شماعة الوهابية+الدريس:إلى سدنة الإعلام المصري.. كفاية بأه

801 views
Skip to first unread message

عبدالعزيز قاسم

unread,
Nov 25, 2015, 12:54:30 AM11/25/15
to

1


شمّاعة «الوهابية»


لسنا هنا في معرض الحديث عن دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب، أو "الوهابية" كما يطلق الغرب عليها لتشويهها والتنفير منها، أو تناول تراثها ومناقشة ظروف الدعوة الإصلاحية التاريخية والثقافية أو التعريج على نتائجها ومآلاتها، بقدر ما نحن اليوم نناقش تناولها في الإعلام الدولي باعتبارها أحد مسببات التطرّف الذي يشهده الشرق الأوسط، وانعكس سلباً على الأمن في الدول الغربية.
لم يدرس عبدالحميد أباعود - العقل المدبر لاعتداءات باريس - في إحدى المدارس السعودية، وربما لم يزر مكة والمدينة، بل كان طالباً متفوقاً تخرج من مدرسة "سان بيير دوكل" أفضل ثانويات بلجيكا، حيث تلقى تعليماً علمانياً هناك لمناهج يغيب عنها الدين وتركّز على احترام الحريات والمعتقدات، وبالرغم من ذلك انحرف أباعود صوب التطرف ليغدو أحد رؤوس تنظيم "داعش" المتطرف في أوروبا.
ومثل عبدالحميد أباعود كُثر نشأوا في بيئة أوروبية غربية خالصة، وبعضهم أوروبي أباً عن جد في أجواء تشيع فيها الديموقراطية والمساواة والحداثة وجميع مظاهر الدولة المتحضرة والسويّة، لكنهم في لحظة ما قرّروا الانتقال إلى التطرّف؛ دفعهم لذلك أسباب عدة منها: فشل الدول الغربية في إدماج المهاجرين والأقليات في المجتمع الأوروبي، ما أدى إلى إقصائهم وحفّز على استقطابهم وتوظيفهم واستغلال جهلهم بالدين من قبل المتطرفين الذين يقدمون لهم خطاب التطرّف كخيار وحيد.. يساندهم في ذلك - وهذا أحد الأسباب المهمة - دعم الأنظمة الغربية دون قصد لخطاب الكراهية ضد الغربيين وغير المسلمين في بلادهم تحت ذريعة حرية التعبير، وترْك المساجد دون رقابة ما حوّل بعضها إلى بؤر لتفريخ المتطرفين.. فترْك شخصية متطرفة كأبي حمزة المصري يخطب في شوارع لندن ويحرّض على الكراهية لسنوات طويلة، ثم تكتشف السلطات البريطانية خطره لتبعده إلى أميركا هو نتيجة سياساتها الخاطئة.. ثم إن أحد أبرز أسباب شيوع التطرّف هو السياسات الخارجية المترددة والمجحفة وغير الواقعية للدول الغربية التي اعتقدت أنها بمعزل عما يجري، ولم تتوقع وجود عالم سفلي خطير في عواصمها تديره جماعات تطرّف ديني في الداخل والخارج تخزّن السلاح والقنابل وقاذفات الصواريخ والأموال وتجنّد وتحرّض على العنف، والذي يرى الاستنفار الفرنسي والبلجيكي يزداد يقينه بأن الغرب أساء فعلاً تقديره للخطر الإرهابي، ويحصد ما زرعت يداه نتيجة للسياسات المرتجلة والعبثية في العراق وسورية، وليس ذلك فحسب؛ بل إن ترْك القضية الفلسطينية عائمة بهذا الشكل هو أحد أهم عوامل عدم الاستقرار في المنطقة، فالقضية تُركت ليمتطيها كل حمالي الشعارات والأيديولوجيات من مناصري اليمين واليسار على حد سواء.
فالتطرف كأيديولوجيا موجود لدى أتباع الديانات، وحتى لدى معتقدي بعض الفلسفات الوضعية، ونسأل هنا عن الملف الأسود للحروب الصليبية ومحاكم التفتيش واضطهاد البوذيين للمسلمين اليوم في بورما، والجماعات المتطرفة والإرهابية في أوروبا الحديثة مثل النازية وأبنائها كحركة "بيغيدا"، والألوية الحمراء في إيطاليا، وكل تلك الممارسات إنما خرجت من رحم التوتر السياسي، وعدم اتخاذ القرار الصحيح تجاه الأزمات التي تمر بها الدول والأقاليم.
ويلتفت الغرب اليوم بعد أن طرقت الهجمات الإرهابية بابه، ليفرض قوانين الطوارئ، ويفتش المارة في الشوارع، ويحظر السير في ساعات معينة، وكلها سياسات لن تجدي نفعاً إذا لم يتم التعامل مع بواعث التطرف في الشرق الأوسط وأبرزها الطائفية التي تغذّيها إيران عبر سياساتها، وتدخّلها المسلح في سورية وعدد من الدول، ثم يأتي الغرب مع الاعتراف الكامل بدعم طهران للإرهاب ليصافحها بحجة أن الحوار معها أفضل من مقاطعتها.
إن من الضروري أن نشير إلى أن استهداف دعوة الشيخ ليس الغرض منه الدعوة بحد ذاتها فقط، بل القصد منه الإضرار بالمملكة كدولة، والنيل من سمعتها، وهي الدولة التي تحتضن الحرمين الشريفين وتوليهما وزوارهما عناية دون التفريق بين المذاهب والطوائف، بل تحتضن الجميع ولم تستخدم هذه المكانة لتأليب المسلمين على غير المسلمين، بل دعمت مبادرات حوار الأديان والثقافات.
تقول الإحصائيات الموثقة الصادرة عن المنظمات الغربية إن أكثر عناصر داعش يحملون الجنسية التونسية، ويقدر عددهم بثلاثة آلاف شخص.. والسؤال: كيف تحوّل هؤلاء التونسيون الذين نشأوا ودرسوا في مدارس كانت تُراقب من قبل النظام التونسي السابق الذي عُرف بشدّته الأمنية وعلمانيته، ليخرجوا في غضون عام أو عامين متطرفين؟.. لا تقولوا لنا إن السبب دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب.
لا يمكننا بأي حال من الأحوال إلا أن نقول إن التطرّف هو نتاج سوء إدارة المنطقة سياسياً.. لذا فإن القضاء على هذا الفكر لن يتأتّى دون إخماد النار المشتعلة في سورية وتجفيف منابع الطائفية البغيضة.
..
الرياض
http://www.alriyadh.com/1103589

................................




 
القابلية للاستدعاش!


زياد الدريس

في الثمانينات من القرن الماضي تأسس تنظيم «القاعدة» بوصفه تنظيماً دينياً هدفه الواضح هو إنهاء النفوذ الأجنبي في بلاد المسلمين وإنشاء الخلافة الإسلامية، وقد اكتسب «مشروعيته» ووجاهة أهدافه بعد التمكن من تحقيق نموذج ساطع لذلك الهدف هو طرد الاتحاد السوفياتي من أفغانستان بمساهمة غير خفية من الحليف القديم الولايات المتحدة الأميركية. لكن أحداث 11 سبتمبر حوّلت الحليف إلى عدو، والمساندة في سهول أفغانستان إلى مطاردة في كهوفها!
توسع تنظيم «القاعدة» بعد ذلك، وتمددت شريحة المنتمين إليه أو المتعاطفين معه، وبالتالي انتشرت عملياته الإرهابية إلى خريطة جغرافية أوسع، وتحت ذرائع أكثر تنوعاً وأكثر عمقاً. وقد انطلق إثر ذلك الكثير من المحللين والباحثين في تشخيص وتحليل أسباب انتماء الشباب المسلم إلى تنظيم «القاعدة» والاستجابة لندائه «الجهادي». كانت حصيلة تلك التحليلات أسباب عدة ومتفاوتة في وجاهتها وأهميتها، من أبرزها: حدّية الخطاب الديني، أحادية الخطاب الإعلامي، صورة الآخر في مناهج التعليم، غياب العدالة الاجتماعية، تغييب المشاركة السياسية، الاحتقان من المعايير المزدوجة عند الغرب، وأسباب أخرى كثيرة، انشغل الكتّاب والإعلاميون بمناقشتها وإعادة ترتيبها بحسب الأهمية، إذ لم نكن ملزمين باختيار سبب واحد فقط لتفسير الجذب «القاعدي» للشباب، فالأسباب المطروحة على طاولة النقاش تحمل كلها وجاهة وقبولاً، وإنْ بدرجات متفاوتة من بلد إلى آخر ومن تنظيم فرعي إلى آخر.
هذا الاختلاف في أسباب الجذب لم يربك المتفق عليه في شأن هوية كوادر التنظيم، إذ كانوا شباباً تجمعهم سمة التدين والالتزام بشعائر الإسلام، بغض النظر عن موقفهم المنحرف من الآخر. كما أن مصادر تمويلهم لم تكن عصيّة على الكشف، في حدود الإمكانيات التي يُظهرونها في تسليحهم وفي إعلامهم المقاتل.
هذه هي حالنا المعرفية مع «القاعدة» بإيجاز، فماذا عن حالنا مع «داعش»؟!
لنبدأ بالاسم، فمسمى «داعش» أو ISIS لا ينطلق في تكوينه اللغوي من بنية عربية، بل من بنية غربية وأميركية تحديداً. أما عن ماهية الخطاب الذي يروّج له «داعش» كتنظيم ذي رسالة واضحة محددة، فإنه لا يوجد حتى الآن خطاب متماسك وصارم يمكن وصفه بالخطاب «الداعشي»، إلا إذا أمكن وصف بيانات التشفي عقب العمليات الإجرامية والوعيد بالمزيد من لدنها بأنها «خطاب»!
الإمكانات المذهلة التي يملكها «داعش»، سواءً منها الأسلحة العسكرية الثقيلة أو الأسلحة الإعلامية المتقدمة الصنع، تثير تساؤلات كثيرة ما زالت عصيّة على الفهم وعلى كشف مصادر التمويل، بل والسؤال الأكثر غموضاً عن مصادر التزويد؟!
أما عن الكوادر التي تنفذ عمليات «داعش»، ففي كل يوم تضعف فرص وضع المواصفات المؤطّرة لها، فهم نتاج مناهج تعليم متنوع من أقصى التشدد إلى أقصى التفسخ، وهم نتاج مجتمعات إسلامية متزمتة أحياناً ومجتمعات ليبرالية ملحدة أحياناً أخرى. أما التاريخ السلوكي لـ «مجاهدي داعش» فهو متفاوت ومتناقض، إذ يمتد من المساجد إلى الحانات، ومن الملتحين إلى الخمّارين، ومن المحجبات إلى الداعرات (مع اعتذاري عن الربط بين الفضيلة والرذيلة في سياق تعبيري واحد)!
وبمواصفات كهذه، يبدو «داعش» كأنه تنظيم متمرد يمكن أن ينضم إليه المسلم وغير المسلم، لتحقيق أهداف تدميرية في أي مكان من هذا العالم للتعبير عن حالة غضب اجتماعي، فردي أو جماعي، وسيتولى البيان الذي سيصدر لاحقاً تأطير العملية الإرهابية في إطار ديني.
كان «القاعدة» تنظيماً سرياً يعرف الناس عنه الكثير من المعلومات المعلنة. أما «داعش» فهو تنظيم مُعلَن لم يعرف الناس الكثير من أسراره الغامضة!
وإذا استطعنا أن نصِف «القاعدة» بأنه تنظيم إسلامي مُخترَق، فإن «داعش» تنظيم إسلامي مُختلَق!
..
الحياة

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2...@googlegroups.com - أرشيف الرسائل

2


        إلى سدنة الإعلام المصري.. كفاية بأه


                                  إدريس الدريس


تأسس الإعلام المصري في منهجه العاطفي وتكرس في توجهه القائم على التحريض والإثارة منذ أيام أحمد سعيد، وتصدر المشهد وسيطر على الذائقة العربية قبل أكثر من 50 عاماً. وكان حري بهذا التوجه أن ينقرض لأنه إعلام لا يعتمد المنطق والمعلومة، ولا يمتهن أسلوب الحوار العقلاني لولا أن مؤسس هذه المدرسة محمد حسنين هيكل بقي مستمرا حتى الآن يمارس تعاليه وفوقيته ويجذب إليه بادعاءاته التي لا تسندها الوقائع حشدا من التابعين يمارسون الديماقوجية تحت ذريعة الإعلام، على حين استطاع الإعلام في كثير من الدول العربية أن يتجاوز الإعلام المصري مطبوعا ومقروءا ومتلفزا رغم أسبقيته وعراقته.

لقد تركت مرحلة عبدالناصر الإعلامية التي كانت تعتمد الردح والتضليل بصمتها محفورة على مسيرة الإعلام المصري على نحو جعل المسيرة تفرخ رهطا من مدعي الإعلام الطارئين الذين أصبحوا أبواقا للمشروع الصفوي، بعد أن قاموا بتأجير حناجرهم وأقلامهم في سوق الهجوم الفارسي ضد كل توجه قومي وعربي صرف. أحد هؤلاء يخرج ممتطياً حمالة بنطلونه على كتفيه ليسرف في استهداف العروبة بكل أطيافها وطوائفها ويمعن في الشتم، فهو لا ينفك -كما يشاء الولي الفقيه- يشتم المملكة والخليج والبترول ويطلق الاتهامات التي لا تسندها الحقيقة ليتهم هذه الدول المتطورة بأنها تقف خلف التطرف، وأنها تدعم الإرهاب وأنها تسند داعش والقاعدة! ثم يجعل "الوهابية" سبب كل مصيبة وآفة، لكنه لا يقول لنا لماذا لم نكن نسمع عن وهابية مزعومة أيام سطوة "القطبية"، ولم نكن نعرف ما هي القاعدة أيام سطوة "التكفير والهجرة" التي أسست لمبدأ الخروج وهجرة المجتمع الراهن وتكفيرهم وهم الذين تنامى مدهم وتجذر فكرهم تحت الأرض حتى تفجر أثناء حادثة المنصة على يد خالد الإسلامبولي وعبود الزمر وحسين عباس الذين تولوا اغتيال الرئيس أنور السادات؟

إننا لا نشتم مصر ولا نسيء لأهلها في إعلامنا، ولو تمادى أحدنا وأراد ذلك لما سمحت له الدولة هنا، لأن للإعلام عندنا أخلاقيات ولعلاقات الدول الشقيقة حدود لا يمكن تجاوزها وخصوصيات لا يجوز المساس بها.

ولهذا لم يكن بإمكان أحدنا أن يقول أوقفوا ديناصورات التكفير والهجرة. فكيف يسمح القيمون على الإعلام المصري لهذه الأبواق أن تنهش في بلادنا وأهلها ليل نهار؟ وكيف يرضون بهذا الانحياز المكشوف الذي يستهدف اللحمة القومية بحجة التحذير من "الوهابية" واعتبارها أصلا لـ"داعش" و"القاعدة"؟ ولماذا لم يحذر هؤلاء المأزومون من تغول ووحشية الملالي والمليشيات الطائفية مثل حزب الله وفيلق بدر وعصائب أهل الحق ولواء أبي الفضل العباس والحشد الشعبي؟ ولماذا صمتوا عن حقيقة أن إيران كانت ولا زالت موئلا ومقاما لزعماء القاعدة؟ ونريدهم أن يفسروا لنا كيف تخلى الجيش العراقي بأمر المالكي عن كل عتاده وسلاحه لجنود داعش: كما نريدهم أن يخبرونا لماذا داعش -رغم بشاعة تفجيراتهم- لكنهم لم يفجروا في إيران دعك من إسرائيل؟ فذلك عهد طويل من السلام الذي ضمنته سورية حافظ الأسد خلال أكثر من 50 عاماً لم تطلق خلالها رصاصة واحدة على العدو/ الحليف.

وإذا كان هؤلاء الموتورون في الإعلام المصري قد لاحظوا أن داعش تستهدف الجوامع في نجران والدمام والأحساء فإننا نذكرهم أيضا بأن إيران تحرك مخالبها وتطلق الرصاص العشوائي على رجال الأمن في العوامية، وفعلت أفاعيلها في الخبر وكدست الأسلحة والمتفجرات في البحرين وفي الكويت وفي القطيف، وهي تمد يدها الطائفية وأذرعها المتطرفة لتعيث قتلا وتفجيراً في سورية ولبنان واليمن والعراق، فهل أعمى الدفع الإيراني عيونهم؟

لا شك أن لدولارات "تصدير الثورة" وقعها بشكل يغير النفوس ويقلب الحقائق ويجعل الشتم والسباب يتصاعد على قدر توجيه "ولي الدفع" فيما "الحسابة بتحسب".

وليعلم المهاجمون أن إيران التي اشترت أقلامهم بأرخص الأثمان هي التي أطلقت اسم قاتل السادات على أحد شوارعها، ولعلهم يعلمون أن ثعلب القاعدة أيمن الظواهري ليس وهابياً ولكنه من مخرجات جماعة الجهاد الإسلامي المصري التي كانت النواة لتنظيم القاعدة، والحال كذلك مع المصري سيف العدل وهي كنية العقيد السابق في الجيش المصري محمد إبراهيم مكاوي، وكذلك مصطفى حامد صهر سيف العدل الذي كان بحسب ملفات الاستخبارات يقوم بدور حلقة الوصل بين الجماعة والحكومة الإيرانية، وقد تولى تدبير ملاجئ لكبار قادة القاعدة وعوائلهم في إيران عقب سقوط طالبان، ولعلكم تتذكرون تطرف عمر عبدالرحمن الذي كان سلوكه ونهجه عورة في حق الإسلام، فأين كانت الوهابية أو السعودية أو الخليج أو النفط من كل هذه القوائم الإرهابية المصرية التي كانت نواة لكل تشدد لاحق؟!!

لكننا لا نزال نؤمل في الخيرين الطيبين الأنقياء الاتقياء من إخواننا في مصر العروبة أن يؤثروا إيجابا في إعلامهم، فكثير على مصر التي كانت لها الريادة في العالم العربي أن تقف جامدة تتوكأ على أتباع مدرسة: اكذب.. اكذب حتى يصدقك الناس.

لقد تحرك الإعلام العربي من حولهم وطور أنساقه وابتدع أساليبه الحديثة فيما بقي الإعلام المصري رهينة "الهيكل" العقيم القديم الذي يرسخ في قيود اليسار والناصرية، ولهذا فإن على الإعلام المصري أن "ينظر حوله" ويخرج من تلك "الحفرة" التي وقع فيها، ثم عليه أن يضع ميثاقا أخلاقيا ومنهجا صارما يلجم فيه هذه الأفواه المسعورة.

نرجوكم يا عقلاء الإعلام المصري: لقد شارف حلمنا على النفاد.

"وحتى لا يزايد أحدهم علي في حب مصر والمصريين فإنني أحيله إلى عدد من مقالاتي في حب مصر، التي نشرت هنا في "الوطن"، وكان آخرها مقالي: "عضوا على مصر بالنواجذ فإنها حائط المتكى."

..

الوطن


............................................


التوازن الاستراتيجي بالسكاكين

                                                       د. ظافر محمد العجمي



التوازن الاستراتيجي بالسكاكين

قيل إن انتفاضة السكاكين توقفت بدليل تراجع نتنياهو عن تصريحه بإمكانية الانسحاب الأحادي من الضفة الغربية، ثم تم طعن عدة صهاينة يوم 20 نوفمبر2015م. وفي تقديرنا أنها لم تتوقف بل كان الفلسطيني يبحث عن حجر يسن بها خنجره، وكغيري أنفر من كل قراءة تخاتل المنطق لتقلل من عظمة حرب سكين ضد مدفع، فحين يملك عدوك كل شيء، ولا تملك إلا القناعة بالحفاظ على حياتك، ومع ذلك تتدرج في التصدي له، من الإرباك حتى الوصول إلى التوازن الاستراتيجي فذلك أمر ينتزع التقدير. وحتى نؤصل المفاهيم نبين أن التوازن يعني أن تتكافأ القدرات السلوكية لتضمن الردع.
فرغم أن حفر الأنفاق عملية يدوية شاقة، فإن الفلسطينيين تبنوا هذا الأسلوب وقاموا بعمليات نوعية مثل «عملية الوهم المتبدد» 25 يونيو 2006م وكانت عملية اختراق حدودية جريئة، استهدفت مواقع لجيش الصهاينة على الحدود الشرقية لمدينة رفح؛ حيث قام الفلسطينيون بإطلاق قذيفة على برج المراقبة تبعها تبادل إطلاق نار، استشهد في إثره 2 من المقاتلين الفسطينيين وقتل 2 من الجنود الصهاينة وجرح 5، وأسر الجندي جلعاد شاليط. لقد كانت الخنادق على الحدود الإسرائيلية إبداع عسكري ضيق مساحة التفوق الصهيوني وقلل فرق التوازن الاستراتيجي، بدليل الارتباك الذي أصاب المخطط الصهيوني، فأصدر حزمة إجراءات غير متزنة شملت عملية اعتقالات عشوائية واسعة وغارات جوية على القطاع استهدفت حتى محطة توليد الكهرباء، بل إن قوات جيش العدو أصبحت لا تسير إلا بتشكيل يضم إلى جانب المدرعات والمروحيات الجرافات لتدمير المباني والأنفاق، والتي دفعت الصهاينة لإجراء اختبارات على تقنيات لكشف أي حركة أو فجوات تحت الأرض أو ما ينتج عنها من خلخلة في التربة باستخدام أنفاق تجريبية في قاعدة جنوب فلسطين المحتلة.
وبعد محاولة الصهاينة تدنيس الأقصى بمشروع التقسيم المكاني والزماني، استل الفلسطينيون السكاكين بناء على معلومات من ملف صهيوني قديم يؤكد أن موت جندي أو مستوطن جديد هو نقطة ضعف لدى الصهاينة وأن الضغوط التي تمارسها الأمهات الفاقدات لأبنائهن على المؤسسة العسكرية المحتلة ورئيس الوزراء ذات أثر واضح. يقابلها رغبة في الشهادة لدى الشابات والشبان الفلسطينيين. لقد كان المنحى الاحتوائي الذي تبناه الصهاينة -حين تعرضوا لامتحان القوة في معركة السكاكين- كان تحرير قواعد الاشتباك من كل قيد وقتل المرأة حتى لو ردت يدها لجيبها لإخراج هويتها. وبدل أن يفرض مشهد قتل امرأة نفسه على الضمير الإنساني، امتشق الغرب المنافق تسجيل كاميرات المراقبة بلا صوت أو لون ليجرنا إلى إشكاليات غاية في التعقيد تحت اسم منتجهم المسمى الإرهاب.
لقد كانت انتفاضة الحجارة أول توازن استراتيجي مع العدو، ولن يجف خيال المقاومين الفلسطينيين عن خلق توازن مع الصهاينة ودفعهم لتجرع حصتهم اليومية من المنغصات المرعبة. فسكاكين القدس هي ترقية للحجر Upgrade الذي استخدم في الثمانينيات في الانتفاضة. وهي مع أنفاق غزة توازن استراتيجي مع الصهاينة أجبرهم على إعادة صياغة عقيدتهم القتالية لقصور بنودها عن توفير حلول للحجر والنفق والسكين.


العرب القطرية

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2...@googlegroups.com - أرشيف الرسائل

3


فرنسا يحكمها الإخوان المسلمون

  • نجيب الزامل




.. تعالوا نتحدث عما جرى بفرنسا.. هل سيكون هناك صدام كبير بين المسلمين والفرنسيين. والمسلمون هم أيضا فرنسيون، ويختلفون بالديانة؟ هذا السؤال مخيف، لأن إجابته أكثر هولا.
المسلمون في فرنسا يشكلون بين ٨ إلى ١٠٪‏ من عدد السكان وهي نسبة ليست صغيرة تشكل كتلة من ستة ملايين مسلم. ولاحظوا شيئا آخر فهذا الرقم لا يشكل النسبة الصحيحة لو اخذنا فقط فئة الشباب من المسلمين وفئة الشباب من بقية الفرنسيين، فالنسبة هنا ستزيد لأن المجتمعات المسلمة حيوية ومتدفقة متوالدة بمعدل يفوق بكثير نسبة التوالد في الجانب المسيحي حيث المجتمعات مسنّة وفي عمومها الكلي تتناقص. وهنا فإن أي صدام كلي بين الكتلتين سيقوض الأمة الفرنسية، وهذا ما يجعلني أستبعد حدوث ذلك.
وبما أني لا أملك أَن أعطي رأيا حول ما سيئول إليه الحال في فرنسا، فسأطلعكم على كتاب عجيب غريب؛ قصة تدور أحداثها في فرنسا كتبها مؤلف فرنسي. الكتاب عنوانه "الاستسلام Submission" والمؤلف هو "ميشيل هولليبيك". القصة تدور حول سياسي مسلم استلم قيادة فرنسا بفوز بصندوق الاقتراع ثم عمد مباشرة بتغيير كل فرنسا ليجعلها دولة تطبق الحكم الإسلامي. لما خرجت القصة في سبعة يناير هذا العام، صارت من لحظة ظهورها للأسواق الأكثر مبيعًا وانتشارا بين الناس. وضج به النقاد وتناثرت في كل أوربا ندوات الحوار، لأن الكتاب وضع الروع الذي يخافونه أمامهم.
والقصة أحداثها تجري في العام ٢٠٢٢م، حيث شكل الاخوان المسلمون شبكة منظمة متماسكة في كل المجالات والميادين بفرنسا، وقد زادت أعداد المسلمين كثيرا. ولما تولى الرئيس المسلم حكم البلد حجّب النساء ومنع الخمور ومنع الملاهي وقفل دور السينما.
بطل القصة بروفسور آداب كان كل حلمه أن يغادر الحياة والدنيا في أمان وسلام، ودار صراع في داخله كيف يضع حياته بين الكتلة المسيحية، والإسلامية.
قبل أن أترككم تتأملون في قصة الكتاب التي رسمت السيناريو الاخير للأمة الفرنسية.. بطل القصة بروفسور الأدب.. يعتنق الإسلام.

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2...@googlegroups.com - أرشيف الرسائل

4


صحف غربية


تركيا والصراع الروسي الفرنسي على سوريا

محمد زاهد جول - خاص للخليج أونلاين


كانت فرنسا قبل تفجيرات باريس بتاريخ 13 نوفمبر2015 من كبرى الدول الغربية المؤيدة للثورة السورية، وكانت من أكبر المعارضين للدور الروسي في سوريا، حيث أن فرنسا كانت من أولى الدول التي أمدت الثورة السورية بالأسلحة ووسائل الاتصال والتنصت والتصوير الحديثة، وقد عرضت على وفود الثورة السورية التي زارت باريس مؤخراً أسلحة نوعية ومنظومة أسلحة، مع مستشارين عسكريين فرنسيين للعمل داخل سوريا شريطة حماية المستشارين الفرنسيين هناك، أو أن يتم تدريب جنود وضباط من الجيش السوري الحر على استعمال هذه الأسلحة في فرنسا، وقد تركت فرنسا لفصائل الثورة السورية أن تختار الكيفية المناسبة لها لتحديد كيفية التعاون العسكري بينهما، كل ذلك وغيره كان قبل هجمات باريس الأخيرة بنحو عشرة أيام فقط، والتي أثرت جداً على مجريات السياسة الفرنسية واستراتيجيتها العسكرية في سوريا.

هذا الدعم الفرنسي المتطور للثورة السورية وفصائلها المعارضة وقبل تفجيرات باريس جاء بعد التدخل العسكري الروسي في سوريا؛ لأن فرنسا تدرك أن سيطرة روسيا على سوريا عسكرياً وسياسياً يعني سيطرة روسيا على لبنان أيضاً، وبالتالي فهو تهديد لمنطقة النفوذ الفرنسي لأن فرنسا تعتبر لبنان ربيبتها في الشرق الأوسط، ولا تسمح الدولة الفرنسية لأي دولة عالمية أن تأخذ منها نفوذها، ولذلك فإن تفجيرات باريس وبغض النظر عن الجهة التي خططت لها، إن كانت تنظيم "الدولة الإسلامية" داعش، أم كان دورها التنفيذ، وكان التخطيط لعقول استخباراتية فرنسية أو إيرانية أو غيرها، فإن السياسة الفرنسية تعمل لاستثمار هذه التفجيرات لتعبئة الرأي العام الفرنسي والأوروبي والعالمي بأن من واجبها الدخول في حرب مع "الدولة الإسلامية" داعش لحماية شعبها ودولتها والشعوب الأوروبية، ولذلك عمدت السياسة الفرنسية إلى اعتبار التفجيرات ضربة لفرنسا وبلجيكا وألمانيا، ولا تزال الأجواء الأوروبية تثير الرعب في قلوب الأوروبيين كنوع من التعبئة الأوروبية ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، والتوجه للانتقام منها في سوريا، ولذلك جاء إعلان الرئيس الفرنسي هولاند بإعلان الحرب في فرنسا بعد ساعات من التفجيرات الإرهابية، كما توجه زعماء الدول الأوروبية إلى باريس وعلى رأسهم رئيس الوزراء البريطاني كاميرون، والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، وقد كان التأييد البريطاني لفرنسا كاملاً وقاطعاً بأن بريطانيا سوف تشارك فرنسا ضرباتها العسكرية ضد تنظيم الدولة في سوريا، وهذا تأكيد على موافقة الدول الأوروبية الرئيسة للسياسة الفرنسية التي دخلت الحرب على تنظيم الدولة في سوريا.

