لقد كشفت سنوات من البحث والدراسة أن مقابلات العمل التي لا يتم الإعداد
لها منهجيا، أي تلك المقابلات التي تسير وكأنها حديث حر، لا تفيد في
التعرف على أنسب مرشح للمنصب المطلوب، بحيث إذا تقدم المرشح لاختبار ذكاء
ثم تمت مقابلته، جاءت المقابلة بنتائج أقل فائدة.
أما السؤال عن سيئات المرشح فيبدو سخيفا، لأنه من الواضح أن لا أحد يبوح
بمساوئه، لتبدأ العلاقة بين رب العمل والموظف المحتمل باضطرار المرشح إلى
الكذب، وهي على أية حال طريقة غريبة لاختبار رد فعل المرشح في ظروف
ضاغطة.
على أن هناك طرقا لتحسين الأداء خلال مقابلة العمل، حتى أمام الأسئلة
السخيفة. وقد عثر على إحدى هذه الطرق في تجربة تم إجراؤها في جامعة
كارنيغي ميلون، حيث اختير شخصان ووضع كل منهما في غرفة، ثم كلف أحدهما
بكتابة بعض الأسئلة على ورقة وتمريرها إلى الشخص الثاني، ليجيب عليها
بنعم أو لا. وفي نهاية التجربة طلب من واضع الأسئلة القول ما إذا كان
سيوظف الشخص الذي رد على أسئلته. ولكن في بعض مجموعات الاختبار وجه
المجيب بإعطاء أفضل رد يمكنه اختياره، في حين وجه المجيبون في المجموعات
الأخرى بالرد بأحسن ما لديهم في النصف الأول من التجربة، ثم الانتقال إلى
الرد عشوائيا في النصف الثاني منها، بحيث كان عليه الرد ب"نعم" على
الأسئلة التي تبدأ بحرف من مجموعة ألف حتى صاد، والرد ب"لا" على باقي
الأسئلة. وكانت النتيجة أن المجيبين عشوائيا جاءت نسبة نجاحهم في الحصول
على وظيفة أعلى من الآخرين.