الخطر الأكبر

0 views
Skip to first unread message

Eslam Nour

unread,
Jan 2, 2011, 11:48:54 PM1/2/11
to egypte...@googlegroups.com

فى أى زمان ومكان ، لابد من أن يكون هناك باستمرار ، مصاعب وتحديات ، مختلفة ومتفاوتة ، تتجاوزها بنجاح ، مهما بلغت شدتها وخطورتها ، الأمم المتسلحة ، بالأخلاقيات والمعارف ، اللازمة لتخطي ذلك ، ويعد الخطر الارهابى ، قديما وحديثا ومستقبلا ، من أخطر هذه المشاكل والعوائق ، التى من الممكن أن تضرب أى دولة ، مهما بلغت من قوة وتحضر ، وكان حادث الحادى عشر من سبتمبر فى أمريكا ، خير دليل على ذلك ، ولكن الارهاب غالبا ، لايستهدف الا التى ، من تملك تربة خصبة ، تسمح بنمو وتفشى ، تلك الظاهرة الاجرامية فيها ، وللأسف الشديد ، أصبحت مصر حاليا ، من تلك الدول المهيئة لذلك ، فقد ظهرت فيها ، فى الأونة الأخيرة ، حوادث عنيفة وأليمة ، تبدو فى ظاهرها طائفية ، ولكنها أبعد وأخطر من هذا ، مثل أحداث بنى مزار فى محافظة المنيا ، وكنيسة العمرانية فى محافظة الجيزة ، وأيضا مجزرة نجع حمادى الشهيرة ، ومن المؤسف أنه ، تم التعامل مع ما ذكر فى السابق ، من قبل السلطات الأمنية والحكومية ، والكثير من الاعلاميين والمفكرين ، بمنتهى الجهل والسلبية ، مما سمح تدريجيا ، بتأجيج نار الفتنة ، بين بعض العناصر المسيحية والاسلامية ، فمثل هذه الحوادث ، لايمكن أن تعالج أبدا ، بالتشدد والعنف ، كما اعتاد الأمن أن يفعل ، أو عن طريق التصريحات والكتابات ، الرنانة الاستفزازية ، التى تصدر دائما ، عن الشخصيات الرسمية وغير الرسمية ، فى مثل تلك المواقف ، فهذا لم ولن يساعد مطلقا ، على مواجهة بوادر ، تفشى التطرف الطائفى فى المجتمع المصرى ، بدرجة متزايدة ومخيفة ، وبالتالى هذا يشجع الارهابيين ، سواء كانوا من الداخل أو الخارج ، على تنفيذ ما يريدونه ، من أهداف شيطانية ، تدعمها وتمولها ، منظمات ودول ، لها أجندة ومصالح ، من وراء هذا ، ولذلك كان من الطبيعى ، عاجلا أم أجلا ، مع كل أسف ، وقوع تلك الجريمة الشنيعة والمؤلمة ، التى استهدفت كنيسة القديسين فى الاسكندرية ، ومن حيث توقيت ومكان وقوعها ، فهى بالطبع قصدت الأقباط ، بشكل مباشر ، حتى مع وجود ضحايا غيرهم ، فمن كانوا خلف ذلك العمل الاجرامى ، هدفوا الى اثارة التفرقة الدينية فى البلاد ، وبالاضافة الى زرع الشك والخوف ، بين صفوف المسيحيين ، واحساسهم بأنهم مستهدفين وغير أمنين ، من كل مصرى مسلم ، وللأسف هذا ما حدث ، عندما وقعت بين عدد من العنصرين ، فى منطقة وقوع الجريمة ، اشتباكات واعتداءات متبادلة ، ولكن فى نفس الوقت ، كان هناك الكثير ، من المتعاطفين المسلمين ، الذين تفهموا جيدا ما جرى ،  وقاموا فى منتهى الأصالة والشهامة ، بمؤازرة الضحايا وأهاليهم ، وتقديم كل ما يلزمهم من مساعدات ، كانت أهمها اقدامهم ، على التبرع بدمهم للمصابين ، التى بدأت عقب الحادث الأليم ، بشكل فورى وتلقائى منهم ، وهذا دليل قوى ، على انه مازال ، النسيج المصرى متماسك ، وانه المشكلة الأساسية والكبرى ، تكمن فى الحال الذى وصل اليه ، العديد من الأفراد ، من تخلف أخلاقى وفكرى ، ولهذا أصبح كل طرف من هؤلاء ، يتصرف ويتعامل ، مع مختلف الأمور والعقبات ، على حسب ميوله أو مذهبه فقط ، وبالتالى انتشر التطرف والتعصب الأعمى ، فى جميع المجالات حاليا ، ونتج عن هذا ، انتشار الشغب العنيف والمتزايد ، فى ملاعبنا الرياضية ، والمناوشات الكلامية الدائمة ، بين الكثير من الشباب والاعلاميين ، لاثبات حبهم وولائهم التام ، لفنان أو فنانة ما ! ، وأيضا ازدياد التشدد ، فى الأوساط الاسلامية والمسيحية ، والاحتكاكات المتزايدة بين المسلمين وبعضهم ، وبينهم وبين اخوانهم الأقباط !! ، فما سبق ، وغيرها من السلبيات الكثيرة ، شهدتها مصر ، فى الفترة الأخيرة ، وذلك طبعا ليست مجرد تزامن أو صدف ، ولكنها تعبر عن تزايد انحدار ، المستوى الثقافى والأخلاقى ، لدى الغالبية ، وبالتالى اذا استمر ، النظر الى تلك القضايا ، بمنظور ضيق ومستقل ، كمثل الأحاديث المستهلكة والسلبية ، على الدوام ، عن الوحدة الوطنية ، أو انه تلك المشاكل المتنوعة ، تصدر عن قلة مشاغبة أو متطرفة ، فمن المؤكد انه ستزداد سريعا ، تلك المصادمات والاهانات الحالية ، المتكررة والمتبادلة ، بين أطراف عديدة ، سواء فى الجانب ، الرياضى أو الاعلامى أو الدينى ، أو غيره من الجوانب ، ولهذا من الضرورى والواجب ، على كل مصرى أصيل ، وعاشق حقيقى لوطنه ، أن يترجم هذا ، الى أفعال حقيقية ، من خلال انه يبدأ جديا ، فى الاصلاح من نفسه أولا ، قبل أن يلقى اللوم ، على الحكومة أو الغير ، فى جميع القضايا والأزمات التى تحدث ، حتى لو كان على حق ، فى كثير من الأوقات ، وكما يجب عليه ، نبذ وتجاهل ، أى دعوات تحمل ، أفكار متعصبة ومتطرفة ، أو ظواهر وتصرفات ، بعيدة عن العقل والدين ، فاذا تسلحت الأغلبية هنا ، بالحب والعلم ، فمن المؤكد انه سيعود مرة أخرى ، الوفاق الجميل والاحترام المتبادل ، الى بين مختلف الأطراف ، كما كان من قبل ، وسيكون بمقدورهم ، الوقوف صفا واحدا ، ضد جميع العقبات أو الكوارث ، مهما كانت فداحتها وقسوتها ، وأيضا ستتخطى بلادهم ، الخطر الأول والأكبر ، الذى يتمثل الأن ، فى الفساد الروحى والعقلى ، الذى أصاب الأكثرية ، مما أدى الى ظهور ، مختلف الفيروسات ، الخطيرة والمستفحلة ، التى ضربت مصر ومازالت فى مقتل !!! 

Reply all
Reply to author
Forward
0 new messages