أنصار منهج المواد قاموا بمحاولات عديدة من أجل تحسين صورة هذه المناهج ، من هذه المحاولات ظهور ما يعرف بمنهج المواد المترابطة ولكن الربط لم يؤد ثماره ، فقاموا بدمج المواد المتشابهة تحت ما يعرف بمنهج المجالات الواسعة ، ولكنه ظل الدمج فقط في غلاف الكتاب وبقية المواد منفصلة داخل الكتاب الواحد
مفهوم منهج النشاط كما يرام ( الوكيل ، المفتي ،2005 ) منهج النشاط هو الناطق باسم التربية الحديثة في مجال المناهج إذ أنه قد نقل محور الاهتمام من مادة الدراسة إلى التلميذ فبدلاً من التركيز على تزويد التلاميذ بالمعلومات تم اختيار أنسب الطرق لتدريسها وأفضل الأساليب والوسائل لقياسها وهذا ما كان يقوم به منهج المواد, أصبح المنهج يركز على التلميذ وجعله محور العملية التعليمية والتربوية ومعنى ذلك الاهتمام بميوله وحاجاته وقدراته واستعداداته وإتاحة الفرصة له للقيام بالأنشطة التي تتفق مع هذه الميول وتعمل على إشباع تلك الحاجات. ومنهج النشاط يطوع المنهج للتلميذ بدلاً من إخضاع التلميذ للمنهج كما كان الحال في منهج المواد.
مفهومه
هو منهج يوجه عنايته الكبرى إلى نشاط التلاميذ الذاتي وما يتضمنه هذا النشاط من مرور التلاميذ في خبرات تربوية متنوعة تؤدي إلى تعلمهم تعلما سليما مرغوبا فيه والى نموهم نموا متكاملا في كافة جوانب النمو.
مميزات منهج النشاط
1- يساعد التلاميذ على فهم المجالات المعرفية بصورتها الحقيقة كنسيج متكامل ومتشابك من المعلومات وعمليات البحث والتفكير العلمي المنطقي المبدع: فالتلميذ في ضوء هذا المنهج لا يتلقى معارف منفصلة من المجالات المختلفة ولكنه يتوصل من خلال البحث إلى ما يتحاج إليه من معلومات أيا كانت المجالات التي تنتمي إليها تلك المعلومات.
2-يسهم في تحقيق النمو الشامل المتكامل للتلميذ: إذ أن تأسيس مشروعات التعلم على أساس ميول التلاميذ يعمل على تحقيق ذواتهم وتنمية جوانب شخصياتهم.
3-يساعد هذا المنهج في اكتشاف ميولهم المهنية: وبالتالي فانه يسهم بشكل ممتاز في توجيههم لنوع الدراسة المستقبلية التي تنسجم مع تلك الميول فينجح التلميذ في دراسته لأنه التحق بها على أسس قوية من المعرفة بذاته.
4- يسهم هذا التنظيم مساهمة فعالة في أعداد الشخصيات القيادية والمفكرة والاجتماعية: إذ أن استمرار اشتراك التلاميذ في مشروعات التعلم على أساس من العمل الجماعي ينمي المهارات الاجتماعية ويدرب التلاميذ على تبادل الأدوار أثناء العمل ما بين عضو في جماعة إلى رئيس أو مسئول عن الجماعة.
5-يستغل هذا المنهج الطاقة والنشاط الفائضين لدى التلاميذ:حيث يسمح للتلميذ بإطلاق طاقته بصفة دائمة أولا بأول مستغلا هذه الطاقة في التعلم والعمل من اجل مزيد من الخبرة وإشباع الحاجات والميول.
عيوب منهج النشاط
1- من الصعب تحديد الميول والحاجات والمشكلات الحقيقية للتلاميذ.
2-يقلل من المسؤولية الاجتماعية للمدرسة.
3- قد يهمل كل من الماضي والحاضر والمستقبل نتيجة تركيزه المفرد على الحاضر.
4-قد يترك هذا المنهج ثغرات خطيرة في الخبرات التعليمية للمتعلم.
5- يصعب تنفيذ هذا المنهج في المدارس بشكلها الراهن وبالمعلمين غير المعدين الاعداد الكافي والمناسب لهذا النوع من المناهج.
ظهور مناهج النشاط:
لقد ظهر منهج النشاط أولا في المدرسة التجريبية التي أقامها جون ديوي وألحقها لكلية التربية في جامعة شيكاغو
1890.