هذا التدخل الفرنسي الكبير لن يكون ضد الدولة الإسلامية داعش فقط، وإنما ضد التدخل الروسي في سوريا أيضاً، فالهدف من التفجيرات في باريس ليس دخول فرنسا الحرب ضد الدولة الإسلامية؛ لأنها جزء من التحالف الدولي ضد الدولة الإسلامية الذي تقوده أمريكا، بل كانت باريس هي عاصمة إعلان التحالف الدولي ضد الدولة الإسلامية بتاريخ 5 أيلول/سبتمبر 2014، ولكنها أي الحكومة الفرنسية تريد منع روسيا من إنهاء نفوذها في سوريا ولبنان، بل إن فرنسا تواقة لإنهاء دور بشار الأسد الذي عارض نفوذها مراراً منذ استلامه السلطة عام 2000، فالسياسة الفرنسية أخذت بتبني الثورة السورية أكثر منذ التدخل الروسي، وأخذت تهيىء نفسها لمحاربتها روسيا بأيدي المعارضة السورية والجيش السوري الحر، الذين انتظروا هذا الدعم النوعي العسكري كثيراً دون أن يجدوا جواباً من قبل.

روسيا تدرك الاستعدادات الفرنسية للمواجهة معها في سوريا؛ لأنها تحاول أخذ منطقة نفوذها منها، وتحاول أن تخفي هذا الصراع الذي لم يعلن عنه الفرنسيون أنفسهم، ولكن الروس يدركون أن فرنسا وهي تدعم المعارضة السورية المعتدلة والجيش السوري الحر سوف تمنع روسيا من السيطرة على سوريا، وهذا الموقف أعلنته فرنسا مع الدول السبع التي أصدرت أول بيان على الغزو الروسي بتاريخ 2015/10/1، وطالب روسيا بعدم ضرب المعارضة السورية المعتدلة ولا الجيش السوري الحر ، ولكن عدم تجاوب روسيا مع الغرب ومع تركيا والسعودية وقطر التي شاركت في إصدار ذلك البيان، دفع فرنسا إلى اتخاذ قرار دعم الثورة السورية بالأسلحة النوعية التي سبقت تفجيرات باريس بعشرة أيام، ولذلك فإن الصراع الفرنسي الروسي آخذ بالوضوح والزيادة يوماً بعد يوم.

روسيا تحاول إخفاء هذا الصراع مع فرنسا على النفوذ في سوريا ولبنان، والرئيس الروسي بوتين وجه أوامره للسفن الحربية الروسية في البحر المتوسط بالتنسيق مع البارجة الفرنسية "ديغول" بعد إعلان الرئيس الفرنسي توجهها إلى المشاركة في الحرب على سوريا، ولو باسم حربها ضد "الدولة الإسلامية" داعش؛ لأن روسيا لا تستطيع الدخول في حرب مع فرنسا خارج حدودها، والشعب الروسي لا يمكن أن يوافق أو يؤيد حرباً روسية ضد أوروبا، بل كان سقوط الاتحاد السوفيتي لأنه لم يستطع إقناع الشعب الروسي بنموذج الحياة الاشتراكية مقابل نموذج الحياة الغربية، فالشعب الروسي لا ولن يوافق على حرب ضد فرنسا، ولا ضد أوروبا، ولو حصلت مثل هذه الحروب فإنها لن تجد تأييد الشعب الروسي ولا الكنيسة الروسية الأرثوذوكسية.

تركيا تدرك أن الصراع الفرنسي الروسي هو لصالحها؛ لأن التدخل الروسي في سوريا ضد الرؤية التركية، وتركيا ضد تأهيل بشار الأسد، وضد أن يكون الحل في سوريا على الطريقة الروسية، ولذلك فإن تركيا استنكرت التدخل الروسي، ونددت كثيراً بالقتل الروسي للشعب السوري، بل إن أردوغان اعتبر الوجود الروسي وجوداً احتلالياً، وقال: إن الشعب السوري يخوض الآن حرب تحرير من الاحتلال وليس إسقاط دكتاتور فقط، وذلك بعد التدخل الروسي بأيام.

وقد قامت السياسة التركية بتنسيق مواقفها قبل مؤتمر فيينا مع فرنسا ومع السعودية وقطر وفصائل المعارضة السورية المعتدلة، ورفضت الحل الروسي تحت تهديد السلاح، فكانت السياسة التركية صريحة وواضحة ضد السياسة والتدخل والغزو الروسي في سوريا، وكثيراً ما حذرت روسيا بعدم انتهاك أراضيها، وقد أعلمت الخارجية التركية روسيا قبل أيام بأن قواعد الاشتباك التي سوف تتعامل بها مع الانتهاكات الروسية للأراضي التركية قد تغيرت، وأصدر رئيس الوزراء التركي بلاغاً للقادة العسكريين باتخاذ التدابير اللازمة فوراً على الحدود السورية بما يتوجبه الموقف، وكان ذلك يوم 2015/11/23، وقد نفذت الطائرات التركية هذا التحذير التركي في اليوم التالي مباشرة فأسقطت الطائرة الروسية من نوع سوخوي 24، بعد انتهاكها للأجواء التركية يوم 2015/11/24، وقد قامت الطائرات التركية من نوع ف16 بتحذير الطائرة الروسية لعشر مرات خلال خمس دقائق، لمغادرة الأراضي التركية، ولكن زمن خمسة دقائق مع طائرة حربية مثل سوخوي 24 يعتبر زمناً طويلاً، يتيح للطائرات التركية إسقاطها وفق القانون الدولي المتعلق بهذا الشأن.

لذلك ينبغي على السياسة الروسية أن تدرك أنها أخطأت طريقها في التدخل االعسكري في سوريا، وأن تدرك أن أمريكا قد خدعتها عندما فتحت لها الباب السوري، لأن أمريكا تريد توريط روسيا في سوريا، وقد فعلت ذلك بالقيادة الإيرانية الطائفية لابتزازها في سوريا وقد نجحت أمريكا في ذلك، حتى أدركت إيران خطأها وطالبت روسيا بمشاركتها في الحرب في سوريا، ولذلك فإن روسيا كانت مخطئة أيضاً في قبولها الدعوة الإيرانية للتدخل في سوريا، لأن الإيرانيين دعوها إلى حيث لم يستطيعوا هم القضاء على الثورة السورية، ولذلك فإن روسيا مطالبة بمحاسبة الإيرانيين الذين خدعوها مع الأمريكيين للتورط العسكري في سوريا.

إن تركيا غير معنية بالتدخل العسكري في سوريا، ولا محاربة روسيا على الأراضي السورية، لأن هذا شأن المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن، ولكن من حق تركيا أن تمنع أي انتهاك لحدودها وأمنها بغض النظر عن الجهة التي تهدد الحدود التركية، فإسقاط الطائرة الروسية ليست ضربة في الظهر لبوتين ولا لروسيا وإنما هو موقف مبدئي ضد كل من يعتدي على الحدود التركية، فإسقاط الطائرة الروسية تم بعد إنذار متكرر لهذه الطائرة وغيرها من الطائرات من قبل، وصدرت الإعلانات التركية والبيانات العسكرية التركية السابقة تنذر الروس من انتهاك الحدود التركية عشرات المرات من قبل، ولذلك فإن على الرئيس الروسي الإجابة عن سؤال: لماذا لم تسمع القيادة الروسية والطائرات الروسية لهذه التحذيرات التركية المتكررة؟

إن إصرار الطائرات الروسية على انتهاك الحدود التركية هو دليل على أن في مهمات هذه الطائرات ما فيه تهديد للأمن القومي التركي، فبحسب بيان الرئيس الروسي في اجتماعه مع ملك الأردن اعترف الرئيس الروسي بأن الطائرة الروسية عندما أسقطت كانت على بعد كيلومتر واحد عن الحدود التركية، وهذا الكيلومتر الواحد مخالف لقواعد الاشتباك الدولية، التي تسمح باستهداف الطائرة الحربية بعد تحذيرها على بعد خمس (5) كم، هذا على فرض صحة قول بوتين، في حين أن بيان قيادة الأركان التركية يثبت دخول الطائرة الروسية الحدود التركية، وأنها بمثابة طائرة معتدية بعد كل التحذيرات السابقة لمدة خمسين يوماً متواصلة.

إن طلب تركيا اجتماعاً طارئاً لحلف الناتو بعد إسقاط الطائرة الروسية المعتدية على الحدود التركية ليس لأن تركيا تريد توظيف الناتو لدعم تركيا فقط، وإنما لإرسال رسالة إلى روسيا بأن الحدود التركية لها من يدافع عنها، وليست مثل الحدود السورية حيث استغلت روسيا أكذوبة حربها على الإرهاب لتوسيع نفوذها، وبناء أمجاد قيصر يعاني من فشل الاقتصاد الروسي في الداخل، ويظن أنه باعتماده على المرتزقة الإيرانيين يستطيع صناعة إمبراطورية روسية بجنود طائفيين على الأرض وسيطرة روسية على الجو، فالسيطرة على الأرض السورية لجنود مرتزقة إيرانيين طائفين هو أمر مستحيل، والسيطرة على الأجواء السورية لطائرات تائهة روسية أمر مستحيل أيضاً، والصعوبة الحقيقية القادمة على الطائرات الروسية إذا نفذت فرنسا وعودها للشعب السوري بالأسلحة النوعية، فسوريا ليست أرضاً مستباحة للاستعمار القديم ولا للجديد.

إن اتهام بوتين لتركيا بدعمها للإرهاب في لحظة انفعال على إسقاط الطائرة الروسية يفضحه التعاون العسكري الروسي مع تنظيم داعش، فالطائرات الروسية تغطي العمليات العسكرية البرية لقوات داعش وهي تهاجم مواقع المعارضة السورية ومواقع الجيش السوري الحر، فهذا وحده يؤكد أن روسيا بوتين وجيشها يقومان بحرب مشتركة مع داعش ضد الشعب السوري، وأما عمليات القصف الجوي الروسي التي استهدفت مواقع وهمية لداعش فهي لا تربو على 10% من مجموع الطلعات الجوية التي قام بها الجيش الروسي في سوريا، فهل هناك بعد ذلك أدلة على تعاون بوتين مع تنظيم داعش!!

إن إسقاط الطائرة الروسية درس حقيقي لبوتين للتراجع عن سياسة الاحتلال الخارجي، وعلى روسيا أن تدرك أن أمريكا وأوروبا تنصب لها المصيدة في سوريا، حيث رفضت الكنائس المسيحية الشرقية والغربية الحرب بينهما على الأرض الأوكرانية.

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2...@googlegroups.com - أرشيف الرسائل

5



مشاركات وأخبار قصيرة



الإعلامي عبدالعزيز قاسم <<لم اهجو الملك عبدالله ولكن ضحكت من فهم البعض للتشكيك والطعن>>



المصدر-مكة المكرمة : أكد الإعلامي عبدالعزيز قاسم بأنه لم يهجو الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله ، في مقاله الذي نشره أمس ، مؤكداً أنه ضحك من فهم البعض الذين همهم الوحيد التشكيك والطعن في وطنيته
وأضاف قاسم أنه كتب عدة مقالات في الملك الراحل يثني على عهده وما زال يثني عليه وعلى عهده من إنجازات تاريخية كبيرة قام بها .

وغرد قاسم عبر عدة تغريدات له في حسابه بــ"تويتر" قائلاً : " أضحك من فهم البعض الذين لا همّ لهم الا التشكيك والطعن في وطنيتنا، وآخر ما قاموا به الهجوم بحجة أنني أهجو عهد الملك عبدالله، وحاشاي أن أفعل".

وقال "عشرات المقالات كتبتها ثناء في أبي متعب يرحمه الله،وأشهد الله على حب ذلك المليك المحبوب من قبل الشعب، وترك بصمة تاريخية كبيرة في مسيرة بلادنا".
وأضاف " كتبت مقالة في صحيفة الوطن قبل سنوات بعنوان:"إنه عصر عبدالله بن عبدالعزيز"،وما زلت مؤمنا بكل سطر كتبته تجاه مليكنا الكبير يرحمه الله".
وأردف " سأنقل بعضه: "إننا في عصر عبدالله بن عبدالعزيز الذي أشاع ثقافة الحقوق،ورسخ الحوار والرأي الآخر والوسطية،وفتح ملف الفساد ولصوص الأموال العامة".
وتابع "وأتاح مليكنا عبدالله للإعلام مساحات من الحرية المسؤولة، وألزمها بأن تقوم بواجباتها كسلطة رابعة، تساعده على كشف مواطن الخلل والتقصير" .
وأشار "يا أحبتنا:لا يمكن الرجوع للوراء، وتلكم الكمامات التي كنتم تلزمون بها منتقديكم ذهبت إلى غير رجعة، إنه عصر عبدالله بن عبدالعزيز حيث الشفافية" .
وأكد "والمطالبة بحقوق المواطن وحقه في التعبير عن رأيه ومحاسبة الفسدة والمقصّرين، فتنبهوا لتصريحاتكم وتصرفاتكم مقالات عديدة كتبتها ثناء على عهده".
وأعرب " يؤلمني أن يتهمني رعاع يرون أنني أهجو مليكنا الكبير يرحمه الله الذي أحب شعبه وأحبوه إنجازات عظيمة في عهده،وبالتأكيد ثمة قصور وأخطاء ككل مرحلة".
وأختتم "غردت هنا فقط لإلجام أولئك الذين يصطادون في الماء العكر ومقالاتي الكثيرة التي كتبتها عن مليكنا الكبير عبدالله يرحمه الله وعن مرحلته متاحة".

...........................................

ناطق الإصلاح: خادم الحرمين لا يلعب

قال المتحدث باسم حزب الإصلاح في اليمن إنه يتمنى أن تتحرر "تعز وصنعاء" خلال هذا اليوم بسبب ما ذكره من أن "الجميع يشعر بالألم والعناء".

وأضاف عبدالملك شمسان في صفحته الرسمية على موقع "فيسبوك": "بعيدا عن العاطفة والمشاعر التي تدفع البعض لليأس أو للمعارك الإعلامية الجانبية وتوزيع الاتهامات للداخل وأطراف التحالف، فإن منطق السياسة واضح وإن اختفت تفاصيل إطاره وراء الكواليس، وخلاصته كما قال: إن الشعب اليمني يشعر بتهديد لوجوده، وشعوب الخليج تشعر بتهديد لمستقبلها ونظمها.

