السلام عليكم,
هذا مقالٌ وقفَ كاتبُه على أحدِ مشاهدِ القتلِ في حمصَ فلمْ يتحملْها
ظنَ نفسَهُ رجلاً جلداً, فلما رَأها خانتْهُ عيناه و سبقته العَبَرَة
بكى كالاطفالِ قهراً وذلاً و ألماً و انكساراً ولم يستطع صبرا
سامحيني يا اختاه فانا مِثْلُكِ لستُ رجلاً بل انا اقلُ مِنْ اُنْثَى
مالي الا عويلي, لا عليك بل على حالي ياليتهم بدلاً مِنْكِ صلبوني على الشجرة
مشهدٌ صــوّرَهُ كاتبُه ليقولَ للسوريين المتخلفين عن ركاب الثورة
أنتم لستم احياءً و لا حتى اموات
أنتم جُدُرٌ صُمٌ لا تعرف الاحساس
انتم دجاجٌ لا بشر, خرافٌ لا تعرف سوى النِكاحَ و الشُربَ والعلف
مومساتٌ في العلن لم يسمعن أو يعرفن يوماً معنى الشرف
أنصاف رجال بلا فعال وذكور تزينها شوارب أليق بالجرذان
قَبِلْتُم بالذلِ فزادَكُمْ ذُلاً, و سكتم عن الضيم فعلاكم قهراً فبعداً لكم بعداً و سحقاً!
لماذا شنقتم الفتاة يا أيها المجرمون؟
مجاهد مأمون ديرانية
نعم، شاهدتُها؛ كانت معلّقة من عنقها بحبل تدلى من السقف، وقد مال رأسها على العنق المكسور ورُبطت اليدان من أمام وتهدّل الجسد الصغير، أمّا الوجه… لن أنسى وجهها ما حييت!
بنت كم كانت؟ لعلها بنت ثلاثَ عشرةَ أو أربعَ عشرةَ على الأكثر. ماذا جَنَتْ بنتٌ لم تتمّ الرابعة عشرة حتى تُشنَق؟ أي جريمة ارتكبت وبأيّ ذنب قُتلت؟ مَن القاضي ومن الجلاد، ومن كان الشهود؟
وأين أمها وأين أبوها، وأين أختها وأين أخوها؟ أكانوا هم الذين صوّرتموهم في الفلم الآخر مبعثَرين على الأرض، وقد اخترق الرصاص رؤوسَهم والصدور؟ أهذا هو ما صنعتموه في كل بيت، أو بقايا بيت، دخلتموه في حي بابا عمرو المنكوب؟
لقد سمعتك يا أيها المجرم وسمعت صوت صاحبك يستعجلك، وأنت تماطل وتقول: أريد أن أصوّرها أولاً. ثم لم يكفِك أن صورتها معلّقة من رقبتها حتى رحت تدور حولها لتُرِيَنا شكلها من جنب ومن خلف كما أريتنا شكلها من أمام.
لا أعلم كم رآها من قرّاء هذه المقالة، لن يراها الباقون لأن إدارة اليوتيوب حذفت المقطع بسبب “الإفزاع وإثارة الاشمئزاز”. لا أدري أَخَيْراً فعلت أم كان ينبغي أن تتركه ليراه كل واحد على سطح الكوكب، فيعرف مبلغ إجرام هذا النظام، ويعرف كيف عاش شعب سوريا في سجنه الكبير أربعين عاماً، كل يوم من أيامها طوله ألفٌ من الأعوام من شدّة ما عانى وقاسى من الأهوال والآلام.
* * *
لماذا شنقتم الفتاة يا أيها المجرمون؟ لماذا صورتموها، ولماذا نشرتم صورها؟ هل أردتم أن تُغضبونا؟ فإنّا قد غضبنا، وإنّ غَضَبنا نارٌ هائلة هائجة ستحرقكم وتحرق قلوب آبائكم وأمهاتكم، لو كانت لمن يَخرج أمثالُكم من أصلابهم وأرحامهم قلوب!
وتريدون منا بعد ذلك أن ننسى وأن نسامح؟ نقسم بالله العظيم أنه لا عفوَ ولا غفران، وأنّ مَن قَتل قُتل، وأن القاتل قد اختار كيف يُقتل من يوم اختار كيف يَقتل؛ فمن شَنق شُنق، ومن خَنق خُنق، ومن حَرق حُرق، سُنّةً وقانوناً أنزله الله من السماء فلا يَحول ولا يزول ولو اجتمع عليه أهل الأرض: {وإنْ عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به}، {النّفس بالنفس والعين بالعين والأنف الأنف والأذُن بالأذن والسنّ بالسنّ والجروح قصاص}.
ألا لا يدعونا إلى التسامح بعد اليوم إلا خائن. انتظروا يوم القصاص يا أيها المجرمون.
فيديوهات:
- طفلة من الصومال, أقصد من سوريا!
http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=JC2bETjM5Ms
- أكبر متظاهر سوري يهتف للشباب السوري الثائر, يافتية الشام للعلياء ثورتكم, و مايضيع مع العلياء مجهود ...
http://www.youtube.com/watch?v=pouxE5JKCZY
- أكبر متظاهر سوري بعد استشهاده, بائع البقدونس الشهيد الحاج أبوصبحي الدرة
http://www.youtube.com/watch?v=gCmdV8hE_xg&feature=youtube_gdata
- من سبق و أن رأى بسطارا عسكريا يحطّم رأسا بشريا؟
http://www.youtube.com/watch?v=3Mt_TOUFddw&feature=uploademail