عندما كان نهار أحد الأيام ينحسر مؤذنا بقدوم ليل جديد ويظهر الهلال
معلنا بداية شهر جديد كان كائن ذو أهمية خاصة يلفظ أنفاسه الأخيرة.
ويسلم هذا الكائن روحه إلى بارئها وينطلق نداء خاص لكل أفراد هذا النوع
عبر كل المسارات التي سلكها هؤلاء على مدى السنين الطويلة الماضية.
ولأن للحدث أهمية خاصة يتقاطر هؤلاء نحو مصدر النداء ولكن تسع ليال تمر
وترتفع شمس اليوم التاسع قبل أن يجمع هؤلاء على أنه لم يبق أحد لم يأت،
ويؤذن هذا الإجماع بإعادة جسد المتوفى إلى الأرض التي يعتقد هؤلاء أنه
منها خلق، وإذ تخفي الأرض الجسد الميت في نفس الموقع حيث أسلم روحه يبدأ
المجموع بالابتعاد قليلا لأخذ قسط من الراحة.
وبانقضاء الليلة التالية تستجيب هذه الجموع لدعوة ثلاثة من أفرادهم
المميزين ويجتمعون مع بداية النهار بعيدا قليلا عن القبر ويتحرك هؤلاء
جميعا متجهين صوب الموقع الذي اتخذه المتوفى مكانا للتأمل بعيدا عن بقية
أفراد النوع.
كثيرون من هؤلاء ولدوا بعد أن اعتزل المتوفى الحياة العادية وبعض من لم
يشهد الاعتزال ليس موجودا لأنه مات، والبعض من هذا المجموع أتى إلى هنا
مرة أو مرات ليسلم على المتوفى أو بدافع الفضول، ولكن الجميع يعرفون
المتوفى كوالد لهم جميعا ولكنه هو نفسه ليس له والد، والجميع يذكر في هذه
اللحظات أن المتوفى اعتزل أبناءه بعد أن فشل في إيقاف الصراع على الشيء
الوحيد المحدود جدا والمطلوب بشدة من الجميع وهو الإناث من نفس النوع.
بدأ هذا الصراع حين كان أفراد النوع أقل من أصابع كلتا اليدين ومات أول
فرد من أفراد النوع على يد أخيه، ومنذ ذلك الحين كثيرون جدا سقطوا في نفس
الصراع، والفضل للثلاثة الذين يقودون هذه الجموع الآن في التخفيف من حدة
هذا الصراع ولكن شبح الصراع ما زال موجودا، وفي نفوس الكثيرين تكمن
مبررات الصراع ولكن وفاة أقدم أفراد النوع والرحلة إلى هنا وهذا الحشد
الهائل والتنوع الغريب في الحجوم والأطوال والأشكال وأشياء عجيبة يحملها
البعض أو يقومون بها أو يركبونها أو يقودونها جعلت مبررات الصراع الأزلي
تضمحل حتى تكاد تختفي مؤقتا بما يكفي للتحمس بشدة لفكرة القادة الثلاثة
الحكماء بإنشاء شكل مغلق ذي زوايا حيث كان الأب المتوفى يجلس متأملا كرمز
للعبادة والطواف حوله إقرارا من الجميع بعدم الخضوع أو الاستجابة إلا
لأولئك الذين ولدوا من نكاح صحيح ولم يقوموا هم ولا آباؤهم بأي عمل
يتنافى مع النكاح الصحيح كوسيلة وحيدة مشروعة للقاء بين الذكر والأنثى من
أفراد النوع.
قَسَم هذا الإجماع أفراد النوع إلى شطرين وميّز أحدهما عن الآخر ولكنه
كان مبررا في أذهان الجميع لأن الذين اعترضوا على قوانين الزواج كان في
نفوسهم دافع للاستهانة بهدر الدماء من أجل الحصول على الأنثى الأفضل و
الأجمل وأنجبوا أبناء أشد منهم اندفاعا وتحول الصراع على الإناث من
نزاعات شخصية تخوضها الكثير من الأنواع الأخرى خلال موسم التزاوج وقد
تنتهي ببعض الدماء إلى معارك تقوم بها مجموعات ثم أصبحت تتطلب تجهيزا
مسبقا وإعدادا للهجوم بالنسبة لهذا النوع الذي يستخدم الأدوات ويلبس
الثياب ويمشي منتصبا ولم يعد يكفي قتل رجل الأنثى بل حتى أبناءها الذكور،
ولا أحد يعلم عدد الذين سقطوا في هذا الصراع كما أن كثيرين من أفراد
النوع ما زالوا يستخدمون أصابعهم فقط للدلالة على العدد، ولكن الجميع
يعلم أن هؤلاء أكثر من ضحايا الأنواع الأخرى والحوادث العرضية وربما حتى
الموت الطبيعي.
بينما كان من تمسكوا بالأسلوب المشروع أكثر حكمة وحياءا ومع مرور الزمن
فقدت إناثهم الحد الأدنى من الجمال اللازم لدفع الآخرين للحرب، ولم يكن
إقرار المجموع بالاحتكام لهم وفقط يمثل أي مشكلة فهؤلاء لم يكن لديهم
دافع للتسلط من أجل النساء ولا شيء آخر يمكن الاختلاف عليه يدعو أياً من
البشر ((حتى هذه اللحظة)) للتسلط على أخيه أو القتل.
