ماذا تعرف عن السلفية في لبنان الشيخ داعي الإسلام الشهال

51 views
Skip to first unread message

جهراوي

unread,
Mar 27, 2012, 1:47:59 AM3/27/12
to jahrawi groups

حوار شبكة الألوكة مع فضيلة الشيخ داعي الإسلام الشهال

 

أهل السنَّة في كثير من بلاد المسلمين لا بَواكِيَ لهم، سواء أكان ذلك في العراق أم في سورية أم في إيران أم في لبنان.

 

والأوضاعُ أمامَهم تَزدادُ سوءًا، ولربَّما يُستَهْدفون بمؤامرات دَوْلِيَّة أو إقليمية من جهاتٍ تُضْمِر لَهم الكره الشديد، لكن بفضل الله - تعالى - يُقدِّر سبحانه لأهل السنَّة رجالاً على قَدْرٍ عالٍ من العلم والفهم والاطلاع على الواقع السياسي والإستراتيجي ومعرفة مكايد الأمم.

 

ومن هؤلاء الرجال الربَّانيِّين - نحسبه والله حسيبه - فضيلة الشيخ داعي الإسلام الشهَّال، وهو من مواليد طرابلس عام 1960م، درس في القسم الشرعي في كلية دار التربية والتعليم، وأتَمَّ دراسته في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، وتَخرج فيها عام 1404هـ.

 

بدأ بالدعوة الإسلامية على مَنْهجِ أهل السنة والجماعة عام 1977م، وعُرف بتبنيه للمنهج السلفي الوسطي وَفْقَ منهج كبار العلماء قديمًا وحديثًا.

 

أسَّس جمعيةَ الهداية والإحسان الإسلامية عام 1987م، كما أسس معاهدَ الهداية الإسلامية وعددُها خمسة: أربعةٌ منها في الشمال، والخامس في صيدا بوابة الجنوب، وأغلقت بقرار إجرائي حكومي عام 1996م، وأعاد افتتاح بعضها 2006م، بعد أن حكمت المحكمة بإبطال القرار الحكومي، وأسس إذاعةَ القرآن الكريم عام 1992م، ثم إذاعة الكلم الطيب 2005م، وقناة صدى الإسلام أواخر 2008م، أسس نواةَ الجيش الإسلامي إبان الحرب اللبنانية، وحَلَّه عام 1985م.

 

وقد عُرف بخطه السياسي المستقل، ودفاعه عن القضايا العقدية والسياسية والاجتماعية الإسلامية.

 

فإلى الحوار مع الشيخ داعي الإسلام الشهال حول عدد من الملفات المهمة والحيوية، التي تهم كل مطالع ومراقب للشأن اللبناني:

س1) في خضم التيارات الفكرية المتعددة والطوائف والملل والنِّحَل الموجودة في لبنان، ما سببُ اهتمامكم فضيلة شيخنا بمنهج السلف، والدعوة إليه؟

ج1) لقد خلق الله - سبحانه وتعالى - الخلق وهو أعلم بهم وبما يُصلحهم، فأرسل لهم الرُّسُل لإصلاح شؤونهم كافَّة، وإسعادهم في الدنيا والآخرة، وبما أنَّ خاتم الرُّسل هو رسولنا محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - فإنَّ الاختلافَ الموجود في بلادنا المتمثِّل في تعدُّد الطوائف والملل والنحل هو سِرُّ اهتمامي بالمنهج السلفي، والدعوة إليه؛ استجابةً لقول الله - تعالى -: ﴿ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ﴾ [يوسف: 108]، وقول الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((وإنكم سترون اختلافًا كثيرًا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي)).

 

وقوله: ((تفترق أُمَّتي إلى ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة))، قالوا: ومَن هي يا رسول الله؟ قال: ((ما أنا عليه وأصحابي)).

 

عقيدتي أنَّ الْحَلَّ بالإسلام والقدوة فيه عِلمًا وعملاً هم السلف الصالح - رضوان الله تعالى عليهم - ومن المهم جدًّا حُسْنُ العرض، وإعمال قواعد وأصول الدَّعوة شَكلاً ومضمونًا، مع الدُّعاء، والتوكل على الله، والمثابرة، والمتابعة، والثبات على الحق.

 

س2) باعتباركم من أبرزِ القيادات السلفية، كيف تقيِّمون الواقع السلفي علميًّا ودعويًّا في لبنان في داخل الطيف المتنوع؟

ج2) نسبةً إلى عمر الأنشطة العلميَّة والدعوية السلفية الملموسة في لبنان، إضافَةً إلى العقبات العديدة والمتنوعة، فإنَّه يرقى إلى دَرَجةٍ عالية من الإنتاج والجودة، ومع هذا فإنَّ الحاجة إلى التخصُّص العلمي، والترشيد الدَّعوي، ومُعالجة الأوضاع العامة؛ لإصلاحِها، أو تَخفيف وتقليل وطأتها وآثارِها السيئة على أهل السنة عامَّة والدعوة السلفية خاصة - لا تزال ماسة وكبيرة، كما أن الواقع السلفي يعاني بعضَ تباعُدٍ وفتور دعوي هذه الأيام.

 

س3) ما أبرز النشاطات التي تقدمونها من خلال وجودكم الفاعل في لبنان؟

ج3) نُقدِّم بعَونِ الله - تعالى - المعاهدَ، والدورات الشرعية، وإذاعة سمعية (إذاعة الكلم الطيب من لبنان)، وقناة صدى الإسلام، والدعوة إلى الله - تعالى - بالمساجد وبالمناسبات، مُرَكِّزِين في كل ذلك على نشر التوحيد والسنة، والذَّبِّ عن الدين والشريعة، والتزام الشرع والأخلاق الحميدة، إضافةً إلى تقديم المساعدات العينيَّة والمالية ما أمكن للفُقراء، والمحتاجين، والمرضى، والأرامل، والأيتام، ومن أهَمِّ ما نقوم به بعون الله - تعالى - الذَّبُّ عن لبنان إعلاميًّا وسياسيًّا، وخاصة في الظروف الصَّعْبَة والمنعطفات الخطيرة، ولله الحمد والمنة.

 

س4) هل لديكم علاقات تعاونية مع جميع المدارس السلفية في لبنان؟ وكيف يتم التنسيق والتعاون؟

ج4) بين الفَيْنَةِ والأخرى يكون بعضُ التعاون في ذلك، ولا مُشكلةَ في التعاون بين المدارس السلفية كافَّة، ولكن حسب الحاجة، ومن سُبُل التعاون الاستشارة والاستنارة بالرأي والخبرة، إضافَةً إلى التدريس والتعليم، نسأل الله أنْ يَتقَبَّلَ من الجميع، وأن يُسدِّدَ الخُطى.

 

س5) يلحظ الكثيرون أنَّكم تشاركون في كثير من التصريحات السياسية واللقاءات السياسية، مع أنَّ كثيرًا من السلفيِّين لا يهتمون إلاَّ بنشر العلم والدعوة، أو كما يقال: (تصفية وتربية)، فما الذي يَجعلكم تهتمون بمثل تلك المشاركات السياسية؟

ج5) من تمام المنهج السلفي إصلاح المجتمع وبناؤه في المجالات والميادين كافَّة، عقيدةً وعبادة وسلوكًا ومُعاملات وسياسة وجهادًا، والساحة اللبنانية مَفتوحة، بل مستباحة للطوائف، والأفكار، والمشاريع السياسية والأيديولوجية العَقَدِيَّة، وإنَّ إهمال وإغفال العمل السياسي والتعاطي بالشأن العام نرى - والله أعلم - أنَّ التخلُّف عنه فيه مضرة واضحة، والتجربة برهان، وقد كان لتجربتنا في ذلك منافعُ كبيرة جدًّا لصالح أهلِ السنة بفضل الله تعالى؛ من ذلك: أعطى قَبولُ هذه الدعوة والانقياد لها من الملامسين لها الثقةَ الكبيرة بها، والمحبة لها من عامة المجتمع السني، حتى من غير الملتزمين دينيًّا؛ وذلك بسبب الإنجازات المفيدة العامة للنَّاس والمجتمع كافَّةً في قضايا عامَّة تَمس كرامَتَهم، ودينَهم، وأمنهم، واستقرارهم، ومنافعهم، وحاجاتهم، مما أكسب التيار السلفي - بفضل الله تعالى - سُمعة طيبة واسعة النطاق، ورَفَع معنويات أهل السنة، ولا شَكَّ أنَّ هذا يُساعد بشكل كبير على قَبول الدَّعوة السنية السلفية، والحمد لله الذي بنعمته تتمُّ الصالحات، وهو الهادي إلى سواء السبيل.

 

س6) هل لديكم كسلفيين في لبنان اهتمام بواقع قضايا الأمة في فلسطين والعراق والصومال وغيرها؟ وهل هنالك نشاطات وفعاليات لكم في ذلك؟

ج6) لنا - والحمد لله - اهتمامٌ بقضايا الأمة العامَّة، كفلسطين، والعراق، والشيشان، وأفغانستان، والبوسنة والهرسك، يَتمثَّل في الدعاء لهم، والتعريف العام بقضاياهم، والدِّفاع عنهم عبر تصريحات وكلمات، واستخدام المنابر المتوفرة والمناسبة لذلك، لكن لا شَكَّ أنَّ الأوضاعَ الضَّاغِطَة، والمشكلات المتتالية والمتنوعة في لبنان - تصرفنا أحيانًا عن كثير من التنفيذ والمبادرة، إلاَّ أنَّ قضيتي فلسطين والعراق مثلاً - في هذه السنين - تأخذ حَيِّزًا بارزًا من اهتماماتِنَا، وهي وسائر المنطقة من القضايا الإقليمية المرتبطة بالسياسات الدولية التي يتعرَّض أهلُ السنة فيها لمؤامرات خطيرة لصالح اليهود والأقلِيَّات.

 

س7) هل تعتقد أنَّ فتح الإسلام جَرَّت على السلفيين مشكلاتٍ سياسية، من خلال مطاردتهم وملاحقتهم؟

ج7) لا شك في أنَّ تنظيمَ "فتح الإسلام" جَرَّ على الطائفة السنية عُمُومًا - والسلفيين خاصة - مشكلاتٍ سياسيةً وأمنية واقتصادية واجتماعية، ويظهر في أنَّ هذا كان من مقاصد المؤامرة، وهم كانوا في الوقت ذاته ضحِيَّتَها، والله المستعان والهادي إلى سبيل الرَّشاد.

 

س8) هنالك سؤال نرغب أن نرى جوابَكم الكريم فيه بشفافية، وهو: ما السبب الذي أدَّى لأَنْ تستنفر لبنان - رئاسةً وحكومةً - طاقاتِها العسكرية والإعلامية، وبمعاونة الغرب؛ لمحاربة فتح الإسلام، وإنهاء وجوده، وهو يُعَدُّ من التياراتِ السنية العسكرية في لبنان، وفي المقابل نَجد الوضعَ يَختلف مع تنظيم حزب الله العسكري، فاللقاءاتُ الكثيرة، ومُحاولة استثمار فرص للحوار الوطني، دونَ التفكير في فُرْصَةِ القضاء عليه، ونزع أسلحته، كما حصل مع فتح الإسلام، فما تحليلكم لذلك؟

ج8) - والجواب بشفافية - كما أرى - ما يلي:

في الإطار العام:

أ- تنظيم "فتح الإسلام" سني، وتنظيم "حزب الله" شيعي.

 

ب- "حزب الله" له رعاية ودعم إيراني سوري بكُلِّ مَا للكلمتين من معنى، بينما تنظيم "فتح الإسلام" لا رعايةَ له، بل تَمَّ التآمُر عليه، واستُخْدِمَ بمؤامرةٍ لتنفيذ مؤامرة، وتكونت تركيبتها في وقت قياسي وظرف استثنائي، ونتج من جراء ذلك:

1- ضرب قوة عسكرية سنية لا يستهان بها.

 

2- تفويت فرصة إمكانية إنشاء وتطوير قوة عسكرية لصالح أهل السنة.

 

3- ضرب خط خلفي عسكري يُفيد منه أهلُ السنة، وقابلٍ أن يكونَ إحدى قلاع الدعم لهم عَدَدًا وعَتادًا؛ أعني مخيم نهر البارد.

