العلاقات الإسرائيلية السورية تشير إلى العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية بين إسرائيل وسوريا. البلدين في حالة حرب منذ إنشاء دولة إسرائيل. تقاتل البلدين في ثلاث حروب وهي الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948 حرب الأيام الستة عام 1967 وحرب تشرين عام 1973 فيما تورطا لاحقاً في الحرب الأهلية اللبنانية وحرب لبنان 1982. وفي أحيان أخرى تم عقد اتفاقات تهدئة. بذلت من وقت لآخر جهود لتحقيق السلام بين البلدين دون نجاح.
لم تعترف سوريا قط بدولة إسرائيل ولا تقبل بدخول أشخاص يحملون جوازات سفر إسرائيلية إلى سوريا. كما تنظر إسرائيل إلى سوريا كدولة عدو وتحظر عموماً على مواطنيها الذهاب إلى هناك. لم يسبق أن كان هناك علاقات دبلوماسية بين البلدين منذ إنشاء كلا البلدين في منتصف القرن العشرين.
لم يكن هناك تقريباً أي علاقات اقتصادية أو ثقافية بين البلدين وحركة الناس عبر الحدود محدودة. وما زالت سوريا مشاركاً نشطاً في المقاطعة العربية لإسرائيل. وتسمح كلا البلدين بتجارة محدودة من التفاح لقرى الجولان الدرزية الواقعة على جانبي خط وقف إطلاق النار. وقد أصبحت حالة السلم على خط وقف إطلاق النار متوترة خلال الحرب الأهلية السورية التي بدأت في عام 2011 ولا تزال جارية لكن إسرائيل نجحت في عدم الانجرار إلى ذلك الصراع.
في عام 1982 غزت إسرائيل لبنان لطرد منظمة التحرير الفلسطينية. أرسلت سوريا قوات برية سورية بتعداد 40,000 جندي مدعومة بغطاء جوي من القوات الجوية السورية لمساعدة اللبنانيين وإستاطعت طرد القوات البرية الإسرائيلية خارج حدود لبنان وبذلك حكمت سوريا لبنان عسكريا من ذلك الحين حتى خروج الجيش العربي السوري من لبنان بعد اغتيال رئيس الوزراءاللبناني السابق رفيق الحريري 2005. استمرت سوريا البعثية بدعم المقاومة اللبنانية مما أدى إلى انسحاب إسرائيل في عام 2000.
عقدت الجولة الأولى من المحادثات العامة رفيعة المستوى التي كانت تهدف إلى تسوية دائمة للصراع بين إسرائيل وسوريا أثناء وبعد مؤتمر مدريد 1991 المتعدد الأطراف. طوال عقد التسعينات تفاوضت حكومات إسرائيلية عدة مع الرئيس السوري حافظ الأسد. تم أحراز تقدم ملحوظ إلا أنه باء بالفشل.
تضمنت النقاط الكبرى من العداء في عقد 2000 ضربة عين الصاحب الجوية (مهمة لسلاح الجو الإسرائيلي ضد المسلحين الفلسطينيين داخل الأراضي السورية) في عام 2003 وعملية البستان (مهمة لسلاح الجو ووحدة الكوماندوز الإسرائيليتين ضد ما يزعم أنه برنامج سوريا النووي) في عام 2007.