--
hamed suhli
http://sourceforge.net/projects/tarmeez
يلازمني شعور قوي ...بأنني لست خيلا برياً كما كان يحلو لي ان أتصور ,يوم كنت العب مع الاخرين لعبة ...اذا كان لك كان تختار حيواناً يشبهك فأي الحيوانات تختار؟؟
في تلك الفترة كنت مهووسة بفكرة وحدة الوجود ويد الخالق التي تترك توقيعا مشتركاً على كل الاحياء ...وكانت الصفات الحيوانية النفسية تدهشني بتقاربها من صفات البشر...وأخذت ألاحق صورأً لاشخاص اهتموا بهذا التقارب ولاحظوه على صعيد الشكل فوضعوا أمام صور البشر صور حيوانات تشبههم .
وكنت أظنني خيلا برياً
لكنني مؤخراً أشعر بثقل شديد على ظهري وفراغ في داخلي وبلادة ...وبدأت أتنبه انني كرهت السلاحف بشكل كبير مؤخراً...وقمت بالتشدد في التركيز على أهمية اخراج سلحفاة أخي الصغير من منزلنا !!
كرهتها لدرجة المقت ...كرهت دورانها الفارغ ضمن اطار الحديقة الضيق المرة تلو المرة تلو المرة ....واستسلامها المطلق للجوع و العطش او لنوعية طعام متكررة يقدمها لها شخص ما او لايقدمها ! كرهت اختباءها داخل صدفتها الذي لايحميها حقا من وجوه تتفرس بها او خطر مباشر يهددها ...وقدرة الاخرين الدائمة على اقتحام خصوصيتها ...خاصة وهي لاتملك القدرة على الاسراع بالاختباء ..
كرهت اختباءها الدائم وراء شيء ما أوتحت شيء ما ...ورعبنا الدائم من انها ماتت بصمت رهيب ...وبانعدام رغبة في الحياة ...وربما باتهام صامت لنا اننا كنا وراء موتها الكئيب بشكل او بآخر... ولعل اكثر ماكرهته بطؤها ...وقطعها في أيام مايقطعه غيرها في ساعات .
سلحفاة لا أمل لها ببرية خلقت لتعيش فيها ولاسلاحف اخرى تؤنس وحدتها ...ولانباتات وحفر ومخاطر بانتظارها...
هنالك فقط بلاط الحديقة المصمت تحت اقدامها المرة تلو المرة تلو المرة ...
وتنفست الصعداء وأنا أخرجها من الصندوق الكرتوني الذي مزقته باصرار واطلقتها في برية ما ..على طريق سفر ...
أتذكرها اليوم ...كما يتذكر شخص واقعه ...وأشعر كما في قصة كافكا انني سأستيقظ يوما لأجد صندوقا ما ملتصقا بظهري وانا ادور على بلاط فكر مصمت محدود الابعاد والمساحة يأكل حياتي ...وليس أمامي الا غباء الدوران في الحلقات المفرغة ...وانتظار فرصة يتصدق بها الواقع علي لأفعل شيئا ...
وفجأة أعي ان الزواحف منتشرة ...خاصة السلاحف !!! لكنني لا أفرح لاكتشافي هذا بل أكرهه ...أكثر بكثير مما كرهت السلحفاة .منذ مئات السنين اختفت تماما الرغبة الإنسانية بحفظ الأجساد أو المحنطات للأبد
وخلال المئة عام الأخيرة أصبح الفعل الإنساني في إعادة صياغة شكل اليابسة
والبحر محسوسا مقارنة بالفعل المناخي الطبيعي وهو يتصاعد باطراد لدرجة
بدأ بعضنا يسعى للمحافظة على بعض البيئات كما هي دون مساس
ألف عام مقبلة من التخريب الإنساني الذي يلغي كل شيء سابق
ثم خلل بسيط فتسرح في الكوكب مخلوقات عبث بها البشر
ثم بوم يبم بوم
ثم يظهر إنسان متوحش كان مختفيا في الغابة
ويأتي أسلافه بعد آلاف السنين من الوثنية والفرعونية والتتار فيقولوا
بالنظر إلى هذه المستحاثات وبقياس تغير التدفق المغناطيسي نستطيع القول
إن الأرض كان يسيطر عليها مخلوقات تشبه الحيتان تمشي على الأرض خمسين
مليون سنة ثم حدثت كارثة مغناطيسية أدت إلى فناء الحوت الطائر ممهدة
لتطور الإنسان أي "نحن" والذي سيطر على الأرض بعد عشرين مليون سنة من
فناء الحوت الفضائي
يذم القرآن المشركين أعداء الرسالة بأنهم عندما أعيتهم الحجة وصفوا القرآن بأنه
أســـاطـــيـــر الأولين
أي أنه كان هناك خربشات للأولين ومن قرأها أصيب بلوثة
ونحن رأينا هياكل عظمية وقسنا على مدى عدة عقود تناقص تفكك الكربون
واليورانيوم وقلنا إن الديناصورات سيطرت على الأرض في العصر الجوراسي
لمئتي مليون سنة ثم اختفت فجأة نتيجة مذنب اصطدم بالكوكب لتتطور الثديات
ثم الإنسان خلال سبعين مليون سنة
فبماذا أصبنا؟؟