http://adhamkhalil.blogspot.com/2011/04/blog-post_09.html
لا يحق لأي أحد حتى ولو كان فلسطينيا أن يسقط حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي لأن هذا الحق كفلته الشرائع السماوية والقوانين الدولية. من حقنا أن نكتب ونصرخ في وجه المحتل، من حقنا أن نطلق الرصاص والصواريخ على المحتل، من حقنا أن نفجر الأرض تحت المحتل في كل فلسطين. لايجدر بنا أن نجلد أنفسنا ونخجل من ضعف إمكاناتنا مقابل موازين قوة المحتل وننفي تأثير المقاومة الفلسطينية على الاحتلال الإسرائيلي. لا نملك إلا الفخر والعزة بكل فلسطيني شهيد، أسير وجريح ضحى بنفسه من أجل فلسطين.
ولكن بالمقابل يجب أن نتعلم نحن الفلسطينيين من تجاربنا ونضالنا ضد المحتل ونعيد حساباتنا داخليا وخارجيا.
يجب علينا ألا نتجاهل أننا نعيش في عالم ظالم ينصف ويدعم الجلاد على حساب الضحية. يجب أن ندرك أن أخوتنا العرب والمسلمين ضعفاء وأنهم إن دعمونا فلذلك غالبا أجندات وسياسات خارجية. لايمكن أن نستمر بالمكابرة بأن كلاشنكوف وصاروخ وعبوة قادرة على هزيمة دبابة وزورق وطائرة. خلال هذه اللحظات الاحتلال يستفرد بنا في غزة، قتل أكثر من عشرين وأصاب العشرات ودمر بيوتنا والعدوان لازال متواصلا، بالمقابل مازلنا صامدين نقاوم وأصبنا ثلاث اسرائليين وأشعرنا شعب المحتل بالخوف من خلال قصف المستوطنات بالصواريخ والهاون وأن يدركوا أن أمنهم لا يتحقق إلا من خلال السلام والعدالة. لا يمكن لنا أن ننكر بأننا ندفع ثمنا باهظا ونتمنى تدخل عاجل لوقف العدوان واتفاق تهدئة حكومة وأحزابا وشعبا، نتمنى التهدئة ليس لأننا خونة ومستسلمين ولكن بسبب إرهاب المحتل وتفوقه عسكريا وضعف العالم العربي والإسلامي ودعم أمريكا وغيرها للاحتلال. بالإضافة إلى انشغال العالم بالثورات الذي أدى لضعف التغطية الإعلامية لإرهاب الاحتلال والجرائم التي ترتكب بحق شعبنا. أعتقد أنه ليس من العيب أن نحافظ على كل قطرة دم فلسطينية لأن صراعنا مع الاحتلال طويل الأمد. إن التهدئة مع الاحتلال ليست كافية بل يجب أن تستغل في سبيل الوحدة الفلسطينية وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني. لايمكن لنا أن نهزم الاحتلال ونحن منقسمون على أنفسنا. قد يقول البعض أن المفاوضات لم تحرر أرضنا ولم توقف بطش المحتل واعتداءاته ولم تحرر أسرانا ولاحتى أقامت لنا دولة ذات سيادة. ولا يخفى على أحد أيضا أن مشروع المفاوضات كان يتخلله انتهاكات إسرائيلية للتهرب من الاستحقاقات السياسية يقابله رد فلسطيني بالعمليات الفدائية التي يستغلها الاحتلال في نسف كل الجهود واستمرار دوامة العنف بالمنطقة بمباركة عالم ظالم عاشق للدماء.واذا ما ذهبنا إلى خيار المقاومة فان الاحتلال يستخدم كافة وسائله ليريق دمائنا في ظل صمت دولي وضعف عربي وإسلامي، بالإضافة إلى اعتقادي منطقيا بعدم قدرتنا على تحرير فلسطين بالسلاح في ظل هذا الواقع الصعب. ليس من المنطق أيضا الحكم بان المفاوضات والمقاومة السلمية هي الخيار الصحيح أو أن نهج المقاومة العسكرية هو الخيار الصحيح، إننا نحتاج أن نفكر بمنطق الثمن الذي سندفعه مقابل كل خيار.
اعتقد أننا بحاجة لتبني الجميع لنهج المقاومة السلمية التي لن تحقق أحلامنا في بضع أيام، ليس فقط لأنها خيار بل أيضا لأننا مجبرون عليه في زمن الظلم والتخاذل. كما أنه بات واضحا للجميع بأن الأحزاب الفلسطينية التي تتبنى نهج المقاومة سرعان ما تناشد العالم للتدخل لوقف العدوان في ظل أي تصعيد إسرائيلي، فالمقاومة ليست بالشعارات والصراع بين الفصائل واستخفاف عقول الشعب. لقد أمضينا الكثير من الوقت الذي يحتم علينا معرفة الحقيقة والاعتراف بها حتى ولو كانت مرة. أعتقد أننا نحتاج إلى برنامج وطني يعمل الجميع من خلاله على بناء نموذج فلسطيني يجبر العالم على دعمه وإنهاء احتلال أرضه. لايمكن لنا أن نناضل سلميا تحت قيادة سلطة أو حكومة مستشري فيها الفساد والمحسوبية ، يجب أن تعتبر المساواة ، النزاهة والشفافية خطوط حمراء لا يمكن لأحد تجاوزها دون محاسبة ومحاكمة. ماذا لو استبدلنا ثمن صاروخ الجراد الذي يقدر ثمنه بآلاف الدولارات بعمل مشروع اقتصادي ينفق على أسرة فلسطينية،ماذا لو استبدلنا الأموال التي تنفق بملايين الدولارات على السلاح بتكاليف دراسة طالب في الجامعة، منحة ماجستير أو دكتوراه، و بناء مركز ثقافي. ماذا لو استبدلنا الكثير من الأموال ببناء مستشفى وجامعة وبناء نوادي رياضية لتعزيز الفرق الرياضية الفلسطينية والكثير من البدائل التي تعزز صمود الشعب الفلسطيني وبناء مجتمع تنموي يجبر العالم على احترامه وإعطائه حقوقه. ألا يعتبر ذلك مقاومة ضد المحتل أم أننا يجب أن نموت لنعتبر أنفسنا نضحي من أجل فلسطين. إن صراعنا مع المحتل لاينحصر في الجانب العسكري فقط بل انه صراع وجود وحضارة وثقافة.