وقد عُرف مؤلفه بصاحب الوسائل نسبة إلى هذا الكتاب طبع في 30 مجلّدا محقّقاً وقد اشتمل على جميع أحاديث الأحكام الشرعيّة الموجودة في الكتب الأربعة و أكثر من 180 كتاباً من الكتب الروائية المعتبرة عند الشيعة مع ذِكر الأسانيد وأسماء المصادر بالترتيب.
وقد لعب دورًا دينيًا مهمًا في الدولة الصفوية حيث تقلّد المناصب الدينية والقضائية فأصبح في فترةٍ ما قاضي قُضاة خراسان.
وهو من أبرز علماء المدرسة الأخبارية[2] التي لها بعض المباني والمسلكيات في استنباط الأحكام الشرعية تختلف بها عن المدرسة الأصولية - التي ينتمي إليها الغالبية العظمى من علماء الشيعة - حيث تعتدّ المدرسة الأخبارية بعلم الفقه وقواعده وحده بالإضافة لبعض الاختلافات الطفيفة في جوانب أخرى كعلم الرجال.
ينقل صاحب الوسائل في مقدمة الكتاب أنه كان على فكرة تأليف كتاب يشتمل على أحاديث المسائل الشرعية ونصوص الأحكام الفرعية المروية في الكتب المعتمدة الصحيحة التي نص على صحتها علماء الشيعة حيث ان الكتب الحديث لا تخلو من التطويل ولا يتضمن شيئاً من الأحكام الفقهية فشرع بجمع الروايات التي تتعلق بالمسائل الشرعية.
"عن العالم المتبحر الجليل الشيخ محمد بن الحسن بن علي بن الحسين الحر العاملي المشغري.. صاحب التصانيف الرائقة التي منها كتاب الوسائل الذي هو كالبحر الذي ليس له ساحل. "[6]
"وإن من أعظمها كتاب وسائل الشيعة في مجلداتها الضخمة التي تدور عليها رحى الشريعة وهو المصدر الفذ لفتاوي علماء الطايفة (...) وأنت لا تقرأ في المعاجم ترجمة لشيخنا الحر إلا وتجد جمل الثناء على كتابه الحافل (وسائل الشيعة) مبثوثة فيها."[7]
هو أحد المجموعات الحديثية المتأخرة الكبرى عند الشيعة الإمامية حاوٍ لجميع أحاديث الكتب الأربعة التي هي من أهم المصادر الشيعية ووسائل الشيعة قد جمع أكثر الأحاديث المروية عن النبي الأكرم (ص) وأهل بيته المعصومين (ع) في خمسين باباً.
أشار المؤلف في المقدمة إلى السبب الذي دعاه لتصنيف والغاية التي يرومها من وراء ذلك قائلا: وقد كنت كثيراً ما أطالب فكري وقلمي وأستنهض عزماتي وهممي إلى تأليف كتاب كافل ببلوغ الأمل كاف في العلم والعمل يشتمل على أحاديث المسائل الشرعية ونصوص الأحكام الفرعية المروية في الكتب المعتمدة الصحيحة التي نصّ على صحتها علماؤنا نصوصاً صريحة يكون مفزعا لي في مسائل الشريعة ومرجعا يهتدي به من شاء من الشيعة وأكون شريكا في ثواب كل من اقتبس من أنواره واهتدى بأعلامه ومناره واستضاء بشموسه وأقماره.
فإن من طالع كتب الحديث واطلع على ما فيها من الأحاديث وكلام مؤلفيها وجدها لا تخلو من التطويل وبعد التأويل وصعوبة التحصيل وتشتت الأخبار واختلاف الاختيار وكثرة التكرار واشتمال الموسوم منها بالفقه على ما لا يتضمن شيئا من الأحكام الفقهية وخلوه من كثير من أحاديث المسائل الشرعية. فبذلت في هذا المرام جهدي وأعملت فكري في تصحيحه وتهذيبه وتسهيل الأخذ منه وإتقان ترتيبه.
ملتقطا لجواهر تلك الأخبار من معادنها جامعا لتلك النصوص الشريفة من مظانها ناظما لغوالي تلك اللآلئ في سلك واحد مؤلفاً بين شوارد هاتيك الفوائد الفرائد مفرداً لكل مسألة باباً بقدر الإمكان متتبعا لما ورد في هذا الشأن.[١]
يشتمل الكتاب على 36 ألف رواية من روايات الأحكام الشرعية والفرائض والآداب مستلة من أمهات المصادر الحديثية المعتبرة عند الشيعة والأصول الأولى التي جمعها قدماء الأصحاب.
