النقابة العامة للتعليم الثانوي مسخرة العصر

0 views
Skip to first unread message

الاخبار الجديدة

unread,
Jun 26, 2009, 6:59:10 PM6/26/09
to rights, Syrian observatory f...

النقابة العامة للتعليم الثانوي مسخرة العصر*

رضوان نجاحي

حين نشاهد الأداء الذي يميز النقابة العامة للتعليم الثانوي لا نستطيع مقاومة الضحك... لماذا الضحك؟؟؟ لأننا حتما نذكر رواية جوزيه ساراماقو "البصيرة" فيكون لزاما علينا أن نقارن بين الحكومة المرفوضة من قبل الناخبين في المدينة و بين النقابة المرفوضة من غالبية أبناء القطاع.

في رواية ساراماقو المذكورة أدلى أكثر من 80% من الناخبين بأصوات بيضاء، أقول بيضاء بمعنى أنها ليست ملغاة، و ليست لصالح أي حزب و هي تعبر عن الرفض، و مع ذلك طوال الرواية لم تتحمل الحكومة مسؤوليتها و لم تعترفن و راحت تبحث عن تبريرات للتمسك بشرعية زائفة. و هنا نحن لسنا بصدد التعليق على الرواية، فقط أوردنا هذا المختصر لنبرر ضحكنا. و الضحك هو أكثر التعبيرات الإنسانية عن حالات متعددة،  ضحكنا هنا تعبير عن اليأس من النقابة العامة، ضحكنا هنا هو إعلان للشعور بالإحباط تجاه هذه النقابة و أداءها.

ينبغي أولا أن نوضح أن هذا الموقف لا يتعلق بالأشخاص و الدليل أننا نستعمل لفظ النقابة العامة،

 و لا نوجه الكلام لأي عضو في شخصه لأن ما يعنينا ليس أداء الأفراد و انما انهيار "السقف النضالي الجماعي" إلى ما دون "السقف الأدنى" الذي يمكن أن يعبر عن مشاغل القطاع.

أما ثانيا، فإننا لا نتحامل على هذه "النقابة" و لا نتجنى عليها و إنما نسعى إلى رصد الارتكاسات الكبيرة التي رافقت مدتها النيابية المشرفة على النهاية، إن لم تمدد بتأجيل المؤتمر عمدا و دون أي مبرر،

 و حتى و إن بحثنا عن تبريرات فإنها ستكون واهية لأنها و بالأساس تقضي على ديمقراطية القطاع

 و نضاليته و تؤكد حالة الانحسار الرهيب الذي بات مفزعا لغالبية النقابيين و أبناء القطاع.

حتى لا نتهم بهجوم متحامل على النقابة العامة للتعليم الثانوي فإننا نبرر فيما يلي الكلام السابق:

-         لقد فشلت هذه النقابة في تفعيل حراك وطني حول مطالب القطاع الأساسية. فمطلب القانون الأساسي أصبح في الرف، لا ينقض عنه الغبار إلا للتسويق الدعائي و لربح الوقت و لتغطية الفشل.

-         أما مطلب تخفيض سن التقاعد فقد برهنت النقابة على عجزها حتى في تحويله إلى مطلب ملح رغم أنه يعني غالبية القطاع و صار بدوره احتياطي للدعاية و التبرير.

-         أيضا هذه النقابة فشلت في تحسين واقع العمل النقابي داخل المؤسسات و تمكين النقابيين من أداء مهامهم داخل المؤسسات التربوية في ظروف طيبة، بل ان عجز النقابة زاد في تعنت الإدارة

 و خير دليل على ذلك المشاكل الكثيرة التي يعانيها الأساتذة داخل الفضاء المدرسي، هذا بالاظافة إلى عديد الاستفزازات التي يتعرض لها النقابيون و الأساتذة في المعاهد و الاعداديات لأن الإدارة تعلم علم اليقين أن النقابة العامة بعجزها و تخاذلها  قالت للأساتذة كما قال اليهود لموسى  "اذهب أنت و ربك فقائلا..." .

-         علاوة على هذا كله فان هذه النقابة لم تحقق و لو مكسبا واحدا للقطاع منذ بداية نيابتها، فقد عجزت حتى على تبليغ تصوراتها للوزارة و سلط الإشراف و لم تتخلص من وضع اللامبلاة الذي وضعت فيه منذ بدايتها.

-         و أما شر البلية في مدة هذه النقابة هو ما حدث مع الأساتذة المطرودين فقد تخلت عنهم بشكل سافر و ممجوج. فحين دخل الأساتذة في السنة الفارطة في إضراب الجوع اعتبرته النقابة العامة المسحوق السحري الذي سيجمل وجهها و يخفي تجاعيد و هنها. لقد قفزت قفزات بهلوانية لتبدو في قمة الاستبسال و النضال و الدفاع عن حقوق الأساتذة، و حقيقة الأمر لكل من تابع الأمر عن قربن فان الزملاء الذين أضربوا هم من وضعوا النقابة العامة أمام الأمر الواقع، فقبلت "النضال" على مضض للدفاع عن مطلبهم. و لكنها و في الوقت الذي كانت أرواح الزملاء مهددة  وجدت  النقابة الفرصة ذهبية لتنقلب على الحركة و ترتكس متاجرة بمطلبهم  فقط لغاية وحيدة وهي  التخلص من المسألة و تجميد حالة الالتفاف القصوى التي شهدها القطاع آنذاك. بل لم تكتفي النقابة العامة بهذا فراحت تروج ما استطاعت لذلك سبيلا بأن ملف الزملاء لم يغلق وأنها متمسكة به، و حقيقة الأمر ألا شيء تغير منذ تعليق الإضراب، و أكثر من ذلك تروج هذه النقابة أن الزملاء يحصلون على المساعدة المادية التي أقرتها الهيئة الإدارية وهو أمر حسبما أفادنا به الزملاء المعنيون لا أساس له من الصحة، فرغم أنه قرار هيئة إدارية الا أن النقابة قد تنكرت له منذ ماي 2008 متهمة الأساتذة بأنهم لا يساهمون في تجميع المبلغ  و هو أمر غريب اذا ما ما علمنا أنها تحصل على نسبة 10% من عائدات منخرطي القطاع، فماذا تساوي المنحة المقررة للزملاء أمام المصاريف الممنوحة  للدعاية الانتخابية للنقابة العامة الحالية. فقط نهمس

 " بعضا من الحياء  يا نقابتنا".

و لسائل أن يسأل الآن أي مصير ينتظر الزملاء الذين تاجرت بهم النقابة العامة و زايدت بهم و تمعّشت من مظلمتهم ثم تخلت عنهم؟ و ما هو مصير القطاع عموما أمام استمرار الوقوف على الربوة الذي تمارسه هذه النقابة و خاصة في ظل إصرارها على تأجيل المؤتمر ربحا للوقت، فقد تطرد الوزارة زملاء آخرين فيستأنفون   إضرابا أو اعتصاما... فتنفض النقابة العامة عباءة الفرجة في انتظار طرد أخر... في انتظار جوع أخر يهدد أبناء القطاع.

                  رضوان نجاحي استاذ تعليم ثانوي / بنزرت تونس      

 *نقلا عن نشرية الاخبار الجديدة

 

 للاشتراك في قائمة الأخبار أرسل رسالة إلى   

news3news...@googlegroups.com

- لإرسال مادة للنشر: news...@gmail.com

Reply all
Reply to author
Forward
0 new messages