You do not have permission to delete messages in this group
Copy link
Report message
Show original message
Either email addresses are anonymous for this group or you need the view member email addresses permission to view the original message
to kantak...@googlegroups.com
السلام عليكم،
مقال هام للعبرة...
كارثة من كوارث منظومة الحكم في الجزائر :
كيف تكون وزيراً في الجزائر؟ *
كتبه الصحفي عثمان لحياني -*0*- 27 ابريل 2022 العربي الجديد
ما لفت الانتباه في الحوار الأخير للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، يوم السبت الماضي، حديثه عن تدريب الوزراء في المناصب الحكومية، وهو تصريح يعكس منهجية غير سليمة في اختيار الوزراء وفي نظرة السلطة إلى المنصب الوزاري في حد ذاته، ناتج عن واقع سياسي غير طبيعي، ومنه يمكن فهم جزء من أسباب الإخفاقات الحكومية في حل الأزمات والارتباك الحاصل في إدارة الشأن العام. هناك مثل شائع في الجزائر يقول "يتعلم الرجل الحلاقة برؤوس اليتامى"، والرئيس أبلغ الجزائريين أن هناك وزراء تم تعيينهم ليتعلموا آليات الحكم وأبجديات التسيير، بمعنى أنهم يتعلمون الحلاقة برؤوس الجزائريين، مع أن المناصب الوزارية ليست المكان المناسب مطلقاً للتدرب على تسيير الشأن العام، وليست المكان المفضل لتكوين الوزراء، بل ثمة محاضن أخرى يفترض أن تكون كذلك، واشتراطات قاسية لتبوؤ المنصب. ويفترض أن يكون الوصول إلى المنصب الحكومي مرتبطاً بسيرة علمية وعملية، وتوصيف وظيفي مناسب، وامتلاك رؤية وفهم للقطاع الوزاري واختصاصاته، وقدرة على التدبير وإبداع الحلول والمشكلات. يفسر هذا بوضوح لماذا شهدت وزارة الثقافة في الجزائر في ظرف ثلاث سنوات أربعة وزراء، وتداول على وزارة الاتصال ثلاثة وزراء في الفترة نفسها، وأربعة وزراء للصناعة، وأربعة للنقل وثلاثة للزراعة. وحدثت نفس التغيرات في مجمل الوزارات تقريباً، بمعدل سنة أو أقل لكل وزير، وهي فترة لا تكفي الوزير الجديد للتدرب، ولا كافية لإظهار قدراته في التسيير. وتترافق مع سرعة هذه التعيينات سرعة مماثلة في محيط الوزير، وينعكس ذلك على أداء الوزارات. وبهذا الشكل سيتحول المنصب الوزاري إلى سلم اجتماعي، أو مكافأة سياسية تتيح الحصول على تقاعد مجزٍ مدى الحياة. الملاحظة الأخرى وهي أن الرئيس قال بكل وضوح إنه تم تعيين وزراء على أساس ظهورهم اللافت في البرامج التلفزيونية، مع أنها ليست، ولن تكون، مقياساً للتعيين في الحكومة، لأن الأمر يتعلق بتسيير شؤون الدولة وإدارة الشأن العام، باعتبارها مجالات حيوية متصلة بحياة الناس والأمن القومي والسلم الأهلي ولا مجال فيها للتجريب. وأي خطأ فيها قد يكون مكلفاً للدولة والشعب، فوزير الصناعة المقال فرحات آيت علي، ووزير التجارة المطلوب إقالته شعبياً كمال رزيق، عبرا إلى الحكومة من خلال الظهور التلفزيوني. هناك تغيير كبير في المسارات التي يخرج منها الوزراء في الجزائر، لكنه تغيير نحو مسارات غير سليمة، إذ يفترض أن يتدرب الوزراء في محاضن الأحزاب السياسية، وفي لجان المتابعة القطاعية (حكومات الظل) التي تشكلها الأحزاب الجادة، ويتم انتقاؤهم من التجارب الفاعلة في إدارة مشاريع أو مؤسسات، ومن الخبرات الناجحة التي تعطي القيمة المضافة إلى العمل الحكومي، وتكون صانعة للحلول وليست منتجة للأزمات. ----------------------------- *المصدر: