حول ثورة تونس

2 views
Skip to first unread message

bg...@aol.com

unread,
Jan 24, 2011, 12:31:47 PM1/24/11
to hwa...@googlegroups.com
حول ثورة تونس . ثورة الكرامة . المختار الأحولي كاتب وشاعر يساري تروتسكي
... عنوان النقال : تهافت الراكبين على الثورة .
2011 / 1 / 24

(تهافت الراكبين على ثورة يجب أن تكون دائمة)

بقلم المختار الأحولي

بعد التوصّل إلى تشكيل حكومة تصريف أعمال التي ستعدّ إلى انتخابات
(برلمانيّة ورئاسية) ديمقراطية. والتي يجب أن لا تتجاوز المدّة المنصوص
عليها دستوريّا إذا ما أخذنا في عين الاعتبار بقاء الدستور على حاله إلى
ما بعد الإنتحابات العامة .فإن الثورة الآن تقف على نقطة الصفر وهي نقطة
الانتصار المبدئي والأوّل وليس النهائي العظيم والساحق الخارق … لأنّ
الثورة الشعبيّة ـ ثورة الكرامة ـ لن تعرف النصر الحقيق والحاسم تاريخيّا
قبل بلوغها المبتغى الرئيسي لها ليس المبتغى ألمطلبي الآني فقط من توفير
الشغل والخبز (حتى لا تكون ثورة جياع كما يراد أن يشاع عنها لدحرها وقمع
إرادتها ) وإنما المطالب الرئيسية من حرّية وكرامة وطنية ومشاركة فعلية
ودائمة في الحياة الوطنية عموما لكل الأطياف والأفكار والمبادئ في إطار
وطني مسئول . وعلى جميع الأصعدة من حياة سياسية وثقافية وعلمية واقتصادية
وداخلية وخارجية وغير ذلك من الشأن العام

ولهذا وجب على الثوار أن يفرضوا إرادتهم بمتابعة الأحداث والاستعداد للعود
إلى الشارع في أي لحظة لديمومة الثورة واستمراريتها أما أي ارتداد أو
توجيه نحو العود إلى الطواغيت الجدد القدامى أو حتى الجدد الجدد من أطراف
داخل الحكومة المرحلية المكلفة بتسيير الأعمال .. وأول فعل ردة هو ما تقوم
به أجهزة الأمن من تصدّ لفعل التظاهر الذي قيل في خطاب وزيرهم الأول ان
الحق في التظاهر السلمي مضمون . وذلك لتبليغ الآراء .ولكن الظاهر ان توطئ
العهد القديم وعناصر تتبنى في الظاهر الديمقراطية وهي الآن تحاول اكتساب
مواقع على حساب دم الشعب الخالد توفّر شرعيّة لجلاوزة النظام السابق
المتواجدين في قائمتها المرحلية الحالية حتى لا يلتجئ الشعب الى محاسبة لا
الفاريين ولا من هم داخل هذه القائمة أو الذين اندسوا مع صفوف المندسين في
الشعب وعادوا الى قواعد آمنة …

وأيضا الاحتراس ممن يدسّ السم في العسل من الخارج وبأيدي متطوعين من
الداخل لخيانة الثورة الشعبية أو من خلال فلول الحزب الحاكم سابقا والذي
أصبح مطلب حلّه نهائيا مطلبا شعبيا ملحا ولا تأخير له .

فهم العدوّ المركزي الذي يحاول وسيحاول جاهدا اقتناص غفلة ما من خلال دعم
خارجي سيصل مرحلة السلاح حتما للسيطرة والعود إلى بدء أو حتى اقتسام
الكعكة مع الذين لا يسندهم سوى وهم الشعب ولا يسند الشعب الى ذاته الحاكمة
الفعلية التي يراد لها الآن التغييب أو ما يسمى عودة الحياة الطبيعية أو
نحن هنا لنمثّلكم (كما مثلتمونا في السابق) وحديثي هذا يخصّ البعض الذي
يعرف نفسه بنفسه من أحزاب الموالاة المفضوحة التي خسرت كل شيء مع سقوط
عماد بيتها وواهب الحياة لها لا الشعب الذي تبنّاها ودعمها وإنما ثلّة من
الانتهازيين الراغبين في البروز كمنقذ للآمة وهو في وهمه يغطّ غطيطا .

