نظم الإمام العراقي ألفيةً في علم مصطلح الحديث اختصر فيها كتاب معرفة أنواع علم الحديث لابن الصلاح ولم يكتف بالاختصار بل زاد بعض المسائل والأقوال والتعقبات على ما في كتاب ابن الصلاح[3] وقد نبه على هذا في ألفيته بقوله:
فلسنا بحاجة إلى الحديث عن أهمية الحديث وما يتعلق بالحديث وما يخدم علم الحديث وموضوع الدرس يخدم هذا المصدر المهم من مصادر التشريع الإسلامي وهو علوم الحديث الذي به يعرف الصحيح والضعيف وبه يعرف المقبول من المردود وما تثبت نسبته إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- وما لا يثبت هذا موضوع علم الحديث وعلوم الحديث وأصول الحديث ومصطلح الحديث فعلوم الحديث عرفوه بأنه القواعد المعرفة بحال الراوي والمروي والعبرة بالمروي ومعرفة حال الراوي يتوسل بها إلى معرفة حال المروي فمعرفة المروي غاية ومعرفة الراوي وسيلة ولا شك أن ما لا تتم الغايات إلا به فيأخذ حكم الغايات ولذا يقول أهل العلم: ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب فإذا كنا لا نعرف علم الحديث الذي معرفته فرض كفاية على الأمة إلا بواسطة ما يتوسل به في معرفة ثبوت هذا الحديث من معرفة الأسانيد وما يتعلق بصحة الحديث وضعفه هو واجب تبعًا لوجوب الغاية لأن المقرر عند أهل العلم أن ما لا يتم الواجب به فهو واجب وإذا كان الكلام في الرجال في أصله لا يجوز لأنه ضرب من الغيبة الكلام في الرجال لا سيما بالجرح كلام فيهم فيما لا يحبون بل بما يكرهون وذكر لهم وهم من المسلمين بما يكرهون الأصل فيه أنه غيبة لكن هذه الغيبة اغتفرت في جانب المصلحة العظمى وهي إثبات ما نسب إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- أو نفيه بل أوجب أهل العلم الكلام في الرجال وذلك حينما رجحت المصلحة أما إذا عدمت المصلحة أو كانت المصلحة مرجوحة فإنه يعود إلى الأصل فلا يجوز الكلام في الرجال حينئذٍ لأنه غيبة.
قد يقول قائل: تكلم في رجال قد لا يحتاج إليهم في كتب الرجال تكلم في رجال قد لا يحتاج إليهم الحديث صح وثبت من طريق غيرهم فلماذا نتكلم في رجال ثبت الحديث من غير طريقهم إذا افترضنا أن الحديث يروى من طرق يثبت الحديث ببعضها فلماذا نتكلم في الطرق الأخرى التي لسنا بحاجة إلى الكلام فيهم من أجل إثبات الحديث نقول: الكلام فيهم لا بد منه لأنه قد يرد من طريقهم أحاديث أخرى لا تروى إلا من طريقهم فمادام صنفوا في الرواة فلا بد من النظر في أحوالهم جرحًا وتعديلًا لأننا في هذا الحديث لسنا بحاجة إليهم لكن قد نضطر إليهم في حديث آخر والعلماء حينما تصدوا لنقد الرواة لا شك أنهم استحضروا هذا الأمر هو لا يكفي أن يقال: إن الجرح والتعديل يجوز لا بل يجب جرح وتعديل الرواة أما الجرح والتعديل الذي هو مجرد تفكه بأعراض المسلمين هذا لا يجوز بحال لأنه غيبة ولا يترتب عليهم مصلحة راجحة وقد يترتب عليه مصلحة لكنها مرجوحة والعبرة بالغالب.
