وقفات مع اسم الله السلام

1,183 views
Skip to first unread message

إشراقات

unread,
Dec 1, 2011, 3:29:29 PM12/1/11
to eshra...@googlegroups.com

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 
هذه مجموعة رسائل نصية رااائعة خاصة باسم الله (السلام) من خدمة جوال "متميزة" للدكتورة نوال العيد حفظها الله نسأل الله أن ينفعنا وإياكم بها

:
السلام اسم من أسمائه سبحانه يدور حول معان ثلاثة :
1) السلام أي من جميع العيوب والنقائص لكماله في ذاته وصفاته وأفعاله.

2) الذي سلم من مشابهة خلقه.

3) الذي سلم المؤمنون من عقوبته، فهو الذي يسلم عباده المؤمنين في الدنيا والبرزخ والآخرة، فهو سلام في ذاته عن كل عيب ونقص يتخيله وهم ، وسلام في صفاته عن كل عيب ونقص ، وسلام في أفعاله من كل عيب ونقص وشر وظلم وفعل واقع عن غير وجه الحكمة ، بل هو السلام الحق من كل وجه وبكل اعتبار.
:
هلا استشعرت حين تسلم (السلام عليكم) أحد معاني السلام: أن المعنى اسم السلام عليكم، والسلام هنا هو الله عز وجل، ومعنى الكلام : نزلت بركة اسمه عليكم ، واختير السلام من أسمائه عز وجل دون غيره من الأسماء لأن معناه السلامة والبراءة والعافية من جميع الشرور فكأنه يخبر المسلم عليه بالسلامة من جانبه، ويؤمنه من شره وغائلته وأنه سلم له لا حرب عليه ، وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (السلام اسم من أسماء الله وضعه في الأرض فأفشوه بينكم، فإن الرجل المسلم إذا مر بقوم فسلم عليهم فردوا عليه، كان له عليهم فضل درجة بتذكيره إياهم السلام، فإن لم يردوا عليه رد عليه من هو خير منهم) صحيح الجامع.
:
من معاني (السلام عليكم) أن السلام مصدر بمعنى السلامة، وهو المطلوب المدعو به عند التحية، فإذا قلت السلام أي السلامة عليك من كل شر وآفة وعيب ولذلك جاءت الأحاديث بالإطلاق والعموم ودلالة ذلك قالوا: إن السلام عطف على الرحمة والبركة.
ولا مانع من حمل السلام على المعنيين: أن السلام اسم الله يطلب العبد به السلامة لمن ألقى عليه التحية، وفي ذلك قاعدة وهي أن من دعا الله بأسمائه الحسنى أن يسأل في كل مطلوب ويتوسل إليه في الاسم المقتضى لذلك المطلوب المناسب لحصوله حتى كأن الداعي مستشفع إليه متوسل إليه به.
:
على من آمن باسم الله السلام أن ينزه الله سبحانه وتعالى عن كل نقص وعيب، وهو بهذا المعنى قريب من القدوس، وقيل أن القدوس: إشارة إلى براءته عن جميع العيوب في الماضي والحاضر، والسلام: إشارة إلى أنه لا يطرأ عليه عيوب في الزمن المستقبل، فإن الذي يطرأ عليه شيء من العيوب تزول سلامته ولا يبقى سليماً، فتأمل.
من اعتقد أن الله سلام في ذاته وصفاته وأفعاله من كل عيب ونقص، فسلمه من الصاحبة والولد، ومن الكفء والنظير، وسلم حياته من الموت ومن السنة والنوم، وقيوميته وقدرته من التعب واللغوب، وعلمه سلام من عزوب شيء عنه، أو عروض نسيان، و إرادته سلام من خروجها عن الحكمة والمصلحة، وكلماته سلام من الكذب والظلم، بل تمت كلماته صدقا وعدلا، وغناه سلام من الحاجة إلى غيره بوجه ما، بل كل ما سواه محتاج إليه، كانت النتيجة أن يسمع تسليم الله له في الجنة ، تأمل (تحيتهم فيها سلام)، وينزل بركة اسمه السلام عليه فيسلم من كل آفة ونقص (لهم فيها فاكهة ولهم ما يدعون سلام قولا من رب رحيم).
:
لقد سلم الله أنبياءه ورسله الذين علموا الخلق معنى اسم الله السلام (وسلام على عباده الذين اصطفى) وإذا سلم الله على عبد فإن ذلك إشارة إلى سلامة ذلك العبد من كل عيب وآفة، واستلزم ذلك أن ننزههم من العيوب والنقائص فلا يذكرهم أحد بسوء، ولا يطعن في شرائعهم، أو يستهزأ بحديثهم، ومن وقع في عداوتهم قطعه الله عن كل خير، تأمل (إن شانئك هو الأبتر).
:
أوحش ما يكون الخلق في ثلاث مواطن: يوم يولد فيرى نفسه خارجا مما كان فيه ، ويوم يموت فيرى قوما لم يكن عاينهم، ويوم يبعث فيرى نفسه في محشر عظيم، فأكرم الله فيها يحيى بن زكريا فخصه بالسلام عليه فقال: (وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا) فأشار إلى أن الله جل وعز سلم يحيى من شر هذه المواطن الثلاث وأمنه من خوفها، أسأل الله أن يسلمك فيها.ابن عطية تفسير ابن كثير(3/144).
:
أولى الناس بالله -أي: أخصهم وأقربهم له- من ابتدأ عباد الله بالسلام، وعن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن أولى الناس بالله من بدأهم بالسلام) صحيح أبي داود(5197) وفي رواية الترمذي(2698) (يا رسول الله الرجلان يلتقيان أيهما يبدأ بالسلام فقال أولاهما بالله).