 

4- إحداث شرخ سني على الساحة اللبنانية، وشَرْخٍ اجتماعي لبناني فلسطيني - طبعًا هو سني - وهذا من أكبر الخسائر، وللسَّاحَة السُّنية الإسلامية خاصَّة نصيبٌ وافر من ذلك - أعني الشرخ الحاصل - خاصة على الساحة اللبنانية.

 

5- خسائر بشرية فادحة.

 

6- خسائر مادية واقتصادية كبيرة.

 

ج- تنظيم حزب الله تدرَّج وتابع وثابر وصابر، وعض على جراحه، وأخذ وقته، واتَّخذ الأسبابَ المختلفة حتى استوى على سُوقِه، كل ذلك برعاية كبيرة شاملة، وخطة موضوعة لتحقيقِ مَشروع وبلوغ هدفٍ تَحت راية واحدة، ومبدأ متفق عليه، وبهذا ضاقت الخلافاتُ جدًّا، وتوزعت وتكاملت المهام والأدوار، وإنما حال تنظيم فتح الإسلام غير ذلك أو بخلافه في العديد من أسباب وأسُس النجاح والقوة والْمَنَعة، بل هذا حال أهل السنة عمومًا.

 

د- إنَّ السني غيرُ مسموح له دوليًّا وإقليميًّا بتشكيل حالةٍ قد تَخرج عن طَوْرِ السيطرة، أو إطار اللعبة السياسية ظرفًا ومَكانًا.

 

هـ- تنظيم "فتح الإسلام" غلب عليه فكرٌ دَفَعَه لخصومة الحكومة اللبنانية فريقِ الأكثرية آنذاك، دون رعاية أو غطاء من فريقٍ أو دولة ما، وكونه ضِدَّ فريق 14 آذار، وخاصَّة تيار المستقبل بزعامة الحريري فكرًا ومُمارسة، فاستثمرا الفرصة دون أن يتمكن تنظيم "فتح الإسلام" من تَحقيق هدفه، فكانت النتيجة صِراعًا مريرًا مضرًّا بالطرفين لصالح الفريق الآخر (8 آذار - الحزب وحلفاؤه)، مع تبييض وجهٍ دون تعب ولا ثمن، فقد أخطأ تنظيمُ فتح الإسلام في تنفيذِ أفكاره، وقَلَب الأولوياتِ، ولو اكتفى بالفكر لَتَفادَيْنا شرًّا كبيرًا، وأخطأت القيادات السنية - السياسية والدينية - في الأداء والممارسة، فكانت الكارثة، هذه هي نظرتي ورأيي منذ مبتدأ الصِّراع وإرهاصَاتِه، وقضية تنظيم فتح الإسلام نشأةً وتنوعًا وأداءً وأهدافًا قضية كبيرة، وهم باختصار ظَلَمُوا وظُلِمُوا كثيرٌ منهم، وهذا قائم بهم وعليهم حتى هذه اللحظة، والله أعلم وهو المستعان.

 

س9) يقول بعض الناقدين للمشروع السلفي: إنَّه - وإن كان واقفًا وقفة مشكورة ضِدَّ الشيعة في لبنان - يُداهن السلطة اللبنانية رئاسةً وحكومةً، مع أنَّهم كما يقول بعض المحللين: صنائع أمريكية، فهل تتفقون مع هذا القول؟

ج9) عندنا في لبنان فريقان: فريق 8 آذار يقوده تنظيمُ حِزْبِ الله، ومشروعه معروف، وفريق 14 آذار، يقودُه المستقبل برعاية السعودية، والحكومة بالسنين الأخيرة رئاستها لهذا الفريق (14 آذار).

 

من جهتي أعلنتُ مِرَارًا أنَّني لست من فريق 14 آذار أو جزءًا منه، لكنني قريبٌ لقواسمَ مشتركة بيننا، وما جَمَعنا هو ما كنت أحمله وأتبناه قبل ولادة تيار المستقبل وفريق 14 آذار؛ لذلك لست في معرض المداهنة للسلطة ولا الرئاسة أو الحكومة، وليس هذا من خُلُقي، بل أعلنت وقلت: لكم لون، ولي لون، ولي خصوصيتي ونهجي، وليعلم أنَّه لا يوجد تنسيقٌ بيننا وبين الحريري، لكن يُوجد حلف ضمني بيننا؛ لالتقائِنَا بقضايا سياسِيَّة أساسية، وكانت بيننا لقاءات بين الفَيْنَة والأخرى في مَعْرِض تعارف ونِقاش وحوار وتفاوُض، وكما اتَّفقنا اختلفنا كذلك، ولم نعقد صفقة وما اتَّفقنا على خطة أو مشروع مشترك، وإنَّما قواسم مشتركة، كان على أساسها تواصلنا وتحالفنا الضمني.

