النزعة الإستهلاكية وأثارها السلبية

3 views
Skip to first unread message

Biskra

unread,
Mar 7, 2011, 5:19:27 AM3/7/11
to Gestion-Biskra
تعني النزعة الإستهلاكية ميل الأفراد والمجتمعات للحصول على أكبر قدر من
السلع والخدمات دون أن تكون هناك حاجة فعلية لها . وقد تزايدت تلك النزعة
في السنوات الأخيرة بسبب العولمة وبسبب زيادة المعروض من الخدمات
والسلع ، ولا يهتم الشخص المصاب بالنزعة الإستهلاكية كثيراً بحاجته
للسلعة ولا بمدى جودتها ولا للأثار السلبية على البيئة التي قد تتركها ،
ويعمل على زيادة الرغبة الإستهلاكية لدى الجمهور الشركات الراغبة في
الأرباح فتشعل الرغبة الإستهلاكية لدى الناس لتحقق أرباحاً ضخمة.
يعود تاريخ النزعة الإستهلاكية إلى الماضي حينما كان يسعى النبلاء وصفوة
المجتمع إلى الحصول على المزيد من السلع للتباهي لا للإستخدام فحسب ،
ولكنها زادت في القرن الثامن عشر حينما بدأ أصحاب المتاجر في الغرب في
إبتكار وسائل كثيرة لجذب الزبائن كان منها قيام بعض الباعة بإرتداء ملابس
سيدة أرستقراطية لجذب الإنتباه لشراء السلع ، كما بدأوا في إستخدام وسائل
أخرى مثل التحفيضات والعروض.
لاقت النزعة الإستهلاكية إقبالاً كبيراً من الناس في مختلف الطبقات وربما
يعود الأمر إلى الطبيعة الإنسانية التي تبتهج بالسلع الجديدة ومن أهم
السلع التي تثير النزعة الإستهلاكية لدى الجمهور أدوات الزينة والساعات
والعطور والملابس وفي بداية التسعينات ومع إزدياد التقدم العلمي
والتكنولوجيا أصبحت الحواسيب والموبايلات من السلع التي يتهافت عليها
المستخدمون مما أثر كثيراً على ثقافة المجتمعات وجعل العالم في سباق
محموم على شراء السلع الأكثر حداثة ذات الإمكانيات الأكبر بغض النظر عن
مدى إحتياجه لتلك الإمكانيات.
لقد كان الهدف في البداية هو جذب الأثرياء لشراء بعض السلع الغالية ولكن
المنتجين رأوا أنه من الممكن أن تقوم الفئات الأقل ثراءا بشراء هذه السلع
للمباهاة أو للصعود إلى طبقة إجتماعية ومادية أعلى وذلك لأن المستهلكين
العاديين يميلون لتقليد هؤلاء الذين يفوقونهم في السلم الإجتماعي ويرى
الكثيرون منهم أن شراء شيء غالي الثمن من شأنه أن يساعده على تحسين وضعه
الإجتماعي ، كما أن المضاهاة تلعب دوراً كبيراً في إشتعال النزعة
الإستهلاكية فالفقراء يريدون شراء السلع التي يشتريها الأثرياء والأثرياء
لديهم رغبة في شراء سلع المشاهير ورموز المجتمع لذلك تجد الشركات تستخدم
نجوم المجتمع في الدعاية لمنتجاتها لتلعب على هذا الوتر وتثير الرغبة
الإستهلاكية لدى الأشخاص العاديين.
لقد أُثارت النزعة الإستهلاكية ضيق الكثير من المفكرين الإقتصاديين منهم
ثورثتني فيلبين وهو عالم إقتصاد أمريكي هاجم تلك النزعة ووصفها بمصطلح
(الإستهلاك المنافي للذوق) وذلك لأنها لا تنسجم مع الأصول السوية
للإستهلاك وتسبب مشاكل فردية تتمثل في العبء المادي والنفسي فالإستجابة
لشراء السلع التي لا نكون بحاجة إليها تؤثر كثيراً على قدراتنا المادية
وتجعلنا غير قادرين على شراء السلع التي نحتاجها بالفعل أما بالنسبة
للدول فالنزعة الإستهلاكية تؤثر على إقتصادها وتنهكه ،ولعل هذا هو سر
دعوة الرئيس أوباما للشعب الأمريكي بالحد من الإستهلاك حتى لا يؤثر هذا
على الوضع الإقتصادي للولايات المتحدة الأمريكية.

Reply all
Reply to author
Forward
0 new messages