إذا الشعب يوما أراد
الحياة فلا بد أن يستجيب القدر
ولا بد لليل أن
ينجلي
ولابد للقيد أن ينكسر
ايها الشعب التونسي كونوا على يقضة من سراق الحكم الذين يركبون موجة الجماهير
مع تحيات إدارة موقع وملتقي الأزهر اليوم
فالآية الأولى تبين أن النصر مشروط بنصرة العباد لله تعالى، ونصرة الله
تعني الامتثال التام لما أمر الله به، والاجتناب التام لما نهى عنه، وهي
دعوة جرت على ألسنة الرسل قبل نبينا صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ
عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ
قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ
مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ
آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ) (الصف:14)، فعيسى
عليه السلام دعا قومه وأتباعه لنصرة الله تعالى.
والآية الأخرى علقت النصر والتمكين بنصرة الله، كما أن الآية التي أخبر
الله تعالى فيها بأنه لن يجعل للكافرين علوا ولا ظهورا على المؤمنين بينت
أن ذلك الكبت للكافرين إنما يكون في مقابل أهل الإيمان والإيمان ليس
بالتمني ولا بالتحلي ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل، فالمسلم حتى يكيد
الله له ويقويه على أعدائه ويصرف عنه كيدهم لابد أن يوالي الله تعالى حق
الولاء، ويقوم بما يجب عليه حق القيام، فمن فرط في نصرة الله تعالى لن
ينال من الله عز وجل النصر والتأييد ولذا قال المولى تعالى: (يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ
وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) (محمد:7).
ولاسبيل للمسلم إلى ولاية الله، حتى يكيد له رب العزة كما كاد جل جلاله
لأنبيائه ورسله بمن هو أهل للكيد، إلا إذا سار على درب الأنبياء وعمل
بتعاليمهم فعندئذ لن يتخلف وعد الله تعالى الذي أثبته في كتابه:
(وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ إِنَّهُمْ
لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ) (الصافات:171-172).
إننا نتساءل اليوم متى نصر الله؟ أما آن لليل أن ينجلي؟ أما آن للفجر أن
ينبلج؟ أما آن للقيد أن ينكسر، ولكننا إلا من رحم الله نمدد أمد الليل
بمسيرنا عكس جهة الشروق، وذلك بما ندخله في بيوتنا من مفاسد وشرور، ونوغل
في البعد بما نطوق به أنفسنا من المعاصي والمخالفات، وندبر عن طريق الفجر
والنور بإعراضنا عن منهج الله.
ألا فليعلم من يقع في المخالفات أنه ثقل في موازين الأعداء، خصم على
أمته، وليعلم من يعرض عن الطاعات أنه يحدث في جسد الأمة –وهو منها-
جراحات غائرة تزيدها إثخانا وضعفاً، وليعلم من يتغافل عن نصح غيره ويترك
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أنه يطيل على الأمة ما هي فيه من
الكربات.
إن كل واحد منا مدعو لأن يزن حاله ليعرف هل هو خصم على الأمة، هل هو ثقل
في ميزان أعدائها، هل هو سبب في إطالة ليلها بما اقترفت يداه، فما أشقى
من شقيت به الأمة وما أسعد من سعدت به الأمة، أسأل الله أن يجعلني وإياكم
منهم.
http://www.samiralgazzar.com/index.php
بتاريخ 15/01/11، كتب NASER ALHAQ <naser...@hotmail.com>:
--
*Professor Samir Algazzar*