الكلام في علوم الحديث بجميع أبوابه وأنواعه في غاية الأهمية لطالب العلم وكيف يدرس علوم الحديث ومصطلح الحديث وأصول الحديث يدرس كغيره من العلوم بالتدريج يدرس بالتدريج وقد ألف العلماء كتبًا تناسب جميع المستويات فألفوا للمبتدئين ما يناسبهم وألفوا للمتوسطين ما يناسبهم وألفوا للمنتهين ما يناسبهم فألف للمبتدئين متون مختصرة جدًّا مثل البيقونية مثلًا في أربعة وثلاثين بيتًا هي ذكر للأنواع مع تعريف كل نوع فقط هذه لا مانع أن يستفتح بها الطالب المبتدئ وهذه قد لا تأخذ من وقته شيئًا لأنها تشرح بأسلوب يناسب مستواه ثم بعد ذلك تكون هذه المنظومة المختصرة توطئة لدراسة النخبة لأنها متينة على الطالب المبتدئ فلو قرأ قبلها شيئًا يكون أيسر لتحصيلها فيحفظ النخبة ويقرأ ما كتب عليها من شروح ويسمع ما سجل عليها من دروس ويحضر أيضًا دروس أهل العلم ثم بعد ذلك يرتقي الطالب ويتأهل للنظر في اختصار علوم الحديث للحافظ ابن كثير -رحمه الله تعالى- مع ما كتب عليه من حواش ومع ما سجل عليه من دروس يسمع ويفرغ علي نسخته ويحضر الدروس وبذلك يتأهل لدراسة ما فوقه من الكتب كالألفية مثلًا الألفية التي هي موضوع درسنا إذا قرأ النخبة وفهم النخبة وهضم النخبة ثم ارتقى بعد ذلك إلى اختصار علوم الحديث للحافظ ابن كثير مع كاتب عليه وحضر الدروس وسمع الأشرطة يتأهل للنظر في الألفية لأن موضوع اختصار علوم الحديث وموضوع الألفية واحد إلا أن الألفية تعسر على الطالب تحتاج إلى شيء يكون كالتمهيد لها والتوطئة لدراستها بعد ذلك يتأهل الطالب لدارسة الألفية فيقرأها ويحفظها ويتقنها ويقرأ شروحها بدأ بشرح المصنف وهو في غاية النفاسة على رغم اختصاره في غاية الأهمية وشرح الشيخ زكريا الأنصاري شرح فيه تنبيهات ولطائف وتوجيه لبعض أعاريب بعض الكلمات التي قد يخفى إعرابها مما لا يوجد في غيره ومن ذلكم شرح الحافظ السخاوي فتح المغيث الذي يعد بحق موسوعة هذا العلم ومن أخصر ما كتب على الألفية شرح السيوطي الذي هو بقدر الألفية كلمة بكلمة لا يزيد ولا ينقص نظير تفسير الجلالين كلمة بكلمة هذا يحل بعض الكلمات الغامضة لكنه لا يشفي عليلًا ولا يروي غليلًا بل لا بد من مطالعة شرح المصنف وشرح الشيخ زكريا وشرح السخاوي هذا التدرج ينفع طالب العلم جدًّا وييسر له النظر في هذا العلم بعمق ويتأهل لفهم مقاصد الأئمة في أحكامهم على الأحاديث وهو في ذلك كله لا يستغني عن التطبيق من بداية الأمر يعني مع قراءته للنخبة وشروحها يشتغل بتخريج الأحاديث تخريجًا مبدئيًا من الكتب المعروفة المشتهرة كالكتب الستة مثلًا وينظر في أسانيدها من خلال التقريب مثلًا ويعرض ما يكتبه على هذه الأحاديث وهو يخرج وينظر في الأسانيد على اختصار شديد للتمرين وإذا كتب شيئًا لا يقصد به نفع الآخرين إنما يقصد به نفع نفسه أولًا لأنه لم يتأهل للتصنيف بعد ولو حدثته نفسه بذلك كان قد استعجل النتيجة وفي الغالب يحرم الوصول مثل هذا فإذا عانى التخريج على هذا الوجه ثم أخذ في المرحلة الثانية التي أشرنا إليها آنفًا وزاد في التخريج يزيد في التطبيق والتخريج والنظر في الأسانيد ويحكم على الأحاديث مقارنًا حكمه بأحكام الأئمة من المتقدمين والمتأخرين ويعرض ما يكتبه على هذه الأحاديث وهو في هذه المرحلة أيضًا بنية الانتفاع لا بنية النفع إنما هو بنية تطبيق القواعد النظرية التي