شرح الدعاء من الكتاب والسنة - ( شرح دعاء " اللهم اغفر لي خطيئتي، وجهلي، وإسرافي في أمري، وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي هزلي وجدي، وخطئي، وعمدي، وكل ذلك عندي " )

41 views
Skip to first unread message

الله أكبر يا سوريا

unread,
Sep 14, 2019, 5:25:47 PM9/14/19
to


1499288564325_photo1380705713_722.gif


1499288669290_zXP49485.gif

1499288694410_photo1384651327_608.gif




شرح الدعاء من الكتاب والسنة


شرح دعاء " اللهم اغفر لي خطيئتي، وجهلي، وإسرافي في أمري، وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي هزلي وجدي، وخطئي، وعمدي، وكل ذلك عندي"
 

 ((اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي، وَجَهْلِي، وَإِسْرَافِي فِي أَمْرِي، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي هَزْلِي وَجِدِّي، وَخَطَئي، وَعَمْدِي، وَكُلُّ ذَلِكَ عِنْدِي))([1]).

المفردات :

الإسراف : مجاوزة الحدِّ في كل شيء .

الشرح :

هذا الدعاء من أجمع الأدعية في الاستغفار؛ لأنه دعاء بألفاظ التعميم، والشمول، مع البسط والتفصيل بذكر كل معنى بصريح لفظه، دون الاكتفاء بدلالة اللفظ
الآخر عليه؛ ليأتي الاستغفار على ما علمه العبد من ذنوبه، وما لم يعلمه، ومعلوم أنه لو قيل: اغفرلي كلَّ ما صنعت؛ لكان أوجز، ولكن ألفاظ الحديث في مقام
الدعاء والتضرّع، وإظهار العبودية والافتقار لربّ العالمين، واستحضار الأنواع التي يتوب العبد منها تفصيلاً أحسن وأبلغ من الإيجاز والاختصار([2]) ؛ و لهذا
يحسن العناية والتدبير واستحضار المعاني عند الدعاء بها؛ لأن ذلك يورث أثراً عظيماً طيباً في النفس، ويورث الخشوع، والخضوع، والتذلّل بين يدي اللَّه تعالى ،
و هذا من كمال العبودية لله رب العالمين، يقول العلامة ابن عثيمين رحمه اللَّه: ((في باب الدعاء ينبغي البسط لأربعة أسباب :

السبب الأول : أن يستحضر الإنسان جميع ما يدعو به بأنواعه .

السبب الثاني : أن الدعاء مخاطبة للَّه عز وجل ، وكلَّما بسط الإنسان مع اللَّه تعالى في المخاطبة، كان ذلك أشوقَ وأحبَّ إليه ممّا دعا على سبيل الاختصار .

السبب الثالث : أنه كلما ازداد دعاء، ازداد قربه إلى اللَّه عز وجل .

السبب الرابع : أنه كلما ازداد دعاء، كان فيه إظهار لافتقار الإنسان إلى ربه عز وجل  ((3 )

و المعنى : يا اللَّه اغفر لي ذنوبي كلَّها : صغيرها وكبيرها ، ما صدر عنِّي من جهل نفسي، ومجاوزتي للحدِّ في كلِّ شيء ، اللَّهم اغفري ذنوبي كلَّها مما علمتها ، و
مما لم أعلمها ، في حال جدّي ، وهزلي ، و في حال خطئي و تعمّدي ، فأنا متّصفٌ بكلّ هذه الذنوب و مُقِرٌّ بها .

قوله : ((وكل ذلك عندي)) : إقرار العبد لربه بكثرة الذنوب ، (( ومتحقّق لها ، فهو كالتذييل للسابق : أي أنا متصف بهذه الأشياء فاغفرها))([4]) ،
فدلّ على أن إقرار العبد على نفسه بالتقصير من أسباب قبول توبته ومغفرته لذنوبه ، واللَّه أعلم .



المراجع :


([1]) متفق عليه : البخاري ، كتاب الدعوات ، باب قول النبي صلى الله عليه و سلم ((اللهمّ اغفر لي ما قدّمت وما أخّرت)) ، برقم 6398، و مسلم ، كتاب الذكر
و الدعاء والتوبة والاستغفار، باب التعوذ من شر ما عمل، وشر ما لم يعمل، برقم 2719.

([2])  جلاء الأفهام، ص  230، و مدارج السالكين ، 1/ 273.

([3])  تفسير سورة آل عمران ، 1/ 116.

([4])  الفتوحات الربانية ، 3/ 630.



الملكة نور



1499288776536_je96a5ead23.gif

1499288759600_P1M22187.gif


1499288742564_557259207.gif

Reply all
Reply to author
Forward
0 new messages