هذه مجموعة رسائل نصية رااائعة خاصة باسم الله (الحفيظ_الحافظ ) من خدمة جوال "متميزة" للدكتورة نوال العيد حفظها الله نسأل الله أن ينفعنا وإياكم بها
:
الحفيظ ـ الحافظ اسمان من أسمائه سبحانه، فإذا كان من أوصاف الذات فيرجع إلى معنى "العليم"، لأنه يحفظ بعلمه جميع المعلومات فلا يغيب عنه شيء منها(وماكان ربك نسيا) وإذا كان من صفات الفعل، فيرجع إلى حفظه للوجود، قال الله تعالى(فالله خير حافظا).
:
حفظ الله تعالى له ثلاثة معان:
الأول: حفظه سبحانه لمخلوقاته من الزوال والاندثار، فالله بعلمه وقدرته وتدبيره يحفظها حتى يأتي الوقت الذي أذن فيه بزوالها، (وسع كرسيه السموات والأرض ولايؤده حفظهما)وهو الذي يحفظ عبده من المهالك والمعاطب، ويحفظ جميع المخلوقات بتيسيره لها ما يقيها، ويحفظها ويحفظ بنيتها بتدبير شؤونها والسعي فيما يصلحها، كل حسب خلقته، كما قال تعالى: (أعطى كل شئ خلقه ثم هدى)
ثانيها: حفظه سبحانه أعمال عباده فلا يضيع منها شيء، ولا يخفى عليه شيء صغيراً كان أو كبيراً، ويوافيهم بها يوم الحساب؛ إن خيراً فخير، وإن شراً فشر، ولا ينسى الله منها شيئاً وإن نسيه الناس (أحصاه الله ونسوه)
ثالثها: حفظه سبحانه لأوليائه من الضلال والزيغ، وعصمتهم من الوقوع في الخطايا والذنوب، وحفظهم من أعدائهم، ونصرتهم عليهم. وكل هذا واقع في مدار قوله : (احفظ الله يحفظك).
:
من حفظ الله في صباه وقوته؛ حفظه الله في حال كبره وضعف قوته، ومتعه بسمعه وبصره وعقله، وكان الإمام العلامة أبو الطيب الطبري قد جاوز المائة سنة وهو متمتع بقوته وعقله، فوثب يوماً وثبة شديدة، فعوتب في ذلك، فقال: هذه جوارح حفظناها عن المعاصي في الصغر، فحفظها الله علينا في الكبر.
:
قد يحفظ الله العبد بصلاحه بعد موته في ذريته ، هذان طفلان يتيمان حفظ كنزهما تحت جدار، تأمل (وكان أبوهما صالحا) فحفظا بصلاح أبيهما، وممن قال ذلك ابن عباس، قال سعيد بن المسيب لابنه: لأزيدن في صلاتي من أجلك، رجاء أن أحفظ فيك ثم تلا الآية، وقال عمر بن عبد العزيز: ما من مؤمن يموت إلا حفظه الله في عقبه وعقب عقبه.
:
الله يحفظ المؤمن الحافظ لحدوده دينه، ويحول بينه وبين ما يُفسد عليه دينه بأنواع الحفظ، وقد لا يشعر العبد ببعضها، وقد يكون كارها له، كما قال في حق يوسف:( كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء).
:
أشرف أنواع الحفظ حفظ الله لعبده في دينه وإيمانه، فيحفظه في حياته من الشبهات المضلة، ومن الشهوات المحرمة، ويحفظ عليه دينه عند موته، فيتوفاه على الإيمان، وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة عن النبي قوله: (إن أمسكت نفسي فارحمها ، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين).
:
من أدعية رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اللهم احفظني بالإسلام قاعداً، واحفظني بالإسلام راقداً، ولا تطع فيّ عدواً ولا حاسداً) وفي الحديث جميع حالات الإنسان؛ فالمحفوظ من حُفظ له دينه، فهو محفوظ بالإسلام في جميع أحواله؛ في القيام والقعود والرقود.
:
من أراد حفظ الله فعليه بما يأتي:
ـ الصلاح، طفلان يتيمان بتولى الله حفظ مالهما لصلاح والدهما(أما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحاً)
ــ قراءة آية الكرسي، من قرأها قبل النوم وفي الصباح والمساء حُفظ من الشيطان، ومن قرأها دبر كل صلاة كان في ذمة الله، صحت بذلك الأحاديث.
ــ قراءة خواتيم سورة البقرة(إن الله كتب كتابا قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام، أنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة، ولا يقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان) صحيح سنن الترمذي.
ـــ التصبح بسبع تمرات من عجوة المدينة(من أكل سبع تمرات مما بين لابتيها حين يصبح لم يضره ذلك اليوم سم حتى يمسي)صحيح الجامع.
ـــ استودع الله جميع أمرك (إن الله إذا استُودع شيء حفظه) الصحيحة
ـ وأجمع ماقيل في أسباب الحفظ(احفظ الله يحفظك).
:
لن يعجزه حفظك من حفظ موسى طفلا صغيرا في تابوت يقذفه اليم حتى يوصله إلى بيت عدوه، فيربيه لتكون نهايته على يده، ومن حفظ يوسف طفلا صغيرا يتآمر إخوته على تغيبه عن الأنظار في غيابة الجب، و(غيابة الجب): كل شيء غيب عنك، والمراد غور البئر الذي لا يقع البصر عليه، وكما حفظه في الجبّ حفظه أيضاً من السوء والفحشاء، قال تعالى: (كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء) وكما حفظ ذا النون في الظلمات الثلاث.فثق بالحفيظ سبحانه، وفوض أمرك إليه.
:
إن حفظ الله للمخلوقات من الزوال والاندثار إلى أن يأذن بزوالها، يقودنا إلى التأمل في هذه الآيات العظيمة، ويقودنا هذا التأمل إلى التوكل على من حفظ من هو أعظم منا، تأمل:(وَجَعَلْنَا السَّمَاء سَقْفًا مَّحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ) فالذي حفظ السماوات هو القادر على حفظ العبد الضعيف الملتجئ إليه، فتأمل.
:
مهما عظم سرك ثق بأنك إن انطرحت بين يد الحفيظ سيحفظه عليك، تأمل حفظه لأسرار السماء من الشياطين مع عظيم مكرهم وأذاهم (وَحَفِظْنَاهَا مِن كُلِّ شَيْطَانٍ رَّجِيم) .
:
من رام حفظ الله فعليه بأسباب حفظ الله للعبد:
ــ (من صلى صلاة الصبح فهو في ذمة الله، فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء، فإنه من يطلبه من ذمته بشيء يدركه، ثم يكبه على وجهه في نار جهنم)صحيح مسلم ،وذمة الله: أي في حفظ الله ورعايته.
ــ (من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتبت له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه)البخاري.
ــ (من قال في أول يومه أو في أول ليلته بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات لم يضره شيء في ذلك اليوم أوفي تلك الليلة) صحيح الترغيب.
:
الحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات