كتاب حياتي ياعين مكتوبه

7 views
Skip to first unread message

Hildegard Lobach

unread,
Jul 19, 2024, 5:16:25 AM7/19/24
to etsatorri

أحمد جودة - القاهرة - حلت علينا اليوم السبت ذكرى ميلاد فارس الأغنية الشعبية الفنان الراحل حسن الأسمر الذي ولد في مثل هذا اليوم 21 أكتوبر عام 1959 والذي يعد من أبرز فناني فترة الثمانينات وظلت أعماله الفنية إلى هذه اللحظة وأهمها أغنية "كتاب حياتي ياعين".

"كتاب حياتي ياعين ماشفت زيه كتاب الفرح فى سطرين والباقي كله عذاب" هذه الكلمات التي كانت تشتمل عليها الأغنية مثال حي لحياة حسن الأسمر حيث أنه كان متكفل بأشقائه منذ وفاة والده وهو بعمر 30 عام ومر بالعديد من الأزمات الصعبة حيث كان مسئول عنهم في كل شيء وكان وقتها حقق نجاحًا كبيرًا في عالم الفن وأصبح من أبرز المطربين في هذه الفترة.

كتاب حياتي ياعين مكتوبه


تنزيلhttps://cinurl.com/2zqkJn



وكشف نجله هاني الأسمر أن البكاء الذي كان في أغنية "كتاب حياتي ياعين" كان حقيقي جدًا لأن تذكر كل شيء مر به خلال مشوار حياته من أزمات وصعوبات منذ وفاة والده وهو في عمر صغير.


وتعد الوحمة هي تميمة حظ كان يخجل منها حيث بدأ مشواره الفني بشكل حقيقي عام 1984 من خلال أول ألبوم فني له وكان يتعمد اخفاء الوحمة على غلاف الألبوم لأنه يشعر بالخجل منها ولكنه لم يعرف أنها كانت تميمة الحظ واشتهر بها وأصبح متميز بسببها وبعد ذلك شارك في العديد من الأعمال الفنية سواء الخاصة بالغناء أو السينما والمسرح وقدم مسرحية باللو وحقق نجاح كبير من خلالها.

توفي حسن الأسمر في السابع من رمضان والموافق 7 من أغسطس عام 2011 على إثر أزمة قلبية مفاجئة نقل على إثرها إلى مستشفى كليوباترا بمصر الجديدة حيث وافته المنية به عن عمر يناهز 51 عامًا والذي أحزن جميع المصريين في رحيل الموال الحزين في مصر بعد أن أمتع العرب بصوته الجميل وقد شُيّعت جنازته في نفس يوم وفاته في مسجد النور بالعباسية.

عندما نتحدث عن كتاب حياتي ياعين كلمات نجد أنه يعكس رحلة الإنسان في هذه الحياة ويعكس تجاربه ومشاعره وأفكاره. إنه كتاب يحمل بين صفحاته الكثير من الحكم والدروس التي يمكن أن نستفيدها في حياتنا اليومية.

بينما نقرأ كتاب حياتي ياعين كلمات نجد أن كلماته تأخذنا في رحلة عبر الزمن تعيد لنا ذكرياتنا وتجاربنا وتجعلنا نفكر في معنى الحياة وغرضها. إنها تذكير بأن الحياة قصيرة ويجب علينا أن نستمتع بها ونعيشها بكل وعي ووعي.

من ناحية أخرى يعكس كتاب حياتي ياعين كلمات مشاعرنا وأفكارنا يجسد لنا ما نشعر به في أعماقنا وما نفكر فيه في لحظات الوحدة والفرح والحزن.

في النهاية كما يحمل كتاب حياتي ياعين كلمات العديد من الحكم والدروس التي يمكن أن نستفيدها في حياتنا اليومية. إنه يعلمنا كيف نتعامل مع الصعاب والتحديات وكيف نحافظ على إيجابيتنا وروحنا المعنوية في وجه الصعوبات.

بناء على ذلك يمكن القول إن كتاب حياتي ياعين كلمات هو مرآة تعكس لنا حياتنا وتجاربنا وتعلمنا كيف نكون أفضل نسخة من أنفسنا في هذا العالم المليء بالتحديات والفرص.

العائد من الإعلانات يمثل مصدر الربح الأساسي للموقع والعاملين به مما يساعدنا على البقاء مستقلين وحياديين حيث أننا غير تابعين لأي جهة حكومية أو حزب.

لمساعدتنا على الإستمرار في إنتاج محتوى مهني صحفي حيادي غير موجه أو ممول نرجو إلغاء تفعيل مانع الإعلانات "AD Block".

بعد فترة انتظار استمرت طويلاً صعد السائق وجلس أمام عجلة القيادة وفي الساعة الواحدة ظهرًا بالضبط تحرك بنا أتوبيس هيئة النقل العام من المحطة القديمة في محافظة بني سويف التي تقع شمال الصعيد في طريقه للقاهرة.

الركاب أخذوا أماكنهم. الرجال منهم يرتدون جلاليب بلدي يشبه بعضها بعضًا وعلى رؤوسهم عمائم تخفي وراءها خوفهم من المجهول الذي هم في طريقهم إليه والسيدات متشحات بالملابس السوداء وعلى وجوههن أحزان ليست عادية لا أعرف لها سببًا محددًا.

