاتُها في حُجرتِها أفضلُ من
صلاتِها في دارِها، وصلاتُها في دارها أفضل من صلاتِها فيما سواها. إنَّ المرأةَ إذا خرجَتْ استشرفَها الشيطانُ). فالمرأةَ كُلَّما أدَّتْ صَلاتَها في مَكانٍ خاصٍّ بها وأستَرَ لها، زادَ فضْلُها وثَوابُها.
✰التراويح قيام لا ينقطع؛ فقد كان النبي ﷺ يقوم الليل في رمضان وغيره، وفي الحضر والسفر؛ فإذا غلبه نوم أو وجع صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة، وروى البخاري عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: "كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يُصَلِّي فِي
السَّفَرِ عَلَى رَاحِلَتِهِ حَيْثُ تَوَجَّهَتْ بِهِ يُومِئُ إِيمَاءً، صَلَاةَ اللَّيْلِ، إِلَّا الْفَرَائِضَ، وَيُوتِرُ عَلَى رَاحِلَتِهِ"، وروى البخاري عن سَالِم بن عبد الله بن عمر رضي الله عنهم، قال: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
يُصَلِّي عَلَى دَابَّتِهِ مِنْ اللَّيْلِ وَهُوَ مُسَافِرٌ، مَا يُبَالِي حَيْثُ مَا كَانَ وَجْهُهُ. قَالَ ابْنُ عُمَرَ: "وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يُسَبِّحُ -أيْ: يُصلِّي النافلةَ- عَلَى الرَّاحِلَةِ قِبَلَ أَيِّ وَجْهٍ تَوَجَّهَ، وَيُوتِرُ عَلَيْهَا، غَيْرَ
أَنَّهُ لَا يُصَلِّي عَلَيْهَا الْمَكْتُوبَةَ". والذي يتركه المسافر من النوافل إنما هو: راتبة الظهر القبلية والبعدية وراتبة المغرب وراتبة العشاء فقط، أما ما عدا ذلك من الرواتب وسائر النوافل فهي مشروعة للمسافر والمقيم.
تقبل الله منا ومنكم🤲🏼