Fwd: ببليومتريات: أوجه التفاوت بين الجنسين في الإنتاج العلمي على مستوى العالم

8 views
Skip to first unread message

ابراهيم الحقيل

unread,
Feb 26, 2014, 8:51:34 AM2/26/14
to
 


ببليومتريات: أوجه التفاوت بين الجنسين في الإنتاج العلمي على مستوى العالم

 

كاسيدي ر. سوجيموتو وزملاؤها يجرون تحليلًا ببليومتريًّا يؤكد استمرار ظاهرة عدم التساوي بين الجنسين في مخرجات الأبحاث العلمية في جميع أنحاء العالم.

  • فينسِن لاريفييه
  • شاوتشون ني
  • إيف جينجراس
  • بليز كرونين
  • & كاسيدي آر. سوجيموتو

Nature (2014) doi:10.1038/504211a | Published online 31 يناير 2014 | English article



رغم العديد من النوايا والمبادرات الطيبة، فإن غياب التكافؤ والمساوة بين النوعين في مجال البحث والإنتاج لا يزال سائدًا في الأوساط العلمية. ورغم أن الإناث من طلبة الجامعة والخريجين أكثر من الذكور في العديد من الدول1، فإن عدد الأساتذة من الإناث اللاتي يعملن بدوام كامل قليل نسبيًّا، كما أن أوجه التباين والتفاوت بين الذكور والإناث في التعيين2 والإيرادات3 والتمويل4 والرضا الوظيفي5 وبراءات الاختراع6 لا تزال قائمة.

انْصَبَّ تركيـز الأبحاث السابقة على «لغز الإنتاجية». فقد كان الرجال ينشرون دراساتٍ وأبحاثًا علمية في المتوسط بمعدل أعلى من النساء7، رغم أن الفجوة تتفاوت حسب المجالات العلمية وتخصصاتها الفرعية. فالنساء مثلًا ينشرن أوراقًا بحثية أقل كثيرًا في مجالات البحث باهظة التكلفة8، مثل الفيزياء عالية الطاقة، وذلك نتيجة للسياسات والإجراءات المرتبطة بتخصيص التمويل4. والنساء أقل ميلًا للمشاركة في التحالفات التي تؤدي إلى النشر، بل إن حظهن من الذِّكْر أو الترتيب ـ كمؤلف أول أو أخير لورقة بحثية7 ـ أقل بكثير. ولا يوجد إجماع حول أسباب هذه الفروق بين الجنسين في الإنتاج العلمي والتعاون البحثي، سواء بإرجاع ذلك إلى التحيز، أو إنجاب الأطفال وتربيتهن9، أو عوامل أخرى.

ذهبت إحدى الأطروحات إلى أن النساء يعوِّضن قصورهن في الإنتاج البحثي من خلال الاستشهادات، خاصة في المجالات ذات المخاطر المهنية الكبيرة8، أي المجالات التي تتخللها فترات طويلة بين الدراسة للحصول على الدكتوراة، والحصول على وظيفة جامعية. ومرة أخرى، لا يوجد إجماع على التأثير النسبي لإنتاج النساء العلمي، مقارنةً بإنتاج الرجال.

لقد تشكلت الحالة الحالية للمعرفة الكمّية للفروق بين الجنسين في التخصصات العلمية بالاستناد إلى دراسات سرديّة غير موثقة، وتقتصر على تخصص علمي واحد، كما أن هذه الدراسات لا تأخذ في اعتبارها الزيادة في الأبحاث التعاونية والتغيرات الأخرى في الممارسات العلمية. تباعًا، ولا يمكن وضع سياسة فعّالة على مثل هذه الدراسات.

لهذا.. فإننا نقدم تحليلًا ببليومتريًّا عامًّا متعدد التخصصات لما يلي: أولًا، العلاقة بين النوع والإنتاج البحثي (الذي يُقاس بتأليف الأبحاث المنشورة). ثانيًا، مدى التعاون (الذي يُقاس بالمشاركة في التأليف). ثالثًا، التأثير العلمي لكل المقالات المنشورة بين 2008، و2012، والمُفهرَسة في موقع قاعدة بيانات ويب العلوم Web of Science التابعة لمؤسسة «تومسون رويترز» (التي تقاس بمدى الاستشهادات). لقد حللنا 5,483,841 ورقة بحثية ومقال تقييم، شارك في تأليفها 27,329,915 باحثًا. وقمنا بتخصيص النوع باستخدام البيانات من قاعدة بيانات الضمان الاجتماعي الأمريكية ضمن عدة مصادر أخرى (انظر المعلومات التكميلية: go.nature.com/j3otjz).

