صحيفة لاين نيوز تكشف عن السجال بين المعالجين النفسيين والمبرمجين العصبيين

[elle wow]

لاين نيوز تكشف عن السجال بين المعالجين النفسيين والمبرمجين العصبيين

رانية العمودي - لاين نيوز - جدة
على خلفية الانتشار الواسع لدورات تطوير الذات وما يعرف بالبرمجة اللغوية العصبية (NLP) ظهرت أصوات من داخل الوسط الطبي النفسي ترى أن معظم ما يمارس من قبل من يصفون أنفسهم بمدربين معتمدين إنما هي ضرب من الدجل وبيع الأوهام للناس والتحايل لكسب أموالهم بغير وجه حق , بل ذهب بعض المعترضين للحد الذي رأوا فيه أنها تخالف العقيدة وترجع جذورها الفلسفية إلى ديانات شرقية على حد تعبيرهم .

في المقابل يرى العديد أن هذا العلم ساهم في تغيير حياة الكثيرين إلى الأفضل دون اللجوء إلى عقاقير كيميائية ذات آثار جانبية عديدة , فما السر وراء انتشار دورات تطوير الذات في مجتمعنا السعودي وما هي أهم المآخذ على ممارسي البرمجة اللغوية العصبية , وكيف يمكن تطوير برنامج تطوير الذات في منع وقوع المخالفات التي يحذر منها الأطباء النفسيون .

للحديث أكثر في هذا الموضوع تواصلت لاين نيوز بالمدرب المعتمد في البرمجة اللغوية العصبية والتنويم الإيحائي الدكتور محمد دهب , وسألناه خلال لقائنا معه حول هذا الموضوع  رد قائلاً  :

 البرمجة اللغوية هو علم وفن الوصول إلى درجة من التميز والإبداع البشرى فالبرمجة ليست فقط تستخدم في الشفاء من الأمراض النفسية وإنما تستخدم في إدارة الأعمال والتدريس والدعوة ولكن هناك جزء من البرمجة يستخدم في التخلص من المشاكل أو الضغوط النفسية الموجودة لدى الإنسان عن طريق إعادة فلترة العقل من السلبيات التي اكتسبها وتحفز الشخص لكي يبنى حياة أفضل , كما أنها علم مبنى على أسس وطرق علاجية من علم التنويم بالإيحاء وبعض المعالجين النفسيين والأطباء يدرسوا علوم مثل البرمجة والتنويم بالإيحاء على الأخص كمكمل علاجي يستخدم مع المرضى وفى أمريكا وبعض الدول الأوروبية هناك مراكز علاجية بالتنويم بالإيحاء والبرمجة تكون مرخصة من الدولة.

وأشار إلى أن الضوابط للمدربين تختلف من اتحاد إلى آخر ولكن تتفق في عدم المساس بشرف المهنة وان يكون التعامل مع المتدرب في إطار واضح وإلا ينزلق المدرب في مشاكل أخلاقية , كما توجد جهات تعطى التدريب المعتمد بمقاييس معينة ويكون أعضائها هم صفوة المدربين في هذا العلم واهم هذه الجهات البورد الأمريكي للبرمجة فلنا في البورد معايير تدريبية عالية.

وأضاف الدكتور دهب قائلاً : أن البرمجة ليست علاج بحد ذاتها إنما هي مجرد إعادة تطوير العقل البشرى , حيث أن البرمجة علم مستقل بذاته وله دوراته المتخصصة ومستوياته في الدراسة وهو متاح لكل من يرغب أن  يدرس ويتخصص في هذا المجال . وليس هناك أي مجال للمنافسة أو المقارنة بين آلية العلاج بالطب النفسي والبرمجة وإنما تعاون , لكن البرمجة تأتي بنتائج جيدة في الشفاء الذاتي وعلى سبيل المثال مشاكل مثل الذكريات المؤلمة أو الفوبيا يمكن التخلص منها في جلسة مدتها نصف ساعة .

كما تطرق الدكتور دهب إلى نقطة مهمة وهي أن المدرب يقدم دورات تدريبية لتطوير آداء الناس وتحسين الشخصية لمن يريد أن يطور نفسه وليس له دخل بمنهجية الطب النفسي نظرا لان من يريد أن يطور نفسه ليس شرطا أن يكون مريض نفسي , مشيراً إلى أن تطوير الذات مطلب لكل إنسان في هذا العالم والتطوير هنا يكون أما تطوير في الأهداف أو في فهم الآخرين أو القدرة على التفاعل وذكر أن الفراسة هو علم عربي قديم قائم على الاستنباط وفقا لهيئة الشخص أو شكله وخلافه وليس له أي دخل بالبرمجة ولا بالطب النفسي .


