أحلام الزهايمر

5 views
Skip to first unread message

Adel Salem

unread,
Jun 1, 2018, 5:32:08 PM6/1/18
to ديوان العرب مجموعة ١ مجموعة ١, Adel Salem
أحلام الزهايمر؟
قصة قصيرة

عادل سالم
أديب عربي، مقيم في الولايات المتحدة




استيقظت مبكرا كعادتي، شربت فنجان القهوة على عجل، وبعد أن جهزت نفسي غادرت البيت.
 فوجئت بأفعى كبيرة أمام البيت متأهبة للهجوم، وقد فتحت فمها، اهتز بدني، فقد فاجأني وجودها.

حاولت التراجع للخلف رويدا رويدا، وكلما رجعت خطوة تقدمت باتجاهي غير خائفة، وصلت الباب، حاولت فتحه بيدي اليسرى دون أن أدير لها ظهري، فكان الباب مغلقا، فالباب لا يفتح من الخارج إلا بمفتاحوضعت يدى على جانبي، وسحبت المفتاح المعلق هناك، وقبل أن أضعه في فتحة الباب سقط على الأرض، اللعنة، حاولت أن أخيفها فتقدمت خطوة نحوها لكنها لم تتحرك بل رفعت رأسها للأعلى، واستعدت للهجوم.
 بسرعة البرق هجمت ألتقط المفتاح فكانت أسرع مني فهاجمت يدي وأطبقت عليها، شعرت بشدة أنيابها، صرخت من الألم فانتبه لي أحد المارين من الجيران فهب لمساعدتي يحمل عصا كانت في سيارته، فهربت عندما هجم عليها، وسقطت أنا على الأرض أتأوه من الألم، فاتصل بسيارة الإسعاف، فيما كنت أنا أفقد وعيي بالتدريج.

فجأة كانت زوجتي بجانبي توقظني، وتسأل بصوت ناعم:
هل كنت تحلم؟
كان حلما مزعجا فعلا، عكر مزاجي، فقررت أن أغادر البيت بدون قهوة، لبست ملابسي، وخرجت، وعندما فتحت باب السيارة فوجئت بأسد داخلها.
 أسد بالسيارة؟ يبدو أنه تفسير الحلم فبدل الأفعى صار أسدا.
صرختيا عالم يا بشر، الحقوني.
هجم علي الأسد وأنشب أظافره بي، ووضع رقبتي بين فكيه، كنت أحتضر حتى وجدت نفسي على السرير من جديد، وزوجتي تقول لي
  • ما بك يا زوجي؟ خوفتني بأحلامك.
 نظرت إليها غير مصدقسألتها:
هل أنا فعلا في اليقظة؟ أم كنت أحلم؟ لكني استيقظت من حلم قبل قليل، هل تذكرين؟ 
لا لا أذكر، يبدو أن حلمك كان مزعجا جدا.
كيف سأعرف أنني الآن في اليقظة؟
قلت لهااقرصيني.
قرصتني بشدة وهي تضحك، فصحت متألما:
على مهلك، لست عدوك لتقرصيني بهذه الشدة
خيرا إن شاء الله حدثني؟
  • لا أعرف إن كنتُ في حلم ثم استيقظت منه، أم أنني الآن في حلم،؟ لا أعرف أين أنا، ألم أغادر البيت قبل قليل؟
  • شكلك مسطول، قم جهز نفسك وسأعمل لك فنجان قهوة، لتحدثني عن هذا الحلم الذي غير حالك هذا الصباح.

