تحت خيمة السيرك السياسي (الحلقة 28)

8 views
Skip to first unread message

kadhim finjan

unread,
Feb 14, 2015, 6:55:54 AM2/14/15
to
 
فضفضات شروية تحت خيمة السيرك السياسي
(الحلقة 28)
 
ظاهرة تغافلت عنها الحكومة فخرجت عن سيطرتها


كاظم فنجان الحمامي
 
دعونا نتفحص الثمار الفاسدة لهذه النبتة السيئة المتمثلة بظاهرة التسلح العشائري، من دون النظر إلى بذورها وجذورها ومغذياتها، فنبدأ بتشخيص نتائجها المفزعة، وتلخيص تداعياتها الاجتماعية المقلقة.
لقد تصاعدت في الجنوب وتيرة الخوف والهلع من تفاقم هذه الظاهرة خشية تنامي قوة القبائل إلى الحد الذي قد تخرج فيه الأمور عن السيطرة، والتي ربما خرجت بالفعل عن السيطرة، فالمعارك المتفجرة من حين لآخر بين قبائل الجنوب، وما رافقها من مواجهات قتالية بالأسلحة الثقيلة والخفيفة، توحي بتردي الأوضاع وتدهورها.
من الواضح جداً أن الحكومات العراقية المتعاقبة هي التي أسهمت في تنامي قوة العشائر المارقة، وهي التي نفخت فيها حتى تمددت بالطول والعرض، فتحولت إلى قوة ضاربة لا يستهان بها.
لقد تباينت الأساليب والحالات التي اشتركت فيها تلك الحكومات في تعبئة العشائر وتسليحها على مراحل متوالية. تعددت فيها العوامل الظرفية، وتوحدت فيها النتائج المزرية، التي عززت من قيم التسليح، حتى توسعت رقعته وتعمقت أهدافه.
لم تعد الصراعات العشائرية مقتصرة على عمليات القتل والنهب والترحيل القسري، ولم تعد محددة بانفعالات الثأر والانتقام، فقد قفزت فوق تلك الممارسات التقليدية، وتجاوزتها إلى خطف الرهائن ومساومة ذويهم على دفع الفدية بالعملة الصعب، وتخصصت بعض القبائل بقطع طرق المواصلات، والاستيلاء على المركبات ونهب محتوياتها أو مصادرتها، ولسنا مغالين إذا قلنا أن بعض القبائل أقدمت أكثر من مرة على فرض حظر التجوال في المناطق الخاضعة لسيطرتها، ووصل بها التمادي إلى إقامة نقاط التفتيش ومسائلة المارة بحثاً عن خصومهم من أبناء العشائر الأخرى.
صار من المألوف سماع دوي المدافع الرشاشة وهي تقطع سكون الليل في المآتم والأعراس، وفي الغارات الداخلية المباغتة التي يسمونها (الدﮔـات) ومفردها (دﮔـة)، وما أكثر (الدﮔـات) التي أحرقت بلهيبها الريف والمدينة، بيد أن الباعث على الحزن أن الجهات الرسمية المعنية بفرض القانون صارت تتغاضى عن الخروقات السافرة، وتتجاهل الانتهاكات العشائرية المتكررة. خوفاً من تورطها بالدخول في مواجهات مباشرة مع التجمعات المعروفة بكثرتها وقسوتها وشراستها وبطشها واستهتارها.
الطامة الكبرى أن المواطنين البسطاء الذين لا ينتمون إلى تلك التنظيمات العشائرية وجدوا أنفسهم يعيشون خارج الغطاء الحكومي، الذي يفترض أن يضمن لهم الحماية والرعاية، ويحفظ حقوقهم المدنية، فتعمق شعورهم بالغربة عندما اكتشفوا أن مرشحي الكيانات السياسية صاروا هم الذين يتوددون للعشائر المستفحلة، وهم الذين يسعون لنيل رضاها، وبخاصة في مواسم الانتخابات من أجل تحقيق بعض المكاسب السياسية، فبدت التطلعات القبلية واضحة في تلك الفعاليات، ولاسيما بعدما توسعت طموحاتها نحو نيل التمثيل الكبير في السلطة لتقوية نفوذها. الأمر الذي أدى إلى رسم أكثر من علامة استفهام حول مدى جدية الحكومة في السيطرة على القبائل المنفلتة المشاكسة، وعما إذا خرجت تلك القبائل عن سيطرتها من عدمه، وبالتالي أصبحت الدولة تخشى تلك القبائل وتحسب لها ألف حساب. لذا كان من الطبيعي أن يقف عامة الناس وقفة رجل واحد مع الحملات، التي تبناها محافظ البصرة لنزع أسلحة القبائل الكبيرة المتحصنة في المناطق النائية.
لا ريب أن المواطن الجنوبي يتطلع بفارغ الصبر نحو قيام الحكومة بواجباتها وتوليها مسؤوليتها، وتمسكها بالحزم والحسم في التصدي لظاهرة التسليح العشائري، التي باتت تستفز الناس، وتهدد أمنهم واستقرارهم، فجنوب العراق في أمس الحاجة اليوم إلى حكومة قوية عادلة صارمة. قادرة على فرض هيبتها وقوتها. سيما أن تفاقم دور العشائر وتصاعد مخاطرها يأتي على حساب انحسار دور الدولة، ويؤشر لخلل خطير، يدلل على ضعفها وانهيار مؤسساتها.
والله يستر من الجايات
28.docx
Reply all
Reply to author
Forward
0 new messages