درسها في هذه الكتب فإذا قرأ الألفية وحفظ الألفية ونظر في شروحها تأهل للتخريج ودراسة الأسانيد العملي وحينئذٍ يتوسع في تخريج الأحاديث ويحرص على عزو الأحاديث إلى ما أمكنه الوصول إليه من المصادر ويتوسع أيضًا في دراسة الأسانيد وينظر في أقوال الأئمة مستعملًا في ذلك قواعد الجرح والتعديل والتعارض والترجيح ولا يغفل مع دراسته هذه هذه الكتب يعتني بها ويجعلها محاور للبحث ومع ذلك يقرأ في الكتب الأخرى وهو في دراسته للنخبة يقرأ في هذا كتب أخرى ألفت في هذا الفن من قبل المتقدمين ومن قبل المتأخرين أيضًا فالمتأخرون لهم مساهمات جيدة وقوية في الباب وإذا بلغ المرتبة الثانية ووصل إلى الطبقة الثانية أيضًا يستفيد من الكتب المتوسطة في هذا الباب للمتقدمين والمتأخرين وهو يحفظ الألفية ويقرأ في شروح الألفية ويحضر دروس الألفية يقرأ مع شروحها الكتب المطولة في علوم الحديث فإذا قرأ في فتح المغيث يقرن به أيضًا بما في تدريب الراوي وبما في توضيح الأفكار للصنعاني ثم بعد ذلك إذا أنهى هذا العلم على هذه الكيفية وطبق ما درسه نظريًّا على التخريج ودراسة الأسانيد العملية وعرض ما يكتبه على أهل الاختصاص ويصوبون له في ذلك كله يتأهل حينئذٍ للنظر في أحكام الأئمة وتتكون لديه الملكة التي يتعامل بها مع أقوال الأئمة وهذا العلم بحر لا يمكن إدراكه في أيام أو في أشهر أو في سنوات إذا قرأ الألفية مع شروحها وقارن بها مطولات هذا الفن تأهل للنظر في أقوال الأئمة وقبل ذلك ينظر في كتب العلماء الذين عنوا بأقوال الأئمة المتقدمين كابن عبد البر وابن رجب وغيرهما من العلماء الذين لهم عناية فائقة بأقوال المتقدمين وهذا لا يعني أن غير هذين الإمامين لا يعنون بكلام المتقدمين لا حاشا وكلا لا نعني بذلك أن الذهبي وابن حجر أو غيرهما من أهل العلم لا عناية لهم لا لهم عناية ومعولهم على أقوال الأئمة وعمدتهم أحكام الأئمة وإشارات الأئمة في أحكامهم لكن هم صنفوا في هذا العلم على الكيفية والترتيب الذي ذكروه وكل ارتضى منهج له في كيفية تقرير هذه القواعد المنضبطة إلى حد ما نظريًّا وإن كانت الأحكام العملية قد تختلف إذا تأهل الطالب الآن الطالب في مرحلة التلقي والطلب حكمه حكم العامي يقلد هؤلاء في قواعدهم النظرية وفي تطبيقاته أيضًا لكن إذا تأهل فحكمه في ذلك حكم من تأهل للنظر في النصوص والموازنة بين الأدلة والاجتهاد في الأحكام إذ لا يقلد في دينه الرجال إذا تأهل لذلك أما قبل التأهل فلا مفر له ولا محيد من تقليد العلماء وفرضه كالعامي سؤال أهل العلم سواء سؤالهم المباشر أو التخرج على كتبهم الحافظ ابن حجر -رحمه الله- في مقدمة النخبة ذكر أن الكتب المصنفة في هذا العلم قد كثرت وصارت مثار تردد وحيرة بالنسبة للطالب المبتدئ بما يبدأ وبسطت واختصرت نعم أهل العلم أحيانًا يؤلفون المطولات لتفهم ويزداد علمها وتزداد الثورة العلمية عند طالب العلم وأحيانًا يختصرون لتحفظ وتقرر وتدرس وتدرس وهل من العبث مثلًا أن يؤلف كتاب في فن ثم يأتي عالم لهذا الكتاب فيختصره بربع الحجم مثلًا ثم يأتي ثالث فيشرح هذا المختصر يعني هذا عبث عند أهل العلم هل هذا عبث ليس بعبث يؤلفون المطولات والمبسوطات ليفاد منها وتبسط فيها المسائل وتحرر وتقرر بجميع ما تطلبه هذه المسائل من وسائل للبسط والإيضاح ثم تختصر وقد يؤلف المختصر ابتداءً لكي