نهضت بالبيجامة، ذهبت لأفتح الباب رويدا، رويدا كي أتفقد مكان الجريمتين، فلم أر أفعى، ولا أسدا.
 خرجت من باب البيت حافيا أتفقد معركتي مع الأسد، ومع الأفعى، فكان جارنا يقف بالخارج مع كلبه، فجأة تحرك كلبه غير المربوط باتجاهي فلحق به صاحبه ليمسك به، وكان ينادي عليه أن يقف، لكن الكلب كان أسرع منه فهجم علي، دافعت عن نفسي لكنني أصبت بخدوش فأخدني جارنا للمستشفى فورافي الطريق كنت في ألم شديد، ففقدت وعيي.
فجأة شعرت بيد على كتفي تهزني بلطف، رفعت عيني فإذا بها الموظفة التي تعمل معي، تربت على كتفي وتقول لي:
دق جرس العمل، يبدو أنك سهوت؟ هل أنت بخير؟
بخير؟ أين أنا؟
أنت بالشغل على مكتبك بعد الغذاء ذهبتَ في قيلولة كعادتك.
يعني لم يكن هناك كلب هجم علي؟
ضحكتْ:
كلب؟ أنت تكره الكلاب فكيف تحلم بها؟
دققت في جسمي فلم أر شيئا، انتابتني الحيرة، صرت كالتائه وسط الصحراء.
هل أنا بكامل قواي العقلية؟ أم أنني أصبت بالزهايمر؟ لم أعد أميز الأشياء، والحلم من اليقظة.
في اليقظة نتمنى أن نكون في حلم لنهرب من واقعنا، وفي الحلم نتمنى لو كنا في اليقظة خصوصا عندما يكون الحلم جميلا.

حملت هاتفي واتصلت بزوجتي، ردت فورا، وهاجمتني بأسئلتها
ما الذي فعلتَه؟ 
  • هل فعلتُ شيئا لا أعرف عنه؟ شيء غير طبيعي يحدث معي،  سألتهاعم تتحدثين؟
  • يا سلام؟ وتتجاهل ما فعلتَ؟تتركني أحضر لك فنجان القهوة ثم تغادر البيت دون إعلامي بذلك، وحتى دون أن تشرب فنجان القهوة الذي حضرته لك؟ عندما اتصلت بك تقول لي أنك مشغول، وتغلق الهاتف!! أغاضب مني أنت؟؟
  • أبدا، لكني لا أذكر قصة قهوة هذا الصباح
  • لا هذا كثير، أتسخر مني؟ غير معقول أن تتظاهر بالنسيان؟ هذا الصباح بعد أحلامك التي أيقظتني من أحلامي السعيدة.
  • ألم تسمعي صراخي والكلب يعض يدي؟
  • حبيبي أنت بحاجة لطبيب، ما هذه الأوهام؟ أفعى، أسد، كلب؟
  • اسمعي سأحضر للبيت الآن لنتناقش، لا أعرف ماذا يحصل معي، أشعر كأنني أتحدث معك في الحلمهل أنا في حلم؟
  • ما الأمر؟ ما الذي أصابك؟ سأنتظرك،

قلتُ لزملائي في العمل سأغادر لأمر اضطراري.
ركبت السيارة واتجهت نحو البيت، وأنا في حيرة شديدة
هل أنا في حلم الآن؟ أم حقيقة؟ لماذا كل ما اعترضتني مشكلة استيقظت من النوم؟ كنت أقود السيارة، وأنا شارد الذهن.
فجأة لم أنتبه للإشارة الضوئية بأنها حمراء، فاصطدمت شاحنة تقطع الطريق بسيارتي، ورحت في غيبوبة.

عندما فتحت عيني كنتُ أجلس على شط جميل، نسيم البحر كان منعشا، وبجانبي امرأة جميلة كانت مستلقية في ملابس البحر، وعندما عرفَتْ أنني أفقت من نومي ابتسمت وقالت لي:
  • صح النوم حبيبيما رأيك بالرحلة؟
نظرت إليها، مستغربا، تقول لي حبيبي مع أنني لا أعرفهاهل نسيتُها؟ وهل ينسى الإنسان زوجته؟ هل أنا في حلم؟ أم نسيت أين أنا؟ خفت أن أبدو غبيا، فبادلتها الابتسامة، وقلت لها:
كم مر على نومي هنا؟
بعض الوقت، فقد أتعبتك السباحة، كدتَ تغرق لولا أنني أيقظتك هاهاها، وتدعي أنك تجيد السباحة؟!
أيقظتْني من الغرق؟ أي غرق، كل ما أذكره أنني كنت في الطريق للبيت وحصل معي حادث سيارة، لا بد أنني قد مت وأنا الآن في الجنة، وهذه الحور العين.
قالت لي بم تفكر؟ قلت لهابالجنة.
ضحكت وقالت:
هل سئمت مني لتحلم بالجنة؟ عرفتُ حينها أنني في الأرض فقلت لهاكل مكان أنت فيه جنة.
اقتربت مني وطوقتني بذراعيها ونسيت نفسي
فجأة شعرت بيد تهزني، فتحت عيني فإذا بصديق قديم يجلس بجانبي على درج باب العمود في القدس يقول لي:
وحد الله
لا إله إلا الله
يبدو أنك كنتَ تحلم بأيام زمانكنتَ تحلم وأنت في غفوتك وشفاهك تتحرك يمينا وشمالا، والمارة يضحكون عليك ….
نظرتُ إليه غير مصدقأنا في باب العمود؟
نعم، أنسيتَ أين أنت؟
ما الذي أتي بي هنا؟ هل أنا في حلم؟
  • كنتَ في حلم، والآن أنت هنا، في الحقيقة في قلب القدس
  • أمتأكد؟
  •  طبعا، انظر هؤلاء بعض جنود الاحتلال قادمين نحونا.
اقترب بعض الجنود منا، وطلب مني أحدهم بطاقة الهوية، قدمت له بطاقة قديمة، نظر إليها، ثم قال
هذه بطاقة قديمة انتهى مفعولها، هيا تعال معنا.
قيدوا يدي ثم قادوني باتجاه سيارتهم كأنهم ألقوا القبض على مطلوبتركني صديقي القديم لمصيري، ووعد أن يبلغ أقاربي.