 

وليقل لنا مَن يتهمنا: أين مداهنتنا لهذا الفريق أو ذاك، أم أنَّ قاعدة "مَن ليس معي، فهو ضدي" تعني كذلك مَن كان مع غيري في رأيٍ أو شأن أو قضية، كان تابعًا له وجزءًا منه ومداهنًا له؟! إنَّه لَقِياسٌ فَاسِدٌ، وقِسْمَة ضِيزَى.

 

أمَّا أن نكونَ صنائع أمريكا، فمن كان يعرف حالنا سياسيًّا وماديًّا ومعنويًّا، يعرف أنَّه يكذب نفسه، ومن كان يَجهلها، فقد تكلم مُقلدًا وبغير علم، فليستسمح، ولسيتغفر الله - تعالى - فإننا لسنا إلا صنائع الواحد الأحد - بإذن الله تعالى - ونعمل منذ عشرات السنين مستقلين عن أيِّ مُؤسسة، فضلاً عن نظام، وما كان من تعاون بيننا وبين بَعضِ المؤسسات، فهو يسير وقليل مالاً وَزَمَنًا من غير تبعية أو شروط، وفي مَجالات تقليدية، كبناء المساجد، وكفالة أيتام، ودعم معهد شرعي، وكفالة مدرس ونحو ذلك، وهي مؤسسات إسلامية مرخصة، لكنَّها غير رَسْمِيَّة، وهذا ما أُعلنه على الملأ وأتحدى به.

 

أمَّا نَحْن، فنعطيهم الدليلَ على استقلاليتنا ومُخالفتنا الواضحة في العديد من المواقف لمن اتَّهَمَنا بمداهنتهم أو التبعية لهم، فليأتوا هم بدليل أو أَثَارَة من علم تثبت مزاعِمَهم، لكن هذا من قبيل الحرب النفسية؛ لننجرَّ معهم، أو نقبل مشاريعهم، أو نسكت عنهم، أو نستكين، أو لعلنا نستعدي خصومَهم، ومِنْ ثَمَّ يقاتلون بنا أو نقاتل معهم، لن يكون هذا ولا ذاك - بإذن الله تعالى - ليقرؤوا هم تاريخَهم الغابر، ودفترهم الحاضر، الذي لم يَجِفَّ حبره، ولم تغبر أوراقه بعد، وما أفغانستان والعراق وغيرهما عنا ببعيد.

 

س10) هل فضيلتكم مع مشاركة قادمة في الانتخابات، وبصراحة: هل ترون أنَّ دخولكم سيحقق مصلحة للمسلمين في لبنان؟

ج10) قلنا بشأن الانتخابات السابقة: إنَّ الأمر يَعنينا، أمَّا كيفِيَّةُ وشكل التعاطي معها فيترك لحينه، لكن أعلنت من أول الأمر أنَّ خَوْضي شخصيًّا للانتخابات أمرٌ غير وارد، وهكذا فعلت، وحتى هذه اللحظة مَوقفي هو نفسه بشأن الانتخابات القادمة، وتعاطينا مع الاستحقاق الانتخابي مبنيٌّ على قاعدة الضَّرورة والاستثناء بحساب أصل الحكم الشرعي والتجربة الواقعية، نسأل الله أن يرزقنا التوفيق لما يرضيه، والنصر المبين؛ حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله.

 

س11) قمتم بزيارة البطريرك النصراني مار نصر الله بطرس صفير، وقد أخذ عليكم بعض الدعاة في لبنان زيارتَكم له، فما سبب الزيارة؟ وهل أثمرت نتائج إيجابية لصالح الوضع العام؟

ج11) لم أسمع من أحدٍ من الدعاة رفضَه لذلك، أو تَحفظه عليها، وأنصح بالمناسبة بمبدأ الحذر من التعجُّل قبل معرفة السبب، والهدف، والفحوى، وأساس الحكم الشرعي، ثُمَّ التجرد في البحث والسؤال قبل إصدارِ الأحكام.

 

أمَّا زيارة البطريرك صفير، فقد كانت بعد إبداء رغبة مُتكررة من بعض المعارف والزُّوَّار المشتركين، وكانت عندي الموافقة المبدئية، حتى وجدت الفرصة قابلة لتحقيق جَدْوَى حسنة وفائدة - بإذن الله - حسب اجتهادي، وفي ظرفٍ استثنائي من الركود والهدوء، الذي قد يسبق العاصفة، أو يهيئ لعقد صفقة "كبش فداء"، وقد حدث انفجار في طريق زيارة البطريك صفير للبقاع، وسُرِّبَ في وسائل الإعلام أنَّ بَعْضَ الشباب السلفي وراءه.

 

ومع أن صورة التيار السلفي المعروف ناصعة، إلاَّ أنَّ إلباس هذا الثوب لأي مجموعة إسلامية يقال عنها أصولية أو سلفية، تضرُّ بالطائفة السنية، والحالة الإسلامية بالصميم؛ لكون السمعة السلفية تتألق وتُكرّس في أذهان الناس أنَّ التيار السلفي رأسُ الحربة، والعمود الفقري للطائفة السنية المتحالفة في هذا الظرف مع عامة الطائفة المارونية، ومع أنَّ النسبةَ الإعلامية كلها قد تكون كذبة - وهي كذلك - ومع كون بعض الشباب السلفي أو المحسوب سلفيًّا لا دخلَ له أصلاً بالتيار السلفي، إلاَّ أنَّ كثيرًا من الناس مع كثرة التشويش قد تضيع عنده الحقيقة، وتصبح الصورة لديه ضبابية، وحصول هذا لا سمح الله من أهَمِّ مَكاسب الفريق المناوئ للطائفة السنية، فدفْع هذا من مقدمة المنافع.

 

ومن أهم المنافع العامة للزيارة بعثُ روح الارتياح العام عند شرائح واسعة من الطوائف والمذاهب المارونية وغيرها، فالأمان القائم بيننا لا مَصْلَحةَ لنا ولا لَهُم في هَزِّه وزعزعته إعلامِيًّا أو سياسِيًّا أو أمنيًّا، ومن المنافع ما قد يظهر لكم في البيان الصَّادر إِثْرَ الزيارة، وهذا نصه: "في ظِلِّ المرحلة الأخيرة للوضع اللبناني، وخاصَّة على إثر التطوُّرات الأخيرة التي شهدتها ساحتنا اللبنانية، قام مُؤسس التيار السلفي في لبنان سَماحة الشيخ داعي الإسلام الشهال ظهر اليوم بزيارة غبطة البطريرك مار نصر الله بطرس صفير؛ بغرض تأكيد وتوضيح جُملةِ أمور تناوَلَها اللقاء، تتلخَّص على الشكل التالي:

1- رفض واستنكار كل أشكال الفَوْضَى، والتنبُّه إلى الاختراقات - سياسية كانت أم أمنية - والعمل على نزع الفتائل التي قد تؤدي إلى زعزعة الأمن والاستقرار في البلد، وتزرع بذور الفتن بين الطوائف والمذاهب.

 

2- العمل على حل قضية الموقوفين الإسلاميين، وضرورة الإسراع في إنصافهم وإغلاق هذا الملف.

 

3- التأكيد على منح الفلسطينيِّين حقوقَهم المدنية والإنسانية، مع تأكيد رفض التوطين.

 

4- التشديد على أهمية التلاقي والتعاوُن الإيجابي بين جميع أبناء البلد الحريصين على أَمْنِه، وتَحقيق الخير والأمان لأهله، وتفويت الفُرَص على جميع من يتربص به شرًّا داخليًّا وخارجيًّا، خاصة في ظل التطورات الدقيقة التي يمر بها بلدنا الحبيب"، نسأل الله توفيقه ونصره.