مختتما بالقول: "وخادم الحرمين لا يلعب، والنصر قادم عن قريب وإذا أراد الله أمرا يسر له الأسباب".

يأتي هذا في ظل جدل إعلامي في الساحة اليمنية حول تأخر الحسم في معركة تعز بين المقاومة الشعبية والجيش الوطني المسنودين دول التحالف، وبين مليشيات الحوثيين وحليفهم علي صالح

................................

البنتاغون يؤكد سماع تحذيرات الجيش التركي للطيار الروسي

24 نوفمبر 2015

أكد مصدر في وزارة الدفاع الأمريكية، أن “الطيار الروسي الذي تم اسقاط طائرته، لم يستجب لعشرة تحذيرات من الجيش التركي، طالبته فيها بمغادرة أجوائها “مؤكداً “قيادة قوات التحالف، استطاعت سماع التحذيرات التي أطلقتها القوات التركية”.

وقال العقيد ستيف وارين، المتحدث باسم عمليات قوات التحالف الدولي لمحاربة “داعش”، في مؤتمر صحفي عقده من العراق، عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، مع صحفيين في واشنطن، اليوم الثلاثاء، “كنا قادرين على سماع كل شيء يجري، من الواضح أن الاتصالات -بين الطيار والجيش التركي-، تجري عبر قنوات مفتوحة، وأنا متأكد أن هنالك آخرين قد سمعوها.

ورد “وارين” على سؤال صحفي، إذا ما كان يستطيع تأكيد أن تركيا قد أطلقت عشرة تحذيرات للطيار الروسي الذي لم يستجب لها؟، بالقول “نعم أستطيع تأكيد ذلك.

ووصف العقيد الأمريكي، إسقاط الطائرة الروسية، بأنه “حادثة بين الروس والحكومة التركية، ولا علاقة لقوة المهمات المشتركة لعمليات العزيمة الصلبة -التحالف الدولي ضد داعش-“.

فيما أكد أن “القانون الدولي واضح في هذا المجال، ومعروف من قبل جميع الأطراف، لذلك فليس هنالك أي سبب لطائرة، أن تحلق فوق منطقة لا يفترض بها أن تحلق فوقها”، في إشارة إلى منع القانون الدولي لخرق الطائرات أجواء بلد ذا سيادة، دون الحصول على موافقته.

المصدر: الأناضول

....................

أردوغان: يحق لتركيا "حماية حدودها"

أنقرة- فرانس برس
أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الثلاثاء، أنه من حق بلاده "حماية حدودها" بعدما أسقط الجيش التركي في وقت سابق مقاتلة روسية قرب الحدود السورية.
وقال أردوغان في خطاب ألقاه في قصره في أنقرة وفي أول موقف علني له من الحادث "على الجميع أن يحترموا حق تركيا في حماية حدودها".
وأسقطت تركيا الثلاثاء مقاتلة روسية بعدما انتهكت على قولها الأجواء التركية على الحدود مع سوريا.
وأضاف الرئيس التركي "ندين بشدة تكثيف الهجمات على التركمان"، وهم سوريون ناطقون بالتركية يقاتلون نظام الرئيس بشار الأسد في شمال البلاد.
وتابع "في هذه المنطقة هناك تركمان لا داعش. إن هدف هذه الهجمات هو إبقاء نظام الأسد"، من دون أن يشير تحديدا الى روسيا.
وقال أيضا "بوصفنا أتراكا، لقد دعمنا دائما إخواننا الذين يعيشون في هذه المنطقة وسنواصل دعمهم".

.........................................

الناتو: معظم الغارات الروسية تستهدف مناطق في سوريا لا وجود لتنظيم داعش فيها

(أ ف ب) - دعا الامين العام لحلف شمال الاطلسي ينس ستولتنبرغ الثلاثاء الى "الهدوء ونزع فتيل التوتر" اثر اسقاط الجيش التركي لمقاتلة روسية على الحدود السورية.
وصرح ستولتنبرغ اثر اجتماع طارىء للحلف في بروكسل ضم ممثلي الدول ال28 الاعضاء فيه "ادعو الى الهدوء ونزع فتيل التوتر".
واشار الناتو إلى أن معظم الغارات الروسية تستهدف مناطق في سوريا لا وجود لتنظيم داعش فيها.

.................................................

المالكي يهدد السيستاني مرة اخرى: سأفضحك وافضح ابنك وعصابتك وفسادكم وسرقاتكم لاموال العراق

العراق تايمز:
عاد المالكي مرة اخرى ليطلق تهديداته بفضح رجال دين وابناء مرجعيات تورظوا بملفات فساد كبيرة في فترة ولايته ولحد الان ولا سيما في ملف الطاقة وجولات التراخيص بصورة خاصة.
حيث افاد مصدر مقرب من المالكي ان الاخير وخلا اجتماع جمعه مع بعض قيادات حزب الدعوة الحاكم، قد هدد بفضح كل من محمد رضا السيستاني وذراعيه عبد المهدي الكربلائي واحمد الصافي وتورطهم بملفات فساد كبيرة في ملف جولات التراخيص النفطية وادارة العتبات المقدسة واستحواذهم على مليارات الدولارات من خلال هذه الصفقات المشبوهة.
واضاف المصدر، ان هذه التهديدات جاءت ردا على معلومات قد تلقاها المالكي عن عزم السيستاني وابنه محمد رضا وذراعيه الصافي والكربلائي وممثلهم في الحكومة العراقية حسين الشهرستاني، على التخلص من المالكي من خلال قتله او محاكمته.
 
المصدر اكد ان المالكي لديه من الوثائق ما يكفي لادانة هذه الحلقة الفاسدة التي تسيطر على وزارة النفط والكهرباء وادارة العتبات المقدسة، حيث يمتلك نسخ من تسجيلات لمكالمات هاتفية ومقاطع فيديو و وثائق تكشف عن ارقام حسابات مصرفية لبعضهم (خارج العراق) وحجم الاموال التي تلقاها كل من هذه الاسماء.
يشار الى ان هذه ليست المرة الاولى التي يطلق المالكي فيها مثل هكذا تهديدات، فقد اطلق تهديدات مشابهة في اب الماضي عندما صدر تقرير اللجنة النيابية الخاصة بالتحقيق بسقوط الموصل، حيث قال المالكي، خلال لقائه عدد من قيادات حزب الدعوة وائتلاف دولة القانون، بعد عودته من طهران،"حان الآن موعد اظهار تلك الوثائق والملفات وبعون الله ساكشفها جميعا".
وأكد بالقول "بحوزتي ملفات سأضعها بيد القضاء لثمان سنوات التي كنت فيها رئيسًا للوزراء وساعلنها امام المحاكم واجر مرتكبيها من سادة ومشايخ وأبناء مراجع ومسؤولين شيعة وسنة الى المحاكم لياخذو جزائهم العادل.


............................................


أسقف إنجلترا شك في وجود الله بسبب هجمات باريس

لندن – عربي21
  الإثنين، 23 نوفمبر 2015
أسقف إنجلترا شك في وجود الله بسبب هجمات باريس
ويلبي: الغارات على تنظيم الدولة رد على الظلم بظلم آخر - أرشيفية
تسببت هجمات باريس الأخيرة بهزة في معتقد كبير أساقفة كانتربيري في بريطانيا، جاستين ويلبي، الذي قال إن الهجمات "أصابت نقطة ضعفه"، وجعلته يشك في "وجود الله".

ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية عن كبير الأساقفة قوله: "كنت أمشي صباح السبت في الخارج، كنت أناجي الله قائلا: لماذا يحدث هذا؟ أين أنت من كل هذا؟ ثم استرسلت في حديثي إلى الله، نعم لقد ساورني الشك".

وتابع: "تضاعفت صدمتي لأني عشت وزوجتي في باريس، خمسة أعوام، وكانت من أسعد الأماكن التي عشنا فيها، وينفطر القلب عندما تسمع بأن مدينة بتلك البهجة أصيبت".

وحذر ويلبي من مخاطر رد الفعل الفوري بالغارات على مواقع تنظيم الدولة الذي أعلن مسؤوليته عن الهجمات، وقال إن "الرد على الظلم بظلم آخر لا يحقق العدل، وإذا شرعنا في القتل العشوائي وأصبنا الذين لم يسيئوا، فلن يحل ذلك المشكلة".

ونوه إلى أن تفسير تنظيم الدولة للإسلام وتحريفه للإسلام وتصوره أن أعماله في سبيل الله، هي واحدة من صور اليأس التي تسيطر على العالم اليوم

.............................................

إندبندنت: ارتفاع جرائم الكراهية ضد مسلمي بريطانيا بنسبة 300%

لندن - عربي21 - بلال ياسين
نشرت صحيفة "ندبندنت" البريطانية تقريرا لمحرر الشؤون السياسية أوليفر رايت، قال فيه إن المسلمين في بريطانيا عانوا من أكثر من 100  اعتداء منذ وقوع الجرائم الإرهابية في باريس، بحسب إحصائيات تم إعدادها للوزراء. 

ويذكر تقرير للمجموعة الحكومية العاملة على مكافحة الكراهية ضد المسلمين، وشاهدته الصحيفة، أن 115 حادث اعتداء حصل في الأسبوع التالي لهجمات باريس في 13 أيلول/ نوفمبر، أي أن الاعتداءات تضاعفت بنسبة 300%. 

ويشير الكاتب إلى أن معظم ضحايا اعتداءات الكراهية كانوا من بين النساء والفتيات المسلمات في الفئة العمرية ما بين 14 إلى 45 عاما، ممن يرتدين اللباس الإسلامي التقليدي، وكان مرتكبو الجرائم في الغالب ذكورا من البيض في الفئة العمرية ما بين 15 إلى 35 عاما.

ويلفت التقرير إلى أن تجميع هذه الأرقام تم عن طريق خدمة هاتف (تيل ماما) للمسلمين، الذي يستخدم لتسجيل الاعتداءات اللفظية أو البدنية على المسلمين والمساجد في المملكة المتحدة. ويحتمل أن تكون هذه الأرقام أقل بكثير من الأرقام الحقيقية؛ لأن كثيرا من الضحايا يخافون الاتصال بالشرطة أو اللجان المجتمعية العاملة في هذا المجال.

وتورد الصحيفة نقلا عن التقرير قوله إن "العدد الأكبر من الاعتداءات وقع في أماكن عامة، مثل الباصات والقطارات، وأن 34 من ضحايا الاعتداءات كانوا نساء محجبات، و8 حالات كان فيها أطفال صغار". وجاء فيه أن "الأكثرية الساحقة للضحايا كانت من النساء في الفئة العمرية ما بين 14 إلى 45 عاما، وهذا مقلق؛ حيث تظهر الحالات أن النساء اللواتي يرتدين الحجاب هن المستهدفات في الاعتداء والتهديد".

وبحسب الصحيفة، فقد جاء في التقرير: "إن الكثير من الضحايا قالوا إنه لم يتقدم أحد لمساعدتهم، ولا حتى مواساتهم، وهذا يعني أنهم شعروا بأنهم ضحايا وحيدون ومحرجون وغاضبون بسبب ما حصل لهم. وقال 16 من الضحايا إنهم يخافون من الخروج في المستقبل، وإن التجربة أثرت على ثقتهم". 

ويبين رايت أن التقرير يشير إلى أن "من هذه الحالات تلك التي وقعت في المواصلات العامة، حيث كان هناك ثماني حالات، حيث سمع أطفال صغار أمهاتهم يتعرضن لتعليقات جارحة، ورأوا أمهاتهم خائفات؛ بسبب تلقيهن لتهديدات بالاعتداء الجسدي".

ويفيد التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، بأن شاهد عيان يدعى أشلي باويز يصف كيف تم الاعتداء على فتاة محجبة في أحد قطارات الأنفاق في لندن، حيث وقف أحد ركاب القطار قريبا منها، وبدأ بإطلاق الشتائم عليها مثل "غبية" و "إرهابية" و"حثالة"، وأن شعبها هم من ارتكبوا الهجمات الإرهابية في باريس. ويضيف الشاهد أن المعتدي كان قريبا جدا من الفتاة، وكانت هي في حالة رعب شديد.

وتنوه الصحيفة إلى أنه في حالة أخرى اضطرت أم لسحب ابنتها من المدرسة في أدنبرة في أسكتلندا؛ بسبب المضايقات التي تعرضت لها في المدرسة، والتي تزايدت بعد وقوع اعتداءات باريس.

وينقل الكاتب عن الأم قولها: "شتموا ابنتي مستخدمين كلاما غير لائق، ووجهوا لها الإهانات؛ لأنها مسلمة.. وزادت المضايقات منذ هجمات باريس، ولا أحد يستحق أن يعامل مثلما تمت معاملتها".

ويذكر التقرير أن "الشتائم ضد المسلمين تحولت من اتهامهم بالاعتداء الجنسي على القاصرين، على خلفية فضيحة روذرهام، حيث اتهم خمسة شباب مسلمين بإغراء بنات بعضهن في سن الثانية عشرة لممارسة الجنس معهم، إلى اتهامهم بالإرهاب والتفجير. وارتفاع الهجمات لتصل إلى 115 مع يوم السبت، مشابه لما حصل من ارتفاع مفاجئ في الاعتداءات، بعد مقتل الجندي البريطاني لي ريغبي في ووليتش"، ودعا التقرير الحكومة لأن تفعل المزيد للتعامل مع المشكلة، قائلا إنها تقوض العلاقات المجتمعية.

وتوضح الصحيفة أنه في الوقت ذاته، فقد قالت أكبر مجموعة إسلامية إن تخفيض نفقات الشرطة سيضر بثقة المجتمعات فيهم. 

وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى أن المتحدث باسم المجلس الإسلامي البريطاني في شؤون الأمن ومكافحة الإرهاب مقداد فيرسي، قال: "تخفيض ميزانيات الشرطة أثر على فرص مؤسسات المجتمع لبناء علاقات مع الشرطة، خاصة مع تخفيض عدد الضباط. ومن الصعب رؤية كيف لا يجعل هذه التخفيض الوضع أسوأ؛ فلتطوير سياسة أنجع في مكافحة الإرهاب، من الضروري بالنسبة للشرطة التفاعل والاستشارة وبناء الثقة مع المجتمعات والشركاء".

...............................................