في الطريق فتشوني، فعثروا على جواز سفري الأجنبي، دقق به أحدهم ثم قال:
أين الفيزا؟ 
بحثت له عنها فلم أجدها يبدو أنني نسيتها في البيتانهالت علي أسئلتهم، فلم أرد على أي منهاما الذي سيفعلونه؟
اغتاظ الجندي من عدم الرد عليه فضربني، فشتمته، وبصقت عليه، فانهالوا جميعا علي يضربونني في كل مكان، حتى فقدت وعييبعد لحظات كنت في المستشفى فتحت عيني لأجد حولي الأطباء،  وقوات من الشرطة، ثم عدت لغيبوبتي.

لم أعرف كم من الوقت مر قبل أن أفتح عيني من جديد لأجد أخي يلتقط لي فلما، وهو يضحك، نظرت حولي بغرابة، أأنا في السينما؟
ضحك بأعلى صوته، وقال ساخرا:
أكيد أعجبك فلم الليلة؟
هل كنا نشاهد فلما؟
  • هاهاها طبعا، وأنت أمضيت معظم الوقت نائما، وشخيرك أزعج المشاهدين، فكانوا يرمون عليك حبات الذرة لتستيقظ.
  • ولم لم توقظني؟
  • أيقظتك مرات كثيرة، وكنت بعد عدة ثوان تعود للنوم من جديدوعندما انتهى الفلم قررت أن أصورك لأنشرها في الفيسبوك ليضحك الشباب.
سألتهمتى عدتُ من القدس؟
القدس؟ وهل كنتَ في القدس؟ لم تخبرني!!
يبدو أنني كنت أحلم.
ضحكنا، وبكيتُ وحديهل أنا في حلم؟ متى أعود من أحلامي، رأسي سيتفجر.
في الطريق إلى البيت كنت أبحث عن طريقة أتأكد فيها بأنني أعيش الحقيقة ولست في حلم جديد.
كان رأسي يولمني، بدأت أشعر بألم في كل مفاصلي، عيوني تغلق رغما عني حاولت أن أفتحها فرأيت أشباحا أمامي، دققت قليلا فرأيت امرأة بلباس أبيض تتقدم مني مبتسمة ثم تمتمت بشيء لم أسمعه جيدا فقد اختل السمع عندي، بعد ثوان، تقدم طبيب يبتسم ويشير بيده ويتحدث كلاما لم أستطع تمييزه، هل أنا في المستشفى؟ لكن أي مستشفى؟ لقد دخلت مستشفيات كثيرة.
بدأت عيوني تستسلم للنوم، وأنا أتمتمأين أنا، أين أنا أين أ……..؟




Adel Salem

unread,
Nov 21, 2018, 11:08:57 PM11/21/18
to dewan-ala...@googlegroups.com, Adel Salem, ديوان العرب مجموعة ١ مجموعة ١
مُسابقة «ديوان العرب» الثامنة للقصة القصيرة