ظهور منهج النشاط:
يعد منهج النشاط إحدى المحاولات الناجمة عن الانتقادات الموجهة لمنهج المواد الدراسية المنفصلة. وقد صمم خصيصا للتغلب على السلبية في الموقف في التعليمي من جانب ومراعاة حاجات وميول التلاميذ في المنهج من جانب أخر.
وينطلق هذا المنهج من عدة تبريرات مؤدها: أن التلاميذ يتعلمون فقط ما يخبرونه أو ما يكتسبونه من الخبرة كما إن التعلم المرتبط بأهداف نشطة وينبع من الخبرة يترجم تلقائي في تغيرات سلوكية كما إن التلاميذ يتعلمون بطريقة أفضل من الأشياء التي ترتبط في أذهانهم بحل مشكلات حقيقية أو فعلية وتساعدهم على أِباع احتياجاتهم وترتبط ببعض ميولهم.
فإذا أردنا تعليم التلاميذ التفكير المنطقي مثلا فأن ذلك يحتاج إلى الاكتفاء بمجرد دراسة قضايا أو دراسة مواد مرتبة منطقيا.
ولكي يتحقق التعلم النشط يحتاج المتعلم للقيام بأنشطة حيوية بالنسبة له يستطيع من خلالها تحقيق أهداف وإشباع احتياجات شخصية كما أن التعلم يحدث أثناء البحث عن حلول أو الوصول إلى أهداف أو التفكير في الوصول إلى أهداف معينة.
ويعتمد منهج النشاط على أربعة دوافع أساسية تتمثل في الأتي:
الدافع الاجتماعي: الذي يبدو في رغبة التلميذ في المشاركة مع من حوله في القيام بأدوار هامه عن طريق اللعب والحركة والعمل.
الدافع البنائي:الذي يبرز في تشكيل التلميذ للمواد الخام في صورة أشياء مفيدة وكذلك قيامه باللعب وأدائه لحركات إيقاعية وتشكيل الأشياء وبنائها
.
الدافع للبحث والتجريب: الذي يبدو في قيام التلميذ بعمل بعض الأشياء من أجل معرفة ما يحدق أو ما يترتب على ما يقوم به ويتضح في محاولة التلميذ للاكتشاف والتعرف على نتائج نشاطه ومحاولاته.
الدافع للتعبير: الذي يبدو في تعبير التلميذ عن ميوله عندما يتفاعل مع غيره من الزملاء أو الأقران ويتمثل في قدرات التلميذ على الاتصال والإبداع والتخيل . .
مثال على منهج النشاط :
خطوات عمل المشروع كتطبيق لمنهج النشاط :
1-اختيار المشروع:لاختيار المشروع أهمية كبيرة لأنه الأساس الذي تبنى عليه بقية الخطوات فإذا ما أسيء اختياره فلن يحقق الأهداف التربوية المرجوة منه وينتج عن ذلك مجهودات كبيرة يقوم بها التلاميذ دون فائدة تذكر ويجري اختيار المشروع عن طريق مناقشة جماعية يشترك فيها المدرس مع التلاميذ ويقوم فيه المدرس الفرصة للتلاميذ لاقتراح بعض المشروعات ثم تدور حول مدى أهمية وفائدة كل مشروع مقترح ومدى موافقة المجموعة على المشروع وحتى إذا وافق جميع التلاميذ على مشروع معين ولكنه محدود الفائدة فمن واجب المدرس التدخل في هذه الحالة لإلقاء الضوء على المشروع المقترح بحيث يظهر لهم ما به من عيوب للبحث عن مشروع أخر يراعي لمجموعة من الأسس وهي:
أ- أن يكون المشروع: متمشيا مع ميول التلاميذ مشبعا لحاجاتهم: فهناك مشروعات تركز على حاجاتهم ولا تهتم كثير بالميول فمن المستحسن أن تراعي الميول والحاجات في وقت واحد .
ب- أن يكون المشروع مرتبطا بواقع حياة التلاميذ: حتى تكون فائدته ملموسة وشاملة وتنفيذه سهل ويتيح الفرصة لربط المدرسة بالمجتمع على نطاق واسع.