رحلات القاهرة ـ طهران تكشف "اللوبى الشيعى" فى مجلس النواب..
جمال زهران يتولى منصبا فى منظمة يرأسها مسئول بـ"حزب الله"..
وأبو العزائم والنفيس يتوليان الدعم لتدشين كتلة مؤيدة لأجندة إيران داخل البرلمان


 كتب - محمد إسماعيل نقلا عن العدد اليومى... رغم قيام الثورة الإسلامية فى إيران وتخفيض العلاقات الدبلوماسية إلى مستوى القائم بالعمال، إلا أن الرحلات الأسبوعية من القاهرة إلى طهران لم تنقطع، وظهر مصطلح «اللوبى الإيرانى» فى مصر، بسبب الاتهامات التى كانت تلاحق هؤلاء المسافرين إلى إيران بالحصول على دعم من إيران، لتنفيذ الأهداف الإيرانية فى الداخل المصرى. وتتنوع مراكز السياسيين المتهمين بالحصول على الدعم الإيرانى وتتباين درجات حضورهم وتأثيرهم فى المجتمع، لكن تبقى حالة الدكتور جمال زهران من أبرز الحالات، نظرا لأنه كان عضوا بمجلس الشعب، بالإضافة إلى كونه أستاذا للعلوم السياسية بجامعة قناة السويس. قصة اتهام جمال زهران بالحصول على دعم إيران ترتبط بكيان اسمه «التجمع العربى الإسلامى لدعم خيار المقاومة» الذى يشغل زهران منصب الأمين العام له، ويترأسه يحيى غدار القيادى بحزب الله اللبنانى ذو الصلة الوثيقة بإيران، واللافت أن أحد أهم من وجه له هذا الاتهام كان قد زامله فى تأسيس تحالف العدالة الاجتماعية، وهو وائل الطناحى أمين المجلس الوطنى للشباب، حيث أكد أنه فوجئ بأن حديث جمال زهران هو نفس حديث حزب الله، وأنه يبرر احتلال إيران لأراض عربية فى الإمارات. أما علاء ماضى أبو العزايم، شيخ الطريقة العزمية، فإنه يعد أحد أشهر من تم اتهامهم بالعمل لصالح إيران فى مصر، فمن ناحية كانت مجلة «الإسلام وطن» تنشر دائما مواد تضع الطريقة كلها وشيخها فى موضع شبهة الترويج للتشيع فى مصر، ومن ناحية أخرى فإن زياراته المتكررة إلى إيران دعمت هذه الشبهات إلى أن رصدت ائتلافات سلفية صورا له يتوسط مجموعة من الشيعة فى إيران. أما باقى المتهمين بدعم إيران فى مصر فإنهم ينتمون صراحة للمذهب الشيعى، ويأتى على رأسهم أحمد راسم النفيس، وهو عضو سابق بجماعة الإخوان ينفذ إلى الوسط الشيعى فى بداية الثمانينيات، واستطاع أن يقدم نفسه باعتباره مفكرا شيعيا، وأن يملأ حالة الخواء الفكرى التى كان يعانى منها الشيعة المصريون، حتى صارت كتبه الآن منتشرة بقوة فى «قم» الإيرانية التى تعد مدينة الحوزة ومجالس العلم الشيعية الأبرز على مستوى العالم، وبعد الثورة تزايدت معدلات زيارات النفيس إلى طهران، وتزايدت كذلك دفاعه عن السياسات الإيرانية فى وسائل الإعلام المصرية، حتى وإن اضطر لمخالفة الموقف الرسمى للدولة المصرية فى أمور، مثل الحملة العربية على قوات الحوثيين فى اليمن والمعروفة باسم عاصفة الحزم. أثناء عودة النفيس من زيارته الأخيرة إلى طهران، تم توقيفه فى مطار القاهرة، وكان بصحبته مجموعة من النشطاء الشيعة المصريين أبرزهم الطاهر الهاشمى، وعماد قنديل، وقد بدى من الزيارة الأخيرة ومن النشاط المكثف على الأرض، أن الثلاثى «النفيس والهاشمى وقنديل» هم الأكثر اتصالا بطهران، والأكثر نفوذا بين الشيعة المصريين، نظرا لأن الـ3 أسسوا جمعيات أهلية بعد الثورة، واشتركوا فى مشروع حزب التحرير الشيعى، وهو أمر استدعى الاتهامات بالحصول على تمويل من إيران لمباشرة هذه الأنشطة فى مصر. استهداف اللوبى الإيرانى لاختراق الأحزاب والتنظيمات السياسية والمراكز البحثية فى مصر امتد أيضا وبحسب مصادر إلى السعى لدعم وصول عدد من النواب القريبين من الفكر الشيعى وذلك بهدف تشكيل كتلة برلمانية تمهد للضغط من أجل المطالبة بالتقارب مع إيران وعرض تشريعات تبيح لأتباع الفكر الشيعى حرية الحركة فى مصر، وخاصة فى المزارات الخاصة بآل البيت، مشيرة إلى إدراك رموز اللوبى لأهمية وجود مثل هذه الكتلة البرلمانية خاصة بعد ما حدث من قيام السلطات المصرية بإغلاق ضريح الحسين فى يوم عاشوراء.

اليوم السابع
...............................................

ميانمار ترفض قبول قرار تبنته الأمم المتحدة بشأن الروهنغيا
وكالة أنباء أراكان ANA : 
 
رفضت الحكومة الميانمارية قبول مشروع القرار الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة والداعي إلى السماح لكل أفراد الشعب بالمشاركة في الانتخابات بمن في ذلك أفراد أقلية الروهنغيا المسلمة والتي منعت من التصويت في الانتخابات الأخيرة.
وقال وزير الإعلام الميانماري يي هتوت إن حكومة بلاده رفضت توصيات الأمم المتحدة التي دعت إلى منح الروهنغيا حق الحصول على الجنسية مؤكدا أن موقف حكومته هو الرفض التام من استخدام مصطلح "روهنغيا" .
ووفقا لوسائل إعلام ميانمارية فقد أوضح هتوت أن الحكومة سوف تقوم بمنح حقوق المواطنة لمن تعتبرهم "بنغاليين" داخل حدود ولاية أراكان وفق قانون المواطنة لعام 1982، وذلك باستخدام المصطلح المفضل للحكومة في الإشارة إلى عديمي الجنسية وليس فيما يختارونه لأنفسهم.
وأردف قائلا " نحن لن نمنح حق المواطنة إذا لم يكن مناسبا لقانون عام 1982، حتى عندما يكون هناك ضغط علينا. هذا هو موقف السلطة السيادية الخاصة. هناك قوانين في أمريكا وبريطانيا ودول غربية أخرى حول الحق في منح الجنسية وإذا لم تكن مناسبة لسيادة القانون في بلدانهم، فإنها لا تمنح الجنسية. ونحن كذلك".
تجدر الإشارة إلى أن الحكومة الميانمارية الحالية والتي خسرت الانتخابات الأخيرة رفضت كل قرارات الأمم المتحدة بما في ذلك القرارات الداعية إلى منح أقلية الروهنغيا المسلمة حق الجنسية وإيقاف الممارسات العنصرية ضدهم إضافة إلى رفض كل التحقيقات التي أدانتها بتورطها في إبادة مسلمي الروهنغيا بشكل جماعي .

...............................................

القرني: بنجلاديش أعدمت أكبر علماء المسلمين في شبه القارة الهندية
22 نوفمبر 2015 الكاتب :   سامح ابو الحسن

قال الداعية السعودي عوض القرني: إن بنجلاديش أعدمت أحد كبار علماء شبة القارة الهندية الشيخ علي أحسن مجاهد، في تغريدة عبر حسابه الرسمي على موقع التدوين المصغر "تويتر".

وقال مسؤول بارز في الشرطة ببنجلاديش، اليوم الأحد: "لقد تم تنفيذ حكم الإعدام بحق اثنين من زعماء المعارضة لإدانتهما بارتكاب جرائم حرب عام 1971".

وأوضح المسؤول، أنه تم إعدام صلاح الدين قادر تشودري (66 عامًا)، وعلي أحسن محمد مجاهد (67 عامًا)، في سجن داكا المركزي.

وذكرت شبكة "يورونيوز" الأوروبية أن تنفيذ الحكم جاء بعد أيام قليلة من تأييد المحكمة العليا في بنجلاديش لأحكام الإعدام الصادرة بحقهما في وقت سابق من محكمة خاصة، مشيرة إلى أنه تم "تشديد الإجراءات الأمنية في البلاد تحسبًا لاندلاع أي أعمال عنف من مؤيديهما".


..........................................

تعرّف على فوائد العسل الصحية .. أهمها منع تلف خلايا الدماغ

الكاتب : وطن 22 نوفمبر، 2015 
فوائد العسل الصحية

كشف الموقع الطبي الأمريكي “Health”، المختص بفوائد الأغذية والعلاجات الطبيعية، عن فوائد مذهلة وحديثة للعسل.
 
وتشمل هذه الفوائد:
 
• العسل يقوى الذاكرة لاحتوائه على المواد المضادة للأكسدة التي قد تساعد على منع تلف وفقدان خلايا الدماغ.
 
وأظهرت دراسة أجريت عام 2011 نشرت في مجلة سن اليأس، أن ملعقة يوميًا من العسل قد تعزز الذاكرة للنساء بعد سن اليأس، والتي يمكن أن توفر علاجًا بديلاً لتراجع الذاكرة المرتبطة بالهرمونات.
 
• العسل يساعد على النوم، حيث يمكن أن يسبب ارتفاع في الأنسولين ويعزز إفراز هرمون السيروتونين وهو “الناقل العصبي الذى يحسن المزاج والسعادة”.
 
وأوضحت الدكتورة رينيه فيسيك، اختصاصية التغذية في مستشفى سياتل ساتون، في شيكاغو، أن الجسم يحول السيروتونين إلى الميلاتونين، وهو المركب الكيميائي الذي ينظم الطول ونوعية النوم.
 
 
وأضافت أن العسل يحتوي على العديد من الأحماض الأمينية، بما في ذلك التربتوفان الذي يتم تحويله إلى مادة السيروتونين ومن ثم إلى الميلاتونين، وهو يساعد على النوم، لافتةً إلى أن هذا الهرمون هو المسئول عن تنظيم دورات النوم واليقظة.

