السلام عليكم ...
في هذه الرسالة سنذكر معنى مصطلح .. رجال , ومعانيه .
وردت كلمة ( رجال) في كثير من الآيات في المصحف الكريم . فهل كانت كلها بالمعنى
الذي تعلمناه ! ودرجنا عليه ! وهو.. بمعنى أن الرجل هوً : الرجل عكس المرأة . وهوً
أيضاً الذكر خِلاف الأنثى ؟! أم هناك معانٍ أخرى ؟
في رسالة سابقة كتبنا عن معنى كلمة ( نساء ) وأتضح لنا ..من قواميس اللغة العربية أن
لها معنى آخر . لذا عدنا للكتابة عن معنى كلمة ( رجال) لعلنا نزيل بعض التساءل فيما
وردت كلمة (رجال ) في المصحف الكريم .
لِنأخذ الآيات التالية ,حيث وردت فيها كلمة رجال :
1- (*من المؤمنين رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم مَن قضى نحبَهُ ومنهم مَن ينتظر
وما بدَلوا تبديلاً *) الأحزاب 23 .
2- (*في بيوتٍ أذِنَ الله أن تُرفع ويُذكر فيها آسمهُ يُسبح له فيها بالغدوٍ والأصال *)(*رجالٌ
لا تُلهيهم تجارةٌ ولا بيعٌ عن ذِكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاةِ يخافون يوماً تتقلب فيه
القلوب والأبصار *) النور 36 ,37 .
3- ( *وأذٍن في الناس بالحج يأتوك رِجالاً وعلى كُلِ ضامرٍ يأتين من كل فجٍٍ عميق *)
الحج 27 .
4- (* .. فإن خفتم فرِجالاً أو ركباناً .. *) الحج 27 .
5- (* لمسجدٍ أُسِسً على التقوى مِن أول يوم أحق أن تقوم فيه فيه رجالٌ يحبون أن
يتطهروا .... *) التوبة 108 .
6- (* وأنه كان رجالٌ من الإنس يعوذون برجالٍ من الجنِ فزادوهم رَهقاً *) الجن 6 .
7- (* ونادى أصحاب الأعراف رِجالاً يعرفونهم بسيماهم قالوا ما أغنى عنكم جمعكم وما
كنتم تستكبرون *) الأعراف 48 .
نعود إلى قواميس اللغة العربية .. ونبحث عن معنى كلمة رجل . فنجد لها شروحات طويلة
نأخذ منها المختصر . وهوً :
1 . رجل : جمعها .. رجال ورَجْله وأراجل ورجالات .
مِن البشر : 1- الذكر البالغ . 2- كامل الرجولة . 3- راجل . (المعجم الرائد ) .
2 . رَجُلْ : مَن يمشي على رجليه بغض النظر عن جنسه .وجمعها رجال .
3 . راجل : جمعها رجل ورِجاله ورجال ورجلان ورجالي . وهوً :
مَن يمشي على رجليه ولا يركب دابة .
مِن الناس : كثير المشي .
4 . الرّاجل خِلاف الفارس . الجمع رجال ورَجلة .أي يمشي على رجليه غير راكب دابة .
5 . رِجل : ما بين أصل الفخذ إلى القدم . جمعها أرجل .
نُلاحظ أن كلمة ( رجال) التي وردت في الآيات أعلاه ..تتحدث عن إنسان بالغ كامل قادر.
وكيف يكون الإنسان كذلك ..إلا وقد إستقام على أرجله وقدميه ومَلَك زِمام أمره , لقوله
تعالى في سورة الإنفطار : (* يا أيها الإنسان ما غَرًكَ بربك الكريم * الذي خلقك الذي
فسوًاك فعَدَلك * في أي صورة ما شاء رَكًبَكَ * ) 6 7 8 .
و كلمة (عدَلَك ) في الآية تأتي بعد (سوًاك ) أي بعد خلق الإنسان تمً تسويته بأنتصابه
واعتداله على قدميه . فاعتدال الإنسان على قدميه وتحرير اليدين أعطت الإنسان بعداً
إنسانيا إضافياً وذلك.. مِن أجل العمل الواعي.فإذا نظرنا الى اليدين في الإنسان رأيناهما من
أول وأروع آلات العمل والتي إ بتعدت به عن المملكة الحيوانية .
فمن هوً هذا الإنسان الذي كَرَمًهُ الله تعالى بالأنسنة وخلافة أمره على الأرض ؟ هوً الإنسان
المخلوق .. من ذكر وأنثى . بأستقامتهما على الأرجل وتحرير اليدين ..من أجل العمل جنب
إلى جنب , ولكلٍ منهما ما له وما عليه . فهما رَجُل من حيث الوصف بالقدرة .
نعود إلى الآيات أعلاه :
-الآية رقم 1 : تتحدث عن مَن دافع واستشهد من أجل الإسلام . وكلنا يعرف أن أول شهيد
في الإسلام هو ..إمرأة . وهيً سمية أم عمار. فهيً من ضمن ( رجال صدقوا ما عاهدوا الله
عليه ) وهيً من ضمن (.. مَن قضى نحبه ) . بالإضافة إلى النساء اللواتي هاجرن إلى
الحبشة وإلى يثرب ووقفن مع الرجال صفاً واحداً .. وتليها الآف من النساء الذين ..قاتلوا
وشاركوا في الجهاد ومعاهدة الله تعالى على الثبات..ولا يزالون ليومنا هذا . فأين هم في
الآية ؟ ! الجواب هم رجال قادرين على المشاركة في هذه المسؤولية .
-الآية 2 : تتحدث عن صفات المؤمن العامل في التجارة والبيع (في ذلك الزمن لم يكن
تنوع العمل كما اليوم .. ) فهل كانت المساجد حصراً للرجال من الذكور , وهل كانت
التجارة والبيع حصراً للذكور من الرجال أيضاً . فكلنا يعلم أن الأمر غير ذلك . فالآية
إذاً تخاطب الرجال من الذكور والإناث , القادرين على العبادة والعمل .
- الآية 3 : تتحدث عن الحج , ومَن يلبيه من الناس كافة الذكر والأنثى , مُشاةً أم ممتطين
المطايا . رجالاً بمعنى مشاة على أرجلهم .
- الآية 4 : بنفس معنى الآية 3 .
- الآية 5 : بنفس معنى الآية 2 .
- الآية 6 : وتتحدث عن رجال الجن ورجال الأنس . ولكن .. نسأل ما حكم الإناث من
الأنس الذين يستعينون بالجن لممارسة السحر والشعوذة , أم أنه مقصور على الرجال من
الذكور , وأمامنا الآية (* .. ومن شر النفاثات في العقد *) الفلق 4 .
وهل تُعفى الأنثى من الأنس والجن من وِبال عملهم ,أم أنهم لا يمارسون هذا العمل أصلاً
..لكون الآية إقتصرت على كلمة رجال بمعنى الذكر من الرجال !.
المعنى يكون أوضح إذا فهمنا أن الرجال هم من الذكر والأنثى البالغ المسؤول عن عمله
من الأنس والجن .
- الآية 7 : تتحدث عن أصحاب الأعراف ..ومناداتهم لرجال في النار دخلوها بسبب
أعمالهم مِن جمع المال والإستكبار في الأرض . فهل النساء ..بمنأى عن هذه التهمة المُهلِكة
..التي تدفع بصاحبها الى النار! .. وأمامنا الآية (* كلُ امرءٍ بما كسب رهين *) والمرء هو
الذكر والأنثى.. كلاهما . إذاً يكون معنى رجال في هذه الآية ..هم الذكور والإناث ..من
الجن والأنس , وفي هذه الحالة يكون الخبر صادقاً .
أما بمعنى أن الرجال أزواجاً للنساء , فقد جاءت في الآيات التالية :
- (* الرجال قوامون على النساء *) النساء 34 .
- (* للرجال نصيبٌ مما اكتسبوا وللنساء نصيبٌ مما اكتسبن *) النساء 32 .
- (*يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين فإن كُنً نساء فوق اثنتين *) النساء11
- (* وبثّ منهما رجالاً كثيراً ونساء *) النساء 1 .
- (* إنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء *) الأعراف81 .
- (* أئنكم لتأتون الرجال شهوةً من دون النساء *) النمل 55 . وغيرها
ففهم الآيات يكون على نحو يقتضيه العقل والموضوع والمطابقة مع صدق الخبر .
وقد أشتهر القول عن الرجل والرجولة بالمدح ..كما قال ابو العتاهية :
" وكم من رجال في العيون وما هُم بالعقل إن كشفتهم بِرِجال .
أليس هذا مما يدعونا للفصل بين دلالة لفظ رجل ..بمعنى الجنس أو الحال ؟؟!!.
وقد تعارف الناس على إطلاق تلك الأوصاف على الرجال عُرفاً , وليس إقراراً منهم
بصحة ذلك لغةً .. وذلك يحتاج لتوضيح ؟! .
الموضوع منقول بتصرف .
شكراً لكم