بعد النجاح الكبير الذي حققه فيلمه الأخير شباب شياب داخل الإمارات وخارجها في السعودية والعراق دخل المخرج العراقي ياسر الياسري تجربة جديدة في السينما حيث تولى إخراج فيلم مصري للمرة الأولى بعنوان 122 من نوعية أفلام دراما الرعب النفسي وتم تنفيذه لأول مرة أيضاًِ في تاريخ السينما العربية بتقنية رباعية الأبعاد 4DMAX متربعاً على شباك التذاكر في مصر محققاً إيرادات 10 ملايين جنية في أول أسبوع من عرضه ما اعتبره الياسري رقماً قياسياً خلال فترة قصيرة.
122 بطولة طارق لطفي وأحمد الفيشاوي وأحمد داوود وأمينة خليل و محمد لطفي و جيهان خليل وأسماء جلال ومحمود حجازي وتأليف صلاح الجهيني وتم عرضه مؤخراً في صالات السينما الإماراتية وحول هذه التجربة الجريئة قال الياسري في حواره مع الاتحاد: بعد أن حققت المعادلة الصعبة في شباب شياب بالمزج بين مضمون فيلم للعرض في المهرجانات المحلية والعالمية وفي الوقت نفسه ينافس على شباك التذاكر في العرض التجاري وجدت أن 122 نقلة نوعية لي من الناحية العملية أو الشخصية فعندما قرأت السيناريو تحمست كثيراً خصوصاً أنني أخرج أول فيلم مصري لي.
وتابع: كما كونت من الناحية الشخصية صداقات مع صناع السينما في مصر سواء ممثلين أو منتجين استقبلوني واحتضنوني ولم أشعر إطلاقاً بأنني شخص غريب إنما كانوا يشعرونني دائماً أنني في بيتي الثاني وبين عائلتي وهذا الأمر أدى إلى حالة فنية مكتملة عناصر نجاحها الحب والمودة والألفة فيما بيننا حيث كان طاقم العمل يعمل بجد حتى يظهر عملاً فنياً مختلفاً.
كسر القاعدة
وعن طبيعة الفيلم ونوعيته الجريئة أوضح الياسري أن نوعية أفلام الرعب والتشويق قليلة التداول في الوطن العربي وأعمال الكوميديا والأكشن هي التي سيطرت على المشهد السينمائي بحكم دخول المنتجين في تنفيذ أعمال لا تخرج من هذا النطاق ما جعل المشاهد يتعود على مشاهدة هذه النوعية فقط وقال: الأفلام العالمية متعددة الألوان ففي سينما هوليوود يحرص محبو السينما على مشاهدة أفلام الرعب والموسيقى والحرب والدراما والتاريخي وتحقق جميعها أرقاماًِ قياسية في الإيرادات لكننا حصرنا أنفسنا سواء من ناحية الصناع أو المشاهد على إنتاج ومشاهدة نوعية محددة من الأفلام لذلك فجاء 122 لكسر القاعدة ونقل المشاهد إلى نوعية جديدة من أفلام التشويق.
لا يصلح
وعن أسباب اختياره لإخراج 122 ودخول الساحة المصرية من خلال هذا الفيلم قال: لدي معرفة سابقة بمنتج العمل سيف عريبي وتعجبني أعماله السينمائية السابقة مثل فيلمي القرد بيتكلم والهرم الرابع وعندما تحدث معي عن فكرة فيلم رعب تشويق أعجبتني الفكرة وعندما قرأت ملخص الفيلم وافقت على تنفيذه فوراً خصوصاً أنني من عشاق التغيير والتجديد في الفن السابع لافتاً إلى أنه علم بأن هذا المشروع قد عرض سابقاً على بعض المخرجين لكنهم اعتذروا عنه نظراً لتخوفهم من التجربة وتوقعهم بأنها لا تصلح للسينما العربية. وأضاف: ما جعلني اختار هذا الفيلم لخوض التجربة في السوق السينمائية المصرية أنه لا يقدم مشاهد رعب ودموية فقط إنما لديه محتوى هادف حيث يسلط الضوء على قضايا مهمة منها تجارة الأعضاء البشرية والإدمان وأثره في تفكك الأسرة.