وهذا التعاون مع المرتدّين وأعداء الثورة لن يقف الآن وإنما هو سيتواصل
الى غاية الفروغ من ا”لانتخابات وعلى ضوء نتائجها سيكون مستوى وجودهم
وكينونتهم واضحا لذلك وجب على الشعب ان يؤكّد حضوره في الشارع وتأهبه
واستعداده للعودة الى نقطة البدء قصد تحرير البلاد من الغاصبين من جميع
العالم لأن الثورة التونسية هي المثال المتقدّم الذي على ضوءه سيحدد مصير
الكثير من العصابات الحاكمة في العالم ومنها حتى دول تدّعي العظمة وهي لا
يرضيها نصر الشعب التونسي وفوزه الساحق هذا كنموذج سيستنسخ في العالم ..
يجب على ثوّار تونس الأحرار معرفة أن ثورتهم تتجاوزهم هم في ذاتهم وحدودهم
الصغيرة بل هي نموذج سيخلّ من أمن الطواغيت ويعبث بأوراق ثرواتهم المنهوبة
من مدّخرات شعوبهم ولكم في الثائر العالمي الغبيّ القذّافي وما قاله لكم
في كلماته المسمومة حتى يحافظ على تماسك أجهزته التي تحكم ليبيا بالحديد
والنار رغم الثروات الطبيعية التي يمكن أن تصيّر ليبيا من أثرى العرب
لقلّة تعداد سكّانها .

وعلى هذا الأساس فإن مرحلة الصفر هذه هي أخطر مرحلة للثورة في كيفية
الحفاظ على النصر الأوّلي المتمثّل في إسقاط الطاغية. وطريق توجيهها نحو
مرفأ الأمان والخير العام لا الخاص واقتسام الثروة الوطنية على سبيل العدل
والمساواة لا عن طريق التذليل والمن والهبات .. فالثورة أول الكرامة وآخر
الكرامة إذا ما أهدرت ضاعت كرامتنا إلى أبد الآبدين .إذ سيحسب حساب أكبر
لمجابهة ردت فعل مماثلة للشعب وبالتالي تكسير شوكته نهائيا حتى لا يقف
مرّة أخرى ويطالب بحقّ هو له . مشروع ومكسب وطني لا منّة ولا استعطاف
لكسبه.

وهنا على الشعب أن يعي بتأجيل المطالب الآنية الظرفية والتي هي المبتغى
النهائيّ من دولة الديمقراطية بتوفير العمل واقتسام الثروة وكلّ ما تنتجه
السواعد على قاعدة المساواة.. والاهتمام بما يحاك في الكواليس السياسية في
حكومة تصريف الأعمال التي يجب أن يعي أفرادها أنهم لن يواصلوا في أي منصب
سياسي بعد فرووغ مدتها الدستورية وليس لهم الحق في الترشيح للرئاسة أو
العمل النيابي .. خصوصا أذيال حقبة الطاغية وانتاج مرحلته مهما كانوا نزها
ووطنيين .. كما يحاول البعض إيهام الشعب فإن كانوا كذلك لماذا واصلوا معه
حتى قيام ثورة الكرامة .

كما يجب أن ينتبه المسيسين من الشباب المتحمّس لكتلهم السياسية مهما كانت
توجهاتها أن لا زمان للزعامات الوهمية من الحرس القديم وجب عليكم الانتباه
إلى قدرتكم الخارقة هذه التي أنتجت وقررت وانتصرت لثورتها ولكرامتها فلا
تهدوها لزعامات تدعي التاريخية والتاريخ منها براء بحكم التقادم . أعرف ان
لا إنسان معصوم لكن ليبقوا رؤساء شرفيين ومرجعيّة للثائرين وسند فعلي
ورمزي ومؤ طرين للشباب الذي يجب ان يكون هو رمز القادم مع تطعيم بسيط في
مراكز تستوجب خبرة فعلية كوزارة الخارجية مثلا …

وعلى هذه الشخصيات أن تعي جيدا أن الشعب الثائر لن يفرط في مكسبه لهم سدا
وله ما يكفيه من وعي وأثبتت ذلك الثورة المظفّرة وله أيضا من صفوفه
متعلمين مثقفين سياسيا يدلّونهم على الرسم الخارطة للبلاد وشعاع توجهها
ولهذا وأكثر مما نحاول اختصاره في النقاط التالية :

*1: لا يجب البتة ترك الشارع الآن للحفاظ على المكسب الثوريّ وديمومته في
مبتغياه الرئيسي .. وبلوغه النصر العظيم الذي يتمثل في نشوء دولة
الديمقراطية التونسية الصرف

*2: الاحتراس من القادمين من وراء الحدود من المتدخلين في الشأن التونسي
وربما كانوا من أهلنا الضالين أو الذين يريدون توجيه الثورة إلى غير
وجهتها الأصلية .. وبالتالي إنشاء دكتاتورية أخرى ضد إرادة ودكتاتورية
الشعب.

*3: التقدّم نحو شروط الثورة الدائمة في عناصرها الأساسية والمرحليّة
المركزيّة في جزئها الأكبر من حرية وكرامة وطنية وتمثيلية نيابية
وديمقراطية.لجميع الشرائح والأفكار والاتجاهات على حدّ السواء.

*4: إنشاء نظام شاب مسئول ومراقب من طرف مجلس شيوخ وطني. وهو نظام تداوليّ
بإتباع نهج الاقتراع العام مع إنشاء آلية محاسبة مستمرّة لا تنتظر التشكيك
حتى تقوم بالمحاسبة على قاعدة من أين لك هذا؟ وتكون محددة دستوريّا حتى لا
يطمع أحد في عرق الشعب الكادح

*5: مطالبة الأنظمة المتعاقبة دستوريّا باقتسام الثروة على أساس وقاعدة
المساواة والمشاركة لا المنّ والهبة فالكادحين لا يطلبون وهم المنتجين
للثروة.

*6: خلق آلية تنظيم أحقية التشغيل وإلغاء كل فكرة تدعوا إلى تأخير سن
التقاعد لضمان أكثر مركز شغل للشباب المتخرّج ليس من الجامعات فحسب وإنما
المراكز المهنية .

*7: تنظيم التكتلات والأفكار ومشاريع التفكير المعمّق قصد إنتاج فكر خاص
يؤمن بخصوصيات الشخصية والفكر التونسي المتراكم تاريخيا ومنذ الزمن القديم
قدم التاريخ والإنسانيّة والتشبع بروح المواطنة والنخوة للانتساب لتونس
(إفريقيّة) . للحفاظ على مكتسب الثورة .

*8: إصلاح التعليم جذريّا فقد لعبت به الغايات الاستعمارية أيما لعب حتى
أفرغ من محتواه الإبتكاري الخلاّق من خلال التركيز على اختراق العقل
التونسي وتغييبه بمعطيات علمية لا حاجة لنا بها لنتقدّم وإنما نستهلكها بل
قل نلوكها مجازفين بقيمتنا العلمية التاريخية وتغييب العناصر اللامعة عن
العموم واصطيادها لتوحّدها وإثراء المستعمرين بخلقها وابتكاراتها

وهذا ما نجح فيه الغابرين الهاربين من قوة الشعب وقدرته عبر إنتاج شهائد
لا قيمة لها عالميّا .

*9: العودة إلى المجّانية الكلّية للتعليم والصحة .. وحق الضمان الاجتماعي
لكل الطبقات الاجتماعية بلا تمييز أو محاباة أو بحث عن تكريس الولاءات
لجناح على غيره والمتاجرة بالآراء والمواقف والأفكار .

*10: وأختم مبدئيا هذا المقال الأول في الثورة التونسية ومطالبها وغايتها
وما يجب أن تكون عليه ويتمخّض عنها. بحرّية الإعلام من خلال التركيز أولا
على الموجود وتحريره حتى نتقدم نحو إنتاج المزيد من المرئي والمسموع
والمقروء

فالمرحلة القادمة هي مرحلة إسناد الثورة من خلال مجتمع واعي حتى لا يخيفها
ويرهبها أي مستعمر طامع مهما كان عليه حال ما سيختاره الشعب للقيادة .
وذلك من خلال الجبهة الشعبية والتراص ألمواطني الواعي وأيضا من خلال مستوى
الصدقيّة العالي الذي يكون الحياة العامة التونسية

فما أنجزناه يا وطني هو التاريخ عينه وذاته . تاريخ نموذج حتما سيستلهمه
شعوب الكون. وينشدون اسم ثورتنا التي خططناها بدم الشهداء والأحياء… فحذار
من القادم يا شعبي

والثورة مستمرّة

المجنون حبّا للبلاد في عزّة ونخوة البلاد: المختار الأحولي

. ثورة الكرامة . المختار الأحولي كاتب وشاعر يساري تروتسكي ... عنوان
النقال : تهافت الراكبين على الثورة .
2011 / 1 / 24

Reply all
Reply to author
Forward
0 new messages