ج- أن يتيح الفرصة لمرور التلاميذ بخبرات متنوعة ويعمل على تحقيق أهداف متعددة: من الضروري ان يعمل المشروع على مرور التلاميذ بخبرات متنوعة بحيث تغطي كافة المجالات.
د- أن تكون المشروعات متنوعة ومتوازنة ومترابطة: بمعنى تغطيتها لمادية متنوعة .
ك- أن يراعي المشروع إمكانات التلاميذ والمدرسة والبيئة : ومن المفروض أن يراعي المشروع الذي يتم اختياره قدرات التلاميذ واستعداداتهم وظروف معيشتهم وإمكاناتهم المادية كما عليه مراعاة اماكانات المدرسة والبيئة .
ل- أن يتم المشروع في وقت محدد ومخططا له مسبقا: حيث يجب مراعاة الفترة الزمنية التي يستغرقها إذ يجب إلا يستغرق المشروع مدة طويلة حتى يتمكن التلاميذ من القيام بعدة مشروعات أخرى.
2-وضع خطة المشروع: من المفروض أن يقوم بها التلاميذ تحت إشراف وتوجيه المعلم وعادة ما يقع التلاميذ في أخطاء كثيرة عند وضع الخطة وهنا يجب على المعلم أن يتدخل ليصحح الخطة ويبين للتلاميذ النتائج التي قد تترتب عليها وضع الخطة ومن الضروري مراعاة النقاط التالية:
- أن تكون أهداف المشروع واضحة جدا بالنسبة للتلاميذ حتى يسهل عليها اختيار الانشطة والوسائل التي تعين على تحقيقها.
- تحديد الأشياء والمواد التي يلزم الحصول عليها لتنفيذ المشروع وكذلك تحديد كيفية الحصول عليها
- تحديد خطوات المشروع وما هو الواجب عمله في تنفيذ كل خطوة والمدة اللازمة لتنفيذها.
- تحديد الأنشطة اللازمة ووضع خطة لتنفيذ كل منها.
- تحديد الدور الذي تقوم به كل مجموعة من التلاميذ وكذلك الدور الذي يقوم به كل فرد داخل المجموعة وفقا لقدراته واستعداداته وميوله.
3- تنفيذ المشروع : عند تنفيذ خطة المشروع يتابع المعلم التلاميذ بحرص واهتمام حتى يتمكن من توجيههم وإرشادهم وليس معنى ذلك أن يتدخل المعلم عند وقوع التلميذ في خطأ ما عند تنفيذ بل عليه أن يتركه حتى يفهم خطاه بنفسه لأن التلميذ كثيرا ما يتعلم من أخطائه ومن واجب المعلم التدخل فقط عند الضرورة وخاصة عندما يدرك بان التلميذ قد وقع في خطا بالغ في تنفيذ المشروع حتى لايحدث انحراف في خط السير المرسوم وحتى لا يتعثر التلاميذ بطريقة تعوقهم عن المضي في التنفيذ.
4- تقويم المشروع : بعد الانتهاء من تنفيذ المشروع يقوم التلاميذ تحت توجيه وإرشاد المعلم بمناقشة ما تم عمله وذلك للحكم على المشروع وفقا للنتائج التي توصلوا إليها.
- الأهداف
هل تحققت الأهداف التي وضع المشروع من اجلها؟
وما هي الدرجة التي تحقق بها كل هدف؟
وما هي المعوقات التي وقفت أمام تحقيق بعض الأهداف ؟
كيف تمت مواجهة هذه المعوقات؟
- الخطة
-
هل كانت الخطة التي وضعها التلاميذ دقيقة ومحكمة؟
هل تعديل في جوانب الخطة أثناء التنفيذ؟
هل تم تنفيذ الخطة في الوقت المحدد لها؟
هل كانت الخطة مرنة بدرجة كافية؟
- الأنشطة
هل كانت الأنشطة التي قام بها التلاميذ متنوعة؟
هل حققت هذه الأنشطة أغراضها؟
ما مدى إقبال التلاميذ على هذه الأنشطة؟
هل توفرت الإمكانات اللازمة لتحقيق هذه المشكلة؟
هل انتهت الأنشطة في الوقت المحدد لها؟
- مدى تجاوب التلاميذ مع المشروع
هل اقبل التلاميذ على المشروع بحماس؟
هل كان بينهم تعاون عند تنفيذه؟
هل أحس التلاميذ بالارتياح بعد الانتهاء من المشروع؟