تأثيرات ذكية
أما بالنسبة لتوظيف التأثيرات الذكية وتنفيذ الفيلم بتقنية رباعية الأبعاد فقال الياسري: قررت ذلك قبل بدء التصوير بأسبوع تقريباً حيث شعرت بعد أن شاهدت مواقع التصوير إلى جانب الديكورات وطبيعة العمل أن الفيلم يصلح لتنفيذه بتقنية 4DX فعرضت الفكرة على المنتج سيف عريبي ووافقني الرأي ووفر متطلبات الإنتاج لتنفيذ الفكرة ليكون أول فيلم عربي مصري يعرض بهذه التقنية لافتاً إلى أنه على الرغم من أن تصوير الفيلم بتقنيتين في الوقت نفسه 4DX و2D أرهقته كثيراً إلا أن كان يضع أمام عينيه تطور السينما العربية ومواكبتها للتقنيات الحديثة.
ميزانية كبيرة
توقع الياسري أن يفتح هذا الفيلم الباب لصناعة مزيد من أفلام الرعب من منطلق أن ما ينجح ويحقق انتشاراً يبدأ الجميع في تنفيذ أعمال على الوتيرة نفسها لذلك من المتوقع أن يتم إنتاج أفلام من هذه النوعية في المستقبل خصوصاً أنه تم استقباله من الجمهور المصري بنجاح كبير منوهاً أن ما ينقصنا لتنفيذ أفلام رعب وتشويق مماثلة لأفلام هوليوود الصناعة التي تتطلب ميزانية كبيرة ووجود شركات إنتاج وجهات داعمة للسينما للتمويل.
صعوبات
حول الصعوبات التي واجهها في إخراج فيلم من هذه النوعية أوضح ياسر الياسري أن أكثر ما واجهه في البداية عدم تعود فريق العمل على تقديم وتأدية فيلم بهذه النوعية ففي تاريخ السينما العربية لم يتم تقديم فيلم يحوي جرعة زائدة من مشاهد القتل والجريمة والدموية لكن بعد فترة من التصوير تعود الجميع على الأمر وتقمصوا الشخصيات بالشكل المطلوب حتى ظهر العمل بهذا الشكل المميز في السينما العربية.
ومن ضمن الأفلام التي تحدثت عن الراحل ياسر عرفات عدة أفلام وثائقية قدمها المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي وبينها يوميات الحصار على بعد أمتار أخي عرفات وعذرًا سيدي الرئيس وبخلاف الأفلام الوثائقية التي قدمها مشهراوي تحدثت أغلب أعماله عن القضية.
ولعل أبرز هذه الأفلام حتى إشعار آخر من تأليف وإخراج مشهراوي ودارت أحداثه حول عائلة فلسطينية في أثناء فرض حظر التجوال على قطاع غزة عام 1993 وتحويل البيوت إلى معتقلات لأهل فلسطين.
وقدم المخرج الفلسطيني عددًا آخر من الأفلام التي تحدثت عن القضية ومن بينها حيفا تذكرة إلى القدس انتظار عيد ميلاد ليلى فلسطين ستيريو رسائل من اليرموك.
وكحال مشهراوي المهتم في كل أفلامه بالقضية الفلسطينية ومعاناة الشعب الفلسطيني قدم في عام 1996 المخرج إيليا سليمان فيلمًا بعنوان سجل اختفاء الذي حصل على جائزة في مهرجان فينيسيا ودارت أحداث الفيلم حول عودة سليمان إلى أرض فلسطين ليرصد ما تغير فيها بعد السلام أملا في أن يحقق فيلما عنها وينتهي الفيلم دون أن يحقق حلمه.
وقدم أيضًا المخرج إيليا سليمان عددًا من الأعمال عن القضية الفلسطينية ومن بينها حرب الخليج وبعد سايبر فلسطين يد إلهية الزمن الباقي إن شئت كما في السماء.
يعتبر فيلم عُرس الجليل الذي عُرض عام 1987 من أوائل الأفلام الفلسطينية التي تحدثت عن القضية فدارت أحداثه في مدينة الجليل المحتلة حول عُرس ابن كبير القرية ويتشرط الحاكم العسكري للاحتلال الإسرائيلي حضور العُرس ليستعجب الجميع من هذا حضوره ومنهم من يقاطع العُرس وتُظهر أحداث الفيلم محاولة المستوطنين الاندماج مع أهالي فلسطين وسط عدم تقبلهم نهائيا واندلاع الأزمة بين الطرفين.
03c5feb9e7