You do not have permission to delete messages in this group
Copy link
Report message
Show original message
Either email addresses are anonymous for this group or you need the view member email addresses permission to view the original message
to مجموعة المعلمين
كلمات هادئة الي الزملاء المربين
أنتم أيها المعلمون حماة الثغور، ومربو الأجيال، وسقاة الغرس، وعمار المدارس، فالمعلم هو القلب النابض في النظام التعليمي، وهو المسئول الرئيسي عن قيام التعليم بدوره الفعّل في إحداث التحول الاجتماعي، ومواجهة تحديات العصر المتجددة والمتسارعة، وكيف لا وهو نقطة الارتكاز في العملية التربوية بأسرها.
فنحن بحاجة إلى المعلم القدوة، والمعلم الباني للمجتمع، والمعلم المجدد، والمعلم الموجه المرشد،والمعلم الموسوعة،فالمعلم هو قائد العملية التربوية من غير شك ، ويدونه لا نجاح ولا فلاح. عليكم أيها المعلمون أن تعوا أنّ مهمتكم أن تجلبوا المتعلمين على التفكير الصحيح، وحب الحوار، واحترام آراء الآخرين، مهمتكم مع طلابكم غرس القيم الرفيعة، والعادات الصحيحة، وتحبيب الطلاب بالعلم والعمل ،وأن تضعوا بين أيديهم مفاتيح المعرفة،ليواصل كل واحد منهم رحلته في طلب العلم بعد ذلك ما امتدت به الحياة،ويطبق ما تعلمه وينتفع به ،والمقياس الأول لنجاحكم في أسلوب التعليم أم في المادة العلمية التي تدرسونها للطلاب ،هو ظهور أثر هذا العلم في تكوين شخصياتهم ،وواقع سلوكهم.
كيف يكون المعلم ناجحاً وهو ما زال تقليدياً وخائفاً من مواقف التعلم الصعبة، موجهاً حرصه إلى ضبط الصف؟ كيف يكون المعلم ناجحاً وهو يحرم نفسه من فرص الاستزادة من العلم، ومن امتلاك التجربة والخبرة؟ ولهذا كم أتمنى أن تحوي المكتبة الخاصة بكل معلم على أهم الكتب التربوية سواء ما يتعلق بطرق التدريس ووسائله وأساليبه، وأن يستفيد مما تتضمنه الشبكة العنكبوتية من أفكار وبرامج تربوية مفيدة ونافعة يمكن الاستفادة منها، لأنّ المعلمين هم بحاجة دائمة إلى التطوير والوقوف على كل نافع ومفيد.
إنّ هدف التربية في هذا العصر المتجدد لم تعد تحصيل المعرفة هدفاً في حد ذاته ، وإنما هو القدرة على الوصول إلى مصادرها،ثم توظيفها في حل المشكلات، وتحقيق هذا الهدف يتطلب تفاعل إيجابي بين المعلم وبين طلابه، واهتمامه بقدرة طلابه على طرح الأفكار وإثارة الأسئلة بدلاً من تنمية قدراتهم على الإجابة عنها، وليكن المعلم مشاركاً مع طلابه في الموقف ألتدريسي،يوجههم إلى كيفية التعلّم ذاتياً،ويشجعهم على استمرارية التعلم.
إنّ قيام المعلم بدوره في توظيف تقنية المعلومات في التعليم تتيح له استخدام برامج خاصة في عرض مادته التعليمية بصورة أكثر فاعلية، فيعمل على تنمية المهارات الذهنية، والعناية بتعليم الطلاب كيف يفكرون، وأساليب التفكير واكتساب مهاراته.
أمّا الوقفة الثانية فهي حول طريقة التدريس. إنّ من العناصر المهمة في العملية التعليمية والتربوية، هي الطريقة المتبعة في التدريس، وعلى ذلك فطريقة التدريس تشكل حجر الزاوية للعناصر الأخرى التي هي الكتاب والمعلم والطالب،بل إنّ الأسلوب الذي يلتزم به المعلم والطريقة التي يتبعها لها أكبر الأثر في رسوخ المعلومات ووضوح الفكرة في أذهان المتعلمين.
وفي داخل الصف يذهب المعلمون مذاهب شتى،فمنهم من يتبع طريقة معروفة ، ومنهم من يبتكر طريقة خاصة به،ومنهم من يجمع بين هذه الطريقة أو تلك، ومع ذلك فإنّ الطريقة الجيدة تظل الأساس في إنجاح عمليتي التعلم والتعليم. إننا لا نشتكي في الغالب من قلة معلومات المعلم بالقدر الذي نشتكي فيه من الطريقة التي يطرح بها المعلم هذه المعلومات، بل إنّ معلم المرحلة الابتدائية أو المتوسطة لن تعجز خلفيته العلمية ذات المؤهل الجامعي في الغالب عن تحقيق قدر كبير من المعلومات في أذهان الطلاب.
وحين ترجع بنا الذاكرة إلى سيرة النبي صلى الله عليه وسلّم، نجد أنه يضرب لنا أروع الأمثلة في تنويع الأساليب التي يعلّم بها أصحابه، فتارة بالتلقين والتحفيظ، وتارة بالرسم والتوضيح، وأخرى بالإثارة والتحفيز، وأخرى بالترهيب والترغيب ومرة بالتصريح وأخرى بالتلميح، وبالتعميم تارة أخرى، مراعياً مجريات الأمور وواقع الأحوال.
ولهذا كم أتمنى من كل معلم أن يحرص دائما على نوعية الطريقة التي سيعرض بها الدرس ، كما هي الحال في تقديم الطعام ،فإنّ الوعاء الذي يقدم فيه له دور كبير في فتح شهية الأكل، فلو عرضت أجود أنواع الطعام في وعاء قديم بالي ، نجد أنّ النفس تأكل منه على غضاضة وعدم ارتياح فما ظنك لو عرض هذا الطعام في إناء جيد فيجتمع جمال المنظر وطيب المخبر.