ماذا لو فاز عمر سليمان....؟
Mr.Jahlan Ismail
ماذا لو فاز عمر سليمان....؟
الكاتب: جهلان إسماعيل علي
تراجع نائب الرئيس المخلوع عن قراره السابق بعد الترشح للرئاسة معللا ذلك مع قناة CNN الأمريكية بكبر سنه وأنه ليس لديه أي طموح لمنصب الرئاسة وأنه قدم لمصر ما يكفي من الخدمات العظيمة طوال عمره المديد الممتد من عام 1936 م وحتى الآن.
نكص الجنرال الهمام على عقبيه ونقض عهده ورجع في قراره وقرر الترشح للرئاسة وعلل ذلك برغبة الجماهير ونداءات الشعب له بالترشح إذ يقول:
(إن النداء الذي وجهتموه لي أمر، وأنا جندي لم أعص أمرًا طوال حياتي، فإذا ما كان هذا الأمر من الشعب المؤمن بوطنه لا أستطيع إلا أن ألبي هذا النداء، وأشارك فى الترشح، رغم ما أوضحته لكم فى بياني السابق من معوقات وصعوبات، وإن نداءكم لي وتوسمكم فى قدرتي هو تكليف وتشريف ووسام على صدري، وأعدكم أن أغير موقفي إذا ما استكملت التوكيلات المطلوبة خلال يوم السبت، مع وعد مني أن أبذل كل ما أستطيع من جهد، معتمدًا على الله وعلى دعمكم لننجز التغيير المنشود واستكمال أهداف الثورة وتحقيق آمال الشعب المصري فى الأمن والاستقرار والرخاء.)
تعالوا بنا نقرأ بهدوء وروية هذا الخبر.......
1- من هؤلاء الذين وجهوا النداء لعمر سليمان وجعلوه يغير رأيه، شرذمة من البلطجية والخارجين عن القانون ممن كانوا أبطالا في موقعة الجمل التي راح ضحيتها كثير من شباب مصر. ألم يثر عليه وعلى رئيسه جموع الشعب المصري من جنوبه إلى شماله ومن شرقه إلى غربه وخلعوه هو وسيده. إن ترشح عمر سليمان إهانة للثورة المصرية التي راح ضحيتها مئات من الشباب وسالت في سبيلها الدماء، أبعد هذا كله تُسلم البلاد إلى هذا وأضرابه ممن أذاقوا الشعب الويلات وأهدروا كرامة مصر على كل المستويات ولم يكن لهم إلا مصالحهم الشخصية وأرصدتهم التي لا يعلم بها إلا الله والتي سلبوها من أقوات الشعب.
2- صدق عمر سليمان بقوله (وأنا جندي لم أعص أمرًا طوال حياتي) فهو لم يعص أمرا ابدا لأمريكا ولا لإسرائيل طوال فترة خدمته ولذلك حاز على رضاهم ومباركتهم وكانوا يعدونه في يوم من الأيام لخلافة الهالك المخلوع
ذكرت "تليجراف" البريطانية بتاريخ 7 فبراير 2011 تحت عنوان "ويكيليكس: عمر سليمان الخط الساخن السري مع إسرائيل مرشح لخلافة مبارك" في سياق تعليقها على توليه منصب نائب الرئيس العام الماضي، مؤكدة أن سليمان مرشح إسرائيل للرئاسة منذ عام 2008 وأكبر قنوات التواصل السرية مع تل أبيب، كما تؤكد الوثائق السرية المسربة عن ويكيليكس".
ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، فقد أطاحت به وبأسياده ثورة 25 يناير المباركة وبعثرت أحلامه، والآن يلملم شعثه ويحاول العودة من جديد في ثوب الحمل الوديع الخائف على مصالح البلاد.
3- متى آمن عمر سليمان بالديمقراطية التي يتشدق بها الآن!!. ألم يقل قبل ذلك بأن الشعب المصري لا تصلح له الديمقراطية لأنه يفتقر إلى ثقافة الديمقراطية، وإذا كانت الديمقراطية لا تصلح لشعب مصر من وجهة نظر فالبديل عنده هو الديكتاتورية والقمع وحكم الفرد ( ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد )
4- إن عودة عمر سليمان على رأس السلطة- لا قدر الله- تعني عودة حكم الفرد والفرعنة والتعذيب والمعتقلات ومطاردة كل مظاهر التدين مرة أخرى ، فالرجل له خبرة طويلة في هذا المجال وقد صدر خبرته لكثير من الدول العربية والإسلامية بل استعان به معلموه من اليهود والأمريكان في تنفيذ ما عجزوا هم عنه فقام به عنهم باقتدار!
5- إن عودة سليمان تعني الاستمرار في سياسة المخلوع على كل المستويات الدولية والإقليمية التي أدت على تقزيم مصر وغياب دورها الفاعل على الساحة الدولية والإقليمية وكذلك التزام سياسة الانبطاح والصمت إزاء ما يجري حولنا في العالم العربي والإسلامي.
6- إن عودة سليمان تعني استمرار حصار قطاع غزة وتجويع أهله والمعاونة في تركيعهم للعدو الصهيوني، واستمرار التنسيق الأمني معهم من أجل القضاء على حركة المقاومة الإسلامية حماس وكذلك استمرار إمدادهم بالغاز المصري بأرخص الأسعار
يقول " بيري " : أنه ومنذ حوالي سنتين التقيت عمر سليمان في محاضرة نظمها معهد البحوث الأمريكي في واشنطن ، وقد سألته تحديداً ، هل يمكن لحماس التي تم إنتخابها أن تعمل على خلق استقرار وعمل إيجابي كحكومة فلسطينية .. أجابني على الفور : كلا ! أنا أعرف هؤلاء ، إنهم من الإخوان المسلمين وأنهم سوف لن يغيروا من أساليبهم . إنهم كذابون ، والشيء الوحيد الذي يفهمونه هو منطق القوة !! .
أبعد هذا كله هناك من يريد أن يعود بنا إلي الوراء....
أبعد كل ما قدمه الشعب المصري الأبي من تضحيات ودماء ..... إن دماء الشباب لم تجف ..