كن بلا أهداف.. كي تضمن الفشل[مقال]

[أبو ستة‎]

كن بلا أهداف.. كي تضمن الفشل

نعم إذا أردت أن تكون من الفاشلين -وما أكثرهم- فسر في حياتك بلا أهداف واضحة، وتأكد تماما أنك عندئذ لن تنجح في تغيير واقعك، أو واقع أمتك، أو بلدك.
فأنت بلا أهداف ستكون ناجحا في تبذير الوقت، وإضاعة الحياة دون نتائج.
وأنت بلا أهداف ستكون ناجحا في الضياع، والملل، والأمراض النفسية.
وأنت بلا أهداف ستكون ناجحا في الفقر، والحرمان، والتخلف الحضاري.
وبلا أهداف ستكون أيضا بلا أي وزن، ودون قيمة، ولا تساوي في المجتمع شيئا.
نعم أنت بلا أهداف ستعيش منسيا، وتموت دون أن يسمع بك أحد أبدا.

لذا فإني انصحك أن تواصل حياتك بلا أهداف على الإطلاق..
فإذا ركبت في سيارة أجرة، وسألك السائق: إلى أين؟ فقل لا أدري.
وإذا دخلت دكانا، وسألك البائع: ماذا تريد؟ قل لا أدري.
وإذا ذهبت إلى الجامعة، وسألك زميلك: في أي الكليات ستسجل؟ فقل لا أدري.
وإذا ذهبت لتستعير كتابا، وسألك أمين المكتبة عن اسم ذلك الكتاب.. فقل لا أدري.

لأن من سار في حياته وهو لا يدري فقد فاز فوزا عظيما، وأصبح مجنونا من وجهة نظر الناس..
وكذلك من عاش بلا أهداف .. من عاش بلا أمل واضح يسعى لتحقيقه..


فقف مع نفسك لحظة وفكر..
ما هو هدفك العلمي؟
ما هو هدفك الاقتصادي؟
ما هو هدفك الدعوي؟
ما هو هدفك الاجتماعي؟
ماذا تريد أن تغير من واقعك، أو واقع أمتك، واعلم أن التغيير يبدأ منك من نفسك "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".

نعم التغيير يبدأ منك، حدد لنفسك هدفا واضحا.. اكتبه واحفظه كما تحفظ اسمك.. اعتز به وافتخر واخطُ كل يوم خطوة في طريق تحقيقه.. خطوة واحدة كل يوم مهما كانت صغيرة إلا أنك ستجد نفسك في نهاية المطاف وقد حققت حلمك .. وانظر إلى النخلة العظيمة كيف بدأت من نواة صغيرة ولو أنك جلست يوما كاملا تتأمل نموها لما لاحظت أنها تتحرك ليس لأنها ساكنة بل هي دائبة الحركة لا تكاد تتوقف لكن حركتها كحركة أبطال التغيير الذين يتقدمون كل يوم سنتيمترا واحدا باتجاه أهدافهم ولا يسكنون أبدا أبدا..


لكن إذا أردت أن تكون من الناجحين في الفشل، والمتميزين في الضياع، والمتفوقين في التخلف، فانس كل ما قلت لك ياصديقي، وسر في حياتك بلا أهداف لكي يقولوا عندما تموت غدا: مات لا أحد.. مات لا شيء.. مات من كان هدفه في الحياة أن يكون أكبر الفاشلين..

 سليمان أبو ستة