عين دارة مدينة أثرية تقع غربي قرية عين دارا الحالية بمسافة / 1 / كم.[1][2][3] وعلى مسافة / 5 / كم جنوبي مدينة عفرين في سوريا. تحيط بها سهول خصبة من ثلاث جهات ويحدها نهر عفرين من الغرب على بعد بضع مئات من الأمتار منها. كما يخترق الموقع جدول ماء نبع عين دارة الذي يأخذ مجراه من بحيرتها الصغيرة ليصب في نهر عفرين غربي التل.
. إلا أنه لم يجر تنقيب في هذا الجزء إلا في مكان الباب الشمالي وبعض أماكن السور الغربي. جنوبي: وهو تل عيندارا المعروف وتبلغ مساحة سطحه 7500 مترا مربعاً ويسميه الأثريون (المدينة الفوقانية) وأبرز ما يميز هذا الجزء عن غيره هو معبده الأثري المشهور في الجهة الشمالية.
في أواخر يناير 2018 تعرض المعبد لأضرار بالغة من جانب الطائرات النفاثة التابعة للقوات الجوية التركية خلال هجومها في عفرين.[4] تشير التقارير إلى أن نسبة 60 في المائة على الأقل من المعبد تم تحويلها إلى أنقاض.[5]
تختلف الآراء حول تاريخ بناء هذا المعبد. المصادر الرسمية السورية تربطه بالفترة الآرامية مع أن معظم الباحثين يرجحون بدايات حيثية وهورية للمعبد حيث يقول د.شعث ص 58: إن المعبد مقام على طراز هيلاني وهو نمط بناء هوري - ميتاني وقد ساد هذا الشكل من البناء في سوريا الشمالية بين الفترة / 1200-700 / ق.م وقد برهنت حفريات عين دارا على الصلة الحضارية الوثيقة التي ربطت مناطق شمال سوريا بالحضارة الحيثية. هذا وقد عثر المنقبون في المعبد على كسرات لكتابات هيروغليفية حيثية من الألف الأول ق.م. ويجزم كتاب دليل حلب السياحي: بأن المعبد حيثي ويعود إلى الآلف الأول ق.م. كما عثر في حفريات المعبد على لوحة للآلهة عشتار بالحجم الطبيعي ولكن كما يقول د. أبو عساف (وهو من الفريق الذي عمل في تنقيبات المعبد والتل): إن الزائر للمعبد يتوق إلى معرفة الرب الذي شيد له هذا المعبد وكرس لعبادته ولكن لم نعثر على وثائق كتابية بهذا الخصوص. إلا أنه من المؤكد أن وجود تماثيل الأسود في مدخل المعبد وعلى البوابة وفي كل محيط المعبد تقريباً لا يدع مجالاً للشك بأنها على نمط بناء الشعوب الجبلية في هده البقعة من شمال سوريا (كما يقول مورتكارت (ص 229)):
أما تاريخ استقرار الإنسان في القسم الشمالي من تل عين دارا بجزأيه الشمالي والجنوبي فإنه يعود إلى الألف الرابعة ق.م واستمر ذلك حتى العهد العثماني مع فترات انقطاع.
من اللقى الأثرية في هذا العصر دمى أنثوية للربة عشتار وتميمة من الحجر البللوري مثل عليها (أهورامزدا) الرب الفارسي الممتد مع قرص الشمس المجنح. كما عثر على البقايا المعمارية لهذه الفترة فوق أنقاض المعبد.
لم يعثر في الموقع على آثار تدل على أنه كان مسكوناً في هذا العصر ويبدو أن المركز الإداري للمنطقة كان منقولاً في هذه الفترة من عين دارا إلى باسوطة المجاورة.
عادت الحياة إلى هذا الموقع من جديد واشتغل أهلها بالزراعة واستخدموا النورج والمحراث الخشبي ذو النصل الحديدية مثلما كان عليه الحال في جبل ليلون قبل ثلاثة عقود فقط ثم اختفت تلك الوسائل الزراعية بحلول الوسائل الحديدية. واستمر ازدهار المدينة بعد خضوعها ثانية للبيزنطيين عام / 969 / م (أيام الدولة الحمدانية في شمال سورية) حيث وجدت فيها مبان جيدة ومنشآت عامة ومعاصر للزيتون وأفران لصناعة الخبز وصهر الحديد. وعثر في الموقع على آثار كنيسة القرية وعلى العديد من الصلبان البرونزية في الكنيسة وفي البيوت وعلى الكثير من أدوات الفلاحة كالمحاريث والمناجل والمقصات الحديدية وغيرها. ومن أهم اللقى الأثرية كمية من النقود الذهبية في المنازل المحترقة تعود إلى قياصرة بيزنطيين. وفي هذا العصر كان السور الدفاعي للقرية منيعاً ذا أبراج قوية وقد أنشئ حصن في الزاوية الجنوبية من التل.
بعد تراجع الحكم البيزنطي أمام دخول السلاجقة الأتراك إلى شمال سوريا وأواسط الأناضول في عام 1086 م أحرقت القرية البيزنطية في عين دارا ودمرت تدميراً شاملاً وأقيمت فوق أنقاضها بيوت جديدة ولكنها هي الأخرى هجرت بعد فترة قصيرة وتحولت القرية (المدينة) إلى أطلال.
وقد تم التنقيب في موقع عيندارا من قبل بعثة وطنية سورية لأول مرة في عام 1954. وتوالت الاكتشافات خلال عدة مواسم عمل فاكتشف هذا المعبد الهام في أواخر الستينات.
في أواخر يناير 2018 أفادت كل من المديرية العامة السورية للآثار والمتاحف والمرصد السوري لحقوق الإنسان بتدمير المعبد إلى حد كبير في أعقاب الغارات الجوية التي شنتها القوات الجوية التركية أثناء هجومها في عفرين.[6][7] وقد أبلغ عن عمليات القصف الجوي لموقع عين دارة لأول مرة من قبل أحد السكان المحليين وذلك عن طريق المؤسسة الهولندية للبث الإذاعي في 23 يناير 2018.[8]
أصدرت المديرية العامة للآثار والمتاحف ووزارة الثقافة السورية بيانا تدين فيه الهجوم على الموقع بوصفه "عدوان من النظام التركي على المواقع الأثرية في ريف حلب الشمالي" ودعت المنظمات الدولية إلى إدانة الهجوم على عين دارة.[9]
تحولت منحوتات حجرية كانت تزين الجدران الخارجية لمعبد عين دارة الأثري في شمال سوريا إلى ركام ولم يبق من أحد الأسود البازلتية إلا مخالبه جراء قصف تركي يطال منطقة عفرين منذ نحو أسبوعين.
وعلى تلة جنوب شرق قرية عين دارة التي تتميز بمنازلها الحجرية تربع معبد يحمل اسم القرية يعود تاريخ بنائه إلى الحقبة الآرامية ولطالما اشتهر بضمه أسودا بازلتية ضخمة ولوحات حجرية عليها منحوتات وفق خبراء آثار سوريين.
إلا أن هذا الموقع القريب من بلدة عفرين والبعيد نسبيا عن نقاط المعارك التي تشنها القوات التركية وحلفاؤها من الفصائل السورية المعارضة ضد المقاتلين الأكراد تعرض الجمعة لقصف اتهم قياديون أكراد والمرصد السوري لحقوق الإنسان ودمشق تركيا بشنه الأمر الذي تنفيه أنقرة.
وفي الموقع حجارة من مختلف الأحجام متناثرة على درج المعبد المزخرف بالإضافة إلى حجارة بازلتية سوداء تعود للحيوانات المجنحة فيما نجا الجزء الخلفي من المعبد حيث لا يزال أسد ضخم في مكانه. وتبلغ المساحة الإجمالية للموقع الذي بني في الفترة الممتدة بين 700 و1300قبل الميلاد نحو خمسين هكتارا ويشرف على هضاب عفرين الخضراء.
ويروي أحد سكان قرية عين دارة أحمد صالح رجل في السبعينات وهو يقف أمام منزله المواجه للموقع الأثري لحظة استهدافه الجمعة. ويقول "كنت جالسا هنا.اهتززنا بقوة من شدة القصف وبعدها بدأ الدخان يتصاعد من التلة."
وفي مقر هيئة الآثار التابعة للإدارة الذاتية الكردية في مدينة عفرين يقدر خبير الآثار صلاح الدين سينو "تضرر الموقع بنسبة تتراوح بين 40 و50 في المئة بعد الكشف الأولي عليه".
ويقول سينو "يمتد الضرر من مدخل المعبد إلى أجزائه الداخلية حيث تطايرت هياكل المعبد والتماثيل المنحوتة الممثلة للحيوانات الأسطورية الحارسة للمعبد ومنحوتات أخرى تمثل الآلهة "كما "تطايرت حجارة الأرضية إلى مسافة 100 متر".
fb756379a2