إخلاص النية في العمل هو أن يتناسى الإنسان كل ما سوى الله ، وأن لا يكون
الحامل له على هذه العبادة إلا امتثال أمر الله عز وجل وإرادة ثوابه
وابتغاء وجهه عز وجل ، وأن يتناسى كل شيء يتعلق بالدنيا في هذه العبادة ،
فلا يهتم بالناس أرأوه أم لم يروه ، أسمعوه أم لم يسمعوه ، ولا يبالي بهم
أثنوا عليه أم قدحوا فيه ، وكذلك أيضا من أسباب الإخلاص أن يكون الإنسان
حين قيامه بالعبادة مستحضرا لأمر الله عز وجل بها ، ومستحضرا لإتباع الرسول
صلى الله عليه وسلم فيها ، مثال ذلك : رجل قام يتوضأ للصلاة ، فهنا نقول
أولا استحضر أنك إنما توضأت امتثالا لأمر الله عز وجل ، كأنك الآن تقرأ قول
الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم
وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين ) وكأنك لوضوئك
تقول سمعا وطاعة ، تجد في هذا حلاوة ولذة وحبا للطهارة ؛ لأن الله أمرك بها
، ثم استحضر أنك في هذا العمل متبع لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، كأنما
رسول الله صلى الله عليه وسلم أمامك وأنت تتبعه في هذا الوضوء ، وبهذا
يتحقق لك الثواب والأجر للإخلاص والمتابعة وبذلك تحقق شهادة أن لا إله إلا
الله وأن محمدا رسول الله .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين