كثيرٌ ما يعزي تطور الموارد البشرية الملحوظ في الأعوام الأخيرة إلى الاعتماد الذكي على التكنولوجيا وأدواتها الحديثة التي تدعم مديري الموارد البشرية وتطوّر من طريقة أدائهم للمهام وتجعل حياتهم أسهل ولكن هل يعني ذلك تراجعًا أو قصورًا فيما يُمكن أن تساهم به كُتب الموارد البشرية في عملية التطور في الحقيقة لا. العديد من كتب الموارد البشرية توفّر فرصًا لا غنى عنها للتعلّم والمعرفة واكتساب خبرات أشخاصٍ مهمين وذوي تأثير في مؤسساتٍ وجدت طريقها إلى العالمية في عالمنا اليوم مثل جوجل و وول ستريت وغيرهم.
في الواقع: لا! لن يكون ذلك مثلما تتصوّر فلكل مؤسسة هوّيتها وقيمها وأهدافها المستقلة. إذا كانت نيتك كمدير موارد بشرية هي فرض أسلوب ما أو سياسة معينة بإغفال العوامل السابقة في تقرير طريقة عمل ذلك فأنت ترتكب خطأً بديهيًا جدًا!
يلمّح الكاتب هنا في هذا الاقتباس إلى ما يعتبره محورًا رئيسيًا في أداء عمله. ويقول بأنه كثيرًا ما يعتمد على الاقتصاد السلوكي وعلم النفس البشري في طرح أمثلته وتحدّيات بيئة العمل التي شهدها في قطاعات مختلفة. ويكشف لنا عن الأسباب التي دائمًا ما جعلت جوجل بالتحديد إحدى أفضل بيئات العمل عالميًا: بتلقّيها ما يزيد عن مليون ونصف طلب توظيف سنويًا!
حاز الكتاب على تقييم أعلى من 4 / 5 من حوالي 70% من قارئيه على موقعيّ أمازون Amazon وجود رييدز Goodreads. وأبرز ما جاء في التقييمات أن الكتاب محوري جدًا في توثيق تجربة بناء بيئة عمل جوجل المميزة وأن الأفكار المطروحة به مثل توظيف العمال الأكثر ذكاءً وتوظيف لجان معينة تُعنى باختصاصات معينة كإدارة حركة الترقيات مثلًا أو صرف المكافآت وغيرها هي أفكار مُلهمة فعلًا و جديرة بالطرح ومحاولة التطبيق.
كتاب دليل الموارد البشرية هو كتاب صغير نسبيًا بالنسبة لمحتواه الذي يعتبر دليلًا شاملًا لعمليات الموارد البشرية بدءً من توظيف العمال وحتى التسريح أو الإقالة. تتعامل الكاتبتان شارون وباربرا مع أي مشكلة من خلال شرح مبادئ التعامل المهني معها واقتراح أدوات مُساعدة وأمثلة عملية من واقع تطبيقها في المؤسسات. منذ أن نُشر الكتاب في عام 2008 وهو يُعتبر دليل مُصغّر وعملي للبحث عن الحلول المناسبة خصوصًا للمديرين المنشغلين. ومن أهم موضوعاته: كيفية جذب العمال الموهوبين من خلال مواقع التواصل الاجتماعي والأوضاع القانونية السليمة التي تجنّب المؤسسة المُخالفات والدّعاوى القضائية. كما يناقش كذلك النقاط الخاصة بفترة توجيه العمال بعد التوظيف والأساليب المتعددة لتدريبهم وتطويرهم ونظام إدارة المزايا والمكافآت والتعويضات وغيرها من الأمور التي تجذب الكفاءات والمواهب في سوق العمل.