عند حديثنا عن الطينة نذكر قول الله سبحانه وتعالى: (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ) السجدة: 7
فالطينة: هي نوع من أنواع التربة المترسبة حول حواف البحار والأنهار ومجرى
السيول، وتعرف من مصادرها الطبيعية وهي: طينة البحر، والطينة الزراعية،
وطينة الأنهار.
والطينة الفخارية تمتاز بنعومة ملمسها وقوة تماسكها والتصاقها وسهولة
التشكيل بها بعد عجنها بالماء وتنقيتها من الشوائب، ولو عُرِّضت لدرجات
حرارة عالية لساعدت على تصلبها.
وهناك خامة بديلة للطينة الخزفية متوفرة بالمكتبات تحت اسم «البلاستيسين»
وهو نوع من الصلصال المصنَّع من اللدائن سهل التشكيل بطئ الجفاف لخلوه من
الماء ولا يدخل أفران الحريق، وألوانه متعددة مثل: الأحمر، الأزرق،
الرمادي، الأبيض، البني… ، ويتوفر وجودها في المكتبات ومصانع الفخار والخزف
التي تنتج الأواني الفخارية بعد تشكيلها وحرقها داخل أفران خاصة.
الوان البلاستيسين
ولتشكيل قطعة خزفية بالطين هناك عدة طرق يمكن استخدامها:
تتنوع طرق التشكيل الخزفي تبعاً للأعمال المنفذة، وتعد طريقة الشرائح من أنسب الطرق في بناء الأشكال الخزفية المسطحة.
الشريحة: هي عبارة عن قطعة مسطحة من الطين اللدن (اللدن: المرن المتماسك
الذي لم يجف)، يمكن تطويعها لتكون ذات شكل مبسط أو مجرد محدد الخطوط
والأبعاد، أو ذات شكل حر تكون قابلة لإحداث تأثيرات وملامس سطحية مختلفة
عليها بعناصر متنوعة، ويمكن إجراء هذه الخطوة عملياً بابتكارك لشكل مغاير.
تأثيرات وملامس سطحية
ولو أمعنت النظر في هذين الشكلين
ستلاحظ أنها تكونت من شرائح الطين التي ظهرت على أسطحها تأثيرات ملمسية ذات
شكل جذاب وذلك باستعمال أسطح خشنة، أو أسطح تتكون من أجزاء غائرة وبارزة،
مثل: الورق المقوى، أو الشوكة، أو بكرة خيط، أو نسيج خشن، كالجوت (خيش)، أو
اللوف، أو أسلاك معدنية، أو بلاستيكية أو الأقمشة (كالتل، الدانتيل،
الكلف)، وباستخدامك لإحدى هذه العناصر يمكنك إحداث أثر مشابه للعنصر
المختار على أسطح الطينة لملامس هذه السطوح.
لتنفيذ عمل فني خزفي باستخدام عناصر ذات ملامس متنوعة، يمكن اتباع هذه الخطوات:
تفرد الطينة بالمرقاق (فراد) على قطعة من الورق المضلع بالمساحة والسُمك المناسبين.
تقطع الشريحة حسب الشكل المرغوب
وتطوع للعمل الفني المراد تنفيذه مع مراعاة عدم طمس الملامس.
فكرة للتوظيف
بعض الأعمال الفنية النفعيَّة المنفذة بالطينة الخزفية:
أقبل الفنانون المسلمون والعرب خاصة على فن الخزف إقبالاً عظيماً، وذلك لأن
روح الإسلام السمحة لا تتمشى مع الترف واستخدام ما صُنع من الذهب والفضة،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وَلا تَشْرَبُوا في آنِيَةِ الذَّهَبِ
وَالْفِضَّةِ وَ لا تأْكُلُوا في صِحافِها) أخرجه البخاري ومسلم.
فأصبح الخزف بديلاً عنهما في تشكيل العديد من الأواني والأدوات المستخدمة في حياتهم.
وهناك العديد من طرق التشكيل التي استخدمت في تنفيذ الأواني الخزفية منها
طريقة التشكيل بالحبال الطينية. ولنجاح هذه الطريقة لابد أن تتصف هذه
الحبال الطينية بخصائص فنية هي:
- أن تكون الطينة لدنة، حتى لا تتشقق وليسهل برمها ولفها أثناء التشكيل.
- أن تكون الطينة متساوية السمك بقدر الإمكان في جميع أجزائها.
وهذا الشكل يمثل مجموعة من الحبال الطينية التي تم تشكيلها بطريقة زخرفية يمكنك استخدامها لعمل إناء خزفي زخرفي.