محمد سيف | |
ثورة الغضب | |
Fri, 04 Feb 2011 , 17:46 | |
ما بين التنديد والتأييد قال تعالى: (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) الهوية المدمجة والمخطط الحقير بدت الروائح الكريهة بالشكل المنظم وكذلك بما تضمنه المخطط الحقير للسيطرة على حاضر مصر ومستقبلها فرأينا الأمريكيين (أو.بوما وكراولي وهيلاري) والفرنسيين والألمان والإيطاليين والإنجليز وغيرهم ممن يتربصون دائماً لبلادنا يخططون أن يوقعوا بنا في شباك الهلاك، وقد صرحوا بوجوب تنحي مبارك فوراً والانتقال السلس للسلطة في مصر. ووجدنا تلك المنظمات الوهمية التي تدعي حقوق الإنسان وغيرها يطالبون بالتدخل في شئون بلادنا بحجة انتهاك حقوق الإنسان، فهل هم يطبقون هذه القوانين عليهم؟ لا، بل يطبقونها لهم فقط. ألم يذكروا ما فعلوا بالعراق وغيرها؟ فبأي حق تتدخل تلك الدول والمنظمات في تحديد مصير بلادنا؟ هل هو بحق مؤازرة أبنائنا المتظاهرين؟ لنا الله.. وحسبنا الله ونعم الوكيل. أيها المتظاهرين أيها المنددون بنظام مبارك والمطالبون برحيله، لقد رحل مبارك بالفعل عندما أعلن عدم ترشحه لفترة أخرى وعندما أعلن عدم ترشح ابنه لرئاسة الجمهورية (علماً بأن جمال مبارك مصري بالغ عاقل ليس هناك من القوانين الشرعية أو الوضعية ما يمنعه من الترشح لرئاسة الجمهورية إذا ما تحققت العدالة الكاملة وتم تعديل الدستور بالشكل الذي ينبغي أن يكون عليه) وما يحدث الآن نتيجة الثورة الشعبية هو بالفعل انتقال للسلطة وتعديلاً للدستور، فلماذا أنتم مصرون إذاً على رحيل مبارك؟ ويزداد تمسككم بهذا المطلب عندما وجدتم التدخلات الخارجية... فهذا ليس من شيم الكرام أن يذل عزيز قوم ذل، وليس الانتقام وتصفية الحسابات من أخلاق العرب كما أنه ليس من البر والإسلام أن تتحالف مع عدوك للقضاء على أخيك وتجعله يموت بيد عدوك (حيث أن هذا ما اتهمتم به نظام مبارك فكيف لكم اليوم أن تستحلوا لأنفسكم ما حرمتموه على غيركم). فلسنا إذاً بكرام ولا عرب ولا مسلمين إذا ما تمسكنا بهذا الموقف المخزي. نتائج وخيمة سيترتب على هذا الإصرار الممقوت من قوى المعارضة المختلفة (إخوان مسلمين وأنصار أيمن نور والبرادعي والسيد البدوي وحمدين الصباحي وعمرو خالد وفئات مندسة ليس لها هوية معلومة حتى الآن وغيرهم) إلى إراقة دماء أبرياء في موقف لا يستدعي إراقة زجاجة 7up، وسوف يحاسبكم الله عن هذا فلا تتاجروا بالدين وتشتروا به ثمناً قليلاً وتدعون الشهادة، وسوف يسألكم أحفادكم أنكم قد ضيعتمونا لأنه سوف يتسرب هذا النصر الذي بين أيديكم إلى سراب وسوف يُسرق هذا الطفل الجميل الذي أنجبته ثورتكم بواسطة القوة العظمى التي سوف تفرض سيطرتها الفكرية وتدير شئون البلاد باسم حقوق الإنسان وغيرها من المسميات التي اخترعوها من أجلنا. مصر غالية يا شباب يا من تدَّعون حب مصر والولاء لها عليكم المحافظة عليها واجنحوا للسلم وتابعوا تحقيق مطالبكم رويداً رويدا، أنتم يا شباب مصر وقد أثبتم للحكام وللعالم أجمع أنكم تستطيعون التواصل بدون وسيلة وأنكم تصمدون حين تريدون وأثبتم أن القرار بأيديكم... أناشدكم الآن بأن تثبوا للعالم بأسره أنكم قادرون على احتواء أزمتكم وأزمة بلادكم. وأنكم قادرون على إدارة الموقف بعقولكم الحكيمة لا بعقول غيركم، حمى الله مصرنا من كل سوء وهدى شبابها إلى ما فيه خيرٌ لهم ولها. |