يحفظ ويدرس ويعتني به ثم يأتي من يشرح هذا المختصر ليستفيد منه من يريد حفظ هذا المختصر ومن يريد تدريس أو دراسة هذا المختصر لأنه قد يقول قائل: وقد رمي الحافظ ابن حجر في مختصراته بأنه يسطو على كتب أهل العلم ويمسخ كتب أهل العلم كتب هذا مع الأسف أن من علق على النخبة قال مثل هذا الكلام بعض من علق على النخبة قال مثل هذا الكلام إذا قال ابن حجر: ولي مؤلف في كذا مؤلف في الصحابة قال: نعم سطا على كتب العلماء ومسخها واختصرها لي مؤلف في... وقد ألف الحافظ المزي مثلًا تهذيب الكمال واختصره وقال كعادته: يسطو على كتب الأئمة ويمسخ كتب الأئمة هذا لا شك أنه سوء أدب الحافظ ابن حجر يعني مختصراته ما جاءت من فراغ والاختصار باب من أبواب التحصيل اختصار الكتب باب من أبواب التحصيل ولذا نوصي الطلاب بأن يختصروا كيف تختصر أنت الآن تحفظ من الألفية المقرر يعني تقديرًا أن يحفظ في هذه الدورة في كل درس عشرة أبيات تأتي مثلًا إلى شرح المؤلف شرح المؤلف مختصر شرح زكريا الأنصاري مختصر تأتي للسخاوي تقرأ كلام السخاوي مع قراءة شرح المؤلف وزكريا تختصر شرح السخاوي لماذا لكي يرسخ المختصر في ذهنك تشارك مشاركة عن ثقة إذا عملت بهذه الطريقة قد يقول قائل مثلًا: والله أنا أتمنى أن أحصل في علم الأصول وقرأت الورقات وشروح الورقات وسمعت ما سجل عليها لكن أنا أحتاج إلى كتب أرفع من هذا الكتاب نقول: عليك بكتاب مختصر الروضة مثلًا أو مختصر التحرير يقول: هذه كتب صعبة والآن ما يوجد من يدرسها أنت الآن عندك أرضية لفهم الأصول بحفظ الورقات وقراءة شروح الورقات وسماع الأشرطة على الورقات وقد تكن حضرت دروسًا في الورقات ماذا تفعل شرح مختصر التحرير أربعة مجلدات بإمكانك أن تختصره بربع حجمه مجلد واحد وشرح مختصر الروضة ثلاث مجلدات كبار بإمكانك أن تختصره في مجلد واحد تقرأ كلام الشارح والشارح هو المصنف نفسه مصنف المختصر وهو أعرف الناس بشرحه وأدراهم بما يحتويه هذا المصنف تأتي إلى هذا الكتاب وتقرأ المتن تحاول تفهم المتن وتشرح المتن من تلقاء نفسك ثم تقرأ ما كتبه المؤلف في شرحه عليه بعد أن أمعنت النظر في كلام المتن تقرأ هذا الشرح وهو مطول وفيه عسر يعني لا ننكر أن فيه عسر لأن الأصول فيه شيء من العسر لكن الطالب إذا فهم قواعد هذا العلم وطبق عليه من خلال ما يمر به من مسائل تفصيلية وتفريعية وتوجد في الكتب وفي الدروس يطبق وإذا انفتح له هذا الباب ارتاح له راحة تامة إذا قرأت المتن هذا السطر من كلام المؤلف ثم راجعت عليه الشرح كررته مرة مرتين صغته بأسلوبك يعني بدل ما شرح هذا السطر ثلاثة صفحات أربع صفحات تجعله في صفحة واحدة بأسلوبك أنت إذا أشكل عليك تسأل العلماء متوافرون فيه كلام مرتبط بعلم الكلام والمنطق ودخيل على العلم الشرعي هذا استبعده الكلام الذي لا تفهمه استبعده دعه مرحلة ثانية تسأل عنه أو تقرأه على عالم لكن إذا انتهيت يكون لديك قابلية لفهم هذا العلم وقل مثل هذا في جميع العلوم عندك تفسير ابن كثير مثلًا تفسير ابن كثير في أربعة مجلدات أسفار كبار يعني لو فردت وقد فردت في بعض الطبعات في خمسة عشر مجلدًا بإمكانك أن تقرأ الآية تقرأ كلام الحافظ ابن كثير تختصر كلام الحافظ -رحمه الله- الروايات المكررة تحذفها الأسانيد التي يكررها الحافظ ابن كثير تختصرها وتختصر الكتاب في ربع حجمه وقد حصل لا أقول: تصنع هذا لنفع الناس والنشر والتأليف وأنا أصدرت عشرين كتابًا ثلاثين كتابًا وبعض الشباب صدر للمؤلف يذكر أربعين كتابًا والآن تحت الطبع مثلها وقيد التحقيق وقيد التأليف مثلها لا هذا تعجل للثمرة هذا يندم في الغالب أنا أقول: طريقة الاختصار وسيلة من وسائل التحصيل وما المانع أنك في سفر مثلًا مسافر ومعك شرح لكتاب وليكن مثلما ذكرنا تفسير ابن كثير أو تفسير القرطبي أو أي تفسير من التفاسير الذي تفهمه من كلام المؤلف تعلقه على الآية وإذا انتهيت يكون عندك تصور تام لهذا الكتاب فالاختصار وسيلة من وسائل التحصيل وأتصور أن الحافظ ابن حجر فعل ذلك في مبدأ الطلب بعد أن صارت لديه أهلية لنوع من أنوع التأليف الذي هو الاختصار الاختصار أمره سهل ما هو مثل الابتكار والتجديد والتحرير لا الاختصار أمر سهل يعني كلام عندك تحذف منه ما تشاء وتبقي ما تشاء ما هو بمثل الابتكار من عندك تنشئ كلامًا هذا ما تستطيع إلا إذا تأهلت ابن حجر حينما ألف الإصابة مثلًا أو ألف تهذيب التهذيب أو ألف كذا هذه لا شك أنه هو المستفيد الأول من أين تكونت له المادة التي من أجلها أطبق أهل العلم على تسميته بالحافظ إلا بهذه الطريقة من وسائل التحصيل عندهم جمع وتفريق كيف جمع أنت بإمكانك وأنت طالب علم تعديت مرحلة المبتدئين والمتوسطين وقرأت ما يؤهلك لفهم ما يُحتاج إليه في خدمة السنة مثلًا أنت عندك مرحلة الجمع عندك البخاري مسلم أبو داود الترمذي النسائي ابن ماجه الكتب الستة تريد أن تجعلها في كتاب واحد بدلًا من أن تكون في ستة كتب والباب الواحد الموجود في حديث في البخاري تجد آخر عند مسلم بنفس المعنى ثالث عند أبي داود خامس كذا.. إلى آخره تريد أن تجعل هذه الأحاديث تقول: والله أنا عندي جامع الأصول يريحني يكفي أن تقول: جامع الأصول ما يكفي ما يكفي لو أنت صنعت مثل جامع الأصول ما انتهيت من الكتب الستة إلا وأنت في مصاف أهل العلم والمسألة ما تكلفك شيئًا كل شيء مخدوم بالأرقام والحالات والحمد لله الأمر يسير يعني يأخذ منك وقت الكتب الستة تأخذ منك خمس سنوات ست سنوات وليكن ثم ماذا العمر إذا أنفق على مثل هذا الأعمال هذه هو العمر الحقيقي للإنسان فمثل ما نقول في الاختصار أيضًا مسألة الجمع وضم الكتب بعضها إلى بعض فرد الكتب تأتي مثلًا إلى تحفة الأشراف لأن كثير من الناس ما يدري كيف يلج إلى هذا العلم غرضه يحفظ الدنيا كلها لكن ما يتيسر تأتي مثلًا إلى تحفة الأشراف تنظر في الحديث الأول حديث أبيض بن حمّال مثلًا مخرج عند فلان وفلان وفلان تأتي إلى إسناده عند فلان ومتنه عند فلان وتقارن بين هذا الإسناد وذاك الإسناد وصيغ الأداء وما قيل في رجاله ومتونه كيف روي بهذا المعنى وكيف روي بهذا اللفظ تكون لديك ملكة وحصيلة علمية المقصود أنك تمسك الطريق ليس المقصود أن هذا الطريق طويل خله طويلاً وليكن لكن هذه وسيلة من وسائل تحصيل العلم لأن كثير من الناس يضيع وقته ما يدري ماذا يفعل وقد لا تسعفه الحافظة أن يحفظ ألوف مؤلفة من الحديث لكن إذا فعل بالكتب الستة أو بغيره من الكتب بهذه الطريقة وهذا الطريقة شرحناها في مناسبات كثيرة وبإمكانكم الإطلاع عليها يعني إذا انتهى منها وإن كان ضعيف الحافظة لا شك أنه سوف يخرج بنتيجة وحصيلة مرضية تؤهله لأن يشارك في بحث المسائل العلمية وفي التأهل لدارستها والاجتهاد فيها.
03c5feb9e7