وقد اكتشفنا أن كل المقالات العلمية التي شاركَت فيها الباحثات ضمن قائمة المؤلفين البارزين في أغلب الدول غزيرة البحث العلمي كانت تحصل على استشهادات أقل من المقالات العلمية التي يشارك فيها الباحثون ضمن قائمة المؤلفين البارزين. وهذا النقص في الاستشهاد يقترن به ميل منشورات الباحثات العلمية إلى التركيز على الدراسات المحلية، مقارنةً بزملائهن من الذكور. ولذلك.. فإنهن لا يستفدن من الاستشهادات الإضافية التي تحصل عليها الأبحاث الدولية المشتركة. ولأن الاستشهادات تمثل معيارًا جوهريًّا في تقييم الباحثين، فذلك يؤدي إلى تفاقم الفروق بين الباحثين والباحثات.

ومن وجهة نظرنا، فإن نطاق هذه الدراسة يوفر الأدلة التجريبية الملِحّة التي طال انتظارها على أن عدم التكافؤ بين النوعين لا يزال سائدًا في الأوساط العلمية، ونرجو أن تكون هذه الدراسة بمثابة نداء لاتخاذ التدابير اللازمة لوضع سياسة للعلوم والتعليم العالي.


الانحياز بالأرقام

يهيمن الرجال على الإنتاج العلمي في كل دولة تقريبًا، غير أن مدى الهيمنة يختلف من منطقة إلى أخرى (انظر خريطة «النوع والإنتاج البحثي»). لقد فحصنا نسبة الإنتاج العلمي للإناث والذكور، من خلال مقارنة نسبة الباحثين من كل منهما في أي دراسة علمية. وعلى سبيل المثال.. في دراسةٍ شارك فيها ثمانية باحثين، وتم تحديد نوع ستة منهم، كان يُعطى لكل من هؤلاء الستة «سدس دراسة»، ثم يتم تجميع هذه الكسور الناتجة على مستويات الدول والتخصصات العلمية. وينبغي التأكيد ـ رغم ذلك ـ على أن هؤلاء يُعامَلون كجهات مشاركة في التأليف، وليس كأفراد بالضرورة. ولهذا.. لم تكن هناك أي حاجة لمعرفة الاسم (انظر المعلومات التكميلية).


تمثل النساء على مستوى العالم أقل من %30 من المؤلفين المشاركين، بينما يمثل الرجال أكثر قليلًا من %70. وتعاني النساء من ضَعْف التمثيل، عندما يتعلق الأمر بالمؤلَّفات الأولى، فمقابل كل ورقة بحثية مؤلفتها الأولى امرأة، هناك تقريبًا ورقتان بحثيتان (أو تقريبًا حوالي 1.93 ورقة) أَلَّفَهُمَا رجال.

تتمتع دول أمريكا اللاتينية وشرق أوروبا بمستوى أكبر من التكافؤ بين الجنسين. وربما تدعم حالة دول أوروبا الشرقية فرضية أن الدول الاشتراكية والدول الشيوعية السابقة ربما تحظى بتوازن أكبر بين الجنسين من الدول الأخرى. وهناك تسع دول فقط تمتعت فيها الإناث بهيمنة أكبر على نسبة التأليف، وخَمْس من هذه الدول (وهي مقدونيا، وسريلانكا، ولاتِفْيا، وأوكرانيا، والبوسنة والهرسك) لديها أكثر من ألف مقال في تحليلنا. وبعبارة أخرى، نسبة النساء بين المؤلفين أكبر من الرجال في الدول التي تمتاز بإنتاجية علمية منخفضة.

«البرامج التي تعزز التعاون الدولي للباحثات ربما تساعد في تذليل العقبات».

لا عجب أن من الدول التي تنتج أكثر من ألف بحث علمي وتتمتع بدرجات عالية من هيمنة الذكور هي (بترتيب عدد الأبحاث): السعودية، وإيران، واليابان، والأردن، والإمارات العربية المتحدة، والكاميرون، وقطر، وأوزبكستان. من الولايات الأمريكية التي تنتج أكثر من ألف دراسة، مع تحديد نوع المؤلفين، وبها هيمنة عالية للذكور: نيومكسيكو، ومسيسيبي، وويومِنج. أما الولايات المتحدة الأمريكية والأقاليم الكندية التي تقترب من تحقيق التكافؤ بين الجنسين في الإنتاج العلمي (وأكثر من ألف بحث علمي)، فهي فيرمونت، ورُود آيلاند، وماين، ومانيتوبا، ونوفا سكوتيا، و كوبـِك. ومرة أخرى، فإن بعض هذه الولايات والأقاليم تُعدّ في المرتبة الدنيا من حيث الإنتاجية العلمية.

