اليهود في عصر الاسلام

32 views
Skip to first unread message

Fadhel.nada

unread,
Sep 9, 2016, 4:04:03 PM9/9/16
to


Sent from my iPadاليهود في العصر الاسلامي

لقد اعتبر الاسلام ( اليهودية ) ديانة توحيدية نبيها موسى المرسل إلى بني إسرائيل .. والذي تكلم إليه الله في طور سيناء .. حيث أوحى له التوراة التي حرفها اليهود في وقت لاحق .. لذلك لقي اليهود في عهد الدولة العربية الإسلامية كل اهتمام والتقدير وعوملوا معاملة جيدة بل أن بعضهم ارتقى مناصب مرموقة في عهد الدولة العباسية .. وصار رأس الجالوت بفضل أهمية العراق رئيس الطائفة اليهودية في العالم أجمع واستفاد اليهود من جو التسامح والرعاية .. فلمع منهم العديد من العلماء والأطباء والحرفيين والخازنين ورجال المال وكان منهم الطبيب فرات بن شحناتا وحسداي بن أسحق .. وقد ازدهرت معابدهم في عهد الخليفة المعتضد خصوصاً أكاديمية سورا التلمودية ولمع من الأحبار والعلماء سعديا بن يوسف المعروف بسعديا الغيومي وهارون بن يوسف وغيرهما .





و قدر عدد اليهود في عهد الخليفة المستنجد العباسي عند زيارة الرحالة اليهودي بنيامين القطيلي لبغداد سنة 566 هـ - 1170 م بأربعين ألفاً في بغداد وحدها يعيشون بأمان وعز ورفاهية وكسبوا مركزاً مالياً ممتازاً وكانوا يتمتعون بالحرية الاقصادية وحرية الدين فكانت لهم مدارسهم وكنسهم ولقي حاخامهم الأكبر كل تعظيم واحترام .. لذا يمكن القول بأنهم تمكنوا في العهد الإسلامي في اكتساب ثقة الخلفاء والقادة العرب ونالوا حقوقهم المدنية والدينية ومارسوها بحرية مطلقة .

و لما زالت دولة بني العباس على يد المغول ذاق اليهود كما ذاق كل العراقيين الأمرين على يد الغزاة المغول .. استمرت أحوال اليهود وغيرهم من العراقيين تسوء تحت ظل المغول .. كذلك في زمن الاحتلال الفارسي .. إذ واجه اليهود اضطهادات حتى انتهت سيطرتهم على العراق عام 1638 حين جاء الاتراك وبدأت اوضاع اليهود العراقيين تسير في طريقها الى الافضل .. وقد اعتبر اليهود دخول السلطان التركي الى بغداد ( يوم معجزة ) واستطاعوا خلال فترة الحكم العثماني ( 1638 - 1917 ) أن يمارسوا امور حياتهم بحرية تامة واتسعت الطائفة وتعاظمت وعاش افرادها جنباً الى جنب مع مسلمي العراق الذين كانوا يرون انفسهم مسؤولين عن حماية جيرانهم وأصدقائهم من اليهود .
برزت مكانة اليهود خلال الفترة الاخيرة من الحكم العثماني - في مجال التجارة والاعمال، وكان رئيس صيارفة الوالي المعروف باسم ( صراف باشا ) يهودياً .. واشتهر من بين هؤلاء الصيارفة ساسون بن صالح بن داود الذي تقلد هذه الوظيفة اعواما طويلة .. قدر الرحالة بدرو تكسرا في زيارته للعراق سنة 1604 – 1605 عدد اليهود تقديراً مبالغاً به حين قال بأنه يتراوح بين 20 – 30 ألف بيت .. و قدر عدد الأسر اليهودية في بغداد مطلع القرن التاسع عشر بنحو ( 2500 ) أسرة يهودية وصار اليهود ممثلين في مجلس المبعوثان بعد إصدار الدستور العثماني سنة 1876 .
وقد انتشر يهود العراق في المدن والقرى العراقية ولا سيما بغداد والموصل والبصرة وكركوك وكانوا يقومون بالاعمال الاقتصادية المختلفة وكانت لهم علاقات تجارية وثيقة بالهند وايران .. وازدهر هذا الدور إثر افتتاح قناة السويس في مصر عام 1868 وتعاظم دورهم في اعقاب الاحتلال البريطاني للعراق بعد الحرب العالمية الاولى عام 1919.

وقد ترك كثير من يهود بغداد منذ القرن الثامن عشر موطنهم واتجهوا إلى الشرق الأقصى من أجل التجارة وتوزعوا في كالكوتا وبومباي ورانجون وسنغافورة وهونج كونج .. ونال بعضهم جنسيات أجنبية إنكليزية وفرنسية وقدموا خدمات كبرى للدولتين كما عمل غيرهم كوزراء لدى أفراد المغول في الهند .. وقد شكل يهود بغداد في الهند طبقة مترفعة عن يهود الهند الذين يسمون بني اسرائيل ويعدون من الملونين بينما كان يهود بغداد يعتبرون انفسهم مساوين للحكام البيض ( الاوربيين ) في الهند .

وقد بقيت هذه الطوائف تعتبر الطائفة اليهودية في بغداد المركز الروحي والديني رغم أن عدد أفرادها أصبحوا مستقلين سياسياً واقتصادياً وقد ساعدتهم ثروتهم التي جمعوها على إعانة يهود العراق وغيرهم من يهود الشرق بإنشاء المدارس والمؤسسات الخيرية والمعابد .
وتولى العديد من يهود العراق رئاسة المصالح الاقتصادية والمكاتب الحكومية وكان لهم بنوك عديدة منها بنك زلخة وبنك كريديه وبنك إدوارد عبودي وغيرها ، كما احتكروا عدة صناعات كالابسطة والاثاث والاحذية والاخشاب والادوية والاقمشة والتبغ والجلود وغيرها واحتكروا استيراد بعض السلع مثل منتجات شركة ( موبيل أويل ) الامريكية .. كما عملوا في معظم المهن الحرة كالطب والصيدلة والصحافة والطباعة.

الملك فيصل الاول في أعوام العشرينات يزور مدرسه الاليانس
وبجانبه الحاخام عزرا دنكور والحاخام ساسون مع شخصيات يهودية


وبلغت مساهمة يهود العراق في الحركة الاقتصادية اوجها قبيل الحرب العالمية الثانية، إذ كان اكثر من نصف الاعضاء الثمانية عشر بغرفة تجارة بغداد من اليهود وكان من بينهم الرئيس والسكرتير.
في عام 1948 اجبر عشرات الآف من اليهود على مغادرة منازلهم وتمت مصادرة اموالهم الغير منقولة التي وضعت تحت اشراف دائرة الاموال اليهودية .
وفي 9 / 3 / 1950 صادق البرلمان العراقي على قانون يقضي بالسماح لكل يهود العراق بالهجرة ان ارادوا بشرط التنازل عن الجنسية العراقية وعن كافة ممتلكاتهم .
وفي عيد الفصح اليهودي عام 1950 كان الخروج من العراق والذي حمل اسم عملية ( عزروا ونحميا ) ولم يبق من اليهود سوى خمسة الآف فقط من بين 120 الفاً تقريباً .. او ما يقارب 600 اسرة يهودية .. صدر عام 1952 القانون الذي يسقط عنهم الجنسية .




بالتصرف 
بقلم 

نادر ساسون خض
ر
Reply all
Reply to author
Forward
0 new messages