ALWEDAHE
( إن الله لايغير بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )
اللسان أهم أعضاء الجسم في الدنيا والآخرة وشأنه عظيم ومطلوب أن يبقى للإنسان حجه ودلاله وحصانه ومنبر وخلق, والذي له نظام وأخلاق خاصة وضعة الإسلام ، ولنتحدث يا إخوان عن هذا الرابط بينم الناس بالحب والعلاقات الحميدة والإحترام ولنستعرض بعض عظمة وأخلاق هذا اللسان الذي يعتبر مفاتيح العلاقات البشرية والذي بدونه لن تكون هناك علاقة وإرتباط بين البشر لأنه يقطع القلب وكما قالوا ( قطع السيف يشفي ، وقطع اللسان لادواء له).
يقول النبي صلى الله عليه وسلم : إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله، ماكان يظن أن تبلغ ما بلغت، يكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله، ما كان يطن أن تبلغ ما بلغت ، يكتب الله بها سخطه إلى يوم يلقاه).
فمن أخلاق اللسان : ( كف الأذى وآداب الحديث وعدم الكذب وعدم المرآه..)
فمن آفـــات اللسان وعدوه هو الصمت ولاكن إذا تكلم المرء ولايستطع الصمت فلا بد من ضوابط وحدود حتى عند الغضب تجعل للسان أخلاقاً خاصة وخطوط حمراء لايمكن تجاوزها ::
وألخـــــــــص من تلك الضوابط مايلــــــي:مثلاً:
1) المراقبة لله: وهي دليل الإيمان وأساسها أن يعلم الإنسان أنه ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد، هذا إن نطق ..فإن أخفى النطق إلى النجاه، قال تعالى( ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم). أما إذا كتم القول ولم يظهره ، وأبقاه في صدره فإن الله تعالى ( يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور).
إنها المراقبة الكاملة نستشعرها وندرك أن كلمة واحده قد تذهب بصاحبها إلى غضب الله.
2) المراقبة الإجتماعية: حيث أن الإنسان كتله من العواطف والأحاسيس وكائن إجتماعي يعيش بين الناس،، ووسيلة التعامل معهم هي اللسان ، يكسب به ويخسر به أحيانا ،وخسارة الناس من هذا الجانب لايمكن إصلاحها، ولذلك يجب أن ندرك ثلاث ضوابط :
أولها/ أن يسبق القول العقل، وإجعل عقلك خلف لسانك ، فإن نطقت فقد مرت على عقلك كلماتك فوزنها وتبين حسنها من خبثها ، أما العكس بأن تجعل لسانك خلف عقلك فهو سيصبح سوووووط يلزع ويمزق ويقتل حتى يقال بأنك مجنون وسفيه.
ثانيها/أن يلازم القول العمل، أو على الأقل أن يكون الشخص متأكد من قدرته على العمل بما يقول.. قال تعالى( أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون).
ثالثهما/ أن تدرك أثر اللسان، قالوا في الأمثال ( لسانك حصانك إن صنته صانك وإن هنته هانك)
وفي علاقاتنا الإجتماعية قد يقبل الإنسان كلمة طيبه مع الحرمان من المقابل المادي، ولايقبل كلمة إستهزاء أو سخرية أو قذف مع العطاء المادي .. فالكلمة الطيبة جوهرة لاتقدر بثمن تضل في القلوب وتسعد النفس وتبهج الخاطر وتزيد من المحبة والتواصل والكلمة الخبيثة تفسد كل شيء.
وإن المرء ليس معصوماً من الخطأ والزلات ولاكن هناك باب التسامح والمغفرة والصفح .. وشخصية الإنسان إذا كانت ممزوجة بالكبر والعنجهية والنرجسية التي لاتفارق عقله قد تكفي بأن تمنعه حتى من أن يعتذر أو يصلح ما أفسده لسانه وتصبح هذه الصفات السيئة في الشخصية تقف عائقاً وتجعل اللسان دائماً خلف العقل ويضل الشخص مقبور في تعنته .. ويضل الشخص لايملك مفاتيح للعلاقات البشرية لأنه لايملك لســـــان.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قيل : يارسول الله ، إن فلانه تصلي الليل وتصوم النهار وتؤذي جيرانها ومن حولها بلسانها، فقال الرسول الكريم :( لاخير فيها ، هي في النار )
تحياتي
أبو نـــــــدى