مباركين في رمضان ...!

19 views
Skip to first unread message

الله أكبر يا سوريا

unread,
May 12, 2019, 7:24:01 PM5/12/19
to


1499288564325_photo1380705713_722.gif




1499288669290_zXP49485.gif




1499288694410_photo1384651327_608.gif


مباركينَ رمضان...!





 تهانينا لكم ببلوغ رمضان، وجعلكم الله مباركين فيه، مسارعين في طاعته، جادين في حمله، مثابرين في حسناته( وجعلني مباركا أينما كنت ) سورة مريم

 قال العلامة ابن سعدي رحمه الله:( إذا سألت الله أن يبلغك رمضان، فسله البركة فيه، فليس الشأن في بلوغه، ولكن ما ستعمل فيه ). والمقصد لزوم الخير والمواظبة عليه

 قال ابن القيم - رحمه الله -: ( البركة حقيقتها الثبوت واللزوم والاستقرار ) والبركة: النماء والزيادة، والتبريك الدعاء بذلك، ويقال باركه الله وبارك فيه، وبارك عليه، وبارك له، وفي القرآن: ﴿ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا ﴾ سورة القصص.

 وكتابه مبارك، قال تعالى: ﴿ وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ ﴾] الأنعام: 92] ، وقال تعالى ﴿ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ ﴾ [ص: 29]، وهو أحق أن يسمى مباركاً من كل شيء لكثرة خيره ومنافعه، ووجوه البركة فيه، والرب تعالى يُقال في حقه تبارك ولا يقال مبارك..! 

 ومباركة العباد في رمضان أي لزومهم الطاعة، ومسارعتهم فيها، وتوفيق الله لهم جدا ودأبا ومزيدا وثباتا

 وبركة المؤمن في رمضان استقباله بجد ونشاط، وصيامه بتأله وصدق، وملؤه طاعة وبذلا، وعدم تضييع لحظاته وساعاته ( خذوا ما آتيناكم بقوة )سورة البقرة والأعراف

 ومن البركة شعوره بإخوانه الصايمين والجود لهم، والتماس حوائجهم ومساعدتهم في شهرهم وصيامهم

 وسؤال الله تعالى البركة ثباتا ونماءً ، يقتضي حسن التوكل والإخلاص، ومجافاة الهمة والعزيمة، وعدم الركون للقوة والطاقة ، وطلبها من مالكها وخالقها تبارك وتعالى ( إياك نعبد وإياك نستعين ) سورة الفاتحة

 ورمضان شهر البركات لما وضع فيه من رحمات دفاقة، وحسنات سيالة، وقربات زخارة، تورث الهمم مشاعل، وتمْنَح العزائم دعائم، وتنتهي بالمرء لأحسن المنازل والمراتب، ليس أقلها قوله صلى الله عليه وسلم ( إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة ..) 

 فالجنان مفتحة، والنيران مغلقة، والشياطين مغلولة مصفدة، وكل ذلك هيبة للشهر، وتقدير لمكانته، وتعظيم لبركاته...! 

 وتتزايد تلكم البركات الرمضانية ما تزايد صوم العبد، وحسن إمساكه، وطابت تقواه، وصدقت رجلاه في الأعمال الصالحة .( لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ) سورة المائدة .

 وتشح البركة مع صيام مجرد الطُعم فقط، مطلق للجوارح العنان، بخيل بالطاعات، ومتجاوز باللسان، ليس له منه الجوع والعطش..! 

 ومن بركات المصطفى عليه الصلاة والسلام أنه يتعاظم في رمضان ويشع خيره إشعاعا عجيبا ( كان رسول الله أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان )

 ويتحول إلى ( ريح مرسلة ) تطير بالخيرات، وتواصل بالموانح، وتجود بالفواضل والمبرات، بل يتجاوزها خيرا وبذلا وإسراعا( وسارعوا إلى مغفرة من ربكم..) سورة آل عمران

 وثمرات البركة في رمضان جد لا ينتهي، وهمم متسارعة، وروحانية عالية، وسعادة غامرة، وتيسر الطاعات، ومضاعفة الأوقات والأرزاق ، وحصول الراحة والانشراح، وعدم الملل والمتاعب ( ألم نشرح لك صدرك )سورة الشرح

 وبرمضان تنشرح الصدور، وتطيب القلوب، وترف الأرواح، وتخالطها العجائب النورانية، والفتوحات الربانية

 ومن الصالحين من يعاين البركة في رمضان فيُفتح له في الطاعات فتحا عظيما، ويغادره الكسل والتعب.. كما قيل؛ فليتك تحلو والحياة مريرة/ وليتك ترضى والأنام غضابُ 

 وهو ما يفسر لك ختماتهم القرآنية الغزيرة، والانقطاع الأخروي ، والتلذذ بالطاعات، مع تباعد عن الدنيا عزيز، وزهد في ملذاتها عجيب...! فبعضهم بركة وقت وعبادة، وآخرون كرامة وولاية..،! والفضل لله أولا وآخرا ( وما بكم من نعمة فمن الله ) سورة النحل

 وكما قال بعضهم :( مساكين أهل الدنيا، خرجوا منها وما ذاقوا أطيب ما فيها، فقيل له: وما أطيب ما فيها.؟! قال: ذكر الله والأنس به، والشوق إلى لقائه )

 ومن أسباب تحقيق البركة في رمضان: طلبها من الله بصدق وإلحاح .

 صيانة الصوم قولا وعملا، والإخبات فيه تذللا وطاعة.( إذا صام أحدكم فليصم معه سمعه وبصره وجوارحه )

 واستثماره عبادة وذكرا وقرآنا فريدا متسارعا .( شهر رمضان الذي أُنزل فيه القرآن )

 التجرد لله إخلاصا وتوكلا واعتمادا ، وقفو النهج سنةً وعملاً واقتداء، ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ) سورة الأحزاب .




الملكة نور



1499288776536_je96a5ead23.gif




1499288759600_P1M22187.gif





1499288742564_557259207.gif



الله أكبر يا سوريا

unread,
May 14, 2019, 5:05:02 PM5/14/19
to


1499288564325_photo1380705713_722.gif



1499288669290_zXP49485.gif


1499288694410_photo1384651327_608.gif


رمضان شهر الخير


خصائص شهر رمضان



1 - اختص الله بِعَمَلِه ، وفي الحديث القُدسي : كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلاَّ الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ . رواه البخاري ومسلم .

2 - شهر مُبَارَك ، والبَرَكة هي كَثْرَة الخير ، ولا خير أعظَم مما يكون في رمضان . وفي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم : قَدْ جَاءَكُمْ رَمَضَانُ ، شَهْرٌ مُبَارَكٌ . 

3 - كان النبي صلى الله عليه وسلم يُبَشِّر أصحابه بِرَمَضَان ، ففي حديث أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُبَشِّرُ أَصْحَابَهُ : قَدْ جَاءَكُمْ رَمَضَانُ ، شَهْرٌ مُبَارَكٌ ، افْتَرَضَ اللهُ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ ، تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ ، وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ ، وَتُغَلُّ فِيهِ الشَّيَاطِينُ ، فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ، مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ . رواه الإمام أحمد . 

4 – تُفْتَح فيه أبواب الجنة ؛ لِكثْرَة الخير فيه ، وكَثْرَة مَن يُعْتَق مِن النار .

5 – تُغْلَق فيه أبواب النار رحمة بالمؤمنين .

6 – تُغَلّ وتُصفّد وتُحْبَس فيه الشياطين .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ ، وَصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ . رواه البخاري ومسلم .
قال البيهقي في معنى تَصْفِيد الشياطين : وَالْمَعْنَى أَنَّ الشَّيَاطِينَ لا يَخْلُصُونَ فِيهِ من إِفْسَادِ النَّاسِ إِلَى مَا يَخْلُصُونَ إِلَيْهِ فِي غَيْرِهِ؛ لاشْتِغَالِ أَكْثَرِ الْمُسْلِمِينَ بِالصِّيَامِ الَّذِي فِيهِ قَمْعُ الشَّهَوَاتِ ، وَبِقِراءَةِ الْقُرْآنِ وَسَائِرِ الْعِبَادَاتِ . اهـ . 

7 - يُنَادِي مَلَكٌ مِن الملائكة ويدعو إلى الخير ، ويَنْهَى عن الشرّ .
قال رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " فِي رَمَضَانَ تُغَلَّقُ فِيهِ أَبْوَابُ النَّارِ ، وَتُفَتَّحُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَتُصَفَّدُ فِيهِ الشَّيَاطِينُ " قَالَ : " وَيُنَادِي فِيهِ مَلَكٌ : يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَبْشِرْ ، يَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ ، حَتَّى يَنْقَضِيَ رَمَضَانُ " . رواه الإمام أحمد .

8 – لله عُتَقَاء في كُلّ لَيْلَة مِن رمضان .

9 – لِكُلّ صائمٍ دعَوة مُسْتَجَابَة .
وفي الحديث عن رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ لِلَّهِ عُتَقَاءَ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ، لِكُلِّ عَبْدٍ مِنْهُمْ دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ " . رواه الإمام أحمد . 
وفي الحديث الآخَر : ثلاثة لا تُرَدّ دَعوتهم - وذَكَر منهم - : الصائم حَتَّى يُفْطِر . رواه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه وابن خزيمة وابن حبان .
وفي رواية للترمذي وابن حبان : ثلاثة لا تُرَدّ دَعوتهم - وذَكَر منهم - : الصائم حِينَ يُفْطِر .
وفي حديث عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما قال : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ: إِنَّ لِلصَّائِمِ عِنْدَ فِطْرِهِ لَدَعْوَةً مَا تُرَدُّ . رواه ابن ماجه .

10 – رمضان هو شَهْر القُرْآن ، وكان شَهر شَعبَان يُسمّى شَهْر القُرّاء ؛ لِتفرّغهم لِقراءة القرآن ، استعدادا لِشهر رمضان .
وكان العلماء يُقْبِلُون على قراءة القرآن في رمضان ، ويَترُكون تعليم الناس ؛ لأن هذا الشهر هو شَهر القرآن .
كان إبراهيم النّخَعِيّ يَخْتِم القرآن في شهر رمضان في كل ثلاث ، فإذا دَخَلَت العَشْر خَتَم في ليلتين . رواه عبد الرزاق .
وكان الأسود يختم القرآن في رمضان في كل لَيْلَتَين . رواه أبو نُعيم في " حلية الأولياء " .
وكان قتادة يختم القرآن في كل سَبْع ليال مَرّة ، فإذا جاء رمضان ختم في كل ثلاث ليال مَرّة ، فإذا جاء العشر خَتَم في كُلّ لَيْلَة مَرّة . رواه أبو نُعيم في " حلية الأولياء " .

11 - فيه ليلة القَدْر ، وهي خير مِن ألفِ شَهْر .(لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) ، وفي الحديث : فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ، مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ .

12 - فيه نَزَل القُرآن ، قال الله تبارك وتعالى :(شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ) . وقال عَزّ وَجَلّ : (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ(2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ)

13 – فيه نَزَلَت الكُتُب السَابِقَة ، وفي الحديث : " أُنْزِلَتْ صُحُفُ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلامُ فِي أَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ ، وَأُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ لِسِتٍّ مَضَيْنَ مِنْ رَمَضَانَ ، وَالإِنْجِيلُ لِثَلاثَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ ، وَأُنْزِلَ الْفُرْقَانُ لأَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ " . رواه الإمام أحمد . 

14 – تَعْظِيم شهر رمضان عند الأمم السابقة ، ففي آية الصيام : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)

15 – كانت تتِمّ فيه مُرَاجَعَة القُرْآن , وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما : كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدَ النَّاسِ ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ ، وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ فَلَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ . رواه البخاري ومسلم . 
وفي حديث فاطمة رضي الله عنها : أَسَرَّ إِلَيَّ إِنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يُعَارِضُنِي الْقُرْآنَ كُلَّ سَنَةٍ مَرَّةً ، وَإِنَّهُ عَارَضَنِي الْعَامَ مَرَّتَيْنِ ، وَلاَ أُرَاهُ إِلاَّ حَضَرَ أَجَلِي . رواه البخاري ومسلم . 

16 – شَهر الكرم والْجُود .
وفيه زاد جُود النبي صلى الله عليه وسلم وكَرَمه ، وفي الحديث السابق : كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدَ النَّاسِ ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ .

17 – أثَر رمضان على الكَوْن : فالشّمْس تَطلُع صُبح ليلة القَدْر مُتغيّرة على غير المعتاد ، وفي الحديث : وَأَمَارَتُهَا أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ فِي صَبِيحَةِ يَوْمِهَا بَيْضَاءَ لاَ شُعَاعَ لَهَا. رواه مسلم . 