 

س12) قلتم في تصريح لكم: إنَّ أهل السنة في لبنان مستهدفون؛ لأنَّهم الأقوى في مواجهة مشروع الهيمنة، فعن أي قوة تتحدثون فضيلة الشيخ؟

ج12) فريق الثامن من آذار يترأسه تنظيمُ حزب الله، لكن فريق الرابع عشر من آذار يتزعمه تيار المستقبل بزعامة الحريري، الفريق الأول يَملك القوة العسكرية، والمادية، والتنظيمية، في حين أنَّ الفريقَ الثاني: تيار المستقبل خاصة يَملك الأكثريَّة من غير قوة عسكرية ولا تنظيمية، وقوته المادية مُعَطَّلة أو مُهْدَرة، وهزيمته تنعكس على الطائفة السنية بعمومها.

 

أمَّا نَحن التيار السلفي وأنصاره - وبصريح العبارة - فإنَّ الطائفة السنية تُعَوِّل - بعد الله - عليه بالدرجة الأولى وبشكل كبير؛ لما رأوا ولمسوا وجربوا والحمد لله.

 

ومع ذلك نحن متروكون من غير أيِّ دَعْم ذي قيمة، سواء من الداخل أو من الخارج، وأي أحد يقول غير هذا، فهذا عنواني، المؤامرات كبيرة، والنهب كثير وكبير، والإهمال والإغفال - ورُبَّما التآمُر من بعضهم أحيانًا - سيد الموقف، ومع هذا نُواجِه الاستهداف - بحمد الله - باللحم الحي؛ ليتحمل الجميعُ مسؤوليته أنظمة وعلماء ورجال أعمال ومؤسسات، والله هو الحكم يوم القيامة، وهو خير الحاكمين.

 

س13) بصراحة تامة: هل لحزب الله مآرب لانقلابات على الحكومة في لبنان؟ ولماذا هذا الضعف والتكاسل من لبنان في تقوية نفسها؟

ج13) تنظيم حزب الله يسعى لحكم لبنان كاملاً بقفازات مخملية، والفارقُ بين تنظيم حزب الله وحلفائه وبين الفريق الآخر - أنَّ الحزبَ وفريقه لديهم مشروعٌ، ويتخذون كلَّ ما أمكنهم من أسبابٍ لتحقيقه، في حين أنَّ الفريق الآخر في أغلبهم ورأسهم لا مشروعَ ولا هدفَ إستراتيجيًّا لديه، فالأهداف عنده متعددة متنوعة، وقصيرة وضيقة وقاصرة، باستثناء جنبلاط سابقًا، والقوات اللبنانية بقيادة سمير جعجع، وهي غير قادرة على زيادةِ الحماية عن قادتها ومناطقها؛ لأسباب عددية وجغرافية وتاريخية.

 

س14) نشكركم جزيل الشكر على الإجابة، لكن هل هنالك من كلمة أخيرة توجهونها عبر شبكة الألوكة؟

ج14) نحن بحاجة إلى تقوى تردعنا عن التفرُّق، وعصبية محمودة تَجمعنا بعد فرقة، وواجبكم كبير في دعمنا، ولا نعفيكم من المسؤولية، وفي العراق وغيرها عِبْرة، "والكلمة" من "الجهاد"، فأتموا النقصَ وسُدُّوا الخَلَل، وكل خلل بحسبه؛ ولهذا تنوَّع الجهاد، وقد يجتمع، "جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم"، بارك الله فيكم، وشكر لكم يا أصحاب الألوكة وأهل الطيب، طبتم وطاب مَمْشاكم، وطاب ممشى كُلِّ أخ من أمثالكم في كل بقعة على وجه البسيطة.

المصدر

 

وهنا لقاء قناة الجزيرة مع الشيخ داعي الإسلام الشهال.

 بعنوان السلفيون في لبنان  

http://www.youtube.com/watch?v=vnfBFsfjkOU

 

 

 

 

 

لست مجبراً على إرسالها ولن تأثم على إهمالها بإذن الله
فلا تبخل على نفسك
وانــشـــرها

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
من دعا إلى هدىً، كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً،
ومن دعا إلى ضلالةٍ، كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص من آثامهم شيئاً !

  - jahrawi Group -  



Reply all
Reply to author
Forward
0 new messages