بدأ المحصل يمر ببطء في الطرقة وفي يده صندوق خشبي قديم ومظهره الخارجي- من عرق يده- تلون بالسواد. وبدأ يرتفع صوته مناديًا وهو يضرب بقلم صغير على الصندوق قائلاً: تذاكر يا حضرات.. تذاكر يا حضرات وقتها استعدَّ الركاب لدفع الأجرة. كنت أجلس بجوار زجاج الشباك في المنتصف وبجواري رجل الشعر الأبيض غزا رأسه في طريقه لإجراء عملية جراحية في مستشفى قصر العيني بعدما فشل أطباء المستشفى الأميري في علاجه. بعد دقائق عاد المحصل من رحلته لجمع الأجرة واستسلم البعض للنوم العميق والبعض الآخر بدأ يهرب من التوتر بالحديث عن الحياة بكل ما فيها من جمال وقبح وصحة ومرض وعودة وسفر ويأس وأمل في محاولة منهم لمطاردة هاجس الغربة التي يشعرون بها ويخافون منها وهم يغادرون قراهم الهادئة إلى العاصمة الصاخبة.

جلس المحصل في مقعده بجوار السائق الذي قام بتشغيل الكاسيت الذي طاوعه هذه المرة ولم يخذله مثلما حدث مع المذياع. الرجل بجواري يحمل في يده الأشعة والتحاليل الطبية ويقبض عليها بشدة وينظر بترقب وتوتر للفضاء الخارجي من زجاج الأتوبيس على مساحات من الأراضي الزراعية الشاسعة التي يعمل فيها فلاحون مثله وكأنه يودعها ويودعهم ثم يختفون وراء عربات قطار الصعيد الذي يمرق بجسده عائدًا برحلته من القاهرة للصعيد.

الموسيقى الحزينة من صوت الكاسيت بدأت تتسرب إلى أسماعنا بعدها جاء صوت المطرب وفي نبراته حالة حزن وشجن عنيفة وهو يغني: "كتاب حياتي يا عين/ ما شفت زيه كتاب/ الفرح فيه سطرين/ والباقي كله عذاب!" وكنت أنا أول مرة أسمع فيها هذه الأغنية وهذا الصوت الحزين.

بدأ راكب في المقعد أمامي يدندن مع الأغنية سألته: من هذا المطرب رد وهو لا يلتفت إليَّ ويشير بيده حتى لا أزعجه أو أحرمه من التعايش مع الأغنية قائلاً: اسمه حسن الأسمر يا ابني.. (1951- 2011) ثم عاد يدندن بعدما طلب من السائق رفع الصوت قليلاً خاصة عندما وصل حسن الأسمر إلى قوله "كتب الزمان جوه همي/ من غير ما يرحم ويسمي/ كتب عليَّ البكا والنوح/ وهان عليه دمعي ودمي". بعد لحظات خيم الصمت على جميع الركاب ولم نعد نسمع حكاياتهم العادية وثرثراتهم المزعجة وشكواهم بعضهم لبعض التي لا تنتهي فلقد انتبه الجميع باستثناء- من غلب عليهم النعاس فناموا- وبدأوا يستمعون لهذا الصوت الذي ينقل أوجاعهم ويعزف بصدق على أوتار أحزانهم التي جاءت معهم محمولة على ظهورهم حتى وهم في طريقهم للقاهرة الصامتة أمام أوجاعهم والساخرة من أحزانهم! وما إن وصل صوت حسن الأسمر إلى قوله:

هنا لمحت من بجواري يضغط أكثر على ما في يده ويلتصق أكثر وأكثر في مقعده وكأن المطرب ينطق بوجعه وألمه وخوفه من المرض. نظرت له نظرة فيها أمل محاولاً تهدئته وإبعاده عن منطقة الخوف والرعب التي وضعه فيها صوت حسن الأسمر. ثم وصلت الأغنية إلى كلمات تقول:

هنا انفجر في المقعد قبل الأخير صوت سيدة عجوز بالبكاء بشدة لدرجة جعلت جميع الركاب يلتفتون إليها. ثم قام رجل أربعيني بسرعة خاطفة واتجه إلى مقدمة الأتوبيس أمر السائق بإغلاق الكاست. وقد كان! في نفس الوقت قام رجل آخر ومعه ثلاث سيدات متشحات بالسواد عادوا للسيدة العجوز وحاولوا التهدئة من روعها وإلى حد ما نجحوا في ذلك. وعند عودة الرجل ومروره بجواري سألته: ما هو سر بكائها ردد بتأثر شديد وقال: ابنها الأكبر سافر في عام 1989 إلى الكويت للعمل في قطاع البترول. ومن قبله كان شقيقه الأكبر قد سافر عام 1988 إلى العراق ومنذ حرب الخليج الأولى واجتياح العراق للكويت لا تعرف عنهما أي شيء. وفى كل أول شهر تذهب إلى مبنى وزارة الخارجية على كورنيش النيل بوسط القاهرة لتسأل عنهما وتعود- كالعادة- بلا إجابة. كنا وقتها قد وصلنا إلى محطة الوصول بمنطقة المنيب وبدأنا مغادرة الأتوبيس كل راكب منا يحمل بداخله أوراق كتابه الذي حاول صوت حسن الأسمر عبر الرحلة البحث بين سطورها عما فيه من أحزان.

2202eab449
Reply all
Reply to author
Forward
0 new messages