18 - تَمَيّز ليلة القَدْر بِالإضَاءة ، وفي الحديث : إِنِّي كُنْتُ أُرِيتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ، ثُمَّ نُسِّيتُهَا ، وَهِيَ فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ، وَهِيَ طَلْقَةٌ بَلْجَةٌ لا حَارَّةٌ وَلا بَارِدَةٌ ، كَأَنَّ فِيهَا قَمَرًا يَفْضَحُ كَوَاكِبَهَا ، لا يَخْرُجُ شَيْطَانُهَا حَتَّى يَخْرُجَ فَجْرُهَا . رواه ابن حِبّان .

19- كَثْرَة الملائكة في الأرض ، وفي سورة القَدْر :(تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الملائكة تلك الليلة أكثر في الأرض مِن عَدَد الْحَصَى . رواه ابن خزيمة .

20 – فَرْحَة الصائم في الدنيا وفي الآخِرة ، وفي الحديث : لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ ، وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ . رواه البخاري ومسلم . 

فهذه عشرون مِيْزَة تَمَيّز بها رمضان عن سائر شُهور العام ، وإن كان بعضها ليس خاصا بِشهر رمضان .

اللهم أعِد علينا رمضان ، ونحن في عافية وسِتْر ، وأمْن وإيمان ، وسلامة وإسلام ، ووَفّقْنَا فيه لِمَرْضَاتِك ، وأعِنّا ولا تُعِن علينا ، وامْكُر لنا ولا تَمْكُر علينا ، وانْصُرنا على مَن بَغَى علينا ، واهْدِنا ويَسّر الْهُدَى لنا .


Outlook-1499288564.gif
Outlook-1499288669.gif
Outlook-1499288694.gif
Outlook-1499288776.gif
Outlook-1499288759.gif
Outlook-1499288742.gif

الله أكبر يا سوريا

unread,
May 16, 2019, 3:49:14 PM5/16/19
to

1499288564325_photo1380705713_722.gif


1499288669290_zXP49485.gif

1499288694410_photo1384651327_608.gif


رمضان شهر الخير



رمضان شهر الصيام و بيان فضله  ( الجزء الجزء الأول  )



بسم الله الرحمن الرحيم

 
إن الحمد لله ، نحمده ، و نستعينه ، و نستغفره ، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، و أشهد أن لا إله إلا الله ، وةأن محمدًا عبده و رسوله صلى الله عليه وآله وسلم .

قال تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾[البقرة: 183 - 185].

وعَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:" بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَحَجِّ الْبَيْتِ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ"[1].

وفي حديث جبريل عليه السلام الذي فيه بيان الإسلام والإيمان والإحسان، فعن عبد الله بن عمر عن أبيه، قَالَ بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ذَاتَ يَوْمٍ إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعَرِ، لاَ يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ وَلاَ يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ، حَتَّى جَلَسَ إِلَى النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ، وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ، وَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ! أَخْبِرْنِي عَنِ الإِسْلاَمِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "الإِسْلاَمُ: أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَتُقِيمَ الصَّلاَةَ، وَتُؤْتِىَ الزَّكَاةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنِ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلاً. قَالَ صَدَقْتَ..."الحديث[2].

وعَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ: أَنَّ أَعْرَابِيًّا جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثَائِرَ الرَّأْسِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَخْبِرْنِي مَاذَا فَرَضَ اللَّهُ عَلَيَّ مِنْ الصَّلَاةِ؟ فَقَالَ:" الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ إِلَّا أَنْ تَطَوَّعَ شَيْئًا "، فَقَالَ: أَخْبِرْنِي بِمَا فَرَضَ اللَّهُ عَلَيَّ مِنْ الصِّيَامِ؟ قَالَ:" شَهْرَ رَمَضَانَ إِلَّا أَنْ تَطَوَّعَ شَيْئًا، قَالَ: أَخْبِرْنِي بِمَا فَرَضَ اللَّهُ عَلَيَّ مِنْ الزَّكَاةِ؟ قَالَ: فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - شَرَائِعَ الْإِسْلَامِ، قَالَ: وَالَّذِي أَكْرَمَكَ لَا أَتَطَوَّعُ شَيْئًا، وَلَا أَنْقُصُ مِمَّا فَرَضَ اللَّهُ عَلَيَّ شَيْئًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَفْلَحَ إِنْ صَدَقَ"- أَوْ -دَخَلَ الْجَنَّةَ إِنْ صَدَقَ"[3].

أحوال الصيام :

كان الإسلام يُحَرَّمُ عَلَى الصَّائِمِ الأكل والشرب والجماع، ومن حين ينام أو يصلى العشاء الآخرة، فأيهما وجد أولاً حصل به التحريم، ثم نُسِخ ذلك وَأُبيح الجميع إلى طلوع الفجر، سواء نام أم لا.

فعَنْ الْبَرَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا كَانَ الرَّجُلُ صَائِمًا فَحَضَرَ الْإِفْطَارُ فَنَامَ قَبْلَ أَنْ يُفْطِرَ؛ لَمْ يَأْكُلْ لَيْلَتَهُ وَلَا يَوْمَهُ حَتَّى يُمْسِيَ، وَإِنَّ قَيْسَ بْنَ صِرْمَةَ الْأَنْصَارِيَّ كَانَ صَائِمًا، فَلَمَّا حَضَرَ الْإِفْطَارُ أَتَى امْرَأَتَهُ فَقَالَ لَهَا: أَعِنْدَكِ طَعَامٌ؟ قَالَتْ: لَا، وَلَكِنْ أَنْطَلِقُ فَأَطْلُبُ لَكَ، وَكَانَ يَوْمَهُ يَعْمَلُ فَغَلَبَتْهُ عَيْنَاهُ، فَجَاءَتْهُ امْرَأَتُهُ فَلَمَّا رَأَتْهُ قَالَتْ: خَيْبَةً لَكَ، فَلَمَّا انْتَصَفَ النَّهَارُ غُشِيَ عَلَيْهِ، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ ﴿ أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ ﴾ فَفَرِحُوا بِهَا فَرَحًا شَدِيدًا وَنَزَلَتْ ﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمْ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنْ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ ﴾[4].

وروى أحمد وأبو داود عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: "أُحِيلَتْ الصَّلَاةُ ثَلَاثَةَ أَحْوَالٍ وَأُحِيلَ الصِّيَامُ ثَلَاثَةَ أَحْوَالٍ" فَسَاقَ أحوال الصلاة ثم قال: وَأَمَّا أَحْوَالُ الصِّيَامِ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَجَعَلَ يَصُومُ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، وَقَالَ يَزِيدُ: فَصَامَ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا مِنْ رَبِيعِ الْأَوَّلِ إِلَى رَمَضَانَ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، وَصَامَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فَرَضَ عَلَيْهِ الصِّيَامَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِلَى هَذِهِ الْآيَةِ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ﴾ قَالَ: فَكَانَ مَنْ شَاءَ صَامَ، وَمَنْ شَاءَ أَطْعَمَ مِسْكِينًا فَأَجْزَأَ ذَلِكَ عَنْهُ، قَالَ: ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْزَلَ الْآيَةَ الْأُخْرَى ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ إِلَى قَوْلِهِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمْ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ﴾ قَالَ: فَأَثْبَتَ اللَّهُ صِيَامَهُ عَلَى الْمُقِيمِ الصَّحِيحِ، وَرَخَّصَ فِيهِ لِلْمَرِيضِ وَالْمُسَافِرِ، وَثَبَّتَ الْإِطْعَامَ لِلْكَبِيرِ الَّذِي لَا يَسْتَطِيعُ الصِّيَامَ فَهَذَانِ حَوْلَان[5].

وعَنْ يَزِيدَ مَوْلَى سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ عَنْ سَلَمَةَ قَالَ لَمَّا نَزَلَتْ ﴿ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ﴾ كَانَ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُفْطِرَ وَيَفْتَدِيَ حَتَّى نَزَلَتْ الْآيَةُ الَّتِي بَعْدَهَا فَنَسَخَتْهَا.

وفي رواية عند مسلم: "قَالَ كُنَّا فِي رَمَضَانَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَنْ شَاءَ صَامَ وَمَنْ شَاءَ أَفْطَرَ فَافْتَدَى بِطَعَامِ مِسْكِينٍ حَتَّى أُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: "فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمْ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ"[6].

وقد صام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رمضان تسع سنين؛ لأنه فرض في شعبان في السنة الثانية من الحجرة، وتوفى النبي - صلى الله عليه وسلم - في شهر ربيع الأول سنة إحدى عشر من الهجرة[7].

استحباب تعويد الأطفال على الصيام :

عَنْ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذٍ قَالَتْ: أَرْسَلَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - غَدَاةَ عَاشُورَاءَ إِلَى قُرَى الْأَنْصَارِ: "مَنْ أَصْبَحَ مُفْطِرًا فَلْيُتِمَّ بَقِيَّةَ يَوْمِهِ، وَمَنْ أَصْبَحَ صَائِمًا فَليَصُمْ"قَالَتْ: فَكُنَّا نَصُومُهُ بَعْدُ وَنُصَوِّمُ صِبْيَانَنَا، وَنَجْعَلُ لَهُمْ اللُّعْبَةَ مِنْ الْعِهْنِ، فَإِذَا بَكَى أَحَدُهُمْ عَلَى الطَّعَامِ أَعْطَيْنَاهُ ذَاكَ، حَتَّى يَكُونَ عِنْدَ الْإِفْطَارِ[8].

المراجع :

[1] البخاري (8)، ومسلم (16)، وأحمد (6015).
[2] البخاري (50)، ومسلم (8) واللفظ له، وأحمد(4990) والترمذي (2610).
[3] البخاري (2891)، ومسلم (11).
[4]البخاري (1915)، وأبوداود (2314)، وأحمد(18634)، والترمذي (2968)، والنسائي (2168).
[5] صحيح: رواه أحمد في "المسند" (22177)، و أبو داود (507).
[6] البخاري (4507)، ومسلم (1145).
[7] " الجامع لأحكام الصيام وأعمال شهر رمضان "لفضيلة الشيخ /أحمد حطيبة (17-19).
[8] البخاري (1960)، ومسلم (1136).




الله أكبر يا سوريا

unread,
May 25, 2019, 3:22:48 PM5/25/19
to

1499288564325_photo1380705713_722.gif



1499288669290_zXP49485.gif


1499288694410_photo1384651327_608.gif

رمضان شهر الخير


رمضان شهر الصيام و بيان فضله  ( الجزء الثاني   )


فضل الصيام :

فضل صيام شهر رمضان :

(1) تحقيق التقوى من أعظم ثمرات الصوم عن الطعام والشراب والشهوة والمحرمات:
لقوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183].

يقول العلامة ابن باز -رحمه الله-: فأوضح سبحانه أنه كتب علينا الصيام لنتقيه سبحانه، فدل ذلك على أن الصيام وسيلة للتقوى، والتقوى هي: طاعة الله ورسوله بفعل ما أمر وترك ما نهى عنه عن إخلاص لله عز وجل، ومحبة ورغبة ورهبة، وبذلك يتقي العبد عذاب الله وغضبه، فالصيام شعبة عظيمة من شعب التقوى، وقربى إلى المولى عز وجل، ووسيلة قوية إلى التقوى في بقية شئون الدين والدنيا. 

ويقول العلامة السعدي -رحمه الله-: يخبر تعالى بما منَّ به على عباده، بأنه فرض عليهم الصيام، كما فرضه على الأمم السابقة، لأنه من الشرائع والأوامر التي هي مصلحة للخلق في كل زمان.

وفيه تنشيط لهذه الأمة، بأنه ينبغي لكم أن تنافسوا غيركم في تكميل الأعمال، والمسارعة إلى صالح الخصال، وأنه ليس من الأمور الثقيلة، التي اختصيتم بها.

ثم ذكر تعالى حكمته في مشروعية الصيام فقال: ﴿ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ فإن الصيام من أكبر أسباب التقوى، لأن فيه امتثال أمر الله واجتناب نهيه.

فمما اشتمل عليه من التقوى: أن الصائم يترك ما حرم الله عليه من الأكل والشرب والجماع ونحوها، التي تميل إليها نفسه، متقربًا بذلك إلى الله، راجيًا بتركها ثوابه، فهذا من التقوى.