-----------------------------------

20 بندا حول اللائحة التنفيذية لرسوم الأراضي

فهد بن عبدالله القاسم
فهد القاسم

كان إستبشار الناس بقرار مجلس الشورى لدعم قرار رسوم الأراضي مبرراً ومنطقياً ، فرحة أكثر الناس قائمة على فرضية أن الرسوم ستخفض أسعار الأراضي لتكون في متناول المواطنين من الباحثين عن سكن مناسب لهم في وطنهم .
وهذا هو المتوقع ، وإن لم يكن الإنخفاض فعلى الأقل كبح جماح الإرتفاع ، وهذا كله سيعتمد حول إعتماد قرار الرسوم من مجلس الوزراء ، وتحديد آليات التنفيذ ، وتوصيف الأراضي البيضاء ، وقيمة الرسوم المفروضة ، والبرنامج الزمني للتطبيق ، وإمكانية تحقق ذلك كله في ظروف طبيعية وصحية للسوق .
يعتبر إغلاق هذا الملف من أولويات الحل ، حيث يعلق عليه المجتمع والكثير من المسئولين تقاعسهم في ايجاد الحلول ، فإذا ما تم إقرار الرسوم سنجد أنفسنا أمام واقع نتعايش معه للبحث عن الحلول الطبيعية والمنطقية الأخرى لحل مشكلة الاسكان والتي يعتبر سعر الأرض أحدها فقط .
معضلة ملف الإسكان كما يراها الكثير ، هي الأراضي البيضاء داخل المدن ، خاصة تلك الأراضي بعشرات الآلاف من الأمتار ومئاتها وملايينها ، ولكن هل تأخر البناء على هذه الأراضي سببه الملاك فقط؟ أم جهات أخرى تنظيمية تُعقد إجراءات التخطيط والتطوير مثل وزارة البلديات والأمانات التابعة لها والهيئات العليا لتطوير المدن؟
لا يمكن أن نغفل عن الخلل الحقيقي لوجود هذه الأراضي البيضاء ، وهو تلك المنح غير المشروعة لهذه الأراضي ، فيما يزيد عن ما هو مناسب للسكن!! والأصل أن يتم إعادتها إلى أملاك الدولة لتتولى التصرف فيها بوجهها الصحيح . وعلى أضعف الأحوال لو طبقت عليها أحكام إحياء الأرض لوجدنا أن الأرض المحياة بالزراعة يسقط حق التملك عليها إذا لم تزرع ، والأراضي السكنية أولى بالتطبيق ، فإن كانت الأرض ممنوحة ولم يتم تخطيطها وتطويرها والبناء عليها خلال مدة محددة فيجب أن تسحب من الممنوحة لهم ، وفي رأيي أن هذا سيحدث نقلة كبرى في ضخ الأراضي الصالحة للسكن في وسط المدن أو ضواحيها أو خارجها ، وسيعيد الكثير من أراضي المنح لأملاك الدولة لتعيد التصرف فيه وفق المصلحة العامة .
من المهم أن نتحدث عن مقومات تطبيق مثل هذا القرار ليشكل إضافة حقيقية حول حل أحجية الإسكان هذا القرار الذي جاء في سياق الحلول الإسكانية للمواطنين ، واللائحة التنفيذية المتوقعة لتنظيم تطبيق الرسوم هي لب ما يجب الترتيب له ، وفي رأيي أن من أبرز ما يجب أخذه في الإعتبار في اللائحة ما يلي:
1. تحديد الجهات ذات الإختصاص بالتطبيق ، وهذا هو أحد النقاط الرئيسية للتطبيق ، والتى آرى أنه لن يخرج عن أربع جهات وهي وزارة الشوؤن البلدية والقروية ، وزارة الإسكان ، وزارة التجارة ، مصلحة الزكاة والدخل ، وقد تكون الأخيرة هي الأقرب بحكم قدرتها على التعامل مع التحصيل والإعتراضات والتشابه بين الرسوم والضرائب .
2. التفرقة بين الأراضي التجارية والأخرى السكنية وأراضي المرافق ، فإقتصاديات وقرارات البناء للتجاري والمرافق مختلفة تماماً عن السكني .
3. قبل البدء في التطبيق يجب إنهاء التسجيل العيني للعقار وخاصة في المدن الكبرى .
4. التدرج في التطبيق من حيث المدن حسب الحاجة والندرة ؛ فيبدأ بالمدن الكبرى والأكثر حاجة للسكن ، ثم الأصغر وهكذا.
5. التدرج في التطبيق من حيث المساحة بحيث يتم البدء بالأراضي الخام ، ثم بالمساحات الأكبر فالأصغر .
6. تحديد الحد الأدنى للمساحة المطبق عليها الرسوم ، وفي رأيي أن الرسوم يجب أن لا تطبق على أي أرض مساحتها أقل من 1500 متر ، على أن يتم التطبيق على مجموع المساحات التي يملكها الشخص في المدينة الواحدة ، والتي أرى أن لا تطبق على مجموع المساحات الا إذا زادت عن 3 آلاف متر في المدينة الواحدة.
7. وضع حلول للتعامل مع الأراضي ذوات الطبيعة الخاصة ، مثل أراضي الأيتام والقصر ، الأراضي غير المعروف ملاكها ، أراضي الأوقاف ، الأراضي المرهونة لدى البنوك مقابل تمويلات عقارية ، أراضي المساهمات العقارية المعطلة ، الأراضي المتنازع عليها أو المعطلة بقرارات من المحاكم .
8. وضع آليات متفق عليها مع المحاكم ، للنظر في دعاوى المتضررين ، حتى لا نفاجأ لاحقاً بقضايا تعطل التطبيق .
9. وضع آليات للأراضي التي تعطل البناء عليها بسبب إجراءات البلديات ، أو إيقاف التخطيط ، أو النزاع مع الجهات الرسمية ذات العلاقة .
10. تحديد الآليات عند وجود مشكلة في إيصال البنية والخدمات الأساسية لهذه الأراضي وأهمها الكهرباء .
11. تحديد آليات تقييم الأراضي ، ومحدداتها .
12. تحديد المخالفات الخاصة بالنظام ، والعقوبات عليها ، والأهم أن تكون المخالفات وعقوباتها منطقية ومعقولة وقابلة للتطبيق .
13. تحديد فترة السماح ما بين شراء الأرض (أو بدء تطبيق النظام) ، وبداية تطبيق الرسوم .
14. تحديد حدود القطع التي تعتبر منهية لوضع الإرض الفضاء ، مثل أن يكون الحصول على التصريح ، التسوير ، بدء البناء ، تعيين المقاول .. الخ .
15. معالجة إشكالية الأراضي البيضاء المؤجرة ، ومتى ينطبق عليها الرسوم .
16. تحديد مساحة المباني التي يتم الإعتبار بها لتكون الأرض غير بيضاء ، وبالتالي لا تنطبق عليها الرسوم ، وأعتقد أن الأرض تكون سوداء إذا بلغت مساحة البناء 30% أو أكثر .
17. تحديد العلاقة بين الرسوم والزكاة ، وهل يعفى دافعي الرسوم من الزكاة شرعاً (وهذه تحتاج إلى فتوى من الجهة الشرعية المختصة) .
18. تحديد واضح لتاريخ سنوي لسداد الرسوم ، وربطه بموعد محدد ، أو بمدة معينة من تاريخ الشراء ، أو تاريخ التطبيق ، وفي رأيي إن هذه يجب أن لا تقل عن 3 سنوات على الأراضي البيضاء وقت التطبيق .
19. تحديد إستخدامات هذه الرسوم ، بحيث تساهم في حل مشاكل البنية التحتية ، وإيصال الخدمات للأراضي البيضاء ، أو تحول إلى مساهمة في بنك الإسكان ، أو يعطى بها قروض مجانية للإسكان .. الخ . وبالتالي فمحصلة الرسوم تصب في قنطرة القضاء على مشكلة الإسكان .
20. المرونة في التطبيق بحيث تعطي الوزير المسئول صلاحيات واسعة في التنظيم ، حتى يمكن التجاوب مع إحتياجات السوق ، والأخذ في الإعتبار الإختلافات المنطقية بين المدن والعرض والطلب والزمان والمكان .
من المهم الأخذ في الإعتبار أن تحويل الأراضي البيضاء ، إلى أراضي مستخدمة يحتاج العديد من السياسات والإجراءات والرخص والأنظمة الفرعية ، التي يشتكي منها الكثير بدء من المواطنين ملاك الأراضي الصغيرة ، إلى الهوامير الكبار أصحاب المنح المجانية ، مروراً بالمطورين والمستثمرين والإستشاريين والمقاولين .. الخ ، فإذا لم نجد حلول ديناميكية لهذه المنظومة ككل ، فإن نتائج الرسوم على الأراضي ستكون حبراً على ورق ، بدون نتيجة ملموسة على أرض الواقع .
ختاماً .. لا أخفي قلقي من رسوم الأراضي ؛ هو أنها قد تكون مقدمة وبداية لتطبيق سلسلة تبدأ ولا تنتهي من الضرائب على المواطن ، وسنجد آنذاك من يدافع وينافح عن أسباب ومبررات هذه الضرائب والرسوم المباشرة وغير المباشرة بحجة المصلحة العامة التي لا يراها إلا هُم .
falk...@yahoo.com
  .....................................................

"آل مهنا".. لماذا أوجعتنا؟

سيطرت على ساحتنا الإعلامية والصحفية خلال الأيام الماضية قصة ذلك الرجل الطيب عبدالله بن عبدالرحمن آل مهنا، حارس المدرسة الابتدائية الـ373 بالرياض، الذي التُقط له صور عدة وهو يقوم بواجباته خير قيام تجاه الصغيرات طالبات المدرسة.
 
حينما طالعت هذا الحدث وتلك الصور جعلت أتأمل في صورة هذا الرجل الطيب، وقفزت في مخيلتي أحاديث كثيرة وتساؤلات متعددة ومقارنات شتى، كلها ناوشت خاطري، وخطفت ذهني، وزاحمت مشاعري بقوة.
 
هل هناك في بلدتنا كثير من آل مهنا ونحن لا نعرفهم، وقد ساقت لنا الأقدار هذا الرجل ليبث فينا روح الأمل والتفاؤل، بأن رجال الزمن الجميل ما زالوا هنا، ولم يرحلوا عن بكرة أبيهم بعد، ويتركوا المجال واسعاً للفاسدين والعابثين؟
 
هل احتفاؤنا بآل مهنا هو احتفاء واحتفال مَنْ وجد جوهرة نادرة وسط ركام من الأغراض قليلة النفع عديمة الفائدة، ضررها أكثر من نفعها، شغلت حسنا، وملكت مشاعرنا، حتى ظننا أنه لا يمكن أن يكون وسط هذا الركام شيء ثمين أبداً؟
 
 
 
 هل يمكن أن يحس أولئك القابعون وراء الكراسي والمكاتب الفارهة، الذين تكاسلت أقدامهم، وتبلدت مشاعرهم بعظم جنايتهم على بلدتنا، وهم السبب وراء غرقنا في بعض قطرات من المياه، لقلة ضميرهم، فيما يقوم عامل بسيط بواجباته خير قيام؟
 
وهل لهذه "القطط السمان" أن تخجل من نفسها حينما تأخذ من أموال الدولة المليارات في صورة بدلات ونفقات، ومثلها تنفقها على مشروعات فاشلة، وتكون هي من وراء كل كارثة تحل بهذا البلد، فيما المواطن البسيط آل مهنا يضرب الأنموذج في التفاني والإخلاص في عمله، ويكون سبباً في منع الكوارث ووقف الحوادث؟
 
وكيف لو أن ثلث وليس كل موظفي الدواوين مثل آل مهنا، يؤدون واجباتهم بمهنية ومصداقية وإخلاص وتفانٍ، دون النظر إلى ما في أيدي المراجعين وجيوبهم، ودونما النظر إلى رواتبهم المتدنية، والعمل على حسب حجم الراتب؟
 
وكيف لو قال كل مسؤول في موقعه "إنها مسؤوليتي" كما قالها آل مهنا؟ ترى هل كان واقعنا سيتغير، لو استشعر كلٌّ في موقعه مسؤوليته تجاه رعيته، وقام بما يوجبه عليه ضميره ودينه وحبه لوطنه وبني بلدته؟
..
سبق
...........................

مُفتٍ (سعودي)... ومُلحد سابق (مصري)... وأديب (سوري) واقتصادي (بحريني)... وشاعر (كويتي)


                          د.محمد العوضي

«كانت لنا أيام في صالون العقاد» كتاب ماتع، استمتعت بقراءته في المرحلة الجامعية رغم الملحوظات العديدة على كثير مما جاء فيه.

لقد سرد مؤلفه أنيس منصور الحوارات والمناقشات والطرائف واللطائف التي دارت في هذا الصالون الثقافي في القاهرة في حضرة الموسوعي عباس محمود العقاد مع الادباء والشعراء والفلاسفة والمؤرخين والمستشرقين.

وفي الصالونات الادبية فرصة لأن يمتحن الانسان افكاره ويطبخها ويغربلها من خلال عرضها على النخب المتنوعة، فيا لها من خدمة مجانية تصب في صالح كل باحث ينشد الارتقاء في دراساته.

وهذا ما كان يحصل في صالون المفكر الجزائري (مالك بن نبي) وغيره وقد حرصت على حضور بعض الصالونات الثقافية وتتبع اخبار اخرى مما لها اثر معرفي ظاهر مثل صالون عبدالمقصود خوجة في جدة (الاثنينية) وقد حضرتها وانا في رحلة الدكتوراه في أم القرى، واقتنيت مطبوعاتها الممتازة، وصالون الاديب عبدالعزيز الرفاعي في الرياض ومجلس الشيخ احمد بن علي المبارك في الاحساء (الاحدية) وغيرها.

في ليلة الاثنين الماضي جمعتني سهرة في صالون او مجلس الشيخ محمد بن ناصر العجمي مع ثلة متنوعة من اهل المهتمين والمختصين بالعلوم والآداب احتفاء بضيف الشرف الشيخ عبدالله المطلق عضو هيئة الفتوى وكبار العلماء بالمملكة العربية السعودية.

وكان من ضمن الحضور الذين شاركونا الحوار واثرونا بالفوائد والتعليقات الدكتور حسان الطيان عضو مجمع اللغة العربية بدمشق واستاذ العربية في جامعتي الكويت والعربية المفتوحة، والدكتور نظام يعقوبي مستشار المصارف الاسلامية المعروف، والدكتور الشاعر عواد برد العنزي، وغيرهم من الفضلاء.

وقد بدأ الشيخ محمد بن ناصر العجمي كلامه متوجهاً للشيخ عبدالله المطلق قائلا أن من الكتب اللطيفة في القرن الماضي التي ألّفها مفتي الكويت عبدالله النوري كتاب (من غريب ما سألوني) فهل بالامكان ان تتحفنا ببعض او آخر غرائب الاسئلة التي طرحت على فضيلتكم؟

وهنا ذكر الشيخ المطلق غرائب وعجائب، ولكن الاغرب هو مهارة الشيخ وسجيته في الاجابة...فنحن هنا امام العجب من طرافة السؤال والسائل وذكاء وبداهة ولطافة الجواب والمجيب، ولذا دعوت مرافقي الشيخ ان يجمعوا هذه الاسئلة والاجوبة لما فيها من علم وامتاع.

معرفتي بالشيخ عبدالله المطلق كانت في دمشق بمؤتمر في معهد أبو النور، وهناك تعلمت منه معنى تواضع العلماء. كنت اجلس بجواره في المؤتمر ولما جاء دوري في التعليق وتناولت منهج محمد عابد الجابري بالنقد في نقده للتراث، ثم تطرقت الى موضوع المرأة وسردت بعض المراجع العربية والاجنبية، كان الشيخ يكتب اسماء المراجع وبعد التعليق طلب مني أن ازوده بما فاته من الكتابة. وهذا شأن الشيخ حفظه الله حتى في مجلسنا الاخير في صالون بن ناصر العجمي،ي حيل على المختصين في النقاش ويدوّن ويطلب من مرافقه أيضاً التدوين، وقد سجل كل ذاكرته عن الموضوع الذي اثير اخيرا حول تفسير الحروف المقطعة في القرآن باللغة الارامية وشاهد الفيديو ثم اكمل المشاهدة للردود وانا بجواره على وليمة العشاء.

الشيخ المطلق... نموذج للفقيه الداعية بالحب والرحمة الذي يحسن التسامح في الفتوى وليس التساهل.

ولما جاء الحديث عن الزندقة والإلحاد، ثم عن برنامج سواعد الاخاء - الجزء الرابع الذي تم تسجيله بتركيان تشعب الحديث الى ان ذكرت له تجربة الملحد المصري استاذ الفلسفة منصور فهمي الذي تخرّج في«السوربون» في موضوع المرأة وانتقص القرآن وهو صاحب عبارة «الإنسان وحده لا شريك له»، وذكرت توبته ثم مقالته النثرية الرائعة التي كتبها في «خواطر نفس» تحت عنوان «أنت أنت الله»، فاستحسنها الشيخ واستدرك عليها، كان مجلسا لطيفا والمشاركات كثيرة ضمنها الشاعر عواد بقصائده والشيخ بالحديث عن أهمية تدبر القرآن وخرج مسرورا بارك الله في علمه وجهوده.


@mh_awadi
الراي الكويتية
........................................


 




مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2...@googlegroups.com - أرشيف الرسائل

6


التصنيف بين الشرعية والبراغماتية!

د. صنهات العتيبي


 


لقد انـتـقل العالم بسرعة شهابـية من الحرب الباردة وصراع القطبـين الى الحرب الناعمة وسيطرة القطب الواحد ثم الى الحرب المنسقة بين دول مختلفة تبدو في الظاهر متصارعة لكن علاقاتها في الباطن أنقى من بـياض الحليب! وتبدو سياساتها وتصريحاتها أمام الفلاشات متـناقضة لكنها من تحت الطاولة طبق على طبق! أميركا وروسيا ودول أخرى كبـيرة وصغيرة، مهمة وغير مهمة تــنسق مع بعضها البعض الآن لمعالجة الأزمة السورية المستمرة دون الاتصال بالطرفين المتحاربـين (النظام والمعارضة).

وقد تكون هذه هي المرة الأولى في التاريخ التي تعالج فيها أزمة سياسية عويصة بهذا القدر من الدم والدمار والأحقاد دون حضور أطرافها الرئيسة ولن يتوقف العجب من التـغير الكبـير في السياسة على المسرح الدولي الذي أصبح فعلا «مسرح» هزلي لا مثيل له!