2. ضم الحديث إلى ما يناسبه في باب واحد بحيث يتمكن الطالب من الوقوف على جميع ما يرتبط بالباب من الأحاديث الموحدة في الدلالة أو المتحدة في الإسناد والمتن في مكان واحد مجتمعة أمامه. وهذا يمكنه بسهولة ويسر من المقارنة بين الأحاديث سندا ومتنا أو دلالة ومفهوما وبذلك تنكشف للطالب أمور عديدة إضافة على ما في كل حديث من زيادة او نقصان بنظرة واحدة من دون حاجة إلى مراجعة المصادر المتعددة.[٢]
3. امتاز الكتاب بوجود الكثير من التوضيحات والشروح التي أدرجها المؤلف في ذيل الأحاديث وخاصة عند محاولته معالجة مشكلة التعارض بين الأحاديث.
4. تمثّل عناوين الأبواب الرأي الفقهي الذي توصل اليه المؤلف من خلال استنباطه للحكم الشرعي أو ما يسمّى اليوم بالفتوى.
6. إرجاع كل باب إلى الأبواب المناسبة. وقام محققوا الكتاب في الطبعات الحديثة بإدراج تلك الارجاعات في هوامش الكتاب مع إعطائها رقماً خاصاً بها.
7. يذكر المؤلف في بداية كل باب من الأبواب رواية أو أكثر من الروايا الصحيحة السند ثم يردفها بالروايات الضعيفة أو المرسلة كشواهد ومؤيدات للصحيحة.
8. سجّل المؤلف في نهاية الكتاب خاتمة تعرض فيها لاثنتي عشرة فائدة للتعريف بالمصادر التي اعتمدها فضلاً عن بعض المباحث الرجالية.
السيد حسن الصدر الذي قال: ما نظر فقيه او مجتهد متبحر في هذا الكتاب إلّا وعاد بيد وافرة ونال ما يبتغيه من درر نظمت على أكمل وجه ولم تعترضه معضلة إلا ووجد حلّها فيه وعثر على ضالته فيه فهو أعجوبة في تصنيفه أذهل العلماء بعطائه يرجع إليه الفقهاء والأعلام بعد القرآن الكريم.
ومنهم العلامة الأميني الذي قال: شيخنا الحر العاملي الذي لا تُنسى مآثره ولا يأتي الزمان على حلقات فضله الكثار فلا تزال متواصلة العُرى ما دام لأياديه المشكورة عند الأُمّة جمعاء أثرٌ خالد وإنَّ من أعظمها كتاب وسائل الشيعة في مجلّداتها الضخمة التي تدور عليها رحى الشريعة وهو المصدر الفذّ لفتاوي علماء الطائفة.... وأنت لا تقرأ في المعاجم ترجمةً لشيخنا الحرِّ إلّا وتجد جمل الثناء على كتابه الحافل وسائل الشيعة مبثوثة فيها.[٣]
قمنا بتجميع النسخ الخطية بمعونة العلامة المحقق سماحة حجة الاسلام والمسلمين السيد عبد العزيز الطباطبائي وهي كالتالي:
أكثر كتب الحديث اعتماداً عند الشيعة في مجال استنباط الأحكام. ويحوي ما يقرب من 36 ألف رواية حول الأحكام الشرعية الواجبات المحرمات المستحبات و الآداب و التي أخذت من المجاميع الروائية المعتبرة للشيعة و الأصول الأولية لقدماء الأصحاب.
الفهرس مقسم حسب الكتاب و الموضوع
www.Hekm.co
يتوقّف الاستنباط الفقهي علی مقدّمات ومهارات يلزم تحصيلها ولا يتسنّی للفقيه أن يستنبط الأحكام الشرعية الفرعية من دونها فإنّ الاستنباط كما يتوقّف علی معرفة القواعد الاُصولية والرجالية هو بحاجة إلی فهم دقيق وشامل للمعاني المرادة والمقصودة للأحاديث وغيرها من الاُمور وممّا يؤثّر في فهم المقصود والمراد ممّا جاء في نصوص الحديث هو الإلمام بالقرائن الداخلية والخارجية والحالية والمقالية... .
و من هنا كلّما كانت الإحاطة بظرف الصدور أكثر وأعمق كان فهم المقصود أقرب إلی الواقع وأدقّ. ولذلك تكون آراء مشاهیر أهل السنّة وذوي الرأي المؤثّر في الساحة الإجتماعية العامّة وعدم إمكان التصريح بالرأي أو الحكم الذي لابدّ للإمام علیه السلام من الإدلاء به أو إمكان التصريح به من جملة العناصر التي تصنع ظرف صدور الحديث.
59fb9ae87f