: المنهج الحلزوني :-
تعد الطريقة الحلزونية في تصميم المنهج من التصميمات الحديثة لتنظيم المنهج التعليمي وقد جاء نتيجة تراكم المعلومات والمعارف في شتي مجالات العلوم والآداب وتقوم فكرة المنهج الحلزوني علي تكرار نفس المفاهيم مع تقدم المنهج وفي كل مرة علي مستوى أكثر عمقا واتساعا كلما انتقل المتعلم من حين لأخر . ويتم تطوير المنهج بالرجوع دائما إلي تلك المفاهيم الرئيسية بحيث يضاف عليها جديداً حتى يتمكن المتعلم من فهم العلاقة أو الرابطة التي تحكم تلك المفاهيم أو الخبرات بما يتيح للمتعلم الفرصة للإفادة منها وتطبيقها في مواقف جديدة ، وهكذا تختلف المادة الدراسية وعمليات التعلم في الدرجة بالنسبة للمتعلم ولكنها لا تختلف في النوع .
يبحث المنهج
الحلزوني في العلاقة الرأسية بين المفاهيم ، إذ تقدم المفاهيم في نظام حلزوني
يزداد عمقا واتساعا كلما تقدّم المتعلّم في صفوف الدراسة ، فالتنظيم الحلزوني
لبناء المنهج يركز على مبدأ الاستمرار والتتابع ، وزيادة مستوى العمق للموضوع نفسه
، أو المجال المعرفي المقدم للمتعلمين على مدار الصفوف الدراسية ومراحل التعليم (
طعيمة وآخرون 2008)
إنّ فكرة المنهج الحلزوني أو
اللولبي تقوم على رؤية برونر التي تدعو إلى الرجوع إلى الأفكار الرئيسة والتأسيس
عليها فيما هو جديد ، ولا يعني اعتماد هذا النوع أن المادة الدراسية تختلف في
نوعها ، إنما الاختلاف في العمق والمستوى ، بحيث تبدأ المادة الدراسية من نقطة
ضيّقة تزداد عمقا واتساعا مع تقدم المستوى الدراسي ، فمثلا موضوع المبتدأ والخبر
يتم تناوله في المرحلة الابتدائية بنطاق ضيق ويزداد عمقا واتساعا في المرحلة
المتوسطة وهكذا عند تقدم المستوى الدراسي ومراحل التعليم بالنسبة للمتعلم ، مع مراعاة
تنظيم المعرفة واستمرارها بشكل منطقي متدرج من البسيط إلى المركب ومن السهل إلى
الصعب ، للتأكيد على تكامل المعرفة وارتباطها رأسيا
ويقترح راشد الكثيري أن يتم البدء باستخدام التكامل الرأسي (المدخل الحلزوني) في بدايات مراحل التعليم الرسمي، على أن توضح خرائط منهجية كدستور تنفيذ للعمل يتضح فيه: المجال ، والتسلسل ، والتوقيت ، والتداخلات المقصودة بين عناصر المحتوى المختلفة من داخل المقرر أو من خارجه، التي تدعم عمليات التعليم والتعلم، سواء أكانت بصورة مقررات إضافية أم أنشطة، وهذا أيضاً يدعم النمذجة الرياضية، حيث أن المعلم الجيد يستطيع البدء في مراحل التعلم الأولية بطرح المشكلات والموضوعات المناسبة للمستوى، وفي مستوى أعلى يقدم التطبيقات ذات الأفكار الأعمق ويتدرج في ذلك ليصل إلى مستوى تصبح فيه النمذجة نمطاً وسلوكاً عاماً للتعلم عموماً (الكثيري، 1995: 118).
مميزات المنهج الحلزوني :-
يتميز هذا التصميم المنهجي بما يلي :
1- انتقال مستوى إدراك الفرد وانفعالاته بالتدريج إلي مستوى أعلي ينتج عنه تنمية خبراته مكتسبة .
2- يساعد المتعلم علي تذكر ما تعلمه بطريقة أسهل وأسرع .
3- يساعد علي تحقيق التكامل الرأسي بين الموضوعات أو المفاهيم أو الخبرات وفهم العلاقة بينها .
4- يساعد المتعلمين علي إدراك الأمور الأكثر تعقيداً تبعا لقدراتهم العقلية ومستوى نضجهم وتطور ميولهم واهتماماتهم .
عيوب المنهج الحلزوني:-
بناء هذا النوع من المناهج عملية ليست سهلة، وتحتاج لخبراء متخصصين، والتركيز على التكامل الرأسي بين الموضوعات يكون أحيانًا على حساب التكامل الأفقي بينها، كما قد يكون التكامل الرأسي بين الموضوعات شكليًا، يؤدي ذلك إلى تكرار بلا فائدة، وأن هذا المنهج قد لا يكون هو الأنسب لجميع موضوعات والمجالات المعرفية.