وقد تكون أيضا المرة الأولى في التاريخ التي يفرض فيها (قرار ما) على الأطراف المتصارعة وعلى المنطقة حسب مزاج وتـقدير أطراف خارجية تـنظر الى الأمور من منـظارها الخاص وتـقدر المسائل وفق مصالحها الخاصة وليذهب أهل الديار الى البحار، وهذا ما حصل! الآن في اجتماعات فيـينا وربما عواصم أخرى يتحدثون بصوت مرتـفع عن فرص معالجة الأزمة السورية والأزمة العراقية كذلك عن طريق «التـصنـيف» أي تصنيف الجماعات والكتائب المتحاربة في سوريا والعراق الى فئـتين: جماعات إرهابـية لها الويل والثـبور وجماعات مسالمة أو شرعية لها الحب والحبور، ثم يقوم المجتمع الدولي بعد ذلك بإفـناء الشعب السوري! آسف أقصد إفـناء ما يرى أنها جماعات إرهابـية وترك الجماعات التي يرى إنها مسالمة أو شرعية لكي تٌـفـني هي بطريقتها الشعب السوري الذي يرفض الحل الدولي مع التأكد من عدم وجود شهود على الأرض!

على ذكر الشهود يـبدو أن محاولات معالجة الأزمة السورية بطريقة «التصنيف» قد تٌحدث ثورة في القانون الدولي كما أحدثت ثورة في العلاقات السياسية والاستراتيجيات العسكرية حيث أنه لأول مرة في التاريخ تطير طائرات أميركية بجانب طائرات روسية تحت العيون الإسرائيلية لتـقصف مسلمين عربا وتركمان في بـيوتهم البدائية، وليضحك الساسة ملء أشداقهم وشر البلية ما يضحك!

في جانب القانون الدولي سوف يجتمع العالم المتحضر في فنادق سبع نجوم في فيـينا أو غيرها ويقرر من يحق له الحياة ومن يحق له الموت في سوريا والعراق على بعد عشرة الأف كيلومتر دون محاكمات ودون حضور قضاة ولا محلفين ولا ممثلين عن الشعبين السوري والعراقي، هزلت وحق لها ذلك! حسنا هل هم يمزحون؟ لا! فالعالم يتصرف بجدية مع هذه القضية وقد بدأت بعض الدول في التوسط لإدراج الجماعات المقربة منها في قائمة الجماعات السلمية وبدأت دول أخرى في الضغط لإدراج الجماعات التي لا تحبها في قائمة الجماعات الإرهابـية، فعلا فوضى خلاقة!

الأدهى والأمر أن روسيا مثلا وهي طرف أصيل في الصراع على الأرض والسماء سيحق لها أن تحاكم وتقرر وتصنف بل وستأتي بجماعاتها المحبـبة نقلا عبر البحار وتمنحها الشرعية والتصنيف الإيجابي الذي تحتاجه لتستمر في قتل الشعب السوري الذي هاجر عبر البحار، وعلى عينك يا قبطان! اقرؤوا هذا الخبر «الروس عرضوا على أعضاء وفد لجنة الأمن والدفاع العراقية الذي يزور موسكو إرسال مرتزقة مدربـين على شتى أنواع العمليات العسكرية لمحاربة تـنظيم الدولة»! وعلى نفس المنوال ستأتي روسيا بمرتزقة في سوريا يساندون مرتزقة إيران الذين جمعتهم من أفغانستان ولبنان والعراق وباكستان وحتى نيجيريا ليقاتلوا الشعب السوري على أرضه! ماذا سيقول القانون الدولي عن توظيف المرتزقة وعن حق الشعب في الدفاع عن أرضه وعن حق الشعب في تقرير المصير وعن وعن، ولا نفس! الشق في القانون الدولي أكبر من قلق بان كي مون!

القانون الدولي يمزق تمزيقا على أرض سوريا لحسابات مصالح الدول الكبرى ما يجعل أفضل وصف للحالة السورية الآن هو «كسر الشرعية لصالح البراجماتـية»! والعمل جار على قدم وساق لتجميع المعتدين والمتهورين والإرهابيين والمرتزقة وموظفي الشركات الأمنية العالمية وضباط المخابرات الدولية من كافة الأصقاع وخلطهم مع أهل الأرض الأصليين ثم يجرى الترميز والتصنيف والفرز بغرض تبرئة طرف وتصفية طرف أخر بعد وصمه بالإرهاب وتسجل الجريمة في القانون الدولي في ملف «الحرب على الإرهاب»!

من المعروف أنه يجري دائما تـفصيل القانون الدولي على مقاس مصالح الدول القوية المسيطرة التي تـتصرف فيه كما تـشاء لكن التصرف في القانون الدولي بهذه البجاحة والصلافة لم يحدث من قبل ولن تكون عواقبه إلا الدمار والتدمير والمزيد من الإرهاب!
..
الوطن القطرية
...............................................

«الحضارة» في مواجهة «الهمجية» مرة أخرى!



«الحضارة» في مواجهة «الهمجية» مرة أخرى!

لم تخرج الاستجابة الخطابية للهجمات التي ضربت العاصمة الفرنسية، باريس، في 13 تشرين الثاني (نوفمبر) عن السياق الغربي المهيمن والمألوف، إذ جرى وضعها في إطار الحضارة مقابل الهمجية، وهو التأطير نفسه الذي تسيّد الاستجابة لهجمات الحادي عشر من أيلول (سبتمبر( 2001 على الولايات المتحدة. الرئيس الفرنسي، فرانسوا أولاند، وصف الهجمات «بعمل شنيع وهمجي» مؤكداً أن بلاده تخوض حرباً ضد «جبناء»، وليس في الأمر «صدام حضارات». وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، قال إن المعركة ضد تنظيم الدولة (داعش) «معركة بين الحضارة والهمجية؛ بين الحضارة والفاشية القروسطية والمعاصرة في الوقت عينه». وزارة الخارجية اليونانية قال إن «الهجمات المميتة الجبانة الإرهابية...هجمات على كل العالم المتحضر، وعلى الديموقراطية نفسها». الرئيس الروسي، فلاديمير بوتن، بعث برقية عزاء إلى الرئيس أولاند جاء فيها: «هذه المأساة برهان آخر على الطبيعة الهمجية للإرهاب، التي تشكّل تحدّياً للحضارة الإنسانية». مفردات تشبه بشكل لافت مفردات لخطاب الذي أعقب هجمات 11/9، إذ صرّح الرئيس الأميركي آنذاك، جورج بوش، أن «مجموعة من الهمج» أعلنت الحرب على أميركا التي ستشن «كفاحاً ضد الهمجيين»، و»لا بد أن تكسب الحرب ضد سلوك همجي». وفي خطاب ألقاه في منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادي بمدينة شنغهاي الصينية (20 تشرين الأول/أكتوبر 2001) قال بوش مكرّساً ثنائية «الحضارة» و «الهمجية»: «هذا الصراع قتالٌ لإنقاذ العالم المتحضر، ولا يوجد مكانٌ يبتهج الناس المتحضرون فيه بقتل الأطفال والتسبب في وجود اليتامى» (كل مفردات «الهمجية» في هذا المقال هي ترجمة لكلمة «بربرية» barbarism؛ نظراً إلى أن هذا هو المراد باستخدامها، وللابتعاد عن دلالاتها الخاطئة لتي تنسب الوحشية إلى جنس البربر أو الأمازيغ).
بعد 9/11 (في عام 2002)، نشرت مرينا لورنتي، أستاذة اللغة الإسبانية بجامعة لورنس الأميركية، مقالة تناولت فيها ثنائية «الحضارة» و «الهمجية» متسائلة: كيف يجلب مفهوم «الحضارة» إلى الذهن مفهوم «الهمجية»؟ وما المقصود «بالحضارة» و»الهمجية» في سياق 9/11؟ وكيف يعمل التضاد بين «الحضارة» و»الهمجية» بهذه الدرجة من التأثير؟ لا بد في البدء، بحسب لورنتي، من النظر إلى التركيب الثنائي للغة؛ إذ يوجد غالباً ضدٌ لكل اسم ونعت وظرف وفعل، وينطوي هذا التضاد في العادة على انتقاص مصطلح وتفضيل آخر. التباين بين المصطلحين حقيقي؛ إذ يفتقر أحدهما إلى شيء يُجسّده الضد. إن أضداداً مثل رجل/امرأة، خير/شر، بدائي/عصري، وغرب/شرق، هي أمثلة مشهورة على الطريقة التي يعمل بها هذا النظام الثنائي. في حال الحضارة (الغربية)/الهمجية (الشرقية)، فإن المصطلح الأخير، هو المُنتَقص. كيف أصبحت «الهمجية» اللفظ المُنتَقص؟ تجيب لورنتي إنها «قصة الطريقة التي أصبحت فيها الأمم القوية (الغرب) تمارس سيطرتها الثقافية والسياسية والاقتصادية والعسكرية على بقية أنحاء العالم». اللغة مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالتاريخ والسياسة. إنها قصة طويلة وقديمة قِدَمَ التركيب الثنائي نفسه للغة. بيد أنها أيضاً قصة بُنى اجتماعية وقُوى ينبغي نقض بنيانها وتفكيكها. يستحيل التخلص من النظام الثنائي؛ بحسب لورنتي، لأنه يحدّد الطريقة التي تُفهم بها كلمة بالنظر إلى علاقتها مع كلمات أخرى؛ إنه نظام الأضداد. ما لا يفعله هذا النظام هو انتقاص مصطلح في مقابل ضده؛ وذلك عمل الإيديولوجية المهيمنة في زمان ومكان محدَّدَيْن.

يتداعى إلى الذهن، من خلال استعمال ثنائية «الحضارة» و «الهمجية»، أن سلوك «الإرهابيين» أو الهمج الجُدد» تُوجّهه، بصورة يتعذر ضبطها، الغرائزُ الشرسةُ ذاتها، التي سيطرت على أسوأ «الهمج» القدماء، بمن فيهم أتيلا الهون، وجنكيز خان. منذ اللحظة التي صنّفت فيها إدارة الرئيس بوش مقترفي هجمات 9/11 بأنهم «همج»، جرى ربطهم ربطاً مباشراً بأساطير أعداء سبَق وجودهم وجود الولايات المتحدة ذاتها، وتداعت إلى الذهن صور جيوش قبائل رُحَّل ممتطية صهوات الخيل لفتح أوروبا في القرن الخامس عشر. اتساقاً مع هذا الخطاب، تضيف لورنتي، فإن «الرجال الذين هاجموا برجي مركز التجارة العالمي والبنتاغون هم «أتيلا وجنكيز خان» ما بعد الحداثة، مستخدمين خيولهم الطائرة لتدمير الرمزين – أحدهما اقتصادي والآخر عسكري – اللذين يشكلان قاعدة العالم المتحضر الراهن».
تشير ثنائية «الحضارة» و «الهمجية» إلى انقسام مصطنع بين «الحضارة الديمقراطية (الغربية)» وبين «الحضارة الشمولية (الشرقية)»؛ الأولى تُجسّد الحرية والرخاء والاستقرار، والثانية تشير إلى القمع والفقر والاستبداد. إدوارد سعيد تناول في كتابه «الاستشراق» هذه الثنائية بالقول إن الإنسان الغربي، يمثّل ما يكون عليه، ما دام هناك في الجانب الآخر من الأرض شخص شرقي. الغرب موجود لأن الشرق موجود؛ لا يمكن أن يبقى أحدهما من دون الآخر؛ نظراً لأن السمة التي تميّز كلاً منهما هي أن أحدهما ليس الآخر. هذا التقسيم قديم ويتجدّد كلما حدث اشتباك بين «الطرفين». إذا كان العرب والمسلمون، على سبيل المثال، «همجاً»، فإن الغربيين تلقائياً يصبحون «متحضرين». الأوروبي يتصدّر الحضارة عندما يكون الشرقي نقيضها. هجمات 11/9، تفجيرات لندن، هجوم شارلي أيبدو، هجمات باريس، كلها شواهد على «همجية» من عصور سحيقة تريد تدمير الديموقراطية و «طريقة الحياة»--رؤية تشكّل امتداداً للإرث الاستشراقي الذي منع الغرب من معرفة أكثر نضجاً وعدلاً للشرق، والخلاصة، كما يشير سعيد، أن الغرب بسبب هيمنته وكولونياليته أراد توثيق الشرق، فانتهى إلى توثيق نفسه.
إن أصل لفظ «الغرب» مرتبط بوجود الشرق، كما تقول مرينا لورنتي، أستاذة اللغة الإسبانية بجامعة لورنس، فكلاهما يعطي معناه الخاص به للآخر، لأنهما يشكّلان تركيبة ثنائية. «الغرب» هو كل ما ليس «شرقاً»، والعكس صحيح. و»الشرق» هو المصطلح المنقوصة قيمته في هذه الثنائية. ثمة أساطير تُنسب حصراً إلى الغرب، كالموضوعية وتغليب العقلانية على العاطفة. الأسلحة النووية يجب أن تكون في أيد غربية (أو على الأقل غير عربية أو مسلمة)، فهي لن تكون مأمونة بسبب وقوعها في «الأيدي الخطأ». جرائم العنف التي يرتكبها غربيون (وبيض تحديداً) لا تُوصف عادة بالهمجية؛ كجريمة تيموثي ميكفي مفجّر مدينة أكلاهوما، ربما بسبب انتمائه إلى الجزء «المتحضر» من العالم. حتمٌ على الغرب إذن، كما تقول لورنتي، أن يُعرّي وهم الوجود المفترض لشرق يمثل الهمجية مقابل غرب متناغم، مُوحّد، وقوي، لاسيما أن الغرب مصطلح تجريدي، فلا يوجد «كيان حقيقي (مثل دولة قومية) تقيم فيه قوة الغرب بالفعل. هناك، بدلاً من ذلك، شبكة من الحكومات والشركات العابرة للحدود، والمؤسسات المالية التي تقرّر المستقبل الاقتصادي لعالمنا، وهناك دولة بوليسية عسكرية سجَّانه تحكم فوق رؤوسنا». الصراع الحقيقي ، ليس بين «الحضارة» «والهمجية»، ولكن بين نُخَبٍ قوية وبين الذين لا حول لهم ولا طول من شعوب العالم. إن الهجمات التي تتعرض لها دول غربية ليست ناتجة من فقر المهاجمين أو عن «أصوليتهم»، بل عن «عجزهم النابع من المهانة؛ الفشل في أن يصبحوا مفهومين، وعدم قدرتهم على إسماع أصواتهم»، هذا هو التحدي الحقيقي الذي يجب أن يواجهه العالم «المتحضر» بحسب لورانتي.
ختمت لورانتي مقالتها النقدية للسياسة الأميركية بعد 11/9 بهذه الكلمات: «منذ زمن ونحن (في الولايات المتحدة) بلا ديموقراطية. كما أننا لم نمتلك حرية حقيقية أيضاً، ولكننا نعرف الآن. لقد وضع 11 أيلول (سبتمبر) الحقيقة الجلية أمام أعيننا على الشاشة في غرف جلوسنا؛ لأنه عندما انهار البرجان، انهارت أيضاً خدعة الديمقراطية. هذا هو نداؤنا «المتحضر». لنبدأ في استرجاع صوتنا الديمقراطي في مجلس الشيوخ وفي الكونغرس، ولنسْمَعْ الأصوات «الهمجية» للمحكوم عليهم باللعنة، مستهلّين أخيراً حواراً يكون فيه مواطنو النُّخَب الأقوياء المتحضرون من أرجاء العالم كافة محاورين صامتين، ويُعبّر المواطنون المتحضرون المغلوبون على أمرهم من كل بلد في العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة، عن أنفسهم بحرية، وعلى نطاق واسع».
من 11/9 وحتى 13/11 لا يبدو أن المشهد اختلف كثيراً.

