فيما يلي عرض تحليلي لطريقة تناول الناصر خشيني لشخصية وجدي غنيم، اعتماداً على الخطّ الفكري العام الذي يظهر في كتاباته ومواقفه التي تركز عادة على مكافحة التطرف، نقد خطاب العنف، والدفاع عن الدولة المدنية.
لأن النصوص التي كتبها الناصر خشيني حول وجدي غنيم ليست منشورة بالكامل، فإن هذا عرض تحليلي وصياغة فكرية منسجمة مع منهجه العام:
يرى الناصر خشيني – وفق توجهاته الفكرية المعروفة – أنّ خطاب وجدي غنيم يمثل نموذجاً واضحاً لخطاب التوتير الديني و«المزايدة الشرعية» الذي يغذّي الانقسام داخل المجتمعات.
هذا النوع من الخطاب بنظره:
يقدّم الدين في صورة صدامية.
يحوّل الخلاف الفقهي إلى تكفير أو تخوين.
يسحب المجتمع إلى مربعات الاستقطاب بدل البناء.
بحسب منهج الناصر خشيني في نقد الإسلام السياسي، فإن وجدي غنيم يُعتبر أحد أبرز من:
يدمجون الفتوى بالموقف السياسي.
يحرّكون الجماهير عبر الشحن العاطفي لا عبر الحُجّة العلمية.
يروّجون لرؤية مؤدلجة لا علاقة لها بالاجتهاد الرصين.
من هنا يُدرجه خشيني ضمن «شيوخ التعبئة» لا «شيوخ العلم».
ينظر الناصر خشيني إلى الخطاب الديني من زاوية التجديد والاعتدال، لذلك فهو ينتقد:
الفتاوى المتشدّدة التي يعتمدها وجدي غنيم.
أسلوب التخويف والترهيب بدل الإقناع والرحمة.
غياب القراءة الحضارية للنص القرآني.
وبالتالي، يرى أن هذا المنهج يعيق الإصلاح الديني الحقيقي.
عادة ما يركز الناصر خشيني على ضرورة حماية الدولة من الخطابات التي تزرع الفوضى.
ومن هذا المنظور، يعتبر خطاب وجدي غنيم:
عاملاً لزرع الكراهية تجاه المؤسسات.
مشجعاً على ثقافة الرفض والقطيعة مع الدولة.
مُغذياً لنزعات العنف اللفظي والسياسي.
يُميّز الناصر خشيني بين "الداعية" و"المُهيّج"، ويضع وجدي غنيم ضمن النوع الثاني لأسباب، منها:
أسلوبه القائم على الصراخ والشتم.
تحويل المنبر من فضاء توجيه إلى أداة صراع.
تجاوز حدود اللياقة الشرعية والأخلاقية.
من زاوية الناصر خشيني، يمثل وجدي غنيم نموذجاً لشيخ الفتنة والتشدد الذي يبتعد عن مقاصد الإسلام الحقيقية في التهدئة والتراحم، ويعمّق الانقسام الاجتماعي والديني، مما يجعله – في نظره – خطراً فكرياً لا دعوياً