أكدت النتائج على مستوى الفروع والعلوم المعلومات السابقة والمعرفة السردية حول المجالات المرتبطة «بالرعاية». ومن التخصصات التي تهيمن عليها النساء: التمريض، وتوليد النساء، والمخاطبة، واللغة والسمع، والتعليم، والعمل الاجتماعي، وإدارة المكتبات. أما التخصصات التي يهيمن عليها الذكور، فتشمل العلوم العسكرية، والهندسة، والروبوتات، والطيران، والفلك، وفيزياء الطاقة العالية، والرياضيات، وعلوم الحاسب، والفلسفة، والاقتصاد. ورغم أن التخصصات العلمية من العلوم الاجتماعية تشهد نسبة أكبر من المؤلِّفات الإناث، لا يزال الرجال يهيمنون على العلوم الإنسانية بصفة عامة.

بعد ذلك.. تناولنا عامل التعاون بين الباحثين؛ فحللنا نسبة الدراسات العلمية حسب النوع الناتج عن التعاون على المستوى المحلي، وقارنّاه بنسبة الدراسات العلمية الناتجة عن التعاون على المستوى الدولي. وفي الدول الخمسين الأكثر إنتاجًا للدراسات العلمية في تحليلنا (وتمثل %97 من المطبوعات والدوريات العلمية)، كانت كل الدراسات التعاونية النسائية أكثر ميلًا إلى القضايا المحلية، مقارنة بالدراسات التعاونية للذكور من الدولة نفسها.

وماذا عن التأثير؟ لقد حللنا ترتيب المؤلفين البارزين، سواء أكان مؤلفًا واحدًا، أم مؤلفًا أولًا، أم مؤلفًا أخيرًا. واكتشفنا أن الباحثة عندما تكون في أيٍّ من هذه الأدوار، فإن الورقة العلمية تجذب استشهادات أقل من الحالات التي يكون فيها الرجل في مثل هذه الأدوار (انظر الرسم التوضيحي «الاستشهادات والنوع في المؤلفات الرئيسة»). ويظل هذا الفرق بين الجنسين في الدراسات التعاونية، سواء المحلية، أم الدولية.



قصة التقدم في العمر

هناك عدة قيود على النتائج التي يمكن استخلاصها من هذه الاتجاهات، أولها أن العمر له دور لا يُنكَر، بل يمكن القول إنه الدور الأكبر في شرح الفروق النوعية في الإنتاج العلمي والدراسات التعاونية والتأثير. فكما هو معلوم، السلم الأكاديمي من المعيدين إلى كبار الأساتذة تقل فيه الإناث صعودًا، والصفوف المتقدمة من العلم تحمل دائمًا آثار القيود المتراكمة لتقدم النساء من الأجيال السابقة. لذلك.. يرجَّح أن العديد من الاتجاهات التي لاحظناها يمكن تفسيرها بالتمثيل المتدني للنساء بين الأساتذة والعلماء الكبار في السن. فمما لا يمكن إنكاره أن الحالة السِنِّيَّة، والترتيب بين المؤلفين، والتعاون، والاستشهادات.. كلها متغيرات شديدة الترابط.

من القيود الأخرى.. أن تأليف الأوراق العلمية يمثل عنصرًا من عدة مؤشرات على نشاط البحث العلمي. فعلي سبيل المثال.. يتضمن تحليلنا مقالات الدوريات العلمية فقط، وليس الكتب، أو أبحاث المؤتمرات، أو إنشاء قواعد البيانات، أو كود البرامج. ومن المعضلات التي تواجهنا: نقص القواعد العالمية المرتبطة عند ذكر المؤلفين وحجم إسهامهم. فمن الممكن، مثلًا، ألا تظهر نساء مؤلفات، رغم إسهاماتهن في أنشطة البحث، وهناك مجالات تُسرد فيها الأسماء أبجديًّا. وهناك مخاوف كذلك من حدوث أخطاء في أساليب تحديد النوع (انظر المعلومات التكميلية). لقد حاولنا تخفيف ذلك بتمرينات التحقق، ولكن هناك دائمًا مجال للتحسين.

ينبغي إجراء أبحاث أخرى في المستقبل؛ لمناقشة الأسئلة التي يثيرها هذا التحليل. ما الذي يميز الدول التي تتمتع بالتكافؤ الكبير بين الذكور والنساء في البحث العلمي؟ هل هناك خصائص للعمل نفسه قد تسهم في الفروق في الإنتاجية والاستشهاد؟ هل هناك جوانب كمية أقل للإنتاج العلمي نكشف حقائق مختلفة فيما يتعلق بالتكافؤ والتوازن بين النوعين في المجال العلمي؟ فضلًا عن ذلك. هل هناك شيء آخر يكمن في التخصصات العلمية أو الثقافات المحددة التي تجعلها تجذب العلماء من نوع معين؟


تذليل العقبات

الذين يحطون من قدر المرأة ربما يقرأون هذه الدراسة على أنها تأكيد لآرائهم بأن أبحاث النساء أقل جودة وعددًا من أبحاث الرجال. وهذا التفسير المُخِلّ يستبعد الدلائل الكبيرة التي تحتوي عليها بياناتنا. فهذه الدراسة تقدم دعمًا كميًّا كبيرًا لحقيقة بديهية معروفة، وهي أن العوائق أمام المرأة في مجال العلم سائدة في جميع أنحاء العالم، رغم مرور أكثر من عشر سنوات على السياسات التي تستهدف تذليل العقبات. وتؤكد أرقام اليونسكو10 أن هناك عددًا متكافئًا من الرجال والنساء في %17 في المئة من الدول، غير أننا وجدنا صورة قاتمة.. فأقل من نسبة %6 من الدول الممثلة في موقع ويب العلوم (التابع لمؤسسة تومسون رويترز) تقترب من تحقيق التكافؤ بين النوعين من حيث عدد الأوراق البحثية المنشورة.

وحتى يستطيع بلد ما أن يكون قادرًا على التنافس العلمي، ينبغي عليه استغلال رأس ماله الفكري من ثروته البشرية. وتكشف البيانات التي جمعناها أن البرامج التي تعزز التعاون الدولي للباحثات ربما تساعد في تذليل العقبات بالنسبة إليها، لأن التعاون أحد العوامل الرئيسة للإنتاج البحثي والتأثير العلمي.

لو كان هناك حل أو برنامج بسيط يمكنه أن يحسن الأمور؛ لكانت هذه المشكلة قد حُلَّت بالفعل، ولكن للأسف الشديد، تكمن وراء هذا التفاوت العالمي قوى محلية وتاريخية تسهم ـ إلى حد ما ـ في هذه الفروق المنهجية التي تعوق وصول النساء وتقدمهن في العلم. ويجب على أي سياسة واقعية تهدف إلى تحسين مشاركة المرأة في المجتمع العلمي أن تأخذ في الاعتبار تنوع السياسات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية التي يتعلم فيها الطلاب، ويتم فيها إنتاج العلم. وينبغي على كل دولة أن تحدد بدقة الآليات الدقيقة التي تسهم في تشكيل هذا النظام السابق. ولا تستطيع أي دولة أن تتحمل تكلفة تجاهل الإسهامات الفكرية لنصف سكانها.


References

  1. Organisation for Economic Co-operation and Development. Education at a Glance 2012 (OECD, 2012).

  2. Moss-Racusin, C. A., Dovidio, J. F., Brescoll, V. L., Graham, M. J. & Handelsman, J. Proc. Natl Acad. Sci. USA 109, 1647416479 (2012).

  3. Shen, H. Nature 495, 2224 (2013).

  4. Ley, T. J. & Hamilton B. H. Science 322, 14721474 (2008).

  5. Holden, C. Science 294, 396411 (2001).

  6. Ding, W. W. Science 313, 665667 (2006).

  7. West, J. D., Jacquet, J., King, M., Correll, S. J. & Bergstrom, C. T. PLoS ONE 8, e66212 (2013).

  8. Duch, J. et al. PLoS ONE 7, e51332 (2012).

  9. Ceci, S. J. & Williams, W. M. Proc. Natl Acad. Sci. USA 108, 31573162 (2011).

  10. United Nations Educational, Scientific and Cultural Organization. Science, Technology and Gender: An International Report (UNESCO, 2007).

Reply all
Reply to author
Forward
0 new messages