ومنها: أن الصائم يدرب نفسه على مراقبة الله تعالى، فيترك ما تهوى نفسه، مع قدرته عليه، لعلمه باطلاع الله عليه، ومنها: أن الصيام يضيق مجاري الشيطان، فإنه يجري من ابن آدم مجرى الدم، فبالصيام، يضعف نفوذه، وتقل منه المعاصي، ومنها: أن الصائم في الغالب، تكثر طاعته، والطاعات من خصال التقوى، ومنها: أن الغني إذا ذاق ألم الجوع، أوجب له ذلك، مواساة الفقراء المعدمين، وهذا من خصال التقوى[9].

(2) المغفرة لمن صام رمضان إيمانًاً واحتسابًا: 
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ"[10].

وَعَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَقُولُ:"الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ، مَا اجْتُنِبَتِ الْكَبَائِرُ"[11].

(3) صيام رمضان من أحب الأعمال إلى الله التي افترضها على عباده: 
عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ اللَّهَ قَالَ مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَىَّ عَبْدِي بِشَيء أَحَبَّ إِلَىَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَىَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطُشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِى بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِى لأُعِيذَنَّهُ، وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ، يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ"[12].

الشاهد من الحديث: قوله - صلى الله عليه وسلم - عن ربه سبحانه وتعالى: "وَمَا تَقَرَّبَ إِلَىَّ عَبْدِي بِشَىْءٍ أَحَبَّ إِلَىَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ".

(4) صيام رمضان من أعمال الصديقين والشهداء

عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: جَاءَ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - رَجُلٌ مِنْ قُضَاعَةَ، فَقَالَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ شَهِدْتُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَأَنَّكَ رَسُولُ اللهِ، وَصَلَّيْتُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ، وَصُمْتُ الشَّهْرَ، وَقُمْتُ رَمَضَانَ، وَآتَيْتُ الزَّكَاةَ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: مَنْ مَاتَ عَلَى هَذَا كَانَ مِنَ الصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ"[13].

(5) صيام رمضان من أعمال الإيمان بالله وحده: 
عَنْ أَبِي جَمْرَةَ قَالَ: كُنْتُ أُتَرْجِمُ بَيْنَ يَدَيْ ابْنِ عَبَّاسٍ وَبَيْنَ النَّاسِ فَأَتَتْهُ امْرَأَةٌ تَسْأَلُهُ عَنْ نَبِيذِ الْجَرِّ، فَقَالَ: "إِنَّ وَفْدَ عَبْدِ الْقَيْسِ أَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ الْوَفْدُ أَوْ مَنْ الْقَوْمُ؟ قَالُوا: رَبِيعَةُ، قَالَ:" مَرْحَبًا بِالْقَوْمِ أَوْ بِالْوَفْدِ غَيْرَ خَزَايَا وَلَا النَّدَامَى، قَالَ:" فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا نَأْتِيكَ مِنْ شُقَّةٍ بَعِيدَةٍ، وَإِنَّ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ هَذَا الْحَيَّ مِنْ كُفَّارِ مُضَرَ، وَإِنَّا لَا نَسْتَطِيعُ أَنْ نَأْتِيَكَ إِلَّا فِي شَهْرِ الْحَرَامِ، فَمُرْنَا بِأَمْرٍ فَصْلٍ نُخْبِرْ بِهِ مَنْ وَرَاءَنَا نَدْخُلُ بِهِ الْجَنَّةَ، قَالَ فَأَمَرَهُمْ بِأَرْبَعٍ، وَنَهَاهُمْ عَنْ أَرْبَعٍ، قَالَ:" أَمَرَهُمْ بِالْإِيمَانِ بِاللَّهِ وَحْدَهُ، وَقَالَ: "هَلْ تَدْرُونَ مَا الْإِيمَانُ بِاللَّهِ؟ قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ:" شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامُ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ، وَصَوْمُ رَمَضَانَ، وَأَنْ تُؤَدُّوا خُمُسًا مِنْ الْمَغْنَمِ، وَنَهَاهُمْ عَنْ الدُّبَّاءِ، وَالْحَنْتَمِ، وَالْمُزَفَّتِ".

قَالَ شُعْبَةُ: وَرُبَّمَا قَالَ: النَّقِيرِ؛ قَالَ شُعْبَةُ: وَرُبَّمَا قَالَ: الْمُقَيَّرِ، وَقَالَ: "احْفَظُوهُ وَأَخْبِرُوا بِهِ مِنْ وَرَائِكُمْ"[14].

(6) صيام رمضان من أعمال أهل الجنة والعتق من النيران: 
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَأَقَامَ الصَّلَاةَ، وَصَامَ رَمَضَانَ، كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، هَاجَرَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أَوْ جَلَسَ فِي أَرْضِهِ الَّتِي وُلِدَ فِيهَا، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَفَلَا نُنَبِّئُ النَّاسَ بِذَلِكَ. قَالَ: إِنَّ فِي الْجَنَّةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ، أَعَدَّهَا اللَّهُ لِلْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِهِ، كُلُّ دَرَجَتَيْنِ مَا بَيْنَهُمَا كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَسَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ، فَإِنَّهُ أَوْسَطُ الْجَنَّةِ، وَأَعْلَى الْجَنَّةِ، وَفَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ، وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ "[15].

وَعَنْه رضي الله عنه: أَنَّ أَعْرَابِيًّا أَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ إِذَا عَمِلْتُهُ دَخَلْتُ الْجَنَّةَ. قَالَ:« تَعْبُدُ اللَّهَ لاَ تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلاَةَ - يَعْنِى الْمَكْتُوبَةَ - وَتُؤْتِى الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ، وتَصُومُ رَمَضَانَ ». قَالَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، لاَ أَزِيدُ عَلَى هَذَا. فَلَمَّا أَدْبَرَ قَالَ:« مَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا »[16].

وَعَنْه رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ، فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، وَصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ"[17].

وفي رواية: إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ، فُتِحَتْ أَبْوَابُ الرَّحْمَةِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ، وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ"[18].

وعَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَخْطُبُ النَّاسَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ وَهُوَ عَلَى الْجَدْعَاءِ وَاضِعٌ رِجْلَهُ فِي غَرَازِ الرَّحْلِ يَتَطَاوَلُ، يَقُولُ:"أَلَا تَسْمَعُونَ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ آخِرِ الْقَوْمِ: مَا تَقُولُ؟ قَالَ:" اعْبُدُوا رَبَّكُمْ، وَصَلُّوا خَمْسَكُمْ، وَصُومُوا شَهْرَكُمْ، وَأَدُّوا زَكَاةَ أَمْوَالِكُمْ، وَأَطِيعُوا ذَا أَمْرِكُمْ، تَدْخُلُوا جَنَّةَ رَبِّكُمْ"[19].

وعَنْ أَبِى الدَّرْدَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - « خَمْسٌ مَنْ جَاءَ بِهِنَّ مَعَ إِيمَانٍ دَخَلَ الْجَنَّةَ: مَنْ حَافَظَ عَلَى الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ عَلَى وُضُوئِهِنَّ وَرُكُوعِهِنَّ وَسُجُودِهِنَّ وَمَوَاقِيتِهِنَّ، وَصَامَ رَمَضَانَ، وَحَجَّ الْبَيْتَ إِنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً، وَأَعْطَى الزَّكَاةَ طَيِّبَةً بِهَا نَفْسُهُ، وَأَدَّى الأَمَانَةَ ». قَالُوا يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ: وَمَا أَدَاءُ الأَمَانَةِ؟ قَالَ: الْغُسْلُ مِنَ الْجَنَابَةِ[20].

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ: "إِذَا صَلَّتِ الْمَرْأَةُ خَمْسَهَا، وَصَامَتْ شَهْرَهَا، وَحَصَّنَتْ فَرْجَهَا، وَأَطَاعَتْ بَعْلَهَا، دَخَلَتْ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شَاءَتْ"[21].

وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: "الصِّيَامُ جُنَّةٌ، وَحِصْنٌ حَصِينٌ مِنَ النَّارِ"[22].

وَعَنْه رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: "إِذَا كَانَتْ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ، صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ، وَمَرَدَةُ الْجِنِّ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَنَادَى مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، وَللهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ، وَذَلِكَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ"[23].



المراجع :

[9] "الإملاءات "موقع فضيلة الشيخ العلامة-ابن باز -رحمه الله-.
[10] البخاري (38) ومسلم (760)، وأحمد (7278)، وأبو داود (1371).
[11] مسلم (233)، و أحمد في"المسند" (8700)، والترمذي (214).
[12] أخرجه البخاري (6502).
[13] صحيح: رواه ابن خزيمة [2212]، واللفظ له، وصححه الألباني في" الترغيب والترهيب [749] وابن حبان في صحيحيه (3438) وقال شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح على شرط الشيخين،، رواه البزار، وانظر " "صحيح الترغيب والترهيب " للألباني (361، 1003).
[14] البخاري (87)، ومسلم (17).
[15] البخاري) 2790).
[16] البخاري (1397)، ومسلم (14).
[17] البخاري (3277) ومسلم (1079).
[18] مسلم (1079)، وأحمد (7767)، والنسائي(2100).
[19] صحيح: رواه أحمد (22215، 22312) تعليق شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح على شرط مسلم، والترمذي (616) وصححه الألباني.
[20] حسن: أبو داود (429) وحسنه الألباني.
[21] صحيح: رواه ابن حبان في "صحيحه" ( 4163)قال شعيب الأرنؤوط: حديث صحيح، وصححه الألباني في "صحيح الجامع" (660).
[22] أخرجه أحمد (9214) تعليق شعيب الأرنؤوط: صحيح وهذا إسناد حسن، والبيهقي في" شعب الإيمان" (3571)، و قال الهيثمي (3/180): إسناده حسن، والألباني في" صحيح الترغيب (980) قال: صحيح لغيره. 
[23] حسن صحيح: أخرجه والتِّرمِذي (682)، وابن ماجه (1642)، وابن خزيمة (1883)، وابن حِبَّان(3435).




الله أكبر يا سوريا

unread,
May 30, 2019, 4:47:41 PM5/30/19
to

1499288564325_photo1380705713_722.gif




1499288669290_zXP49485.gif



1499288694410_photo1384651327_608.gif


رمضان شهر الخير


رمضان شهر الصيام و بيان فضله  ( الجزء الثالث و الأخير )


فضل الصيام :


فضل صيام شهر رمضان :

(1) تحقيق التقوى من أعظم ثمرات الصوم عن الطعام والشراب والشهوة والمحرمات:
لقوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183].

يقول العلامة ابن باز -رحمه الله-: فأوضح سبحانه أنه كتب علينا الصيام سبحانه ، فدل ذلك على أن الصيام وسيلة للتقوى، والتقوى هي: طاعة الله ورسوله بفعل ما أمر وترك ما نهى عنه عن إخلاص لله عز وجل، ومحبة ورغبة ورهبة، وبذلك يتقي العبد عذاب الله وغضبه، فالصيام شعبة عظيمة من شعب التقوى، وقربى إلى المولى عز وجل، ووسيلة قوية إلى التقوى في بقية شئون الدين والدنيا. 

الله أكبر يا سوريا

unread,
Jun 2, 2019, 4:19:51 PM6/2/19
to

1499288564325_photo1380705713_722.gif





1499288669290_zXP49485.gif




1499288694410_photo1384651327_608.gif



رمضان شهر الخير



( الفرحة الرمضانية ؛ واجبة شرعية )


بسم الله الرحمن الرحيم

رمضان : كلمة بهيجة، تحبّها نفوس المؤمنين، وتأنسها قلوب المتقين ، وترتاح لها صدور الصالحين؛ لأن رمضان خير الشهور وأفضلها وأحسنها، وفيه من الفضائل والمزايا، والقرب من الله، ما يجعل المؤمن يزداد إيماناً : " فأما الذين آمنوا فزادتهم إيماناً وهم يستبشرون " وهذا دليل على أصل الفرح والسرور، بمواسم الطاعة والخيور .

وإن الفرح بمواسم الطاعات والعبادات، والحزن على فواتها وفراقها؛ أمرٌ معلوم، وحالٌ مرسوم، لا يحتاج إلى إقامة الدلائل والبينات، ولا يكاد يختلف مسلم في ذلك .
فمن لم يفرح بدخول رمضان وصيامه و قيامه، وتلاوة القرآن، والاستغفار بالأسحار؛ فليراجع نفسه، وليتفقد إيمانه، فإنه في خلل وخبل وخطل؛ ولأن عدم الفرح بمواسم الطاعات والعبادات؛ دخلٌ ودغل في النفوس -عافانا الله أجمعين .
بل إن الفرح بالطاعة، والحزن على السيئة؛ دليل على إيمان المرء؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من سرّته حسنته، وساءته سيئته؛ فهو المؤمن) .
فالحذر من بغض هذه المواسم، أو الشعور بالخيبة، أو التنغص بها، أو الكراهة لها، ولو في النفس دون إعلان وإظهار؛ فإنها دسيسة يخشى على صاحبها من النكيسة -نسأل الله الثبات .
وأنبّه، إلى أن البعض يفرح بمواسم الطاعات ليس لذاتها، وإنما لما فيها من قضاء مصالحه، وإنجاح مآربه.
فبعضهم : لبيع تجارته وربحها .
وبعضهم : لما يحصل فيها من المال أو قضاء الحوائج .
وبعضهم : لما يروج فيها من المسابقات والجوائز.
وبعضهم : لما يكون فيها من الاجتماعات واللقاءات والسهرات والسمرات .
وهكذا، كلٌ يفرح بما يناسبه ويشاكله ، وننسى المقصد الأعظم والأرشد، وهو الفرح لذات العبادة؛ لأن الله افترضها ووقّتها بهذا الوقت، فنفرحها؛ للصلاة والصيام والقيام وقراءة القرآن، والصدقات والنفقات ونحوها من أنحاء البر والتقوى .
قال تعالى : " قُلْ بِفَضْلِ ٱللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مّمَّا يَجْمَعُون "
قال القاسمي : " قُلْ بِفَضْلِ ٱللَّهِ" يعني : القرآن الذي أكرموا به "وَبِرَحْمَتِهِ" يعني : الإسلام، "فَبِذَلِكَ"أي: فبمجيئهما "فَلْيَفْرَحُواْ " أي : لا بالأمور الفانية القليلة المقدار، الدنيئة القدر والوقع، " هُوَ خَيْرٌ مّمَّا يَجْمَعُونَ " أي : من الأموال وأسباب الشهوات؛ إذ لا ينتفع بجميعهما ولا يدوم ، ويفوت به اللذات الباقية، بحيث يحال بينهم وبين ما يشتهون. والفاء داخلة في جواب شرط مقدر ، كأنه قيل : إن فرحوا بشيء فبهما فليفرحوا " .
(تفسير القاسمي: ٩/ ٤٦).

و عن أيفع الكلاعي رضي الله عنه قال : لما قدم خراج العراق إلى عمر رضي الله عنه، خرج عمر رضي الله عنه ، ومولى له، فجعل يعدّ الإبل، فإذا هو أكثر من ذلك، فجعل عمر رضي الله عنه يقول : الحمد لله . وجعل مولاه يقول : هذا والله من فضل الله ورحمته . فقال عمر رضي الله عنه: كذبت، ليس هذا، هو الذي يقول: "قُلْ بِفَضْلِ ٱللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مّمَّا يَجْمَعُونَ"وهذا مما تجمعون".
(تفسير ابن أبي حاتم: ٦/ ١٩٦٠) .

فبيّن رضي الله عنه أن جمع الأموال ليس مما يفرح به، بل هو مما استثنى الله من الفرح، بقوله : " هو خير مما يجمعون " و هذا من ورع الفاروق العظيم وزهده .
و قال تعالى : " ألا بذكر الله تطمئن القلوب " و لا يكون اطمئنان القلوب إلا من فرح وسرور، ونيل مطلوب ، و نجاة من مرهوب .
و قال تعالى : " فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم " فهؤلاء فرحوا بما رزقهم الله من الطاعة و اليقين .
و أنت أيها الفرِح بطاعة الله ، لا شك أنك تعيش هذا الفرح في طاعة ربك؛ لأن الفرح بالطاعة من لوازمه: العمل بها، وإلا كان التناقض .
و أبشر بوعد الله لك أيها الفرح و الطائع، قال الله : " أفمن وعدناه وعداً حسناً فهو لاقيه " يصدقها، قوله تعالى : " يأيها الإنسان إنك كادح إلى ربك قدحاً فملاقيه " .
وأبشر بملازمة السرور لك وأنت في الجنان، قال الله : " فأما من أوتي كتابه بيمينه؛ فسوف يحاسب حسابا يسيرا، وينقلب إلى أهله مسرورا" فهنيئا لك هذا السرور: الدنيوي و الأخروي .
والفرِح بالطاعة ؛ تجده مسرورا مرتاحا منشرحا منبسطا، هاشا باشا، يحب الصالحين ويحبهم، ويثني عليهم ، ويثنون عليه، ولذلك : قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم : (أرأيت الرجل يعمل العمل من الخير، ويحمده الناس عليه؟ قال: تلك عاجلُ بُشرى المؤمن) رواه مسلم عن أبي ذرٍّ.
وفي رواية : (ويحبه الناس عليه) .

قال النووي في (شرح مسلم: ١٦/ ١٨٩) : " قال العلماء : معناه : هذه البشرى المُعَجَّلة له بالخير، وهي دليلٌ على رضاء الله تعالى عنه ومحبته له، فيُحَبِّبه إلى الخلْق ...، ثم يوضع له القَبول في الأرض ... ".
ولا شك أن من كان هذا حاله؛ عاش حياة هنيئة مريئة ، ولو كان فقيرا معدما .
و قال في : (كشف المشكل من حديث الصحيحين : ١/ ٣٧١) : " و المعنى أن الله تعالى إذا تقبل العمل أوقع في القلوب قبول العامل ومدحه، فيكون ما أوقع في القلوب مبشرًا بالقبول ، كما أنه إذا أحبَّ عبدًا حببه إلى خلقه ، و هم شهداء الله في الأرض " .

وهكذا كان السلف الصالح، يشعرون بالفرحة ، ويحسون النعيم من أثر العبادة :
قال الحسن : (لو يعلم الملوك وأبناء الملوك، ما نحن فيه من النعيم؛ لجالدونا عليه بالسيوف).
أرأيت إلى هذا النعيم المعجّل لهؤلاء الفرحين بطاعة ربهم، والعاملين بها .

وقد جاء موضحاً في حديث صهيب مرفوعاً : (عجباً لأمر المؤمن ؛ إن أمره كله له خير؛ إن أصابه صراء شكر، فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر، فكان خيرا له، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن) رواه مسلم .

وقال ابن عقيل : " الإعجاب ليس بالفرح، والفرح لا يقدح في الطاعات؛ لأنها مَسَرَّة النفس بطاعة الرب عز وجل، ومثلُ ذلك مما سَرَّ العقلاء وأبهج الفضلاء، وإنما الإعجابُ استكثارُ ما يأتي به من طاعة الله عز وجل ، ورؤية النفس بعين الافتخار، وعلامةُ ذلك اقتضاءُ الله عز وجل بما أتى الأولياء وانتظار الكرامة وإجابة الدعوة... "

نقله عنه المفلح ابن مفلح، في (الآداب الشرعية: ١/ ١٣٢)
ورمضان خير ما يفرح به ويؤنس، وينشرح له ويقبس؛ لما فيه من خصال البر والتقوى، ولا يعرف ذلك إلا المؤمن صادق الإيمان، وقد جاء منوها ومصرحا .

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (أظلكم شهركم هذا، بمحلوف رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما مرّ بالمؤمنين شهر خير لهم منه، ولا بالمنافقين شهر شر لهم منه، بمحلوف رسول الله صلى الله عليه وسلم، إن الله ليكتب أجره ونوافله من قبل أن يدخله، ويكتب إصره وشقاءه من قبل أن يدخله؛ وذاك لأن المؤمن يعد فيه القوة من النفقة للعبادة ويعد فيه المنافق اتباع غفلات المؤمنين واتباع عوراتهم، فهو غنم للمؤمن يغتنمه الفاجر) .

وفي رواية البيهقي : (فهو غنم للمؤمن ونقمة للفاجر) .
أخرجه البيهقي في السنن، والطبراني في الأوسط، وابن خزيمة، وسكت عنه المنذري، وقال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله : إسناده صحيح .
وجاء عن أبي مسعود رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ذات يومٍ وأهل رمضان، فقال: (لو يعلم العباد ما في رمضان لتمنَّت أمتي أن تكون السنة كلها رمضان) .

أخرجه ابن خزيمة، في الصوم ، باب ذكر تزين الجنة، لشهر رمضان. وفيه ضعف ، لجرير بن أيوب البجلي .
بل قد جاء التصريح بالفرح في رمضان على لسان النبي صلى الله عليه وسلم ، في الحديث المتفق عليه : " للصائم فرحتان : فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه " . 
قال ابن رجب -رحمه الله-: "أما فرحة الصائم عند فطره؛ فإن النفوس مجبولة على الميل إلى ما يلائمها من مطعم ومشرب ومنكح، فإذا امتنعت من ذلك في وقت من الأوقات، ثم أبيح لها في وقت آخر؛ فرحت بإباحة ما منعت منه، خصوصاً عند اشتداد الحاجة إليه، فإن النفوس تفرح بذلك طبعاً، فإن كان ذلك محبوباً شرعاً، والصائم عند فطره كذلك، فكما أنّ الله تعالى حرم على الصائم في نهار الصيام تناول هذه الشهوات، فقد أذن له فيها في ليل الصيام، بل أحب منه المبادرة إلى تناولها من أول الليل وآخره، فأحب عباد الله إليه أعجلهم فطراً، والله وملائكته يصلون على المتسحرين، فالصائم ترم شهواته في النهار تقرباً إلى الله وطاعة له، وبادر إليها بالليل تقرباً إلى الله وطاعة له، فما تركها إلا بأمر ربه، ولا عاد إليها إلا بأمر ربه، فهو مطيع في الحالين؛ ولهذا نهي عن الوصال، فإذا بادر الصائم إلى الفطر تقرباً إلى مولاه، وأكل وشرب وحمد الله؛ فإنه ترجى له المغفرة، أو بلوغ الرضوان بذلك " . 
وقال رحمه الله : " ثم إنه ربما استجيب دعاؤه عند فطره، وعند ابن ماجة : " إن للصائم عند فطره دعوة لا ترد " .
وإن نوى بأكله وشرابه تقوية بدنه على القيام والصيام كان مثاباً على ذلك، كما أنه إذا نوى بنومه في الليل والنهار التقوي على العمل كان نومه عبادة.
ومن فهم هذا الذي أشرنا إليه لم يتوقف في معنى فرحه عند فطره، فإن فطره على الوجه المشار إليه من فضل الله ورحمته، فيدخل في قوله تعالى: "قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ".
وقال رحمه الله : " وأما فرحه عند لقاء ربه؛ ففيما يجده عند الله من ثواب الصيام مدخراً فيجده أحوج ما كان إليه كما قال تعالى : " وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً "
وقال تعالى : "يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَراً" وقال تعالى : "فمن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ" ا هـ. 
وما قصة ذلكم الصحابي الذي توفي بعد صاحبه بسنة، فكان أفضل من صاحبه؛ لأنه فعل خيرات، ومنها: أنه صام رمضان؛ فهذا مما يدعو المؤمن للفرح، واغتنام مواسم الطاعات .

قال ابن رجب : " بلوغ شهر رمضان وصيامه؛ نعمة عظيمة على من أقدره الله عليه، ويدل عليه حديث الثلاثة الذين استشهد اثنان منهم، ثم مات الثالث على فراشه بعدهما، فرؤي في المنام سابقاً لهما، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " أليس بعدهما كذا وكذا صلاة، وأدرك رمضان فصامه ، فو الذي نفسي بيده ، إن بينهما لأبعد مما بين السماء والأرض " .
أخرجه أحمد وغيره، وصححه الألباني في (الصحيحة).
وحريٌ بالعاقل الذي يسمع هذا الفضل العظيم، أن يفرح إخوانه وخلانه؛ بتفقدهم، والسؤال عن أحوالهم، ومواساتهم، والتخفيف عنهم بما يستطيع، ولا يكون أنانيا، ففرحه من فرحهم، وحزنه من حزنهم .

قال ابن رجب : (من رُحِم في شهر رمضان؛ فهو المرحوم، ومن حُرم؛ فهو المحروم، ومن لم يتزود فيه لمعاده؛ فهو ملوم)
(لطائف المعارف: ٢٨٠) .
هذا ما أقدرني الله عليه -وله الحمد والمنة-. أسأل الله التوفيق والرشاد، والهداية والسداد، وعلى الله الكريم اعتمادي، وإليه تفويض أمري واستنادي.
وأسأله تعالى أن يرزقني الإخلاص والمتابعة في جميع الأقوال والأفعال والأحوال .
والله أعلم ، و صلى اللهم وسلم على نبينا محمد ، وعلى آله ، وصحبه وسلم .



Reply all
Reply to author
Forward
0 new messages