في هجوم عملية البستان الذي وقع في سبتمبر 2007 دمرت القوات الجوية الإسرائيلية منشأة زعمت إسرائيل أنها موقع نووي في منطقة دير الزور.[2][3][4]
في عام 2010 اتهم الرئيس السوري بشار الأسد إسرائيل بتقويض عملية السلام وحذر وزير الخارجية السوري وليد المعلم أنه في حالة نشوب حرب في مستقبل فإن الصواريخ السورية سوف تستهدف المدن الإسرائيلية. ورد وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان قائلاً أن الجيش السوري سوف يهزم في حرب مع إسرائيل وسيتم إجبار الأسد وأسرته على ترك السلطة. كما نصح ليبرمان سوريا بالتنازل عن مرتفعات الجولان.[5] شارك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لعدة أشهر في عام 2010 في مناقشات سرية بوساطة أمريكية مع سوريا.[6]
وقت عدة حوادث على خط وقف إطلاق النار الإسرائيلي السوري خلال الحرب الأهلية السورية مما وتر حالة السلام بين البلدان. تعتبر الحوادث امتداداً لاشتباكات محافظة القنيطرة منذ عام 2012 ولاحقاً الحوادث بين الجيش السوري والمتمردين التي تجري على الجانب الذي يسيطر عليه السوريون في الجولان والمنطقة المحايدة في الجولان وتورط حزب الله في الحرب الأهلية السورية. من خلال هذه الحوادث التي بدأت في أواخر عام 2012 واعتباراً من منتصف عام 2014 قتل مدني إسرائيلي وأصيب 4 جنود على الأقل بجروح في الجانب الذي تسيطر عليه سوريا من المقدر أن مالا يقل عن عشرة جنود قد قتلوا فضلاً عن اثنين من المسلحين مجهولي الهوية الذين حاولوا التسلل إلى الجانب المحتل الإسرائيلي من مرتفعات الجولان.[7]
في 19 ديسمبر 2015 قتل ثمانية أشخاص بمن فيهم سمير القنطار وغيره من القادة الميدانيين في حزب الله بسبب انفجار دمر مبنى سكني من ستة طوابق في جرمانا على مشارف دمشق.[8][9] ذكر حزب الله والوكالة العربية السورية للأنباء التي تديرها الحكومة أن المبنى دمر بصاروخ جو-أرض أطلقته القوات الجوية الإسرائيلية.[10][11][12] وأفادت مصادر تابعة للمعارضة السورية أن الطائرات الإسرائيلية هاجمت سبعة مواقع تابعة لحزب الله في منطقة جبال القلمون في 26 ديسمبر 2015[13] وهي تقارير نفاها حزب الله.
تبقى قضية منطقة الجولان أقصى جنوب سوريا هي أهم محاور الخلاف السوري الإسرائيلي حيث قامت إسرائيل بعد حرب الأيام الستة باحتلال الجولان وإقامة مستوطنات عليه فيما بعد.
أعقب ذلك محاولة سورية لاستعادته خلال حرب تشرين/أكتوبر 1973 , كما كان الخلاف الرئيس المعرقل لكل المفاوضات والاتفاقات التالية حيث تصر سوريا دائما على انسحاب إسرائيل من هضبة الجولان قبل أي نوع من التفاوض أو مباحثات السلام .[14]
في 2019 أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعترافه بضم إسرائيل لمستوطنات الجولان واستنكرت سوريا وعدد من الدول العربية هذا الحدث [15]
صدرت إسرائيل منذ عام 2004 التفاح إلى سوريا عبر معبر القنيطرة. في عام 2010 تم إرسال حوالي 10 آلاف طن من التفاح الذي يزرعه المزارعون الدروز في مرتفعات الجولان إلى سوريا.[16] ودعا الوزير الإسرائيلي أيوب قرا للتوصل إلى اتفاق مع سوريا على إمدادات المياه للمدن في مرتفعات الجولان. وتوفر سوريا اليوم عشرة في المائة من المياه في بلدة مجدل شمس الدرزية من نبع عين التفاح. وقد تم التوصل إلى هذا الاتفاق منذ 25 عاماً.[17]
نشر أرشيف الدولة الإسرائيلي الجمعة عشرات الوثائق السرية للمفاوضات التي جرت بين إسرائيل وسوريا قبل 50 عاما بوساطة وزير الخارجية الأمريكي آنذاك هنري كيسنجر.
وقال أرشيف دولة إسرائيل وهو وحدة تابعة لمكتب رئيس الوزراء في بيان اطلعت عليه الأناضول إنه نشر وثائق بعنوان "حكومة غولدا مائير والمفاوضات بشأن اتفاقية فصل القوات مع سوريا يناير/ كانون الثاني- مايو/أيار 1974".
وأضاف: "يتضمن المنشور نحو 40 وثيقة من مجموعات الأرشيف بما في ذلك محاضر اجتماعات الحكومة خلال فترة المفاوضات والتي تم فتحها مؤخرًا للدراسة".
وتتعلق الوثائق بالوساطة التي قام بها كيسنجر بين رئيسة الوزراء الإسرائيلية آنذاك غولدا مائير ورئيس النظام السوري السابق حافظ الأسد.
وقال الأرشيف الإسرائيلي: "في مثل هذا الأسبوع قبل خمسين عامًا في 27 فبراير/ شباط 1974 سلم وزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنجر قائمة بأسماء أسرى الحرب الإسرائيليين المحتجزين لدى السوريين إلى رئيسة الوزراء غولدا مائير وبذلك أنهى المرحلة الأولى من الاتصالات مع سوريا بعد حرب يوم الغفران (حرب أكتوبر)".
03c5feb9e7