 دورة الأديب الراحل د. إبراهيم سعد الدين

الدكتور مصطفى يعلى


بمناسبة مرور عشرين عاما على انطلاق «ديوان العرب»، قررت أسرة التحرير تنظيم الدورة الثامنة ضمن سلسلة المسابقات الأدبية التي اعتادت تنظيمها دوريا للأدباء العرب الشباب. وقد ارتأت في هذا الصدد تخصيص هذه الدورة للقصة القصيرة (وليس القصة القصيرة جدا، ولا القصة الطويلة، أو التي يطلق عليها الرواية القصيرة)، على أن تفتح في وجه المبدعين الشباب من الكتاب العرب. كما قررت إهداء هذه الدورة للراحل المرحوم الدكتور إبراهيم سعد الدين، اعترافا بتفانيه قيد حياته في تقديم كثير من جهده ووقته لهذه المجلة، وسعيه إلى تطويرها بأفكاره النيرة واقتراحاته المبتكرة وفاعليته الجادة.  


الأديب الراحل الدكتور إبراهيم سعد الدين


{{{شروط المُسابقة:}}}

1) مشاركة كل مرشح للتباري في المسابقة، بقصة واحدة فقط.
2) ألا يتجاوز عُمر المُتقدم للمسابقة في نهاية العام الحالي الأربعين عاماً. أي مواليد ١٩٧٩ وما بعد.
3) يشترط ألا يكون قد سبق للقصة المرشحة للمسابقة أن نشرت بأحد المنابر، ولا تمت المساهمة بها في مسابقة ما. 
4) ترسل القصة المرشحة للمسابقة في ملف خاص بها.
5) تعد سلامة اللغة أساس المشاركة، فضرورة خلو القصة المرشحة للمسابقة، من مختلف الأخطاء اللغوية والإملائية والتركيبية، شرط أساسي في المسابقة. 
6) استخدام طاقم الأحرف العالمية المخصوصة بالحواسيب، من مثل Times New Roman، على أن تكون من قياس 14 نقطة،  وتكون القصة المرشحة محفوظة في ملف مايكروسوفت وورد  Word وليس PDF أو غيره. 
7) أن ترفق القصة المرشحة للمسابقة بما يلي:
أ ـ صورة شخصية نصفية حديثة للمتسابق. 
ب ـ نسخة ضوئية من بطاقة الهويّة أو جواز السَّفر أو أي وثيقة تُثبت تاريخ ميلاده. 
ج ـ سيرة ذاتية مركزة له، تتضمن:
ـ الاسم الكامل للمتسابق . 
ـ تاريخ الميلاد ومكانه. 
ـ الجنسية. 
ـ المستوى التعليمي. 
ـ الاصدارات القصصية إن وجدت.
8) ستنطلق عملية استقبال القصص المساهمة في المسابقة، ابتداء من تاريخ نشر هذا البيان، وتنتهي في ٣١ ديسمبر، كانون أول ٢٠١٨ ولن تُقبل أية قصة بعد هذا التاريخ.

9) تُرسل المُشاركات إلى عنوان ديوان العرب الإلكتروني التالي:
10) تُعلن نتائج المُسابقة وأسماء الفائزين في نهاية آذار ٢٠١٩ بعد انتهاء لجنة التحكيم من عملها.
11) يُمنح الفائزون جوائز مالية بالإضافة إلى درْع ديوان العرب، وذلك على النحو التالي:
 الفائز الأول: ١٢ ألف جنيه مصري
.
 الفائز الثاني: عشرة آلاف جنيه مصري.

 الفائز الثالث: ثمانية آلاف جنيه مصري.

12)  تنشر كافة القصص الفائزة في موقع ديوان العرب، فور الإعلان عن نتائج المسابقة. وقد تنشر أيضا بعض القصص غير الفائزة، إذا ما أوصت لجنة التحكيم بنشرها.
ولما كان الهدف من هذه المسابقة كسالفاتها، يرمي إلى تشجيع الكتاب الشباب على الإبداع والابتكار، فإنها تسعى أيضا إلى اكتشاف المواهب الشابة من كتاب القصة القصيرة الواعدين في العالم العربي. ومن ثمة، فإن أسرة (ديوان العرب) تنتظر من الكتاب الشباب العرب أن ينبروا لتجريب حظهم في هذه المسابقة، من أجل تحقيق الهدف الأدبي المتوخى منها.





===================
ديوان العرب

Reply all
Reply to author
Forward
0 new messages