:
ما أجمل أن نفشي اسم الله السلام في الأرض، ونختار ما اختاره الله لأبينا آدم من التحية، فذلك هو أفضل  الإسلام، وفي الحديث المتفق عليه عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه-  أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم أي الإسلام خير ؟ قال: (تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف)، يقول أهل العلم: فدلالة كمال إسلام وإيمان العبد نشر السلام.
:
من أراد أن تتنزل البركة على بيته، ليسلم على أهله إذا دخل، فعن أنس مرفوعا : (يا بني إذا دخلت على أهلك فسلم فتكون بركة عليك وعلى أهل بيتك) سنن الترمذي (2698) .
:
من أراد ضمان الله إن عاش رزق وكفي وإن مات دخل الجنة ليكن أحد الثلاثة، عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ثلاثة كلهم ضامن على الله عز وجل: رجل خرج غازياً في سبيل الله فهو ضامن على الله يتوفاه فيدخله الجنة أو يرده بما نال من أجر وغنيمة،ورجل راح إلى المسجد فهو ضامن على الله يتوفاه فيدخله الجنة أو يرده بما نال من أجر وغنيمة ، ورجل دخل بيته بسلام فهو ضامن على الله عز وجل) صحيح سنن أبي داود(2494) وتأمل كيف قرن رسول الله عليه الصلاة والسلام بين إفشاء السلام في البيوت والجهاد في سبيل الله.
:
قبل أن ننصرف من صلاتنا ونتحلل منها، نذكر اسم الله (السلام) السلام عليكم ورحمة الله، لأن به تكتمل حصانتنا ، فالمسلمون في صلاتهم بين يدي الله وفي حماه محفوظون من جميع الشرور، وإذا انصرفوا ابتدرتهم البلايا والآفات فمن رحمة الله بهم أن جعل انصرافهم من بين يديه مصحوبا بالسلام الذي يدوم معهم ويحفظهم الله به إلى الصلاة الأخرى.
:
من تأمل في اسم الله (السلام) أدرك أسرار الشريعة وحقيقة الأحكام، فمن كانت له معرفة بهذا الاسم رأى أن الخلق والأمر ينتظمان به أتم انتظام، فلو نظر إلى كل حكم في الشريعة لرأى سريان أثر هذا الاسم فيها ، فأوامر الله ونواهيه كلها تحتم علينا الأمن والسلام، فما أمرنا السلام بالصيام إلا لسلامة أجسادنا، وما أمرنا بالزكاة إلا للسلامة من الفقر، وما أمرنا بالجهاد إلا لسلامة أمتنا، وما نهانا عن الربا إلا لسلامة اقتصادنا... وجميع الأحكام تدعو للسلام، وجدير بمن عرف هذا الاسم أن يزداد إيمانه ويقينه وتوكله على ربه ،ويطمئن لشرع الله قلبه، ولا يعارض حكم الله بعقله، وأن يسلم لله أمره، ولا يشرع من تلقاء نفسه، فإن استسلمت بحق أمة الإسلام، وطبقت شرع الله السلام، سادها الأمن والسلام.
:
من معاني اسم السلام أنك إذا اتصلت بالله عز وجل طهرت نفسك من العيوب، ومنحك السلام السلامة في أخلاقك ، وفي سريرة نفسك، وفي تجارتك سيهديك سبل السلام، وفي زواجك يهديك سبل السلام، وفي علاقاتك بجيرانك يهديك سبل السلام ، فذكر الله يورث الأمن والسلام ، والاتصال بالله عز وجل يكسب السلامة من العيب والنقائص والأدران ، وإذا طبقت شرعه يهديك سبل السلام ،قال تعالى: ( يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام).
:
تأمل آثار اسم الله السلام في نفسك، وفي الكون حولك، فما الكون كله إلا تجسيد لأسماء الله الحسنى، فانظر من الذي سلمك حتى مشيت بتوازن؟ السلام سبحانه، وهو من أعطاك كليتين في كل كلية عشرين ضعفا عن حاجتك، وأين نخاعك الشوكي وهو أخطر شيء في جسدك؟ أليس في العمود الفقري؟ أين قلبك؟  أليس في قفصك الصدري؟ أين رحم المرأة أليس في الحوض؟ من حفظ لك هذا؟ أليس السلام سبحانه؟!، فكل ما حولك يشهد بأنه سبحانه سلام ، وأنه سلم عباده ، فإن كنت مريضا فتأمل في معنى اسمه السلام وادعه به، وإن كنت خائفا مذعورا فتذكر تسليمه لعباده وحفظه لهم، وادع الله به، سلمك السلام.
:
الله سبحانه سلام يحب كل سلام، ويحب العبد الذي يسلم الناس من شره ويصلهم خيره، فيا عبدالسلام كن سلاما على من حولك، وفي الحديث المتفق عليه عن عبد الله بن عمرو قال: قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه)، وعن عبد الله بن مسعود قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: أيا رسول الله، أي الأعمال أفضل؟ قال: الصلاة على ميقاتها، قلت: ثم ماذا يا رسول الله؟ قال: أن يسلم الناس من لسانك " صحيح الترغيب والترهيب (2852) .
:
للاشتراك بالخدمة ارسال رقم 4 إلى 88642


-- 
أشرِقوا واجعلوا حياة الآخرين تُشرق معكم ..
(الدال على الخير كفاعله) .. ادعوا من تحبون لمجموعة إشراقات ..
وأشرقوا ..
:
اضغطي على الصورة وأشرقي مع إشراقات



Reply all
Reply to author
Forward
0 new messages