الخليجيون والقرامطة الجدد! عبدالله الملحم

14 views
Skip to first unread message

ابراهيم الحقيل

unread,
Feb 24, 2014, 9:58:54 PM2/24/14
to

 

الخليجيون والقرامطة الجدد!

عبدالله الملحم

 

كمعيار معرفي لو استعرضنا مواقع التواصل الاجتماعي بوصفها المكون الثقافي الأحدث في حياتنا الخليجية فسنخرج بالكثير من الإيجابيات عنها، وبفوائدها التي أثرت معارفنا، وجعلتنا - عبر نقاشاتنا اليومية في تويتر وغيره - أكثر قرباً وأعمق فهماً لبعضنا البعض، حتى أنها اختصرت لنا الزمن في سنوات عرفنا فيها ما يفوق ما قدمته لنا الدراما الخليجية في عشرات السنين، في هذه المواقع رأينا النخب بمختلف أطيافها الدينية والأدبية والإعلامية والثقافية، وتعرفنا عليها كما لم نعرفها من قبل، وفي المقابل عرفنا منها ومعها الوجه الآخر لبعضها، ولبعض من جعلوا أنفسهم أيقونات قبح وكراهية وهم يلوثون فضاءات مواقع التواصل، وينافقون رموز السلطة في بلدانهم، بما يظنونه مدحاً وتقرباً، وهم في الواقع يسيئون لأنفسهم، ولمن يحسبون أنهم يُقذعون في السباب والشتائم لأجلهم؟!

 

في الجاهلية كان الشعر ديوان العرب، ورغم أن الشعراء يقولون ما لا يفعلون وشعرهم مثقل بالمبالغات إلا أنهم استطاعوا تصوير ثقافة عصرهم، ومرتكزات قيمهم ومبادئهم، وحتى وهم يرخون لمخيلاتهم العنان في المبالغة إلا أنهم حين يمدحون ملكاً بالكرم فكرم ممدوحهم لا يمكن أن يكون كماء المطر لكنهم يثبتون لنا أن الكرم قيمة أخلاقية محمودة ومحببة لدى الممدوح، كما أن البخل الذي يهجون به قيمة أخلاقية مذمومة ولذا هم يهجون بها، أي أنهم لا يقولون إلا ما يغلب على ظنهم أن ممدوحيهم يريدونه ويرضون عنه، والشتائم المسيسة التي نراها في تويتر لا يمكن أن تحمل على غير الرضا لمن قيلت لأجله ولو لم تكن بطلب منه!

 

في الخليج وما حوله تُشعل نيران التآمر من كل اتجاه، وينفخ فيها لتحرق الأخضر واليابس، والمُشعِلُ والنافخُ معروفان ومع ذلك هناك من يتعامى عنهما ويشغلنا بأعداء مظنونين حتى اللحظة لم يقع منهم عدوان يقيني كالذي لا يراودنا أدنى شك نحوه، من احتلوا جزر الإمارات، ومن سعوا لقلب نظام الحكم في البحرين وفقاً للتوقيت الصفوي ليسوا من الذين جعلناهم بعبعاً نخوف به الناس، ومن يحرضون بُغاة العوامية في محافظة القطيف السعودية ليسوا من المشيطنين إياهم، ومن يقتلون أهل السنة في دماج ويخططون لابتلاع اليمن لصالح المد الصفوي ووفقاً للأجندة الفارسية ليسوا من أعدائنا الافتراضيين!

 

عودوا للتاريخ واقرأوه جيداً وستجدون تاريخ التوسع القرمطي الذي بلغ مكة المكرمة، وقتلت جيوشه الحُجاج في المطاف، وسلبت الكعبة حجرها الأسود... تأملوه جيداً وسترونه كأنما يتشكل من جديد، تاريخياً دولة القرامطة ولدت في العراق، وامتدت حتى هيمنت على البحرين (شرق الجزيرة العربية) واليمن وسوريا ومصر، وهددت دولة الخلافة في بغداد، وما نراه من بشاعة مجازر بشار في تقتيل الشعب السوري سبقه إليها أبوطاهر القرمطي؛ الذي استباح بيت الله الحرام، وقتل نحو ثلاثين ألفاً من الحجاج، حتى ردم بئر زمزم بجثث بعضهم، ومثلما يدعي شبيحة بشار الربوبية له فقد قال أبو طاهر القرمطي بعد مقتلته العظيمة في مكة: أنا بالله وبالله أنا/ يخلق الخلق وأفنيهم أنا، وكل من يتجاهل هذه الحقائق ويسعى لخرق سفينتنا بنشر الكراهية وبث التحريض بتعزيز الفرقة والانقسام فإنه من حيث يدري أو لا يدري يخدم المشروع الصفوي والقرامطة الجدد.

Reply all
Reply to author
Forward
0 new messages