• @LoveLiberty
العرب القطرية

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2...@googlegroups.com - أرشيف الرسائل

7

مصر في حوارات لندن


 فهمي هويدي

فهمي هويدي


صورة مصر في الخارج محملة بإشارات تستحق أن تؤخذ على محمل الجد، حيث لا ينبغي أن نتوقع تحسنا في الصورة طالما بقي الأصل على حاله.

هل فكر أحد في دعوة العقول المصرية لمناقشة وتحليل التحديات التي يواجهها الوطن في الوقت الراهن، والاستماع إلى وجهات نظر أصحابها في أفضل السبل للتعامل معها؟ هذا السؤال ظل يلح عليَّ أثناء مشاركتي في المؤتمر الذي دعا إليه معهد تشاتام هاوس بلندن، الذي كان عنوانه «جيران أوروبا المتغيرون والسبيل إلى تجنب الصدامات وإدارة الأزمات في القرن الواحد والعشرين». كان ذلك في الأسبوع الماضي (يوم ١٦ نوفمبر) حين التقى في مقر المعهد ٤٠ شخصية يمثلون المحيط الجغرافي قدر الإمكان لمناقشات استغرقت سبع جلسات. ولأن المؤتمر عقد بعد ثلاثة أيام من تفجيرات باريس، فإن أصداء الحدث الفاجع فرضت نفسها على الحوارات، التي تناولت أسباب القلق الأوروبي إضافة إلى أوضاع الجيران من أوكرانيا إلى الساحل الأفريقي.
كان لشمال إفريقيا نصيبه الذي خصصت له جلسة كاملة، وقد اعتبر منظمو المؤتمر أن مصر إحدى دول شمال القارة، وبالتالي فإن أوضاعها كانت حاضرة في الحوار، الذي تعتبر تقاليد المعهد أنه ليس للنشر، ولكن المراد به تبادل الأفكار وتعميق الفهم والخروج بتصورات وخلاصات تنسب إلى المعهد ولا تنسب إلى أشخاص المتحدثين.
ولأن المعهد أنشئ في عام ١٩٢٠ (بعد عام واحد من عقد مؤتمر باريس للسلام في أعقاب انتهاء الحرب العالمية الأولى عام ١٩١٩)، فإنه أصبح يمثل سلطة معرفية وتاريخية عريقة، فإنه باتت توصياته وخلاصاته تحتل موقعا متميزا في الوسط الأكاديمي العالمي، فضلاً عن البريطاني بطبيعة الحال. كما صارت تستخدم كواحد من أهم مصادر المعلومات من جانب الأفراد والحكومات.
حضور المؤتمر الذي اشترك مع المعهد في تنظيمه مجموعة الأزمات الدولية ومنتدى الشرق، كانوا خليطا من الأكاديميين والخبراء والدبلوماسيين والوزراء السابقين، والمتخصصين من رجال الإعلام. ووجودهم بتنوع اختصاصاتهم على المنصة وفي القاعة أثناء الجلسات المتعاقبة، جعلني أتساءل طول الوقت: أليست مصر في ظروفها الراهنة في أمسِّ الحاجة إلى إطلاق حوارات من ذلك القبيل؟

على الطائرة من لندن إلى القاهرة يوم الخميس ١٩ نوفمبر كانت عناوين الصحف المصرية تتحدث عن انعقاد المجلس الأعلى للقوات المسلحة برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي. وكان عنوان جريدة الأهرام الرئيسي يتحدث عن «أقصى درجات الحذر والاستعداد القتالي». وفي التقرير المنشور وجدت أن الاجتماع بحث الأوضاع الأمنية الداخلية، لاسيَّما في سيناء، حيث استمع الرئيس إلى شرح للإجراءات التي تقوم بها القوات المسلحة من أجل تطهيرها من العناصر الإرهابية، وتثبيت الأمن والاستقرار فيها. أشار التقرير إلى أن مجلس القوات المسلحة بحث أيضا عددا من الملفات الإقليمية، في مقدمتها سبل تعزيز الأمن على الحدود الغربية (مع ليبيا)، وكذلك تطورات العمليات العسكرية ومجمل الأوضاع في اليمن وسوريا. وفي هذا الصدد فإن الرئيس أكد أن مصر ستواصل العمل على تحقيق وحدة الصف العربي والوقوف إلى جانب أشقائها في الدول العربية.
كان اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة مهما في الظروف الراهنة، إلا أنني وجدت أن المشهد كان سيصبح أكمل وأدعى للاطمئنان والثقة لو دعيت العقول المصرية إلى لقاء مماثل، خصوصا أن بعض الملفات تتحدث فيها مصر عن الحلول السياسية، سواء في اليمن أو سوريا أو فيما خص جهود وحدة الصف العربي. الشاهد أن غياب العقول المصرية عن المشهد عزز الانطباع الذي يتحدث عنه البعض في لندن، مشيراً إلى عسكرة السياسة والاقتصاد في مصر في ظل الوضع الذي نشأ فيها بعد الثالث من يوليو عام ٢٠١٣. وهو ما أعاد إلى الأذهان النموذج الجزائري، الذي تبلور بعد الاستقلال في بداية ستينيات القرن الماضي، حيث سيطر العسكر على مقاليد الأمور في مجالات السياسة والاقتصاد، ولا يزالون يباشرون تلك السلطة حتى الوقت الراهن. لست أتحدث عن معلومات ترددت أثناء المناقشات، حيث لا تسمح تقاليد المعهد بنسبة الكلام إلى قائليه، كما ذكرت، لكنني أتحدث عن حوارات جرت في الكواليس حرصت خلالها على أن أستمع إلى انطباعات بعض الخبراء الأوروبيين عن الأوضاع الراهنة في مصر وعن مجمل متغيرات منطقة الشرق الأوسط. ولأن الأسماء لن تذكر فقد تحدث أولئك الخبراء بغير تحفظ ولا مجاملة. الملاحظة الشكلية التي أثارت انتباهي في كلام المتحدثين أن الجميع، دون استثناء، أشاروا إلى ما حدث في مصر في الثالث من يوليو على أنه «انقلاب»، حيث لم يذكر إلا بأنه «Coup» ولم أسمع متحدثا يصفه بأنه «ثورة» كما هو الشائع في خطابنا الإعلامي والسياسي. هذه الملاحظة يبنون عليها شهادات مستفيضة تنتقد مصر في أمرين، أولهما غياب الديمقراطية. وثانيهما التوسع في انتهاكات حقوق الإنسان التي تتحدث عنها المنظمات الحقوقية العالمية والمصرية. ولدى المتحدثين مقارنة ترددت كثيرا في انتقاداتهم للوضع في مصر بين نسب الإقبال على التصويت في الانتخابات في تركيا التي وصلت فيها تلك النسبة إلى ٨٦٪، في حين أنها في مصر كانت في حدود ٢٠٪ بعد المبالغات التي أضافتها البيانات الرسمية. وكانت صور لجان التصويت الخالية من الناخبين، التي تناقلتها وكالات الأنباء أثناء جولة الانتخابات الأولى، هي الأقوى في التعبير عن تلك المفارقة.
هذا الحديث عن الإقبال غير العادي من جانب الأتراك على التصويت، والنجاح الكبير الذي حققه حزب العدالة والتنمية حين فاز بنسبة قاربت ٥٠٪ من جملة أصوات الناخبين، بنى عليه أحد المتحدثين استنتاجا آخر، إذ ذكر أن نتائج الانتخابات التركية بينت أن الناخبين صوتوا للاستقرار، في حين أن ضعف معدلات الإقبال على الانتخابات في مصر أعطت انطباعا يشكك في إمكانية تحقق استقرارها في الأجل المنظور.

حين أبديت دهشتي من كم التفاصيل التي يتحدثون عنها في مصر. قال لي دبلوماسي بريطاني متقاعد إن الملف المصري حاضر بقوة في الإعلام والسياسة البريطانية، ليس فقط لأن مصر بلد مهم في المنطقة، ولبريطانيا علاقات تاريخية محفورة في الذاكرة، ولكن أيضا لأن ثمة صراعا مكتوما داخل الحكومة حول الموقف من النظام القائم فيها. والمتصارعان جناحان أحدهما يغلب المصالح التي تلعب فيها دولة الإمارات دورا مهما في مساندة النظام المصري، إلى الحد الذي يجعلها تضغط بورقة الاستثمارات في هذا الصدد. (قال إن للإمارات استثمارات في بريطانيا تتجاوز مليارا ونصف المليار إسترليني، يعمل فيها ٣٢ ألف بريطاني ويقوم توني بلير رئيس الوزراء الأسبق بدور الوسيط في تنشيط تلك الاستثمارات من الجانبين). وثمة جناح آخر في الحكومة يقاوم تلك الضغوط ويرى أن الانسياق وراء نهج المصالح يضر بسمعة بريطانيا ويسحب من رصيدها السياسي في أوروبا والعالم العربي. انضم إلينا في الحوار أحد الباحثين، الذي ذكر أن الأمر لم يعد سرا، فالصحف البريطانية (الجارديان والديلي ميل) نشرت وثائق تم تسريبها حافلة بالمعلومات التي تناولت تفاصيل الضغوط التي تمارس على الحكومة البريطانية لتتبنى مواقف مساندة للحكومة المصرية، وكانت تلك الضغوط سببا في تأجيل إصدار تقرير اللجنة التي شكلها رئيس الحكومة لتقييم موقف الإخوان من الإرهاب. ولأن التقرير لم يستجب للضغوط التي مورست، وللحفاظ على جانب المصالح، فإن التقرير لم يخرج إلى العلن، وتم تأجيل موعد الإصدار ثلاث مرات.
لأن موضوع مصر مثير لاهتمام كثيرين، فقد اتسعت دائرة الحوار، ووجدت أن مشاعر القلق ظاهرة في تعقيبات الأغلبية، وحين سجلت في وقت لاحق ملاحظات على ما سمعت فإنني وجدت أن تعبير «الأزمة» تردد أكثر من مرة على ألسنة المتدخلين، ولاحظت أنهم ركزوا على جوانب خمسة منها، هي: أزمة سياسية متمثلة في استمرار الاحتقان وغياب الوفاق الوطني وحدوث الانقسام بين القوى الوطنية، مع وجود أكثر من ٤٠ ألف سجين سياسي مجهولي المصير، ذلك غير المئات المحكوم عليهم بالإعدام، وألحق البعض مسألة مقاطعة الأغلبية للتصويت على الانتخابات ضمن تجليات الأزمة السياسية ـ أزمة أخرى اقتصادية متمثلة في تراجع احتياطي النقد الأجنبي وتعثر الإنتاج الصناعي وتوقف السياحة، إضافة إلى تراجع الدعم الخليجي بعد انخفاض أسعار النفط ـ الأزمة الثالثة تتمثل في تحول سيناء إلى مشكلة أمنية لم تحقق الجهود المبذولة هدفها في وقف العمليات الإرهابية التي لا تزال مستمرة ـ الأزمة الرابعة تتعلق بتعثر محاولات التوصل إلى حل لمشكلة سد النهضة الإثيوبي الذي يفترض أن يكتمل في عام ٢٠١٧، الأمر الذي يمكن أن يلحق أضرارا جسيمة بالزراعة في مصر ـ المشكلة الخامسة تتمثل في تدهور البنية التحتية وتراجع مستوى الخدمات، الأمر الذي كان غرق مدينة الإسكندرية بسبب الأمطار رمزا له. وبهذا التصور فإنهم اعتبروا أن الأزمات باتت تلاحق الحكومة القائمة من كل صوب.

الذين قالوا هذا الكلام ليسوا معارضين سياسيين ولا هم خصوما متآمرين ولكنهم باحثون يتابعون بدقة ما يجري في مصر، ويعتبرون أن أحداثها تؤثر على العالم العربي كله. وأيا كان رأينا في قراءتهم للأوضاع الداخلية في البلد، فإننا ينبغي أن نعترف بأن ما عبروا عنه يعكس بعضا من معالم صورة مصر في الخارج. وأكثر ما همني في الموضوع أن ثمة مناقشات تجري حول مستقبل مصر خارج حدودها أكثر جدية من تلك التي تجري في داخلها. وأن حديثنا عن المؤامرات التي تحاك في الخارج طغى على التفاعل مع الحوارات الجادة التي تجريها المراكز البحثية في العالم الخارجي حول مختلف جوانب الشأن المصري، في هذا الصدد فإن المتابع للحوارات الدائرة في الأوساط الإعلامية والمنتديات المصرية المختلفة لا تفوته ملاحظة أن تركيزها على تأييد النظام القائم ومساندة الرئيس السيسي أكثر من انشغالها بهموم المجتمع ومصير الوطن. والوعود التي أطلقتها القوائم التي خاضت الانتخابات الأخيرة كاشفة بشدة لتلك الحقيقة، ودالة على أنها داخلة إلى مجلس النواب المنتظر للمساندة وليس للرقابة والمشاركة.
إننا بحاجة لكي نسمع صوت العقول المصرية لنتعرف على رأيها فيما يواجهه الوطن من تحديات، صحيح أن ثمة عودة مشهودة للاعتماد على أهل الثقة دفعت أهل الخبرة إلى الانكفاء والانضمام إلى مقاعد المتفرجين، كما أن أغلب أصحاب الرأي الآخر فضلوا الانزواء والصمت إيثارا للسلامة. إلا أن ذلك يعد انسحابا وتفريطا في حق الوطن، الذي هو ملك لكل أبنائه وليس لفئة دون أخرى، ولكي لا يضاف ذلك الانسحاب إلى قائمة الأزمات التي تواجهها مصر، فليس أمامنا سوى أن نرفع الصوت عاليا لاستدعاء تلك العقول وإنهاء عزلتها أو إقصائها. وللإرادة السياسية دورها الأكبر في ذلك، وهو ما نرجو أن تنهض به دون إبطاء.

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2...@googlegroups.com - أرشيف الرسائل

Reply all
Reply to author
Forward
0 new messages