في المقابل كان لنا لقاء آخر مع الدكتور عمر بن إبراهيم المديفر رئيس قسم الطب النفسي في مستشفى الملك فهد للحرس الوطني بالرياض , ليوضح لنا اللبس الحاصل ويحدثنا عن الجانب النفسي ووجهة نظره حول هذا الموضوع ,  كما تناول لقائنا به العديد من الأسئلة , إليكم تفاصيل اللقاء :

- ما الفرق بين الطبيب النفسي والمعالج النفسي باستخدام تقنية البرمجة ؟
قال أن الفرق شاسع ولا يمكن القبول بهذا السؤال لأنه سؤال عن تخصص طبي مقابل تقنية لم يثبت أنها علاجية وليس هناك معالج نفسي بهذه التقنية .
الطبيب النفسي هو خريج الطب وتخصص خلال 5 سنوات في الطب النفسي من خلال برامج مكثفة وامتحانات صعبة وبعدها يصرح له بالعمل ، ويستعمل الطبيب النفسي التقنيات العلاجية النفسية التي تدرب عليها كل بحسبه وجزء كبير من الأطباء توجهه دوائي بحت وليس لديه تدريب متخصص في العلاج النفسي ولذا فهو يمارس دوره بحسب تدريبه أما المعالج النفسي فهو اخصائي في علم النفس أو حتى الخدمة الاجتماعية ولكن لديه تدريب متخصص خلال سنوات في العلاج النفسي بحسب المدرسة التي تدرب فيها والتقنيات التي تعلمها وحاليا لا يوجد نتائج ايجابية لتقنيات البرمجة اللغوية ولهذا لم تتبنها أي من الحكومات أو شركات التأمين إذ المرجع لبيس الدعاية بل البحث العلمي ولو نجحت هذه التقنيات في العلاج لتبناها الجميع ولم تصبح علما يتداول خارج إطار العمل الحكومي والمهني الصحي .
 
- هل علم البرمجة اللغوية العصبية مكمل للعلاج النفسي في حال لم تستدعي حال المريض العلاج بالعقاقير ؟
البرمجة اللغوية العصبية تطورت من خلال علم النفس وغالب تقنياتها تقنيات قديمة تمارس في العلاج النفسي قديما لكن لأنها لم تنجح بشكل فعال من خلال البحث العلمي تم تجاوزها واستمرت طرقا للعلاج تضاف إلى العلاج النفسي المعتمد عند الحاجة لكنها ليست تقنيات معتمدة في الجملة وان كان هناك نقاش حول الاسترخاء العميق والذي هو من الوسائل التي يتم النقاش حولها علميا لكنها ليست مفيدة لوحدها بل إضافة إلى تقنيات أخرى مثل العلاج المعرفي أو الديناميكي .
 
- ما هي الضوابط المسموحة  للمدربين المعتمدين , وهل توجد جهة معينة مصرحة بمقاييس لمزاولة المهنة ؟
مسألة اعتماد المدربين هي مسألة تجارية بحتة وليست مهنية ولذا دائما يتم التساؤل من هي الجهة المعتمدة وهل هي حكومية مستقلة غير منتفعة أم أنها ربحية بحتة والجواب أنها ربحية بحتة ومعاييرها منطلقة من تلقي الإنسان مجموعة دورات من مدرب معتمد سبق أن تعرض لنفس هذه الدورات وليست منطلقة من الكفاءة والقدرة على فرض أن هذا ممكن قياسه في هذه المدرسة العلاجية .
 
- هل نجحت وتفوقت البرمجة في علاج الأمراض النفسية على الطب النفسي ؟
الجواب لا وهي كما أسلفت منبثقة من تقنيات قديمة تم تبسيطها وجعلها وسيلة سريعة مثل السندوتش أو الهمبرجر ويتحمل وزر هذا التلاعب بالناس من توسع في هذا
والأصل حسب متابعتي التاريخية أن البرمجة اللغوية العصبية انبثقت من بحث مسئولو التدريب الإداري عن وسائل لرفع كفاءة الموظف وانجازه وإدارة الذات وبهذا الحد لا بأس بها في هذا المجال لكن لأن لها بريق وإغراء حوّلها البعض إلى طريقة علاجية ويدفع الناس مقابلها رسوما لشخص تدرب خلال شهر أو شهرين ليصبح مدرباً أو ممارساً بدون تعريف الممارسة وما شابهها .
 
 
- ما علاقة الدورات التدريبية التطويرية بعلاج المريض النفسي ؟ أم أنها علم مستقل ؟
التطوير للذات أمر حسن لكن هناك من يلحق سرابا في هذا الباب وهناك فئة من الناس لديهم قابلية للإيحاء يبلغون 20% ربما وتستهويهم هذه الدورات المفيدة لأنهم يعتقدون أنها تعالجهم الحاصل أن هناك من يستفيد من هذه الدورات لتخفيف بعض قلقه أو زيادة ثقته في نفسه ولكن من هو مصاب بمرض فعلاجه أعقد من البرمجة اللغوية العصبية .
 

- هل يسمح لأي شخص خريج أي تخصص بمزاولة مهنه العلاج النفسي للمريض في حال حصوله على شهادة معتمدة في البرمجة  ؟
المدرب المعتمد لا يصرح له مهنيا بممارسة العلاج النفسي حسب علمي ولا في أي دولة من دول العالم كما أن المدرب ليس معالجاً وتدريبه مفيد له وربما يساعد الآخرين بإرشاد أو تقوية ثقة في النفس وغير ذلك لا , أضف إلى ذلك أن المنهجية التي يستخدمها المدرب المعتمد للمريض النفسي ليست مطبقة لمنهجية الطبيب النفسي , وهناك بعض الأبحاث التي أخفقت في إيجاد فائدة لها لدى المرضى النفسيين .


- هل علم الفراسة يندرج تحت مسمى المدرب المعتمد أم الطبيب النفسي ؟
لا ليس له علاقة ولكن المرء النبيه يكون أكثر فاعلية كمعالج .



 المصدر:
http://www.news24.cc/press/1501.html